أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 15/18














المزيد.....

موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 15/18


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6176 - 2019 / 3 / 18 - 13:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 15/18
ضياء الشكرجي
[email protected]o
www.nasmaa.org
نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
ولننظر في النص أدناه إلى مدى التأزم تجاه من لم يؤمن بالإسلام، حيث يوضعون كلهم في بوتقة الكفر، سواء كانوا من أهل الكتاب، أو من المشركين، أو من ديانات وعقائد أخرى، فكلهم بالنسبة للإسلام (كفار)، وكلهم (شرٌ) محض، وكلهم يستحقون الخلود في النار، فيقول القرآن في سورة البينة 6:
«إِنَّ الَّذينَ كَفَروا مِن أَهلِ الكِتابِ والمُشرِكينَ في نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها، أُولائِكَ هُم شَرُّ البَريةِ».
ولطالما وجهت سؤالا إلى بعض المسلمين الملتزمين، لكن من العقلاء والمنفتحين، لطالما سألتهم، أنتم حسب تجربتكم في الحياة، وتعاملكم مع كثيرين من غير المسلمين، هل وجدتموهم كلهم من الذين يستحقون توصيف «شَرُّ البَرِيَّة»، ثم أترجم ذلك إلى اللهجة العراقية العامية بأن هل وجدتموهم فعلا (أَنگَسْ خَلقَ الله)، فيجيبون على الفور بالنفي، وعندما أواجههم بهذه الآية يحيرون، والبعض يبحث عاجزا عن مبررات لا تقوى على أن تكون جوابا مقنعا، ومن تلك الأجوبة جواب كون «مِن» في الآية هي «مِن» التبعيضية، مما يجعلها لا تشمل كل أهل الكتاب، بل من كفر منهم، وعلاوة على أن هذا الفهم مردود، ليس من ناقدي الإسلام، بل من شريحة واسعة من فقهاء المسلمين من الطائفتين، لكن حتى لو سلمنا بصحة هذا الجواب، فحتى الكافرين بأي معنى من معاني الكفر كان لا يستحقون هذا التعميم عليهم بهذا الحكم، سواء الحكم الدنيوي كونهم «شَرُّ البَرِيَّةِ» أو الحكم الأخروي كونهم سيكونون «في نارِ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها».
وهذا الموقف المتأزم نجد مشابها له في سورة البقرة 6-7:
«إِنَّ الَّذينَ كَفَروا سَواءٌ عَلَيهِم أَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنونَ، خَتَمَ اللهُ على قُلوبِهم وَعلى سَمعِهِم، وَعلى أَبصارِهِم غِشاوَةٌ، وَّلَهُم عَذابٌ عظيمٌ».
وهنا أحب أن أشير مرة أخرى إلى إمكانية تنقيح النصوص القرآنية، إلى ما يجعلها أكثر مقبولية، وأكثر انسجاما مع أسس العقلانية ومثل الإنسانية ومعايير العدل الإلهي، هذا التنقيح والتحسين شاهد آخر على عدم كمال القرآن، وعلى عدم صحة دعوى الإعجاز. فلو كان النص آنفا على النحو الآتي:
«إِنَّ [مِنَ] الَّذينَ كَفَروا [مَن هُم] سَواءٌ عَلَيهِم أَأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنونَ، [وَمِنهُم لاسِيَّمَا الَّذين ظَلَموا مِنهُم وَاستَكبَروا مَن] خَتَمَ اللهُ على قُلوبِهم وَعلى سَمعِهِم، وَعلى أَبصارِهِم غِشاوَةٌ، [جَزاءً وِّفاقاً لِّما أَتَوا مِن ظُلمٍ وَّما كانوا يُفسِدونَ]». [روعي في الإضافات هنا وفي غيره من المواقع استخدام نفس لغة القرآن.]
فهذا النص تجنب التعميم والإطلاق، ولم يركز على العقيدة كمبرر لإدانتهم، بل ركز على الظلم والاستكبار والطغيان والإفساد في الأرض، كصفات سيئة ومبررات معقولة لإدانتهم، وبسبب كل ذلك، وبسبب سوء عملهم وسوء سريرتهم وتجردهم عن إنسانيتهم، كانوا لا يسمعون نداء العدل والاستقامة والإنسانية، فكأنما قد خُتِم على قلوبهم وأسماعهم، أو كانت غشاوة أمام أبصارهم، ومع هذا ليس عليهم كلهم، بل منهم من يستحقون ذلك.
ولا بأس من الإشارة إلى الخطأ البلاغي هنا بذكر السمع بصيغة الإفراد، بينما ذكرت من قبله وما بعده من قلوب وأبصار بصيغة الجمع. لا أستبعد هنا أبدا أن بعض المفسرين سيفلسفون حكمة ذكر السمع بصيغة المفرد، بينما جمعت القلوب والأبصار، بل بعضهم سيحولها إلى أحد موارد الإعجاز في القرآن، فقد اعتدنا سماع التبريرات لأخطاء القرآن، سواء البلاغية، أو النحوية، أو الفلسفية.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 14/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 13/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 12/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 11/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 10/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 9/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 8/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 7/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 6/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 5/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 4/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 3/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 2/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 1/18
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 4/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 3/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 2/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 1/4
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 5/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 4/5


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 15/18