|
الارهاب الفكري في صحيح البخاري(3)
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6179 - 2019 / 3 / 21 - 11:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حديث الميت وصوت النعال يقول البخاري: إن الانسان (امرأة كان أم رجل) اذا وضع في قبره وتولى وذهب اصحابه عنه، حتى أنه ليسمع قرع نعالهم، اتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل (النبي) فيقول اشهد أنه رسول الله، فيقال: انظر الى مقعدك من النار ابدلك الله به مقعدا من الجنة. أما الكافر ( ويعني بالكافر هو غير المسلم، لأن جميع الاديان الاخرى وجميع البشر الذين هم اليوم بالمليارات هم بنظر البخاري وغيره كفرة يدخلون النار لا محالة، حتى لو خدموا بعلومهم وخدماتهم سكان الكرة الارضية بأجمعهم) فيقول: لا ادري كنت اقول ما يقول الناس، فيقال: لا دريت ولا تليت!، ثم يُضرب بمطرقة من حديد ضربة بين اذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه الا الثقلين. (راجع: كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفق النعال، الحديث رقم 1338). وهذا الحديث هو قمة الارهاب الفكري، فضلا عن انه لا ينسجم مع العقل السليم، لكنه قد ينسجم مع عقل البخاري نفسه ومن يرى رأيه من الذين اغلقوا على عقولهم، واوصدوا ابواب الفكر. الله يخاطب العقلاء، الذين يمتلكون العقل الواعي المدبر، وقلنا سابقا أن غير العاقل (المجنون) مرفوع عنه التكليف، انما التكليف يقع على عاتق العاقل فحسب، وأن الله جعل الناس شعوب وقبائل وجعل لهم لسان مختلف، لغات ولهجات، واليوم البشر دول وشعوب وبلدان مترامية الاطراف، يبلغ عددهم اكثر من سبعة مليارات بشر، فكيف يقذف بهم في نار جهنم! وهم خلقه وعباده، الذين فضلهم على مخلوقاته الاخرى بالعقل والتدبر، وهذا لا ينسجم مع العدالة التي وصف الله بها نفسه. أي مطرقة وأي عذاب؟! والله جل وعلا ليس بعاجز أو محتاج حتى يفعل هذا الارهاب، على عهدة البخاري بالطبع، انما الذي يفعل هذا هم البشر، فالله بريء من هذا ورسوله أيضا بريء. وكاتب هذه السطور يرى أن هذا الحديث مكذوب على الرسول، ولا يمكن أن نقر بصحته ابدا. والحديث يؤسس الى الارهاب الفكري، الغاية منه أن لا تعيش الناس في رفاهية وسعادة، وان تبقى في قلق مستمر. والبعض استغل هذا الحديث من السلفية والدواعش والاخوان والوهابية وغيرهم، بأن راح يبالغ فيه حتى صار يقتل كل من خالفه في الدين والمعتقد، واخذ يفجر ويكفر الناس، وسيتحمل وزر هذا البخاري وغيره من رواة الاحاديث الموضوعة على لسان النبي.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفكر الارهابي في صحيح البخاري(2)
-
الفكر الارهابي في صحيح البخاري(1)
-
الوقوف على حافة السؤال
-
ما أغبانا يا عمر الخيام!
-
مُدن من مساج
-
مذكراتُ رجلٌ على قيدِ الأسى
-
موعد ثقيل الظل
-
على كُل حال/ نص غنائي
-
كعنقِ نخلة بصرية
-
كانط مثقفاً
-
وجومْ!
-
بحثاً عن رغيف المعنى
-
الغارقون بأحلامٍ منفية
-
تمزيق شرايين القصيدة
-
كأرنبٍ بهلواني
-
دمعة على الاغنية العراقية!
-
القاء شوقي خارج قنطرة الوضوح
-
العلم قبس من نور الحقيقة(1)
-
العلم قبس من نور الحقيقة(2)
-
الثقافة تنشيط ذاكرة الفكر
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|