جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 23:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ذكريات ولد كوردي 24
كان بيتنا يطل مباشرة على ممر او شق عميق gorge بالكوردية (خه ره ند) اعتبره سائح انجليزي اجمل ممر في اسيا يمكن اعتباره Grand Canyon كوردستان حول مدينة راوندوز فكنا نتمتع بمناظر الجبال و التلال الجميلة من كل مكان في بيتنا و لكن المشكلة كانت عدم وجود طريق قصير مباشر الى المدينة فكان علينا ان نسلك الطريق الطويل الوحيد على الممر لنصل الى مركز المدينة او نمر عبر حديقة خالي الاكبر و لكنه لم يرض استعمال حديقته كطريق للوصول الى المدينة فجاء ابنه و سد علينا المرور وسط اعتراضات والدتي و لومه بانه يسد الطريق بوجه عمته و عائلتها.
لذا ذهب والدي الى قائم مقام المدينة و رجى منه فتح طريق جديد يقصر المسافة الى المدينة و لكن القائم مقام لم يلب طلبه الى ان رآه يوم من الايام بالصدفة و هو يحمل المسواق الى البيت فحس بمشقة هذه المسافة الطويلة و لم يمض فترة و دون سابق انذار على الطريقة الشرقية و جاء فجأة بلدوزر كبير يقطع الطريق وسط حدائق البيوت. اصبنا بصدمة كبيرة بسبب هذه الكارثة و نحن ننظر في يأس كيف يقطع البلدوزر الطريق وسط حديقتنا الجميلة لتتحول الى قطعة صغيرة و يتحول الجانب الاخر من الحديقة الان الى ارض الله المتروكة و ليأتي رجل كبير بالعمر و يبني بيتا صغيرا عليها له و لزوجته تماما امام بيتنا و على ارضنا و دون اخذ موافقة والدي. غضب والدي كثيرا و اراد ان يرميه في الشق و لكن والدتي توسلت به ان يتركه لحاله.
و مما زاد الطين بلة فتح رجلان من اغنياء المدينة معملا لصنع الجليد و الطحين على اليسار من بيتنا و كان هذا يعني قتل الجو الجميل الهاديء من الان فصاعدا الى ان تعودنا على ضجيج المعمل المزعج.
اما بالنسبة للمدرسة الابتدائية فكان عندنا معلم مسيحي يدعوه والدي على طعام الغداء احيانا و كان (يضرط) بكل حرية امامنا و يضحك و لكني اتذكر انسانيته و طيبته و اسلوبه المتسامح بالتربية و كان هناك معلما صغيرا و ضعيفا تعود على ان يقرصنا باظافره دون سبب بين فترة و فترة و كان هناك نوعا قاسيا جدا من ضرب التلاميذ يسمى بالفلاقة و فلقني مرة معلم عربي نقل الى راوندوز و اخبر والدي بذلك خوفا من ان اقوم انا باخباره رغم انه كان يعرف باني لا اخبر اهلي بما يحدث لي.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟