|
نيوزيلندا: دولار القومية البيضاء يطارد يورو اللاجئين الأوروبي
مسار عبد المحسن راضي
(Massar Abdelmohsen Rady)
الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 20:47
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
نيوزيلندا: دولار القومية البيضاء يطارد يورو اللاجئين الأوروبي مسار عبد المحسن راضي اضطَرَّ الرئيس الأمريكي؛ دونالد ترامب، أن يخنق لاري ( اسم عصفور تويتر الأزرق)، يوم الاثنين 18 مارس، ليُجبرَهُ على السَقسَقة، ضدَّ وسائل الإعلام؛ تلك التي وجدت فيما قام بهِ، برينتون هاريس تارنت؛ مُنفِّذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، يوم 15 مارس، أنهُ عبارةٌ عن تقديمِ أضاحٍ بشرية، لتكريم الرئيس ترامب، إذ اعتبرهُ وبحسب فرانس برس: رمزاً على تجديدِ الهوية البيضاء. الرئيس ترامب، وبعد أن أدان المجزرة، يبدو أنهُ قد تَذَكّر، أن هنالك 59 مليوناً من التويتريين (مُتابعيه)، ينتظرون منه أن يكون موقفهُ التويتري، منتصباً جدّاً (إحدى مزايا لاري). الرئيس؛ ذو الشعر الأحمر والقلب الأبيض، اضطَرَّ مرّة أخرى، وبحسب تعبير أنتوني ليك إلى- إطلاق البطاطين- على ما فعلهُ تارنت الأبيض: إنَّ عنف القومية البيضاء ليس بالمشكلة الكبيرة؛ أنهم مجموعةٌ صغيرة من الأشخاص. إطلاقُ البطاطين هذا، كفّن ارتباط سياسة اليانكي الخارجية، بحقوق الإنسان.ريتشارد قلب البِيَضْ (الرئيس ترامب)، يكونُ بذلك، قد نافس تاريخ السابع عشر من آب سنة 1971: يوم أقدم الرئيس نيكسون على فكِّ ارتباط الدولار بالمعيار الذهبي، جاعلاً الدولار غير قابلٍ للتحويل، قانوناً، ومُضيفاً رسماً إضافياً بمُعدَّلِ عشرة بالمائة، على الرسوم المفروضة على جميع السلع التي تستوردها الولايات المتحدة من أوروبا. جرى تحويل ديون الولايات المتحدة كلها عملياً إلى أوروبا. لقد قام عملياً، بفكِّ ارتباط دولار القومية البيضاء بالمعيار الإنساني، فارضاً على المنتجات الثقافية الأوروبية التي تشتهرُ بالنزوعِ نحو الإنسانية، أن تدفع كامل الديون الضريبية البيضاء، والتي اغرقت العالم، منذُ رِئاسة ريتشارد قلب البِيَضْ. إذا أردنا أن نستعين بما نقلهُ غارتون آش عن دبليو. أج. أودن، والذي وصف ثلاثينيات القرن العشرين: عقدٌ دنيء وغير شريف؛ لقُلّنا نحنُ عن ولاية ترامب الرِئاسية: سنواتٌ بيضاء وغير ملوّنة! اليمينيون البِيَضْ.. بيزنس ترامب الأمريكي يرى كلٌ من لوي- فيردينان سيلين، أنهُ: ليس ثمة أي مهرب من البيزنس الأمريكي. أنطوان نيغري- مايكل هاردت في كِتَابِهِما (الإمبراطورية: إمبراطورية العولمة الجديدة)، صوَّرا بلاد العم سام بالكلمات التالية: قد تبدو الولايات المتحدة وكأنها روما جديدة، أو باقة روماتٍ جديدة، حيث واشنطن (مجسِّدة للقنبلة) ونيويورك (مركز المال) ولوس أنجلوس (بؤرة استغلال الأثير). إذا أردنا بدورنا أن نُضيف روما أخرى إلى هذهِ الباقة؛ قلّنا: برج ترامب (القُمامة البيضاء)، مستعينين بما ذكرهُ مايكل وولف- مؤلِّف كتاب (النار والغضب داخل بيت ترامب الرئاسي)، حيث يجد الرئيس ترامب نَفْسَه: جزءً من -القُمامة البيضاء- وهو تعبيرٌ عن الطبقة البيضاء الفقيرة. البيزنس الأبيض لترامب، جعلهُ، وبتعبيرٍ أطلقهُ هيغل على اتيلا الهوني ( نضيفُ إليه كلمة الأبيض): مكنسة الرب البيضاء. هو يلعبُ هذا الدور، لأن الأمة البيضاء الأمريكية، اختارتهُ لحلِّ معضلة السيادة والمشروعية، تلك التي لا تقبل الحلَّ بحسبِ ماكس فيبر، إذا: ما لم يتم اللجوء إلى الرموز اللاعقلانية للكاريزما (الجاذبية القيادية الشخصية). ترامب؛ يحاولُ أن يحتفظ للطبقة العاملة، البيضاء شِعاراً، الأمريكية واقعاً، بما أطلق عليه نيغري- هاردت : الامتيازات الإمبريالية. أيضاً؛ وبتكريزِ كلمات المصدر السابق، وخلطِها مع تحليلِنا: أنَّ استهداف المسلمين، يأتي لضمان بقاء انقسامات عمل دولية قويّة. بكلِّ تأكيد، هناك دليلٌ آخر، على ما ذهبنا إليه، فيما يخص المسلمين، ينسابُ كموجةٍ بحرية؛ ربّما لا حظ القارئ، أن تارنت الأبيض، وصِف في أغلب وسائل الإعلام بـ (المهاجم). المسلمون كما يبدو، هم زنوجُ قرنِنا العولمي هذا. ما علينا إلّا أن نُطالع، كيفية حلِّ اليانكي لمشكلة الأفارقة الأمريكيين في الدستور- نعتمد أيضاً على الثنائي نيغري- هاردت: يكون معها كل عبد مساوياً لثلاثة أخماس الشخص الحر.أمّا السؤال المهم: كيف تمّ استبدالُ المسلمين بالأمريكان الأفارقة؟ لعبة انثروبولوجية الانثروبولوجيين السلف، ولنقل الذين عاشوا في القرون الوسطى، قاسوا تَحَضُّر الإنسان، بقياسِ المسافة التي تُبعدهُ عن الإنسان البدائي- إنسان الكهوف، ليأتي انثروبولوجيو عنصر التنوير، ويجعلوهُ فلّاحاً. المسلمُ وبحسب العقيدةِ البيضاء، هو من يمثِّلُ البدائي والفلّاح، مُجتَمِعين، والمُرشَّح الوحيد، لِلعِبِ دور الإرهابي. كان من المفترض وبحسب نيغري- هاردت: هجران البنية التقليدية للآخر كلياً، وبدلاً منها ،العمل على اكتشاف مفهوم للاختلاف الثقافي يكون قائماً على فكرة الانفراد. هذهِ العقيدة الانثروبولوجية البيضاء، هي من دفعت سيناتوراً أمريكياً سابقاً؛ جاريد بولس Jared Polis، أن يُعلِّق على احتمالٍ نشوءِ دولةٍ كردية (استفتاء الانفصال الكردي في العراق، 25 سبتمبر 2017) في سَقسَقةٍ، سمح بها لاري (تويتر): أفضل من احتمالات مستعمرات مُحتَسيْ الشاي التي انفصلت عن الإمبراطورية البريطانية القوية. أي أن كل شيء يستهلكهُ أو يقوم بهِ المسلمون، أو يودون الحِفاظ عليه، هو دلالة على فقدان الأهلية الإنسانية. كذلك وجدت البي.بي.سي، إن هنالك هاجساً مُلِحّاً، وهي تُعلِّقُ على مشهدِ فرار ملايين اللاجئين من سوريا والعراق إلى أوروبا، بأن تصفهم بـ (المُهاجرين)، وأن تُعطي تعريفاً مُخاتِلاً لهم، مفادهُ: أنهم أولئك الذين يبحثون عن فرصٍ اقتصاديةٍ أفضل، أو أولئك الذين هربوا من أحداث عنفٍ في وطنهم. كان التعريفُ سِتارة دُخان. مُخصصٌ بالدرجةِ الأساس للعيون الأوروبية، ليطمِس آثار الحرب العالمية الثالثة؛ الدَائِرةُ لحدِّ هذهِ اللحظة في المنطقة العربية من الشرق الأوسط. يمسكُ لنا إيتيان باليبار، بالعمود الفقري، لعُنصريات القرن الحادي والعشرين، والتي باتت لا تعتمدُ على البيولوجيا: يجري تمكين الثقافة من الاضطلاع بالدور. العنصريةُ البيضاء، تشبهُ لقلق الرسوم المتحركة في أفلام والت ديزني؛ بدل أن تُلقي طفلاً في بيتك، تُلقي نابالم عُنصري. اعتِمادُها على الثقافة، لا يكشِفُ مفاتنِها الفوسفورية، الحارقة للإنسانية، إلاَّ لِمن يقوم بالمبادرة. بحسبِ نيغري- هاردت: التفوُّق الأبيض يميل إلى ممارسة تفوقهُ عبر المبادرة أولاً، إلى التعامل مع الآخرية، وصولاً إلى إخضاع أوجه التباين وفقاً لدرجات الانحراف عن البياض. الترامبويون البِيَضْ: فرعون نسخة Exodus الإسلامية اللاجئون إلى أوروبا، من الشعوب السَّامية، ومنهم المسلمون، أصبحوا وبدون سبق الإصرار والترصد، أبطال نسخةٍ ثالثة من ديمقراطية الهيام على الوجه Exodus. النسخةُ الأولى؛ المِصريّة، كانت أساس التفرَّد اليهودي. الثانية خرجت من أوروبا، لتصنع أمريكا، فريدة الفرائد. أمّا الثالثة فهي التي يقومُ بها أولئك اللاجئون. الترامبويون البِيَضْ؛ الأوروبيون منهم، يستجيبون لخدعة -إسقاط مركاتور- الخرائطية، والتي صوَّرت لهم، أن أوروبا كأميركا، مُحصَّنة وفريدة. بخصوصِ ذلك، نقل روبرت كابلان عن الأكاديمي الأمريكي- هودجسون، وفيما لهُ علاقة بلعبة تضخيم الذات، حتّى في الخرائط الجغرافية: تتسم بكونها مشوّهة بصرياً إلى حدٍ كبير، والمرسومة بطريقة إسقاط مركاتور، والذي تمكن- عن طريق المغالاة شمالاً- من جعل أوروبا ذات الحدود المصطنعة تبدو أكبر حجماً من أفريقيا بأسرها.هكذا؛ يتحول الرئيس ترامب إلى زعيم قبيلة، والبِيَضْ الأوروبيون إلى قبيلة يانكي بيضاء. الأمريكيون لا يريدون لهذهِ القبيلة اليانكيّة، أن تُصدِّق إن بِلادهم (نيغري- هاردت): جزءٌ من الويكومين Oikoumene، وهو مصطلحٌ يوناني قديم بمعنى الربع المأهول من العالم، أي المنطقة المعتدلة من اليابسة الأفرو- آسيوية الممتدة من شمال أفريقيا إلى حدود الصين الغربية، وهي حزام الأراضي الذي أطلق عليه أيضاً اسم النيل إلى جيحون. إنَّ المسلمين، إذا أردنا أن ننسى كوارث الشرق الأوسط، يسيحون كالزبدة في وعاءٍ جُغرافي ألِفوهُ منذُ القدم. أوروبيّة اللاجئين: أوروبيّة مُربّعة! عاد عراقيٌ، حَصْلَ على الجنسية الألمانية إلى العراق. قال لأصحابهِ: أريدُ أن أدرس الهندسة كي أفيد بلدي. أجابوه: يا ليت جميع العراقيين يفكِّرون هكذا. أجابهم: إنّي اتحدث عن ألمانيا. هذهِ الأقصوصةُ السريعة، تدعونا إلى أن نُفكِّر بها، بطريقة عصا موسى. مغامراتُ اللجوء هذهِ، وبتعبير فالتر بينامين: بربرية إيجابية. أغلبُ اللاجئين إلى أوروبا؛ برابرةٌ مدنيون، لا يبحثون عن نيرون بل يبحثون عن روما. هي القدس أو مكانٌ يشبُهها في حالة المسلمين (لأنها أجبرت الأديان على التعايش)، أو جامع آيا صوفيا-كنيسة جوستنيان، كدليلٍ إضافي على النوم المشترك للحضارات في سرير الزمن. نيغري-هاردت، قالا عن أثرِ المناخات الاجتماعية المناسبة على البربري ذي النزعة الإيجابية: يجبرهُ على التجدد، على البدء من جديد. والبربري الجديد لا يُعتبر أي شيء دائماً. غير أنهُ، ولهذا السبب بالذات، يرى طُرقاً في كل مكان. المصدر السابق، سجّل، انتماء اللاجئين إلى فئة: الأبطال الحقيقيين لتحرير العالم الثالث، كما نزع ورقة التين عن سبب الجمع بين الإرهاب والمسلم تحديداً: يصبح تهديد الإرهاب، في ممارسات الحكم الإمبراطوري، سلاحاً لحلِّ نزاعات محدودة أو إقليمية وأداةً من أدوات التنمية والتطور الإمبراطوريين. إنّ اللاجئين هم: الإنسان الإنسان Momoliomo، الإنسانية المُربعة، وقد اغتنت بالذكاء والحب الجماعيين للجماعة؛ لكننا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وبكلِّ أسفٍ، نجدُ في سَقسَقات ترامب التي حوّلت لاري إلى غراب، حقيقةً واقعية، أكثر مما فعلهُ الشعب النيوزيلندي النبيل، ونتصوّرُ أن أبو بكر البغداي، والميليشيات المُسلّحة، نصيبُنا الوحيد في هذا القرن.
#مسار_عبد_المحسن_راضي (هاشتاغ)
Massar_Abdelmohsen_Rady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المالكي يبني جامع ((Daily Beast)) في الجادرية
-
الأنبياء الفضائيون الفرسان الأبديون لحروب الجيل الرابع
-
العراق 2019..قِطة فوق -كاشان- تكعيبية
-
مرافعة متأخرة/ -نيجاتيف- محاكمة الخليفة هشام في الكوفة
-
اقتراع المائتان متر تعريف فرنسي لقرار عادل عبد المهدي
-
الدعوة ورحلة الأيام الطويلة من الفاتيكان الشيعية الى فينيسيا
...
-
نجم علاوي بين خسوف البعث وطالع الجوزاء الأمريكي
-
الصدر.. - متجر Play- الانتخابات القادمة
-
رسالة بين الحسناء والوحش
-
-القُمامة البيضاء تُغرق البيت الأبيض- قراءة في كتاب -النار و
...
-
تأميم قانون 188 بالأرانب الطائفية
-
جئناكم عرباً مُحررين لا فرساً فاتحين !!
-
عقيدة بوش للأمن القومي بين رشَح أوباما و إنفلونزا ترامب
-
الترامبية.. فرانكشتاين تاريخي أم صناعة مختبرية
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|