البحث عن خيارنقابي

علي أولاد سيدي محند

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 11:07
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

بسم الله الرحمان الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و إخوانه إلى يوم الدين
تمهيد.
صعوبة الموضوع تتلخص في:
1. أن العمل النقابي في المغرب يشهد تطورات على عدة مستويات:
• انشطارات
• مزايدات
• تمييع
• فقدان الثقة
• غياب التكوين
• شهرة القياديين بالانتهازية و الأنانية...

هذه التطورات تضر بالوحدة النضالية وتجعل نضالها لا يتسم بالفعالية والجدوى من جهة، وتخدم مصلحة الطغمة الحاكمة في تمرير مخططاتها التي تهدف إلى إفقار الفقير وإغناء الغني.

2- أن جماعة العدل و الإحسان و هي تؤسس المؤسسة النقابية لم تجد من الإرث النقابي الإسلامي إلا القليل، فهي تبني تصورها النقابي على غير منوال، مستعينة بالله و منهاج رسوله صلى الله عليه و سلم وإرشاد مرشديها ثم نضال أبناءها.
الساحة النقابية تنظر إلينا نظرة من يريد الاستفادة من تواجدنا الكمي....، فكيف نختار النقابة التي نعمل فيها ؟ وما هي مميزاتها؟ وهويتها ؟ ورهاناتها؟

A- النقابات المغربية مميزاتها ونشأتها ورهاناتها.
1- مفهوم العمل النقابي:
جاء الاعتراف بحق النشاط النقابي على إثر صراع فرضته الحياة الاجتماعية و الاقتصادية على المجتمعات التي تتسع فيها الحرية الفردية.
أ-الأسس القانونية:
أ-أقر دستور 72 إلى دستور 96 في فصليه الثالث و التاسع تأسيس منظمات نقابية دون شروط معينة إلا ما كان يمس بالقواعد القانونية و الأعراف الوطنية و النظام العام.
*الفصل الثالث: الأحزاب السياسية و المنظمات النقابية و المجالس الجماعية و الغرف المهنية تساهم في تنظيم الموطنين و تمثيلهم
- و نظام الحزب الوحيد نظام غير مشروع.
*الفصل التاسع: يضمن الدستور لجميع المواطنين:
* حرية التجول و حرية الاستقرار بجميع رجاء المملكة.
*حرية الرأي و حرية التعبير بجميع أشكاله و حرية الإجتماع.
*حرية تأسيس الجمعيات و حرية الإنخراط في أي منظمة نقابية و سياسية حسب إختيارهم. ولا يمكن أن يوضع حد لممارسة هذه الحريات إلا بمقتضى القانون.
ب –كما خول قانون الحريات العامة الحق للمواطنين وللفلاحين والحرفيين والتجار والصناع والعمال والموظفين تأسيس جمعياتونقابات مهنية.
ج- وتطبيقا لمقتضيات هذه القوانين، فإنه يمكن للموظف أن يمارس حقه النقابي، أو أن يمتنع عن ممارسته، دون أن يؤثرذلك سلبا أوإيجابا على وضعيته المهنية ولاعلى حقوقه الي تخولها له وظيفته.
د- منع الانخراط. هناك طائفة من الموظفين لا يسمح لا بتأسيس نقابة مهنية ولا بالمشاركة فيها وهم رجال القضاء و متصرفوا و زارة الداخلية و حراس السجون و الأعوان المكلفون بالسهر على سلامة الدولة و الأمن العام، كرجال الدرك و السلطة و الشرطة و القوات المسلحة الملكية و بصفة عامة جميع الذين لهم الحق في حمل السلاح..
مرسوم ملكي رقم 66. 010 بتاريخ 12/10/1966
2- تعريف النقابة:
النقابة منظمة إجتماعية جماهيرية تضم فئة من المجتمع يشتركون في وضعية إجتماعية موحدة (مهنة موحدة) و تسعى إلى الدفاع عن
حقوق المنضوين تحت لواءها و الرفع من مستواهم المادي و المعنوي.
3الفرق بين النقابة و الحزب:

النقابة الحزب
-إلتزامات سياسية متعددة أو متناقضة
-الغاية المباشرة رفع من المستوى المادي و المعنوي
-العمل النقابي يكتسي طابعا لا مركزا على المستوى النضالي الافى حالات -إلتزام سياسي مضبوط و موحد
-تطبيق برنامج الحزب
-العمل السياسي يكتسي طابعا مركزا يعم جميع فروعة و تشكلاته

B- مميزات النقابات المغربية:
أ-نشأة أو الولادة: باستثناء الإتحاد المغربي للشغل الذي كانت ولادته ثمرة لصراع مع الأجنبي المستعمر (داخل فرعCGT الفرنسية، ثم اتحاد النقابات المتحدة في المغرب) فإن باقي النقابات الحالية إما حركة تصحيحية لما قبلها أو نتيجة لانشقاق سياسي داخل حزب ما.(النقابية السياسية)، أوبحث عن توازنات.
- التصحيح والانشقاق بحجة :- تغليب السياسي على النقابي(1961 اتحاد العام للشغالين بالغرب UGTM)
- غياب الديمقراطية، تغليب الأنانية الفردية على المصلحة العامة ( تأسيس الكونفدرالية الديمقراطية للشغل CDT1978 التي انشقت عن الإتحاد المغربي للشغلUMT)
- البحث عن التوازنات، جبهة تدعم الحزب (UNTMالإتحاد الوطني للشغل بالمغرب) والفيدرالية الديمقراطية للشغلfdt).......كلما انشق حزب عن آخر لأسباب؟؟؟؟ إلا وأسس هذا الأخير نقابة تابعة له.

ملاحظة: قبل ظهور نظام النقابات، سمح ظهير 1914/ماي/24 بإنشاء الجمعيات، لكن البعض حاد عن خط الظهير وخاصة الأساتذة و رجال البريد بين سنتي 26/1927، فكانت ولادة النقابات من رحم الجمعيات.
ب- الخط النقابي:
النقابة الفوضوية: تنفي وجود أي ترابط جدلي بين النضال السياسي و النضال النقابي بل أن النضال السياسي لا ينتج إلا عن النضال النقابي UMT و النقابة المستقلة للمهن التعليمية.
النقابة التعادلية .( النقابية الإسلامية): لا تطغى قوة على قوة، لا تؤمن بالصراع الطبقي، العدل.. لاضرر وضرار.. UGTM
UNTM
النقابة الطبقية: تعتمد على الصراع الطبقي لتصحيح الأوضاع CDT
ج- رهانات النقابات المغربية:
بعد التخلي عن الشعارات الحالمة التي تجعل من النقابات قوة انقلابية و مغيرة للحكم، الكل أصبح يجمع أن النقابات تساهم مع الهيئات السياسية و المدنية في تغيير الأوضاع الاجتماعية و السياسية و الثقافية و التربوية.
الإتحاد المغربي للشغل و النقابة المستقلة للمهن التعليمية:
بعد أن خسف الله بالإتحاد السوفيتي الدولة الشيوعية النموذجية، عادت الاشتراكية و كما كانت فلسفة محلقة لا تجد قرارا لها في الأرض، التحق معظم الماركسيين بالنقابة وأفنوا جهدهم في العمل النقابي باعتبار أن الساحة السياسية لا يد لهم فيها ( صعود نجم النقابة من جديد)... رهانها غامض، رهين بإرادة اليسار الجدري.
الإتحاد العام للشغالين بالمغرب:
الجبهة النقابية لحزب الاستقلال أطره من الحزب، قوة موحدة، يسعون لاكتساح الخريطة الانتخابية في أفق تشكيل حكومة من أجل إصلاح الوضع. كلما اقترب وقت الانتخابات يدب صراع يخلف من ورائه ضحايا..
الكونفدرالية الديمقراطية للشغل:
تخلخل هيكلها بعد دخول الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبيةUSFP إلى الحكومة، فمني منا ضلوها بخيبة أمل(لا حوار ولا استجابة لأدنى المطالب).
وبعد المؤتمر الاستثنائي(الرابع) لUSFP حصلت قطيعة بين الحزب والنقابة، وبالتالي أسست هذه الأخيرة حزبا لها.
منا ضلوها لازالوا مذهولون للصدمات المتتالية، عم الفساد الأخلاقي فيما بينهم، لا إرادة ولا مشروع عمل.
رهانهم إحداث تغيير من أجل إصلاح المؤسسات وإرجاع المصداقية للنقابة: النقابة المؤسساتية على غرار إسبانياUGT CCOO.
الإتحاد الوطني للشغل:
إخواننا في الله يعمهم الإخلاص و الجدية و الإرادة للإصلاح ممزوج بالحقد على الملحدين و النقابات اليسارية، يصعد نجمهم في الساحة، رهانهم الخريطة الانتخابية وإصلاح الوضع الحالي بأدوات الأزمة والمرض.
تصورهم غامض يبشرون بالنقابة الإسلامية ولكن دون تقديم بدائل إسلامية عملية، تمكنهم من بناء جسم النقابة وضمان الاستمرارية، وتقديم الحلول في البلد المخروم.
د- إشكالات النقابات المغربية:
عملت الدولة على تمييع العمل النقابي وجعلته عاجزا عن الفعالية و المردودية وذلك ب:
- كثرة النقابات، باركت الدولة بل شجعت انشطاراتها.
- سياسة التماطل و التسويف: فقد ثقة العمال.
- شراء الذمم الرخيصة بالأثمنة الزاهدة.
- الانشغال بالمقاولات الشخصية بدل تكوين العمال و الدفاع عن حقوقهم.
- المزايدات بين النقابات لحسابات سياسية.
- هيمنة الفكر الماركسي على العمل النقابي.
- غياب بدائل لها تصور واضح مبني على أسس ثابتة تراعي العامل و المشغل ومطلب الأمة في القوة والازدهار.
- إن العمال الملتحقون بمهنتهم لا يتوفرون على التكوين نقابي، إلا القليل منهم، فهم إما عازفون عن الانضمام للنقابة أو ينتمون بدون فعالية، يضمن تجديد العمل النقابي، وتجعله يساير مستجدات الحاضر ويترقب استحقاقات المستقبل.
- الساحة النقابية تنظر إلى المهنيين بنظرة من يريد الاستفادة من تواجده الكمي....،دون جعله شريكا في اتخاذ القرارات.
هذه مميزات النقابات المغربية والنتيجة عزوف واستياء يبعد المهني عن العمل النقابي. ما هي خياراتك أيها العامل: النقابة الفوضوية؟ النقابة الحزبية التعادلية؟ أم النقابة الطبقية الفصائلية ؟ أم النقابات اللجانية المساهمة في المزيد من التشردم وتشتيت المشتت؟


2- البحث عن بدائل:
نحن الآن في أمس الحاجة إلى مؤسسات نقابية تدافع عن المطالب المادية والمعنوية للعامل ، بل إن الدولة (إن تراجعت عن عاداتها القديمة) الآن هي أحوج إلى متدخلين يساهمون في إعادة بناء الأمة .( بعد أن تبين اعوجاج بناء مرحلة ما بعد الاستقلال). بناء القوة العلمية و التربوية والأخلاقية والاقتصادية ، ....هل من تجديد في العمل النقابي؟ كيف نربي ونكون جسما عماليا منسجما، متواصلا ، متآزرا، كفء في عمله، كمه قوة مطلبية، قوية غير عنيفة؟


A – نمودج قطاع التعليم لجماعة العدل و الإحسان.
أ- لمحة تاريخية: رجال التعليم هم أول من حمل هم الدعوة إلى الله بدء بمرشدها. كان الاهتمام بأمر الدعوة عموما دون إغفال الهم المهني. كان أمر التعليم حاضرا بقوة في كتب المرشد و اجتهادات باقي الإخوة، وتبلور ذلك خصوصا في مبادرة إصدار كتاب تحت عنوان رسالة الأستاذ من إعداد الأخوين الأستاذ منير الركراكي و الأستاذ عمر أمكاسو.
وتعتبر مجلة النداء التربوي نموذجا للبحث في أمر التعليم( برامج –مناهج- إصلاح- فلسفة التربية)
- أول قطاع تبلور من الجماعة هو قطاع التعليم الذي يعمل تحت إشراف القطاع النقابي للدائرة السياسية.
ب- القطاع النقابي لجماعة العدل والإحسان:
1-مرحلة العمل النقابي: تبتدئ من الاجتهادات الفردية داخل المهن و الحرف إلى العمل المنظم داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث أسس الطلبة فصيلا لهم و أصدروا ميثاقا يوضح المبادئ الأساسية والوسائل وأهم المطالب.
* ميثاق طلبة العدل والإحسان:
-أهم الأسس: الوضوح – المسؤولية – الإحسان
للإقلاع بالعمل النقابي لابد من الصدق و الوضوح و التخطيط وكذلك الاعتراف بقسمة التضحيات و رفض العنف وعدم الرضى بأنصاف الحلول و الثبات في الميدان تحملا ومدافعة.
- أهم الوسائل: التربية: ما نريده من التربية هو السير الثابت الخطى بلا فتور إلى ساحة الشهادة في سبيل الله،
- القوة -الخدمة - المشاركة ...
- أهم المطالب:
المطلب الشرطي: وحدة الحركة النقابية
الأهداف النضالية: الحرية والكرامة و العدل
المقاصد الجهادية: الشورى والعدل و الإحسان(ترابط النقابي بالسياسي)
الحركة العمالية في قلب حركة التحرر القطرية، من هذا الموقع نرى واجب الجهاد إلى جانب القوى الصادقة بالقطر من أجل بناء دولة الشورى و العدل والإحسان
- الغاية:لا تنسينا الأهداف النضالية و المقاصد الجهادية عن المطلب الغائي و هو فضل الله و رضى الله ووجه الله سبحانه وتعالى.

ملاحظة: أسس ومبادئ تبلوت قبل ميلاد الدائرة السياسية في رحم فصيل طلبة العدل و الإحسان.

2- مرحلة القطاع النقابي الدائرة السياسية:
الهوية: لقطاع التعليم مرجعية هي المنهاج النبوي، يهتم إلى جانب الهم النقابي بهموم البحث عن فلسفة تربوية تساهم في إنقاذ التعليم بالمغرب.
وبعد دراسة ميدانية ومتأنية للساحة النقابة وبحثا عن نظرية جديدة في العمل النقابي وبناء على ما تقدم من ذكر للأسس و الوسائل و المطالب في المرحلة السابقة نرى أن يرتكز عملنا النقابي على أبعاد ستة:
• البعد الدعوي
• البعد الاجتماعي
• البعد المطلبي
• البعد المهني
• البعد التكويني
• البعد التواصلي
هذه مميزاتنا ورهاناتنا، طريق طويل وشاق الاقتحام فيه واجب بصحبة والجماعة.


ذ/ علي أولاد سيدي محند
تطوان- المغرب

#علي_أولاد_سيدي_محند (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات