أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي















المزيد.....

الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1533 - 2006 / 4 / 27 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الديمقراطية احدى المفاهيم المهمة التي اخذت اهتمام كبيرا وحيزا واسعا من اهتمامات النخب الثقافية من ناحية ومن ناحية اهتمامات الوسط الشعبي واقصد به هنا المجتمع ككل بما لهذا المفهوم من مساس لحياة الناس بشكل مباشر باعتباره اداة وطريقة فعالة لتصريف شؤونهم بشكل سلمي وودي وانه يتيح اعطاء الفرصة للجميع ويطلق زمام المبادرة لهم هذا فيما يمكن ان نطلق عليه التحتي اما البناء الفوقي فتأثير الديمقراطية واضح وله تأثير كبير على بناء هيكلية الدولة من مؤسسات ويكون اساس هذه المؤسسات قائما على اساس راسخ متين مما يعكس صلابة ومتانة الاسس التي تقوم عليها الدولة وشرعية النظام السياسي الذي ينبثق من صلب الممارسات الديمقراطية سواء كانت آلية لصيرورة الممارسات السياسية بشكل حر او هيكل يظهر مؤسسات الدولة والنظام الشرعي الرسمي وكل هذه الممارسات او البناء الديمقراطي يحقق خطوة الى الامام في دفع مسيرة المجتمع وبناء الذات الاجتماعية لافراد المجتمع وايضا بناء الذات الاجتماعية الجمعية مما يخلق طفرة في تقدم المجتمع ويكون محصلة هذا الفعل الاجتماعي خلق تقاليد عريقة للامة والدولة والحقيقة ان من جملة ايجابيات مفهوم الديمقراطية هو انه يخلق توجها اجتماعيا عاما لدى افراد المجتمع في ان يتحول ولائهم من التشكيل الاصغر الا وهو القبيلة ذات الافق الضيق الى حالة الولاء للامة وهو التشكيل الاكبر حيث تنصهر كل التشكيلات الموجودة في مجتمع ما في تشكيل جديد يضم كل ابناء البلد بكل قومياته واطيافه ومذاهبة في هذا الطيف العظيم وهو هنا الامة التي تحتضن الكل بنفس الاب الحنون الذي يضم كل ابناءه بمحبة وعطف والحقيقة انه لا يمكن الوصول الى هذا المنجز العظيم الا بأداة فعالة يشعر المواطن بعدالتها نحو الجميع وهي هنا مفهوم الديمقراطية الذي بواسطته فقط يمكن الوصول الى هذا المنجز ولاننا ببساطة طالما سمعنا بشعارات مثل وحدة الامة ووحدة الجماهير ولكن الاداة المتبعة والتي استعملت في تحقيق ذلك هي القصر والقوة والشوفينية وخير مثال على ذلك مخرصات النظام السابق ومثل هذه الشعارات الفارغة المحتوى ولكن ما سمعناه بالامس كذبته احداث اليوم فلم نعد نرى وحدة الجماهير كما كان يدعي النظام لذلك امر طبيعي جدا ان الاداة المستعملة هي القصر والخوف وهذه الادوات ممكن ان تخلق تبعية ولكنها لا تخلق ولاءا صادقا ابدا وهكذا تبقى الجماهير وافراد المجتمع محلك سر ولا يكون هناك تقدم الى الامام والحقيقة ان التطورات السائدة في عالمنا المعاصر اليوم ( عصر العولمة وثورة المعلومات ) تفرض على كل التيارات السياسية والفكرية ان يبكون خطابها يتمتع بسمات تتناسب مع سمات هذه المرحلة والتي من سماتها التعددية في الرأي والتعددية في تشكيل التيارات السياسية وايضا التشكيلات الاخرى مثل الاتحادات والنقابات او اي تشكيل حر ديمقراطي اذن الخطاب السائدة المنفتح والذي يتمتع بمزايا الحرية الفكرية وانفتاح على الاخر واخذ المتغيرات العالمية المعاصرة بنظر الاعتبار والذي يمكن ان يتفاعل مع القناعات ومشاغل المجتمع ويطرح حلولا عقلانية ولكن ليس بصورة وصائية بل بصيغة المحاور والمتفاعل والذي يستطيع ان يجمع حوله وجدان وذهنيات المجتمع بما يقدمة من تنوير والتواصل مع المتغيرات العالمية على الصعيد الثقافي والسياسي وفي كل الاصعدة بفضل سواد ثورة الاتصالات والمعلومات لم يعد هناك شيء خافي ولا يمكن حجب الحقائق على المجتمع كما كان يجري في السابق بل اصبحت كل القنوات مفتوحة امام الفرد بالتزود بغذاء الفكر بمثل ما له الحق في التزود بغذاء الحاجة ولم يعد يقبل المواطن بان يتخلف عن باقي بلدان العالم لان صدمة الحداثة الفكرية والتكنولوجية والمعلوماتية قد صدمته واحدث له انزياحات على صعيد الفكر او السياسة مما خلقت قيما جديدة على ارض الواقع لان موجه الحياة قد تغيرت فأتت بقيم واضمحلت قيم وهذا امر طبيعي في اي مجتمع اخذ يتحسس الحركة الاجتماعية لاننا نراه عندما لمس مزايا الحضارة والتكنولوجية وفوائدها للمجتمع نراه يرمي القيم القديمة وياخذ بالقيم الجديدة وهذه علامة صحة للمجتمع واستحسان في ان المجتمع ما زالت فيه روح حب الحياة والتطلع الى الامام ومسايرة الامم الاخرى والحقيقة ان هذه التغيرات هي ثمرة التوجه الديمقراطي السليم والحقيقة مثلما الديمقراطية هي نظام رائع جدا ويمكن المجتمع في السير نحو الافضل وبصورة سلمية ولا تعرض المجتمع الى هزات عنيفة تتطلب هي ايضا اي الديمقراطية ان يتمتع ابناء المجتمع بذهنية منفتحة واعية مرنة وان تقدر جيدا ان الديمقراطية هي ليست حل سحري يمكن تنفيذه بحسابات مسطرة جاهزة بالطبع كلا فهي ليست كذلك فهي مكابدة وصيرورة وصراع ولكن فكري وليس عسكري مع القوى التي لا تؤمن بهذا النهج والتي تنتهج طرق معاكسة تماما مثل الارهاب والوصاية والجماهير والمجتمع وهكذا نرى ان الديمقراطية هي افضل ما توصل له الانسان بنضاله وصبره وهو افضل القنوات التي اثبتت نجاحها ولكنها تتطلب نفسا صبورا من قبل المجتمع فقد يحصل اثناء تطبيق الديمقراطية عثرات هنا وهناك ولكنه ثمن بسيط قياسا الى النتائج الجيدة التي سوف يحصل عليها المجتمع مقابل ذلك وايضا ان بلد مثل العراق الذي عانى ما عانى من احتكار للسلطة على مدى 35 عام غابت فيه ابسط انواع الديمقراطية قد خلقت فراغا في الوعي الفرد لمجتمعنا العراقي وفقر في التقاليد الديمقراطية على مستوى الدولة العراقية مما قد يعرقل بناء الديمقراطية في الفترة المعاصرة لان المواطن لم يستوعب مبادئ النظام الديمقراطي لانه لم يعيشه اصلا وبالتالي تتغلغل في وعيه ووجدانه وهو معذور للاسباب التي ذكرناها قبل قليل والحقيقة ان من واجب كل التيارات السياسية والاحزاب والمثقفين في هذه المرحلة هي اسناد النظام الديمقراطي لبلدنا وتوضيح المفاهيم للمجتمع حتى يفهم معنى وبنية الديمقراطية بشكل سليم لان نجاح التجربة سيعود بخير على الجميع وان اخفقت لا سامح الله سيتأثر كل المجتمع وليس فئة دون غيرها واملي الجميع ان يرتقي الى دوره والمطلوب كما قال المفكر الفرنسي جاك دريدا
(لطالما رفضنا الجلوس معا في الماضي للتناقش والتجاور في شؤوننا المشتركة لكن الذي يجبرنا على الجلوس الان معا هو الحقيقة المرة للمستقبل لانه اذا حدثت اي هزة لمجتمع سنتأثر جميعا وليست فئة دون غيرها )



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية الالية الحضارية لصيرورة تقاليد راسخة
- الطاغية الذي ظهر عارياً
- الساسة العرب وضمور الالتزام الاخلاقي
- تاريخ السلطة في العالم العربي غياب الفكر الاستراتيجي وهزائم ...
- المثقف والسياسي بين تبعية العلاقة وضرورة التفاعلية
- ذهنية السلطة في العالم العربي واطرها التقليدية
- الجمعية الوطنية القادمة ،مهام وطنية منتظرة ومظاهر سياسية ينب ...
- الاضطراب السياسي في الوضع السياسي العراقي
- النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية
- هل انزوى الأدب المعاصر بعيداً عن الاحتجاج والتمرد والتعبئة ؟
- الدستورية نزعة حضارية وصمام امان للمجتمع وصلته بالدولة
- الاعلام العربي … الواقع والتحديات؟
- شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - الديمقراطية عنوان العصر وضمانة النهوض الاجتماعي