أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (61)















المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (61)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 16:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان هذا الطبيب في بداية الامرعند بلاط المنصور و عين مديرا لبيت الحكمة في عصر مامون( 44). عندما توفي حل محله حنين بن اسحاق (45), و في عصر مامون ايضا، ازداد الاعتماد على المترجمين المسيحيين و اُهتم بهم كثيرا، و حتى القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي) كان عصرا للمترجمين، و كانوا جميعا اولاءك المترجمين الذين اتقنوا السريانية ( 46)، ويعود جزء من هذا الى ان السريانيين هم من ترجموا المؤلفات اليونانية الى السريانية قبل الاسلام بمدة طويلة، و يبدا في القرن الرابع الميلادي الى القرن الثامن الميلادي ( 47) و مع ابتداء عصر الترجمة في المجتمع الاسلامي كان للسريانيين المسيحيين دورا كبيرا، و عليه ان من ترجم المؤلفات اليونانية الى اللغة العربية بين القرن الثامن و العشر الميلادي (الثاني و الرابع الهجري) ، كانوا جميعهم من السريانيين (48) و السبب الاخر لهذا؛ كان السريانيين جميعهم يتقنون اليونانية ، لان السريانية كانت لغة الكنيسة الغربية و الشرقية(الفارسية)، و مع ذلك قُرأت اللغة اليونانية بجانب اللغة السريانية في المدارس الدينية ( 49). اشخاص كيوحنا و حنين ابن اسحاق و قسطا ابن لوقا و مترجم اخر وهو صابئي باسم ثابت بن القرة الحراني، مع العديد من الاسماء الاخرى في ذلك العصر ، كانوا زعماء اكبر حركة للترجمة ( 50)، وبهذا الشكل فان السريانيين هم من توسط في نقل الفلسفة و العلوم اليونانية الى اللغة العربي ( 51).
اهم شخصية سريانية – مسيحية و المؤثر الاكبرالذي كان له دور كبير في عملية الترجمة هو حنين بن اسحاق. و في احد مؤلفاته الخاصة الذي وصل الينا و يروي بشكل مختصر ظهور الفلسفة في اليونان و مباديء بعض من الفلاسفة، يقول: لان الله علمنا اللغة العربية بنعمته و نقلنا ( المؤلفات الفلسفية) من اليونانية و العبرية و السريانية والرومانية الى الغة العربية الفصحى ( 52) و وفق هذا النص، ان هذا المترجم و الطبيب و الفيلسوف الكبير في عصر المرحلة العباسية الاولى، لم يكن يعرف اللغة العربية في البداية و حتى اصبح لمدة تلميذا لخليل بن احمد الفراهيدي، و مع ذلك فانه يذكر لنا بصورة واضحة مصادر المؤلفات الطبية و الفلسفية المترجمة. و بالشكل ذاته( ابن جلجل) في القرن الرابع الهجري، في مؤلفه الخاص بكتابة تاريخ الفلاسفة والاطباء، في الحديث عن حنين هذا، يقول انه كان خبيرا باللغة العربية و اكثر خبرة باللغة اليونانية و كان يتقن اللغتين لحد كبير، و هو الذي كان يعرف النقص و الخلل في اللغتين ( 53). البيهقي في القرن السادس في كتابه المشابه لابن جلجل، في الحديث عن حنين ابن اسحاق يقول: كان اول شخص حلل اللغة اليونانية وترجم الى الغة السريانية والعربية في ذلك العصر بعد اسكندر، و لم يكن هناك شخص اكثر خبرة منه في اللغتين العربية و اليونانية (54).
اما السيوطي حول ترجمة حنين يقول، نوعية ترجمة حنين للكتب الاجنبية و اليونانية لم تكن بشكل كلمة بكلمة، و انما انه كان يقرا الجملة و بعده يبحث عن معناها في فكره و من ثم يصيغ المعنى المرادف لها باللغة العربية، و كان هذا افضل طريقة للترجمة. لذا كانت كتب حنين ابن اسحاق لم تحتاج الى المراجعة (55). لذا يعتقد احد المستشرقين المختصين في الفكر الفلسفي اليوناني في الحضارة العربية ان حنين ابن اسحاق اشعل ثورة في مجال الترجمة للنصوص اليونانية الفلسفية ( 56) و كان ذلك باشكال ثلاثة، اولا : العودة الى النص اليوناني الاصلي. ثانيا: جمع كافة المخطوطات الى ان وصل الى المخطط الرئيسي. ثالثا : الترجمة وفق المعنى و التعبير و ليس ترجمة كلمة بكلمة، عندما قرر مامون ترجمة المؤلفات اليونانية الى اللغة العربية، اعتمد بالدرجة الاولى على حنين و وفر له الكثير من المال و المكافئات الكبيرة، و منحه بقدر وزن مترجمه ذهبا. في الوقت ان المترجمين الاخرين بشكل عام كان لهم راتبا بمقدار خمسمئة دينار شهريا .
لم يعمل حنين في الترجمة فقط و انما كان تحت امرته عدد من الاشخاص، و عليه ذكر من قبل بعض من الباحثين بمدرسة حنين ( 57) الاهتمام بالذين يعرفون تلك اللغة و الذين كانت اكثريتهم من اليهود والمسيحيين، يعتبر عدم الاستحياء من مد الايدي لاشخاص وفق المقياس الديني للامويين و السلفيين في المرحلة الثانية من الخلافة العباسية، وهم عرّفوا المسيحي و اليهودي اشخاصا لا يستحقون التقدير و يجب ان يعطوا جزية و هم صاغرون، انه ليس محل المقارنة، و ان انفتاح العباسيين في المرحلة من سلطتهم كان الى حد، عندما اسس المنصور مدينة بغداد عين مسيحيا مديرا لاول مستشفى في بغداد، لانه كان يعلم الطب اليوناني، و عين مامون مسيحيا مديرا لبيت الحكمة، وكان مامون هذا شاخصا مؤيدا للتفسير العقلاني و يُزعم بانه كان معتزليا، ولهذا السبب، ان رجال الدين وبالاخص الذين يسمون ( باهل الحديث)، كانوا الزعماء الاولين للحركة السلفية الدينية و الدين النقلي، هؤلاء اصبحوا في هوامش اهتمام الدولة و حدد قدرة تحركاتهم و سجن عددا منهم لانهم كانوا مخالفين في تفسير و تاويل المسائل العقلانية للمعتزلة، و على راسها مسالة (خلق القرآن)، و لهذا السبب يمكن ان تكون اصح تسمية لمامون هي كما كناه المستشرق و الباحث الثقافي العقلاني الاسلامي الكبير (هينرش بكر) ما سماه ب (القامع التنويري) (59) احد الذين واجهوا المشاكل و سُجن هو( ذوالنون المصري)، وهو اول متصوف خلط الفلسفة بالصوفية، وبعكسه ان الاشخاص المترجمين و الذين كان لهم اهتمامات فكرية، لقد كوفئوا و اثيبوا عنده و منحوا مناصب مهمة في السلطة. ان نظرنا الى حركة الترجمة من الجانب الصوفي، اي تاثير مجيء الفلسفة الى مجال الدين، بلاشك لنا ان نتحدث بشكل خاص عن تاثير مؤلفات هيرمس و افلوطين، لان احد تلك المنافذ التي كان له دورا كبيرا في نقل العقلانية الفلسفية اليونانية الى الحضارة الاسلامية هو افلوطين و فلسفته و المعروف بالافلاطونية الجديدة.
ان الافلاطونية الجديدة هي اتصال الفلسفة اليونانية بالفلسفة اللاهوتية الشرقية، المسيحية و الاسلامية. و من هذه المدرسة لُبس المفاهيم و النظريات والمقولات الفلسفية اليونانية لباسا دينيا، لذا الخصوصية الاكثر اهمية لهذه المدرسة هي تمكنها و بشكل سلمي ان تنقل هذه الفلسفة غير الدينية الى الفضاء الديني و تجعل مرة اخرى العقلانية الفلسفية و التحليلات من هناك موادا رئيسيا للتفكير الفلسفي الديني.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (60)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (59)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (58)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 57)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (56)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (55)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 54)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 53)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (52)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 51)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (50)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (49)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (48)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية بعد تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (46)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (45)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (44)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 43)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 42)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (61)