أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - المعارضة السورية بين انتهازية الوعي وشهادة الزور















المزيد.....

المعارضة السورية بين انتهازية الوعي وشهادة الزور


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1532 - 2006 / 4 / 26 - 10:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أن تتوافق ثلة’من القوى والشخصيات السياسية السورية المعارضة على كلمةٍ سواء فيما يتعلق بالشأن العام السوري تحت مسمى إعلان دمشق الصادر في 16/10/2005، فذلك أمر’’بالغ الأهمية ومعقد رجاء المجتمع السوري بالتأكيد.
لكن ماإن جف حبر الإعلان، وأخذ موقعه في ساحة وعي النخبة السورية، حتى وجد نفسه في سجالٍ فكري، أطرافه الكثير من فرسان الرأي ونشطاؤه وذلك في ظل غياب المعايير المعرفية والإيديولوجية والتنظيمية بحجة أن الإعلان ليس عملاً جبهوياً، ومع ذلك وعلى خلفية هذا التواضع أرادوه ملحمياً ، و سرعان ماتورط الإعلان والمعارضون السوريون وما يزالون في عملية الاستخفاف بوعي المجتمع السوري وذلك من خلال رصد المسائل التالية:
المسألة الأولى:كان من المنطقي في سياق العلاقة الجدلية بين التصور، وبعده التنفيذي أن يحتكم الإعلان في حراكه (الميداني الواقعي) إلى مرشد ودليل عمل نظري سياسي معرفي يشرح فيه نفسه(مبادئ, قواعد عمل، أسس نظرية وسياسية ،إجراءات......الخ)، ويبدو أن الإعلان اكتفى بجسده الأم( نصه حمَال الأوجه) وبعض التوضيحات والتصريحات التي تناثرت هنا وهناك, لنجد أنفسنا وجهاً لوجه أمام سرد عام إنشائي وعظي متناقض في بنية منطقه يقدم لنا قصة عملية التغيير الديمقراطي في سوريا على أنها:(البنود مأخوذة من النص الكامل لإعلان دمشق)
1. قد بدأت من حيث لا تقبل التأجيل كما يرى الموقعون على الإعلان
2. ليست موجهةً ضد أحد
3. تتطلب جهود الجميع بما في ذلك البعثيين، ويمكن أن يشارك بها من يقبل من أهل النظام
4. سلمية، تدريجية مبنية على التوافق
5. جذرية ترفض كل أشكال الإصلاحات الترقيعية أو الجزئية أو الالتفافية
6. التعاهد على العمل من أجل إنهاء مرحلة الاستبداد
7. الاستعداد لتقديم التضحيات الضرورية، وبذل كل مايلزم لإقلاع عملية التغيير الديمقراطي
8. التغيير المنشود لا يخشاه إلا المتورطون بالجرائم والفساد
والآن أيها الرفاق الديمقراطيون،تعالوا نحتكم إلى هذه البنود الثمانية المستقاة من إعلان دمشق،ونعيد طرح قصة عملية التغيير بحيث لابد أن تكون موجهة ضد ( أحد كموضوع التغيير, بالمنطق البسيط) وهذا الأحد هو الحامل الاجتماعي( الطبقي ، الاقتصادي، السياسي،الإيديولوجي) للاستبداد الذي تريدون إنهاءه في إعلانكم، وعندئذٍ ستكونون وجهاً لوجه أمام( النظام السوري، أليس هو المسؤول عن مرحلة الاستبداد والذي تعرفون قمعه العميم ،أم أن الاستبداد كائن خرافي؟!), ثم وبالمنطق البسيط لا ندري ماالذي يجبر هذا النظام أو جزء من أهله على المشاركة في عملية التغيير مع أهل الإعلان، وماهي موازين القوى المختلة لغير صالحه التي تدفعه باتجاه تقديم التنازلات في لعبة الصراع بأبعادها وأطرافها وتداعياتها( وغير الموجودة أساسا وبأية دينامية ذاتية أو موضوعية) على الساحة السورية رهينة سطوة النظام السوري لعقود ولا تزال.
إذن أيها الرفاق الديمقراطيون لابد لعملية إنهاء الاستبداد على الساحة السورية من أن تمر على جثة النظام السوري، ويبدو أنكم في البند/7/ حينما تعلنون استعدادكم لتقديم التضحيات الضرورية وبذل كل ما يلزم لإقلاع عملية التغيير الديمقراطي, تقرون من حيث لا تحتسبون،( وإلا لماذا التضحيات؟!) بأن التغيير الجذري في سوريا لن يكون ديمقراطيا ولا سلمياً، لأنكم وطنتم النفوس على خوض غمار الوغى وبذل كل مايلزم(كل ما يلزم!!!!) ويبدو أنكم هنا ستحملون السلاح،(ولن تكتفوا بإدارة خدكم الأيمن والأيسر بالتناوب) والسبب كذلك هنا بسيط وهو أن النظام السوري لا يزال بنفس التركيبة والبنية الطبقية السياسية التي سطا فيها على الساحة السورية التي زجها لعقود في سجن كبير، حيث العمل السري والملاحقات والسجون طويلة المدى، أم أنكم تتجاهلون استمرار الحالة الأمنية وعمليات الاعتقال اليومية التي تطال بشكل إفرادي العشرات من نشطاء الرأي وفي أغلب المدن السورية.(افتحوا سجلاً إحصائياً بحالات الاعتقال, فلعلكم تترحمون على ثمانينات القرن الماضي).
المسألة الثانية: وتتعلق بمبررات كون جماعة الأخوان المسلمين في سوريا طرفاً مؤسساً لإعلان دمشق وهم قيد المساءلة الأخلاقية والقانونية جنباً إلى جنب مع النظام السوري جراء حمام الدم الذي جروا الساحة السورية إليه في ثمانينات القرن الماضي، وأعتقد أن الوعي الاجتماعي السوري لن يألفهم بما لهم من ماضٍ مشين، وسيألف بنفس الوقت أي تيار إسلامي وغير إسلامي نظيف القلب واليد واللسان على طريق أي تغيير اجتماعي منشود .ويبدو أن أطرافاً سياسية في الإعلان قد مررت الجماعة إلى صلب الإعلان في ظل افتقار هذا الإعلان إلى النواظم التنظيمية وقواعد الائتلاف في حدودها الدنيا وبكل المعاني( الأخلاقية و السياسية).
المسألة الثالثة : الموقف من المنشق خدام:
من الطبيعي والمنطقي وانسجاماً مع توجه المعارضين السوريين وإعلان دمشق الذي لمسناه في المسألتين السابقتين أن نعثر على ازدواج معايير بشأن الموقف من خدام وجماعة الأخوان المسلمين في سوريا، ففي حين يتأمن الغطاء المعرفي والأخلاقي والسياسي والقانوني والغفران بانخراط الجماعة في الحراك السياسي السوري الداخلي والخارجي(إعلان دمشق وجبهة الخلاص الوطني) من وراء ظهر المعايير التي كشفت هذا الغطاء عن خدام الذي، يجافيه أطراف إعلان دمشق ويناصبونه( الخلاف) رغم أن الإعلان يخاطبه للانخراط في عملية التغيير الديمقراطي في سوريا باعتباره من أهل النظام( البند3 )مادام شرط التورط في الجرائم والفساد جاء موارباً في الإعلان ويأخذ طابع اللوم والتقريع فقط لمن لا ينخرط من أهل النظام في صفوف الإعلان، ذلك أن(الخشية) من التغيير( البند8 )هي دليل التورط في الجرائم والفساد، انطلاقا من القاعدة المبثوثة في الإعلان( أنا أخشى إذا أنا متورط في الجرائم والفساد) .
إذن وحسب إعلان دمشق، مادام الإعلان ليس موجهاً ضد أحد ويتطلب جهود الجميع( أنظر البنود الثمانية أعلاه) ف(السيد، المنشق، خدام) يقف عندئذٍ على قدم المساواة مع جماعة الأخوان المسلمين في سوريا( أو البيانو ني) من زاوية التحالف أو العمل التوافقي المشترك معه من أجل التغيير الديمقراطي( إنهم من معشر جهود الجميع حسب البند3 )، ولا يدري المتتبع بأية معايير تم استبعاد المنشق خدام في الوعي التحالفي لكل من رياض الترك وهيثم مناع وفاتح جاموس، حيث لاأحد يجبر الترك على التعامل مع خدام،( وأراد له المساءلة القانونية والأخلاقية، دون جماعة الأخوان) ويجدر بخدام برأي مناع اعتزال العمل السياسي، ربما ليس لنفس السبب الذي يورده فاتح جاموس الذي يرى خداماً، غير مؤهل للانخراط في صفوف إعلان دمشق.
أيها الديمقراطيون ، أعتقد أن من حق شعبنا في سوريا أن يعرف مصير كل قطرة عرقٍ أودمٍ أريقت في مظالم ومذابح الطغيان، فلتقف المعايير الأخلاقية والقانونية على قدميها وتسري على الجميع، ذلك أن التغيير السلمي التدريجي، يجب أن يكون سلمياً ، الآن وفي ثمانينات القرن الماضي وخلال العقود الماضية، فلتفتح سجلات الظلم والدم بنفس الشفافية التي يتعطش لها المجتمع السوري.
24/4/2006



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رثاء محمد الماغوط
- أدب السجون
- قصيدة شعر لكل امرأة
- المرأة هذا الكائن المطارد
- المعارضة السورية وتوبة خدام
- الإعلام العربي إلى أين؟
- حماس في صدارة المشهد السياسي،أسباب ودلالات
- لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟
- مفهوم قوة وضعف النظام السوري
- ليس اتجاهاً معاكساً
- الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش
- علام يختلف الدكتوران عيد وغليون؟
- منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء
- تساقط حجارة الهرم الأميركي
- الإخوان المسلمون في سوريا، والضلال المبين
- الحركات الإسلامية و الطريق إلى السلطة- حماس نموذجاً
- البقاع آخر حصون النظام السوري


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - المعارضة السورية بين انتهازية الوعي وشهادة الزور