سمير خطيب
الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 16:06
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
الاقصاء التعسفي الاقصاء الطوعي وما بينهما..
*** الأقليات القومية لا تقاطع نفسها بنفسها، ولا تضعف نفسها بنفسها ولا تطلق الرصاص على رجليها اثناء السباق.
*** من يدعي ان وجودنا في الكنيست يرمي الى تبييض وجه إسرائيل فهو مخطئ فنحن في الحقيقة نعمل على إظهار وجهها الأسود القبيح.
نخوض الانتخابات لضمان اكبر تمثيل عربي وطني بالكنيست ونتعامل بطريقنا مع مجموعتين ، الاولى تسعى لإقصائنا قسراً من التمثيل والتأثير ، وهي الاحزاب الصهيونية ، وابناء شعبنا الذين يقصون أنفسهم طوعاً عن امكانية التأثير (مع الفرق الجوهري والقيمي بينهما) , فالأحزاب الصهيونية ، من منطلق شوفيني عنصري لا يريدون للعربي ان يملك امكانية التأثير ولهذا تسعى لإقصائه من مركز اتخاذ القرار، ويسعدهم عدم وصول اي عربي وطني للكنيست تعزيزا لفكرة الاغلبية اليهودية ودولة اليهود وهي تتفق بغالبيتها في عدم الاعتماد على الصوت العربي بالكنيست ، وبالمقابل ينأ البعض من عروبتنا بنفسهم عن امكانية التأثير لأسباب عديدة . والأنكى في الأمر, ان يلتقي الطرفان بشكل غير مباشر على هدف واحد وهو اضعاف الصوت الديمقراطي المعادي للعنصرية في الكنيست الاسرائيلية , واما الفكر العنصري الصهيوني فهو ليس جديد علينا وانما تزداد حدته بالسنوات الاخيرة متمثلا بسن القوانين العنصرية واحدا تلو الآخر، ولا حاجة للخوض به في هذا المقال ..
اما ما يخص اخوتنا من ابناء شعبنا فتكثر في الآونة الاخيرة الدعوات لمقاطعة الانتخابات البرلمانية طوعاً لأسباب عدة منها المبدئية ، ومنها عدم الجدوى من المشاركة وتزداد عند البعض الوتيرة حتى بتخوين المشاركين ، حتى يبدو ان المقاطعين مشغولون بالانتخابات اكثر من النشطاء الحزبيين فاذا كانت غير مجدية لماذا تهتمون بها الى هذه الدرجة ؟
لا يوجد اختلاف بين دعاة التصويت ودعاة المقاطعة في توصيف الوضع الخاص لنا- كأقلية قومية في وطن جرى اغتصابه وتشريد أهله، وقامت على انقاضه دولة تتنكر لحقوقنا كمواطنين ولحق باقي ابناء شعبنا بالاستقلال والعودة، والتي تنتهج سياسة تمييز عنصري قومي ومدني بحقنا، فيها ما فيها من إقصاء وتهميش ، وترى فينا خطراً ديموغرافياً واستراتيجياً. ولا بد من التأكيد في هذا المجال ان الوجود الفلسطيني داخل اسرائيل يحظى بأهمية كبيرة في دينامية الصراع, وهذه الأهمية تنطلق من حقيقة أن هذا الوجود يمثّل تحدياً كبيراً لهذه الدولة في مسألة وجودية، تمسّ صميم تعريف الدولة لنفسها، ألا وهي يهودية الدولة. فنحن نعتبر تحدياً وهاجساً لتعريف يهودية للدولة، ومن شأن تعزيز الوجود العربي الفلسطيني ، على كل الصعد ، ولا سيما التمثيلية منها، أن يقوّض هذا التعريف، وبالتالي أن ينسف أصل الهدف الذي عملت من أجله الحركة الصهيونية، وتزداد أهمية الوجود العربي داخل الدولة "اليهودية " في ضوء تصعيد التشريعات العنصرية ، الذي ينطوي عليه هذا الوجود، والذي يدخل في صميم الصراع مع الفكر الصهيوني المتنكر لحقوقنا القومية واليومية ، ويحمل في طياته قدرة كبيرة على التأثير فيه ومن يدعي ان وجودنا في الكنيست يرمي الى تبييض وجه إسرائيل فهو مخطئ فنحن في الحقيقة نعمل على إظهار وجهها الأسود القبيح .
لقد اختار شعبنا الباقي في وطنه خيار الكفاح الوطني المدني والسلمي والجماهيري والبرلماني بسبب واقعه الحياتي المركب ، للبقاء وللحفاظ على هويته القومية الوطنية وتحقيق أكثر ما يمكن من المكاسب وبأقل ما يمكن من الخسائر , ونجاحنا في معركة البقاء وفي معركة الحفاظ على هويتنا القومية والثقافية كجزء من شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية... هو الهزيمة الأولى والكبرى للمخطط الصهيوني إزاء شعبنا، وفي عقر إسرائيل , ولا ابالغ ان قلت انه الانجاز الاكبر في سيرورة الصراع مع الصهيونية حتى الان , لم نرحل ولم نتصهين، وقررنا دخول البرلمان "الصهيوني" الإسرائيلي واستغلاله كمنبر لنا لطرح قضيتنا وإسماع صوتنا محلياً وعالمياً .
حوار هادئ مع دعاة المقاطعة عن مبدأ....
في السياسة لا يوجد اسود وابيض وخاصة في واقعنا المركب وصراعنا المعقد وانما عَمَلانية تناسب الواقع والمعطيات ، فمثلا انا لستُ من الرافضين لمقاطعة الانتخابات في كل زمان ومكان، وفي أي ظرف كان. فالظروف السياسية والاجتماعية والمهمات المطروحة في المرحلة الحالية وقدرة الجماهير على قبولها وممارستها... ، هي التي يجب أن تحسم الموقف. فلا مقاطعة الانتخابات ولا المشاركة فيها مرفوضة أو مقبولة دوماً ومبدئياً ، فمثلا من العيب المشاركة في الاقتراع إذا كان الظرف ظرف عصيان مدني (لا اعتقد اننا موجودون بهذه المرحلة ) وحراك للإطاحة بالنظام القائم. لكن من العبث أيضاَ المقاطعة دون نضوج الوضع وفحص جهوزية الجماهير، موضوعياً وذاتياً، لإجماع المقاطعة. لذلك مقاطعة أقلية ، لا الغالبية الساحقة، للانتخابات في ظروف كهذه تعني إضعاف الأحزاب والقوى الوطنية التي تخوض الانتخابات ضد سياسة النظام القائم. وهذا يعني خدمة المقاطعة، موضوعياَ وعمليا للسياسة القائمة التي تعاديها.
اين الخطأ في أن يطرح نوابنا قضايانا الكبرى من على كلّ منبر!؟.....
العجب كل العجب أن نتخلّى كأقليّة عن طرح قضايانا الاجتماعيّة والسياسيّة وقضايا شعبنا وأمتنا؛ الوطنيّة والإقليميّة وفي كلّ مكان وزمان وبغض النظر عن إمكانياتنا في التأثير، وألّا نبقيها مواضيع نقاش بيننا ، فتماما هذا ما تريده لنا المؤسّسة الصهيونيّة ،
أما الحديث عن أن المشاركة في الانتخابات البرلمانية تعني شرعنة الاعتراف بإسرائيل وبمؤسساتها العنصرية، وكأن الاعتماد الأول لإسرائيل من أجل تزيين ديمقراطيتها أمام العالم هو على مشاركة العرب في انتخابات الكنيست، وأنه يجب استبدال العمل البرلماني بالعمل الكفاحي الميداني والجماهيري...الخ، فالجواب ان الفلسطينيون في إسرائيل لا يمنحون الشرعية لدولة لم يهاجروا إليها بل هي إليهم، وقامت بتهويد وطنهم، وإنما يريدون تأصيل بقائهم وشرعنة وجودهم كأهل وأصحاب أصلانيين للأرض ، ولنفترض جدلا ان هذا الامر فيه جزء من الحقيقة يبقى السؤال من سيهتم ان شاركنا ام لم نشارك غيرنا فاذا اسرائيل تحتل مناطق كاملة من الدول العربية والاراضي الفلسطينية ولم يحرك احد ساكنا فهل تظنوا ان مجلس الامن سيجتمع لبحث عدم مشاركتنا بالانتخابات ؟؟ قليل من الواقعية لن يضر !!!! والمطلوب الآن، ليس تحويل المعركة إلى معركة لإزالة إسرائيل وإنما إلى إزالة الاحتلال، وإلى شرعنة حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة لاجئيه وقيام دولته المستقلة.
لا يمارس الحق بالانتخاب حوالي 40- 50% تقريباً من العرب أصحاب حق الاقتراع، بينما حوالي 65 % وأكثر من الناخبين اليهود يمارسون هذا الحق، وأعجب في هذا السياق لأقلية قومية تحد من إمكانية تأثيرها، علماً بأن الطبيعي أن تقترع بنسبة حتى 80%، كي تزيد من قوتها كما و كيفاً. الأقليات القومية لا تقاطع نفسها بنفسها، ولا تضعف نفسها بنفسها ولا تطلق الرصاص على رجليها اثناء السباق
النواب العرب لا يهتمون بقضايانا.....
جدعون عزرا قال جملة وصارت مقولة , مع ان سجلات الكنيست تثبت ان انشط نواب هم النواب العرب من حيث الاستجوابات واقتراح القوانين وحضور الجلسات وطرح قضايانا العادلة أثناء هذه الجلسات ولكن ما زال البعض يردد ان النواب لا يهتموا بقضايانا ويذهب البعض بشكل مخجل ومعيب ليكرر من وراء عزرا وفؤاد بن اليعزر انهم يهتمون بالقضايا الفلسطينية اكثر من القضايا المدنية.
اولا عضو الكنيست ليست مهمته تعبيد الشارع ونقل عمود الكهرباء وانما التأثير على السياسة المركزية التي تمنع /تجيز تعبيد الشارع فعملهم سياسي ونضالنا المدني مرهون ومقرون بالنضال الفلسطيني العام نحو الاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية لان الاحتلال اساس البلاء وازالة الاحتلال عامل اساسي في تحقيق المساواة المدنية والقومية لنا في اسرائيل ولهذا فكل من يطرح انكاره تعامل النواب العرب بالقضية الفلسطينية عليه ان يراجع نفسه وطنيا.
زعلانين لانهم دوارين كراسي.....
الانتخابات كلها ، ان كانت محلية او عامة على الكراسي , المناقصات على الوظيفة والكراسي , اذا ما المانع ان يحاول كل حزب اضافة عدد مقاعده وزيادة امكانية تأثيره عن طريق زيادة عدد " الكراسي" , الكرسي يعني عضو كنيست اضافي , يعني صوت اضافي مناهض للعنصرية والفاشية ,ثم ما من حزب وطني يخوض الانتخابات البرلمانية يعتبر العمل البرلماني بديلاً عن العمل الكفاحي الميداني والجماهيري. بل تلك الأحزاب هي التي تمارس الفعل القومي الوطني أكثر من غيرها، بل وأكثر بكثير من بعض دعاة المقاطعة الذين لم نشهدهم في الميادين يقودون كفاحاً جماهيرياً مثابراً ومنظماً. والبرلمان بالنسبة لتلك الاحزاب منبر إضافي لعملنا الوطني من أجل إيصال كلمتنا للناس عموماً وإعلامياً، محلياً ودولياً.
ثم ما الفرق، بين قائمة واحدة وبين قائمتين مرتبطتين بفائض أصوات!؟ نعم كنا نريدها مشتركة ، ولكن يوجد الان قائمتان وتذكروا ان قانون القومية مر بفارق صوتين ولذلك كل عضو كنيست عربي ومعادي للعنصرية يساهم في امكانية الغاء قانون القومية ومنع القوانين العنصرية القادمة وكل صوت لك قد يساهم في وصول عضو كهذا ، ومن رأى منكم منكرا فليقومه بيده وان لم يستطع فبلسانه وان لم يستطع فبصوته وهذه ايضا وسيلة نضالية مهمة وضرورية وقد يكون صوتك مقررا فتخيلوا لو ان القائمة المشتركة حصلت على 15 مقعدا لكان بالإمكان منع قانون القومية سيئ الصيت واضافة العضوين كانت ممكنة لو صوت العرب بنفس نسبة اليهود.
ان النضال الشعبي يشحذ العمل البرلماني و العمل البرلماني يبقى ناقصا بدون عمل جماهيري ويجب عدم فصل العمل بين هذا وذاك بل نرى بكل منهما مكملا للآخر .فلا تقصوا انفسكم من التأثير واعلموا ان ضرر التصويت (حسب رايكم ) اقل بكثير من ضرر عدم التصويت وان التصويت شكل من اشكال النضال المهمة من اجل احقاق الحقوق المدنية والقومية .
سمير خطيب
عضو سكرتاريا الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
كفركنا
#سمير_خطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟