أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد سعد - لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا














المزيد.....


لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كما هي العادة في كل عام توجّهنا، امس الاحد، وفد من الجبهة والتحالف الى كنيسة القرية لمشاركة ومعايدة ابناء الطائفة المسيحية الاحتفاء بعيد الفصح المجيد. صافحنا اخوتنا المتجمعين في القاعة المفتوحة المجاورة للكنيسة مهنئين بالعيد. علي ولد بو سيخ تأسف لانه ذبح دجاجات بيته خوفا من داء انفلونزا الطيور وحرم بذلك من مفاقسة البيض واضرب رأس برأس وعيز بعيز، فبيض دجاجاته كان اقوى من الصوان.
انتظرنا حتى ينهي الخوري قداس العيد حوالي الساعة. ولم تذهب ساعة الانتظار سدى، فحلقات الحديث انتصبت، كل ثلاثة – اربعة احرنجموا حول بعضهم البعض وسبحوا في بحر الحديث والمناقشة.
العم "ابو يوسف" من مهجّري بلدنا المهجرة، اقترب مني وتحدث بصوت اقرب الى الوشوشة يا دوب التقطته اذني، قال، فرحتي يا ابن بلدنا اليوم مزدوجة، فمن ناحية، مجيئكم لتهنئتنا في الكنيسة يذكرني بأيام البروة عندما كانت اعياد المسلمين اعياد كل اهالي البلد، واعياد المسيحيين اعياد الجميع، لم يكن مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا، بطرس ومحمد يأكلان على طبق واحد، ويزرنقان من نفس زنبوعة الابريق، ومن ناحية ثانية انا مسرور على الجو الهادئ الذي يسود القرية وفي وقت لم يتبق سوى حوالي الشهر لانتخابات رئاسة المجلس المحلي في القرية، فهذه الروح الحضارية الاصيلة للبواسنة التي يجب المحافظة عليها، ولتكن المنافسة دائما نزيهة وشريفة وحضارية لا مكان فيها لأي محراك شر او لايد مشبوهة تعمل على زرع الفرقة والخصام والعداء داخل العائلة الابوسنانية الواحدة.
تدخل في الحديث شحادة الحناوي "ابو محمود" قال، اخذت العائلة امس السبت الى سهل بلدنا المهجرة كويكات، عرّفت اولادي على ارض الآباء والاجداد المستباحة ظلما وعدوانا بينما انشغلت زوجتي في تبقيل "العلت" والقرصعنة"، فبيت العلت اكبر من الطبق في ارض بلدنا. وعلى رأي زوجتي فانها ستذوّق امرأة عمها، امي ام طلال، الراقدة في المستشفى، عصورة عِلت من ارض البلد، فعلت كويكات يشفي العليل. وفيما انا منهمك في الحديث لابنائي جاءنا على التراكتور الخواجا حارس الكيبوتس "بيت هعيمق" الاسم الذي تقمصته كويكات قسرًا منذ النكبة. قال "انت اربوش، شو بتساوي هون"؟ "قلت له: جاي اطل على ارضنا، هاي ارضنا يا خواجا قبل ما الطيارة تجيبك من بريطانيا العظمى"! الظاهر ان ضميره الانساني تحرك، قال: انا افهمك، لكن الدنيا تغيّرت، فأجابته زوجتي ام محمود "صحيح ما بيظل على ما هو الا هو"، وطلب الخواجا ان نسرع بالخروج حتى لا يعاقبه المسؤولون في الكيبوتس.
قال ابو سلمان ولد هزيمة، خلّصوا القداس، لنذهب الى قاعة بيت الطائفة المجاور حتى نهنئ الجميع. وبعد ان تجمع الجميع قمنا بتهنئة الجميع، وحضر الخوري، وبعد ان قدم تحية دينية استهلها بـ "المسيح قام فعلا، فعلا قام" هنأ الجميع بالعيد وتحدث بلغة جميلة عن اهمية الوفاق والصداقة والاخوة بين جميع اهالي البلد وبغض النظر عن هوية الانتماء الطائفي، وتوجه وفدنا الى عائلة نقولا لتهنئتهم بالعيد، فهذا العيد خصص لهم. كما توجهنا الى العائلات الثكلى التي فقدت فلذات كبدها للاخذ بالخاطر والمعايدة.
عندما افترقنا قال الشيخ المعروفي الجليل ابو ماجد صلاح الشيخ "ليكن ما قاله اخونا ابو يوسف شعار الجميع دائما وابدا، ليكن "لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا".
وردّد الجميع: آمين.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مفرّ من الوحدة يا شعبنا لمواجهة الذئاب المفترسة للحقوق
- لن نتخلّى عن هُوية حزبنا وجبهتنا الامميّة المميّزة يا غازي أ ...
- لمواجهة الخطة الاستراتيجية الكارثية لحكومة كديما الشارونية
- ألجبهة عزّزت من مكانتها جماهيريًا ومن تمثيلها برلمانيًا ألمد ...
- ليكنْ قرار الضمير نعم للجبهة، وألف لا للاحزاب الصهيونية
- وتبقى الجبهة هي الاصل
- تحدٍّ لسياسة الاقتلاع الصهيونية- لِرفع نسبة التصويت بين جماه ...
- لن تضيع لحانا بين حانا -العمل- ومانا -كديما- و -الليكود
- ادعموها باصواتكم لانها اهل لثقتكم وتبقى الجبهة عنوان المظلوم ...
- أبو مسعود يكسر الجرة!
- ألمدلول الكارثي لتأجيج الفتنة الطائفية في العراق
- مهتوك يا زمن!
- ألمدلولات الحقيقية للعقوبات الجماعية الاسرا – امريكية على ال ...
- زيتونة الوطن
- بمرور سنة على اغتيال الرئيس رفيق الحريري أصابع الشر الاجنبية ...
- مع الحدث: بوتين يكسّر سلاسل الطوق الاسرائيلي – الامريكي المف ...
- الشعوب تمهل ولا تهمل حتى لا تضيع البوصلة في المواجهة الاحتجا ...
- من الذي نسف الطريق إلى السلام؟ عندما تتشقبع الموازين ويجري ا ...
- أملنا ان تتحمل حماس المسؤولية الوطنية هل تتبنّى حماس منهج ون ...
- ألمدلولات والاسقاطات الاساسية لانتصار حماس الكاسح


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد سعد - لا مكان لذكر الشيطان الطائفي بيننا