|
لماذا يرتعب بعض المصريين من تهمة العداء للسامية؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 22:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا يرتعب بعض المصريين من تهمة العداء للسامية؟ طلعت رضوان منذ تكوين دولة للهيود فى فلسطين، فإنّ الإدارة الأمريكية تعتبرأنّ كل من ينتقد سياسة إسرائيل- خاصة فى تعاملها مع الشعب الفلسطينى- هومن أعداء السامية، وما حدث طوال السنوات الماضية، تكررفى شهربرمهات/ مارس2019كما دأب غلاة الصهيونية الدينية على اتهام أى معارض لإسرائيل بأنه (من أعداء السامية) وهوما حدث فى مدينة (ميونخ) الألمانية حيث فصلتْ صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) رسام الكاريكاتير(ديرهانيتش) بسبب نشره رسمًا اعتبره اليهود معاديـًـا للسامية..وقد خضعتْ الصحيفة لابتزازاللوبى اليهودى (رغم أنّ رسام الكاريكاتير يعمل بالصحيفة منذ عدة سنوات) وكان تبريرهيئة التحريرأنّ الفنان رسم رئيس الوزراء الإسرائيلى (نيتانياهو) على هيئة المُـغنية الإسرائيلية (نيتا) الفائزة بمسابقة الأغنية الأوروبية عن عام2018..وكتب الفنان تحت الرسم ((العام المُـقبل فى القدس)) ووضع فى يده صاروخـًـا..ورسم على الصاروخ نجمة داود..ولم يكتف رئيس التحريربفصل الفنان..وإنما اعتذر(للقراء) عن نشرالكاريكاتير( الأهرام18 مايو2018- ص8) العداء للسامية تسبـّـب فى انتشارحالة من الرعب لكل من يـُـفكـــّــرفى انتقاد السياسة الإسرائيلية..فهل مصطلح (سامية) له أصل (علمى) أم أنه من اختراع بنى إسرائيل؟ ويعود إلـــى أسطورة توراتية تقول أنّ أبناء نوح هم سام وحام ويافث..وأنّ نوح بعد أنْ سكرتعرى..وأنّ حام رأى عورة أبيه..فغضب نوح على حام ورضى عن سام..ووفق النص التوراتى ((وقال مبارك الرب إله سام)) (تكوين 9) ومن خلال متابعتى لما يـُـنشرفى الصحافة العربية والمصرية، فقد لاحظتُ أنّ كثيرين يعتمدون تعبير(السامية) فى كتاباتهم، بل ويعتبرون أنّ شعبنا المصرى ضمن المجموعة السامية..وفق التقسيم التوراتى. وذكرتْ الموسوعة العربية الميسرة أنّ تعبير(سام) يشمل حاليًا: العرب والأكاديين من قدمـــاء البابليين والأشوريين والكنعانيين والفينيقيين واليهود، خاصة أنّ لغات هذه الشعوب انحدرتْ مــــــن أصل لغوى واحد هواللغة السامية (ص 948) ويوضّح هذا التشابه بين اللغتيْن العربية والعبرية. أما عن الجغرافيا فإنّ مصرتقع فى الركن الشمالى الشرقى من أفريقيا، فى حين تقع سوريـا (كمثال) جنوب غرب آسيا..وكتب العالم الكبيرسليم حسن (( إنّ سكان بلاد النوبة ومصريُـنسبون إلـــى الجنس الحامى..وأثبتتْ بحوث علماء علم الإنسان الذين فحصوا الجماجم البشرية، أنّ كل من المصرى والسودانى ينتسب إلى سلالة واحدة هى السلالة الحامية)) (موسوعة مصرالقديمة ج10- ص "ز" فى التمهيد ومن ص3- 6) وعن الاختلاف بين الثقافتيْن المصرية والعبرية، عقد المفكرالسورى الكبيرفراس السواح مقارنة بين الديانتيْن الآتونية والموسوية، فكتب ((تــُـصرالديانتان ولأول مرة فى التاريخ على وحدانية الإله. إلاّ أنّ وحدانية أخناتون أعم وأشمل، لأنه يرى آتون إلهًا للأمــم كلها، بينما بقيتْ اليهودية فترة طويلة من تاريخها، على الاعتقاد بيهوه إلهًا للشعب اليهودى (فقط) ويتجلى فى المعارك والانتصارات، لاكما يتجلى آتون فى الأزهاروالأشجاروجميع أشكال النماء والحياة)) (مغامرة العقل الأولى– مؤسسة الفيحاء– توزيع دارعلاء الدين– دمشق ط 10 عام 1993 ص 132) لعلّ هذا الفارق الجوهرى بين المصرية والعبرية، هوالذى جعل كثيرين من المفكرين يكتبون عن مصربصفتها مهد الحضارة، وأنّ المصريين ((يزيدون كثيرًا عن سائرالناس فى التقوى)) (هيرودوت يتحدث عن مصر- ترجمه عن اللغة الإغريقية د. محمد صقر خفاجه- هيئة الكتاب المصرية- عام 1987- ص124) وكتب كثيرون عن التراث العبرى وعن الشعب اليهودى مثل العالم (ويلز) فى كتابه (موجز تاريخ العالم) فقال إنّ تاريخ ملوك إسرائيل وملوك يهوذا هو((قصة ملوك همج يحكمون شعبًا من الهمج)) (ص101) وكتب جوستاف لوبون ((أسفرتعصب اليهــود عن عدم احتمال جيرانهم وجودهم..وكان بنوإسرائيل أقل من أمة حتى شاؤول..كانوا أخلاطــًـا مــــن عصابات جامحة..مجموعة غيرمنسجمة من قبائل سامية صغيرة.. أفاقة بدوية.. تقوم حياتها علــــى انتهاب القرى الصغيرة)) وكتب سارتر فى كتابه (اليهودى واللاسامية– بحث فى أسباب الحقــــد) الصادرعام 1948 ((إنّ العامل الوحيد الجامع بين اليهود هوعداء المجتمعات المحيطة بهـــم وكراهيتها لهم)) وكتب العالم أينشتاين فى كتابه (حول الصهيونية– خطابات ورسائل) الصـادرعام1931((إننا ندين إلى اللاسامية بالمحافظة على وجودنا واستمرارنا)) وبمفهوم المخالفة فإنّ أينشتاين يرى أنّ السامية ضد الوجود الإنسانى، وكانت مواقفه العملية متسقة مع أفكاره، حيث رفض العرض الصهيونى بأنْ يكون رئيسًا لدولة إسرائيل، وهوالعرض الذى عرضه عليه بن جوريون يوم 18 نوفمبر 1952..ويرى ماركس فى كتابه (المسألة اليهودية) أنّ خلاص البشرية من اليهود ((يقوم فى تحريرالإنسانية من اليهودية)) وكتب العالـم فرويــــد أنّ ((عقدة اليهود سبق مصرفى الحضارة)) وبينما وصف المصريين القدماء بالوداعـة، وصف الساميين بالهمجية (موسى والتوحيد ص 109) وكان فرويد متسقــًا أيضًا مع نفسه، حيث رفض المساهمة فى الدعاية لقيام دولة إسرائيل، لعدم اقتناعه بإنشاء وطن لليهود على أرض شعب آخر..وكتب فولتيرأنّ الشعب اليهودى ((حامـل لأبشع المعتقدات الخرافية وأدنى أشكال العهروالبغاء وأكثرضروب السلوك البشرى وحشيــة ودموية)) أما العالم الإيطالى جيوردانوبرونوالذى أحرقه القساوسة الأتقياء حيًا عام 1600فى روما، فكتب إنّ (اليهود هم بلاشك فضلات الحضارة المصرية) وأنّ مصر((هى مبدعة الكتابة والآداب، أساس كل تراثنــا وشرائعنا)) وعن الفرق بين الديانة المصرية وغيرها من الديانات كتب كل من (تيموثى فريك وبيترغاندى) فى كتابهما المشترك (متون هرمس– حكمة الفراعنة المفقودة) أنّ تعاليم هرمس أثــّـرتْ تأثيرًا عميقــًا فى إنجلترا على دائرة رجال البلاط الذين أحاطوا بالملكة اليزابيث الأولى..ومنهم سيرفيليب سيدنى، وسيروالتر رالى، وجون دوى، وكريستوفرمارلو، ووليم شكسبير، وشارل شابمان، وفرانسيس بيكون وقد تعلموا جميعًا من الحكمة المصرية..وكان تلاميذ الدين المصرى الجديد لمثلث العظمة هرمس مثل جيوردانو برونو يسافرون مُبشرين إلى أصقاع أوروبا. وكان برونو يعتقد أنّ دين هرمس المصرى هو جد مدارس الأسراراليونانية..وأنه قد حان الحين لكى يُصبح ذلك هو الدين الموحد..هوالدين الذى يجمع كافة الأديان والمذاهب (ترجمة عمرالفاروق المجلس الأعلى للثقافة المشروع القومى للترجمة عدد رقم 357 ص 21 ، 22) وكتب بول ماسون (مؤرخ التجارة الفرنسية فى الشرق) أنّ ((اليهود هم أكثرالناس شرًا فى العالم..فهم يكرهون المسيحيين كراهية عمياء)) وفى العصورالوسطى تـمّ إحراق نسخ من التلمود فى باريس..وكتب الحاخام (ماجين ديفيد) كتابًا بعنوان (سبعون وجهًــــــا للتوراة) وكتب (رفائيل أهارون) كتابـًـا بعنوان (خيرمصر) عام 1908. أما عن وضع اليهود فى مصر، فإنّ الباحث (يعقوب دافيد حسون) كتب ((يمكننا القول أنّ يهود مصركانوا مُـندمجين للغاية فى مجتمعهم)) وكتب إدوارد لين عن وضع اليهود فى عهد محمد على ((لم يتمتع اليهود بالتسامح الدينى فقط ، بل إنهم عاشوا فى مصرفى ظل سلطة أقل استبدادًا من أية دولة أخرى فى الامبراطورية التركية)) وكتب الأستاذ محمد حسن خليفة فى تقديمه لكتــاب (تاريخ يهود مصرفى الفترة العثمانية) أنّ تاريخ يهود مصر((ليس تاريخ حارات يهودية، بل هوتاريخ جماعة مصرية دينها اليهودية ومندمجة فى المجتمع المسلم والمسيحى ومختلطة به وليسـت منعزلة عنه)) إنّ العداء بين مصروالساميين من بنى إسرائيل عداء حضارى وتاريخى بدأ بالتوجه الأيدولوجى المدوّن فى العهد القديم الذى وردتْ به آيات عديدة تنص صراحة على أنّ إله العبريين ((قتل كل بكرفى أرض مصر..من بكرالناس إلى بكر البهائم)) (خروج12: 29 وخروج13: 15 ومزمور78: 51 ) ورغم هذا العداء غيرالمبررعلى المستوييْن الإنسانى والتاريخى، فإنّ جدودنا المصريين القدماء عاملوا اليهود معاملة إنسانية..وعلى سبيل المثال ((سمح بسماتيك الأول لليهود أنْ يتدفقوا على مصر..وأنْ يُنشئوا لأنفسهم مستعمرة خاصة بهم، بل سمح لهم (أيضًا) أنْ يُقيموا معبدًا لإلههم (يهوه) بل إنه بفضل تسامح المصريين ورحابة صدورهم، عاش اليهود فى مصر)) (د.محمد بيومى مهران– تاريخ الشرق الأدنى القديم– دارالمعارف المصرية– عام 1976 – ج 3 ص 325 ، 384 ) ودليل هذا التسامح يأتى من التوراة نفسها، حيث أنه بعد خروج اليهود من مصرحدث الآتى ((فتذمّـركل جماعة بنى إسرائيل على موسى وهارون فى البرية..وقال لهما بنوإسرائيل ليتنا متنا بيد الرب فى أرض مصرإذْ كنا جالسين عند قدوراللحم (و) نأكل خبزٌا حتى الشبع..فإنكما أخرجتمانا إلى هذا القفرلكى تــُـميتا كل هذا الجمهور بالجوع)) (خروج16: 1– 3) وورد أيضًا ((فعاد بنوإسرائيل وبكوا وقالوا من يُطعمنا لحمًا..قد تذكرنا السمك الذى كنا نأكله فى مصرمجانًا والقثاء والبطيخ والكرات والبصل والثوم. الآن قد يبستْ أنفسنا إلخ )) وورد ((إنكم بكيتم فى أذنىْ الرب قائلين من يُطعمنا لحمًا؟ إنه كان لنا خيرفى مصر)) وورد ((فرفعتْ كل الجماعة صوتها وصرختْ وبكى الشعب تلك الليلة..وتذمّـرعلى موسى وعلى هارون جميع بنى إسرائيل وقال لهما كل الجماعة ليتنا متنا فى مصر. أليس خيرًا لنا أنْ نرجع إلى مصرفقال بعضهم لبعض نـُـقيم رئيسًا ونرجع إلى مصر)) وورد ((وخاصم الشعب موسى)) والسبب ((لماذا أصعدتمانا من مصرلتأتيا بنا إلى هذا المكان الردىء. ليس هومكان زرع وتين وكرم ورمان ولافيه ماء للشرب)) (عدد 11 من 4 – 6 ، 14 من 1- 4 ، 20 من 1 – 5) بعد هذا العطاء والتسامح من المصريين لصالح بنى إسرائيل (وبشهادة العهد القديم) ماذا حدث؟ نجد آيات عديدة تــُحرّض اليهود ضد مصرإلى درجة التجسس لصالح أعداء مصر..ويُـلخص د.محمد بيومى مهران الموقف قائلا ((انتهت الأمور باليهود أنْ نسوا لمصرأنها أطعمتهم من جوع وآوتهم من تشرد وكستهم من عرى. فردوا لها الجميل نكرانــًـا..وكانوا عليها للفرس أعوانــًـا وفى حاميتهم جنودًا)) وكما تجسّسوا لصالح الفرس تجسّسوا لصالح الهكسوس. لذلك كان لابد أنْ تزداد كراهية المصريين لليهود ((بعد أنْ رأوهم بعد طول إقامة فى البلاد خونة وجواسيس ومثارفتن وأذنابــًـا لأعداء البلاد)) (المصدرالسابق– ص 380) والعهد القديم صريح فى هذا العداء الحضارى: ((قال موسى يقول الرب إنى نحونصف الليل أخرج وسط مصر. فيموت كل بكرفى أرض مصر. من بكرفرعون الجالس على كرسيه إلى بكرالجارية التى خلف الرحى وكل بكربهيمة..ويكون صراخ عظيم فى كل أرض مصرلم يكن مثله ولن يكون مثله أيضًا)) وقبل أنْ يقتل المصريين، وحتى لايـُـخطىء بين بيوتهم وبيوت بنى إسرائيل فإنه يطلب من الأخيرين ما يلى ((ويكون لكم الدم علامة على البيوت التى أنتم فيها..فأرى الدم وأعبرعنكم..فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب مصر..ويكون لكم هذا اليوم تذكارًا فتعيدونه عيدًا للرب فى أجيالكم تــُـعيدونه فريضة أبدية)) (خروج 11 من 13– 14) وقبل تنفيذ هذه المجزرة فإنّ إله العبريين يُحرّض بنى إسرائيل صراحة على سرقة المصريين حيث يقول لهم ((حين تمضون. إنكم لاتمضون فارغين. بل تطلب كل امرأة من جارتها ومن نزيلة بيتها أمتعة فضة وأمتعة ذهب وثيابــًـا وتضعونها على بنيكم وبناتكم. فتسلبون المصريين)) (خروج 3 من 18– 22) وأعتقد أنّ هذه الآيات تدخل فى إطارالتفاصيل التى لخــّـصتها الآية الشهيرة، آية توزيع أراضى الغيرعلى بنى إسرائيل ((فى ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام (إبراهيم فيما بعد) ميثاقــًا قائلا لنسلك أعطى هذه الأرض..من نهرمصرإلى النهرالكبيرالفرات)) (تكوين 15 : 18) هذا الموقف التوراتى الذى آمن به الحاخامات الصهاينة المتدينون، الذين يتهمون كل من ينتقد سياسة إسرئيل العدوانية بالعداء للسامية، هوالمُبرّرلإحتلال أرض الشعب الفسطينى..وهوالذى دفع العصابات الصهيونية عام 1949 للاعتداء على المصريين فى منطقة أم الرشراش المصرية (إيلات حاليًا) وقتلوا جميع أفراد وضباط الشرطة المصرية وكان عددهم يصل الى 350 شهيدًا..وهوالذى دفع إسرائيل للقيام بغارة وحشية يوم 28 فبراير1955على قطاع غزة..وهاجمتْ خلاله معسكرًا للجيش المصرى وقتلت38جنديًا مصريًا..غيرالمدنيين الذين جـُـرحوا وقــُـتلوا..وهوالذى دفع إسرائيل إلى تدميرالمفاعل النووى العراقى يوم7يونيو 1981..وهوالذى دفع إسرائيل إلى الاعتداء على أراضى الشعب اللبنانى. فهل كل من ينتقد سياسة إسرائيل العدوانية، معادى للسامية؟ لقد رفض الكاتب المسرحى آرثرميلر(موسوى الديانة) جائزة القدس التى منحتها له الحكومة الإسرائيلية تعبيرًا عن استيائه من سياسات شارون ضد الفلسطينيين (أهرام 30 /12 / 2003 ص 28) وفى إسرائيل نفسها نظــّـم أنصار السلام مظاهرة لتأييد الرافضين للخدمة العسكرية فى الأراضى الفلسطينية (أهرام 11 يناير 2004 ص 4) وفى عام 2001 ((طالبتْ منظمة (هيومان رايتس ووتش) لحقوق الإنسان الأمريكية بفتح تحقيق جنائى بشأن تورط رئيس الوزراء إريل شارون فى المذابح التى وقعتْ فى مخيمىْ صابرا وشاتيلا للفلسطينيين خلال الاجتياح الإسرائيلى للبنان عام 82 عندما كان شارون يشغل منصب وزيرالدفاع الإسرائيلى..وقال هانى مجلى المديرالتنفيذى لقسم الشرق الأوسط وإفريقيا فى المنظمة أنّ هناك دليلا واضحًا على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على نطاق واسع فى مذابح صابرا وشاتيلا)) (أهرام 24 / 6 / 2001 ص 5) ونشرتْ هيئة الإذاعة البريطانية على موقعها بالإنترنت ردود الفعل التى أحدثتها الحلقة التى أذيعتْ من برنامج (بانوراما) دارتْ حول جرائم شارون فى صابرا وشاتيلا وحملتْ اسم (المتهم) وكانت عبارة عن رسائل من جمهورالمُـشاهدين لفريق العمل بقيادة المذيع (فارجال كين) ولهيئة الإذاعة البريطانية..ومن بين هذه الرسائل رسالة (كريستوفرفلينت) قال فيها ((برنامج عظيم ونتمنى لكم التوفيق..ولا تــُعيروا انتباهًا لمن سيتهمكم بمعاداة السامية)) ورسالة (شاز– من لندن) قالت فيها ((برنامج يؤكد لنا ألاّننساق ونــُـصـدّق كل ما يذيعه الإعلام الأمريكى دفاعًا عن إسرائيل)) ورسالة (أوزكان– من كانتربرى) قال فيها ((أود أنْ أهنىء ا ل بى بى سى على برنامجها الرائع الصادق حول أتعس أحداث تاريخنا المعاصر..وأنه لمن سوء الحظ أنْ نرى رئيس أمريكا الذى يقول إنه رجل أخلاق يقف بجوارشارون)) ورسالة (ساهيل كوهان– من شيفلد) قال فيها ((عمل رائع يا فرجال..فأنا واحد من الذين يريدون أنْ يروا شارون يُـقـدّم للمحاكمة..وليس هذا من أجل جرائم القتل التى ارتكبها (فقط) ولكن من أجل مستقبلنا)) ورسالة (جولى– من لندن) قالت فيها ((أنا لستُ دارسة بما فيه الكفاية. لكنى لم أستطع أنْ أعرف كيف يمكن لأحد أنْ يُبرّرقتل الضحايا الأبرياء. لابد أنْ نعد أنفسنا من المحظوظين لأننا لم نكن من بينهم..ونبدأ فى التصرف على أننا بريطانيين..ونتوقف عن التصرف كأمريكيين)) (موقع ا ل بى بى سى على شبكة الإنترنت– نقلا عن أهرام 24/6/2001 ص 6) وفى إسرائيل نفسها أعلن مركزالمعلومات الإسرائيلى لحقوق الإنسان أنّ الشرطة الإسرائيلية قامت بتعذيب عشرة أطفال فلسطينيين تم اعتقالهم فى الشهور الأولى للانتفاضة (أهرام 17/7/2001 ص8) وكتب الكاتب الإسرائيلى (عيران تيفنرون) مقالابعنوان (أوروبا أصيبتْ بالصدمة من الإرهاب الإسرائيلى) قال فيه ((فى ألمانيا وباقى دول الإتحاد الأوروبى أصيبوا بالصدمة من الإرهاب الذى تمارسه الدولة الإسرائيلية..وسواء شاءتْ إسرائيل أم أبتْ، فإنّ أوروبا تتوغل أكثر فأكثرفى النزاع الإسرائيلى/ الفلسطينى)) (صحيفة يديعوت أحرونوت– نقلا عن الأهرام 20 / 7 / 2001 ص11) وكتبتْ صحيفة معاريف الإسرائيلية فى افتتاحيتها أنّ ((شارون فقد البوصلة)) أما صحيفة يديعوت أحرونوت فقد كتبتْ ((إنّ شارون بلغ الذروة فى الجنون. فتصريحاته مزعجة ومغلوطة تاريخيًا ومسيئة سياسيًا)) (نقلا عن أهرام 10/10/2001) وأكثرمن ذلك فإنّ 37 أستاذا من جامعة بن جوريون فى بئرسبع جنوب إسرائيل وقعوا مُـذكرة احتجاج على منح رئيس الوزراء الإسرائيلى شارون شهادة دكتوراه فخرية من الجامعة..وجاء فى المذكرة التى نشرتها الصحف الإسرائيلية ((إننا نحتج على هذا القرارلأننا نعتقد أنّ مثل هذا التكريم يجب ألاّيتناول شخصًا تــُـعتبرخياراته الأساسية موضع جدال)) (أهرام 22/11/2001 ص8) وعندما كانت ألوميت شالونى وزيرة التعليم رفضتْ صرف (شيكلا) واحدًا على التعليم الدينى من ميزانية وزارة التعليم..وقالت (وهى وزيرة مسئولة) أنّ الجولان أرض سورية. فهل كل هؤلاء من المعادين للسامية؟ وهل كانت يائيل ديان ابنة موشى ديان وزيرالدفاع الإسرائيلى الراحل معادية للسامية عندما وقفتْ فى الكنيست (البرلمان الإسرائيلى) وانتقدتْ العهد القديم؟ (أهرام 11/2/1993) وامتلك المصرى النبيل (بطرس غالى) عندما شغل منصب سكرتيرعام الأمم المتحدة، شجاعة كتابة التقريرالشهيرالذى أدان فيه إسرائيل للمذابح التى ارتكبتها فى (قانا) وكان يعلم رد فعل هذا التقرير(غضب إسرائيل وأمريكا) ولكنه لم يهتم. كان يعلم أنّ أمريكا والحاخامات المُـتدينين لن يوافقوا على التجديد له لمدة ثانية. فخرج شامخــًا بعد أنْ أرضى ضميره..وانحازلقيم العدل والحق. هذا هوموقف الكثيرين من مصرومن أوروبا ومن إسرائيل نفسها. يمتلكون شجاعة إعلان معارضتهم لسياسة إسرائيل العدوانية. بل ويختلفون مع التراث الدينى العبرى، ولم يخشوا الإتهام بمعاداة السامية. بعد هذا العرض المختصر، أعتقد أنّ الأسئلة المسكوت عنها هى: من الذى يستحق المُطاردة القضائية؟ الذى يدافع عن الحق أم مُـغتصب الحق؟ ولماذا تسكت الثقافة السائدة عن سطوالصهيونية على الحضارة المصرية بالإدعاء أنهم بناة الأهرام كما قال بيجين وغيره كثيرون..والزعم بـــأنّ أخناتون هوموسى..ووضع ثلاثة أهرامات على إحدى الفضائيات الإسرائيلية..والترويج لأكذوبة أنّ الآلات الموسيقية التى تركها جدودنا المصريون القدماء صناعة يهودية؟ وهل العلماء الذيـــــن استشهدتُ بكتاباتهم، وبعضهم يدين بالديانة الموسوية، من أعداء السامية، أم أنهم انحازوا للغـة العلم؟ ورفضوا أية مرجعية دينية..وإزاء استمرارالصراع الحضارى بين الثقافتيْن المصريــة والعبرية، ألايحق للمصريين المؤمنين بمصر تكوين جمعية أهلية تتابع كتابات وتصرفات كل مــن ينطبق عليه (معاداة المصرية) وإلى متى يظل البعض أسيرالتراث العبرى المُـعادى لمصر، ولمعظم شعوب المنطقة، خاصة الشعب الفلسطينى؟ ولماذا يرتعب بعض المتعلمين المصريين (من باحثين وصحفيين إلخ) من الاتهام بمعاداة السامية؟ أليس ارتعابهم دليل على (إيمانهم) بالتراث العبرى المُـعادى لمصر؟ ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكتشاف حديث يؤكد صدق هيرودوت
-
جرائم حماس ضد الفلسطينيين وغياب الإعلام العربى (والمصرى)
-
لماذا يكون الانتماء الدينى على حساب الوطن؟ حلايب وشلاتين نمو
...
-
محمد على ووأد مشروعه: إنهاء تبعية مصرلتركيا
-
إبراهيم باشا ودوره فى الحياة السياسية المصرية
-
ثورة برمهات1919 بين الشعب والزعماء
-
هل يتحقق الانجازالعلمى فى مجتمع تحكمه الخرافة؟
-
العداء العربى/ العربى ومرض (وهم العروبة)
-
الفلسفة والعداء للمعرفة
-
رامى مالك والأوسكار وتزويرالانتماء الوطنى
-
الوباء المُهدد لتقدم الشعوب
-
الشعب الجزائرى ينتفض ضد تأبيد الحكم
-
الصراع بين اللغات القومية واللغة العربية
-
الحضارة المصرية مازالت تبهرالمتحضرين
-
الصحافة الإسرائيلية : هل تتمتع بالحرية
-
أيهما يحقق العدالة الاجتماعية: النظام البرلمانى أم الرئاسى؟
-
حماية الدستور بين الشعب والجيش
-
تحذيرالمثقفين المصريين من الخطرالصهيونى
-
دلالة الاعتداء على رئيس مجلس الدولة
-
ماكرون يذكرأردوغان بالمذابح ضد الأرمن
المزيد.....
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|