رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6184 - 2019 / 3 / 26 - 13:14
المحور:
المجتمع المدني
الادارة الفلسطينية
كتاب انهاء مهمة الدكتور "سليم حاج يحيى" لا يتحاوز اربع اسطر، وهو مُصاغ بطريقة (كلاشيه) توجه لأي موظف، وهذا الكتاب يبين لنا عقم المسؤول الفلسطيني، فهو يتعامل (بسواسية مع الجميع) ولا فرق عنده بين كبير وصغير، ولا بين شخص مهم وفاعل وبين شخص عادي، المهم بالنسبة للمسؤول هو إثبات لنفسه وللمحيطين به أنه الشخص صاحب النفوذ والسطوة، ويمكنه أن يتصرف (بالوطن وبالمواطن) كما يتصرف عندما يريد أن يبع سيارته أو حتى عندما يرمي عقب سيجارته، هذا حالنا في فلسطين.
المزعج والمدهش أن هذا (الأمين) غير امين، ولا يعرف ألف باء الأمانة أو الادارة، فاتخاذ مثل هذا القرار وبحق شخص بمكانة طبيب جراح يشهد له العالم، وتُطلب خدماته في أكثر من دولة أوروبية، يعد جريمة بحق فلسطين وشعبها قبل أن تكون بحق "سليم حج يحيى".
ورغم ان الرئيس أبو مازن أوقف الجريمة ومنع حدوثها، إلا أن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن لا يتم محاسبة ومعاقبة (الأمين) صاحب القرار، (ومجلس الأمانة) الذي سكت وجارى الأمين بفعلته الشنعاء، فإذا كان (مجلس امناء) مستشفى النجاح الوطني الجامعي عبارة عن (بصيمة) فكيف سيكون عليه الحال في المجالس البلدية والمؤسسات الأخرى؟، هناك آلاف من حالات الإقالة تمت بعين الطريقة وبعين الأسلوب، ودون أن تثار أية (دوشة)، كل هذا حدث وسيحدث لأن من يُوضع في المركز لا يهمه سوى الاسم/الوظيفة/المكانة التي ستغنى بها أمام الآخرين، ومهما صدر من قرارات حتى لو كانت تعد خيانة للوطن والمواطن، فلن يثار أو يمتعض، فالمهم عنده هو المركز الذي هو فيه، وما دونه فليذهب للجحيم، هكذا هم أصاحب النفوذ والمراكز العليا في فلسطين.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟