يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 17:17
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
باقةٌ من الإجراءات الثابتة ، و مجموعةٌ من المراسيم الخاصة ، و ضربٌ من النشاطات الرمزية التي يمارسها الشعب الكرديُّ بكثافةٍ .
تشبع حاجاتهم الروحية و العاطفية ، و تفتح أبواب ذاكرتهم ، و تشحن وجدانهم الجمعيَّ ، لربط حاضرهم المظلم ، بماضيهم المستنير الوضاء .
بغرض استرجاع ذكرى واقعةٍ عظيمةٍ ، و إحياء حادثةٍ ملهمةٍ ، لها دلالتها الرمزية في أذهان الجميع .
إنه دليلٌ للانتماء ، و رمزٌ للولاء ، و تعبيرٌ عن رفض العبودية و الاضطهاد ، و تعطشٌ للحرية و استرداد الحقوق المهضومة .
لا بغرض الترفيه و إضاعة الوقت ، أو الوقوف بحياديةٍ أو الترقب بسلبيةٍ .
غير أن ما يحز في النفس هو مباشرة الأحقاد بالغليان في اليوم التالي من الاحتفالات . و استفحال الكراهية سخونةً لحرق الآمال بلهيبها في القلوب .
عدم الثبات على المواقف ، و شيوع فقدان الثقة ، و العمل ضمن إطار التحزب ، و زيادة الاستقطاب ، و المتاجرة بالقيم و الشعارات الكاذبة ، و جعل المنابر الدينية مكاناً للتعبير عن المواقف السياسية تحريضاً ضد الطرف الآخر الشريك ، لا العدو .
لا يكفي أن تكون الأزياء واحدةً ، كما الاحتفالات و الشعارات ليومٍ واحدٍ من أيام السنة .
و بعدها تتباغض القلوب و تفترق ، و يغيب الشعور بالمصلحة العامة ، و تنغلق النفس على ذاتها
و يسقط الرهان على العلاقات بين النخب السياسية .
تلك العلاقات التي تآكلت بين الدول العظمى و الإقليمية ، و تاهت بين صراع المحاور ، دون أن تجد لها متنفساً للخلاص .
في الوقت الذي يفترض مع تباشير الربيع و بزوغ شمس نوروز ، أن تتآلف القلوب ، و تندمج الضمائر ، و تأتلف الإرادات متمردةً .
في زمنٍ يقتضي الصرامة االنضالية ، و المعرفة الدقيقة لخبايا المؤامرات الدنيئة ، لدحر الطغيان و مقارعة الأنظمة القاهرة ، و اندثار المعاناة ، للظفر بالحرية و نيل السعادة .
بالانتقال إلى التسامح و التآخي ، و العبور إلى مراتب الوفاق ، و عمق الاصطفاف .... تحت خيمة وطنٍ حرٍ سعيدٍ ، بنظامٍ يلغي الاستغلال و التفرد و الهيمنة .
تحقيقاً للعدل الاجتماعيِّ و التنمية و البناء و التقدم و الوئام الدائم .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟