داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 23:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يروي البخاري في صحيحه عن الاشعث أنه قال: "كان بيني وبين رجل من اليهود أرض فجحدني"، أي انكر ملكية تلك الارض التي تعود الى الاشعث. فذهب الى النبي يشكو له قضيته كي يقتص من الرجل اليهودي ويأمره بإعادة الارض اليه، ويعاقب اليهودي على فعلته هذه، وبذلك يكون عبرة لسواه، من اليهود ومن سواهم. فما كان من النبي الا أن أجابه، كما يدعي البخاري، بأن قال: هل لك بينة؟، فنفى الاشعث أي بينة يمتلكها. ثم أن النبي طلب من اليهودي أن يقسم بالله قسما بأن الارض تعود اليه لا الى الاشعث. لكن الاشعث أعترض على النبي بأن اليهودي سيحلف لا محالة كاذبا في سبيل كسب الارض، يريد بذلك أن اليهودي لا يهمه القسم مهما كانت عاقبته، وسيقسم من اجل ذلك، وهو غير مكترث بالله، المهم بالتالي أن يحصل على الارض وستصبح ملكاً خالصاً له.
والله، هنا، كما يدعي البخاري، كان يصيخ السمع جيدا لهذه المحاورة التي تجري بين الثلاث، فما كان منه الا أن بعث جبريل لانقاذ الموقف ومعه الآية: {إن الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا}(آل عمران:17). (كتاب الخصومات، باب كلام الخصوم بعضهم في بعض، الحديث رقم: (2417).
ماذا يريد البخاري بهذه الحديث المكذوب على الله وعلى النبي؟.
يريد القول: إن اليهود (هذه الديانة الكبيرة المتوزعة اليوم في معظم دول العالم) هم أعداء الاسلام والمسلمين الى الابد، لا يجب الوثوق بهم، بل يجب محاربتهم بحرب شعواء لا هوادة فيها، وهذا تحريض واضح على العنف، والعنف، بطبيعة الحال، لا يخلف الا العنف، وهو دعوة واضحة الى التقاتل والتناحر المستمر، وبث الارهاب في كافة اصقاع المعمورة، (وهذا الفكر هو بعينه من تبناه داعش والفكر الوهابي والفكر الاخواني وسواهم). بينما الدين الاسلامي الحقيقي هو من دعا الى التسامح والمحبة وحب لأخيك ما تحب لنفسك، والانسان اخو الانسان، وأن كان من غير دين ومن غير مذهب ومعتقد.
نسى البخاري أو تناسى كثير من اليهود قد آمنوا بالنبي وحسن اسلامهم، من كبار رجالاتهم أمثال عبد الله بن سلام وجماعته الذين دخلوا الاسلام من اوسع ابوابه.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟