أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (22) مرحلة -مافوق الصهيونية - (*)















المزيد.....

قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (22) مرحلة -مافوق الصهيونية - (*)


فتحي علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6175 - 2019 / 3 / 17 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايمكن معالجة الصيهونية بمعزل عن التطور التاريخي أو التحولات التي مرت بها البنية العضوية لليهود كإثنية وسلوك , ولا عن البناء الفوقي لهم كما تمثل بما تسمى الديانة والثقافة اليهودية عبر التاريخ .ولا بمعزل عن تحولاتهما ومعاداتهما .
وبما أن البحث في هذه المسائل (التي كتب فيها أكثر من خمسين ألف مجلد ) يتطلب مساحة كبيرة ووقتا طويلا .لذا سنركز في بحثنا هذا وبصورة موجزة جدا على نشأة الصيهونية وما بعدها .كي نتمكن بعدها من تفهم ما نعتبره مرحلة جديدة ، مرحلة "فوق الصهيونية" .وهي حسب تقديري تشكل من ناحية مرحلة جديدة من مراحل تطور الحركة الصهيونية .ومن ناحية أخرى شكلا جديداً لعملية التهرب من الحل الصحيح للمسألة اليهودية .الحركتين الصهيونية والإمبريالية توأمان :
يتفق أغلب المنظرين الديمقراطيين في العالم على أن الحركة الصهيونية شكلت حلا مناقضا لمسار التاريخ الإنساني العام ,كما ظهرت وتجلت داخل المجتمعات اليهودية ,كونها عملت على المحافظة على الطابع العنصري لليهود في العيش داخل المجتمعات غير اليهودية (التي عاشوا بينها منذ ما قبل الفي وسبعمائة سنة ) .ثم أصبحت مسألة عالمية وعامة في القرن الثامن عشر .نتيجة لصراع نشب داخل المجتمعات اليهودية في كل من روسيا وأوروبا من جهة ,وكرد فعل على مواقف المجتمعات غير اليهودية , المحيطة بها والرافضة لها من ناحية أخرى . وظل هذا الصراع ينوس بين حالتي النبذ والطرد (بسبب ونتيجة للتعصب القبلي والقومي والديني وتناقض المصالح بين الطرفين ) , ومابين حالة التوجه للإنفتاح على الآخر وتقبله ,وتقبل العيش معه .وهو مايمكن أن نطلق عليه صراعا ما بين العنصرية والإنغلاق والذاتية , وبين الأممية (1) والانفتاح وتقبل الآخر على النطاقين المحلي والعالمي طيلة ألفي عام .
لن نعود كثيرا إلى الماضي البعيد لشرح أسباب هذا الصراع داخل المجتمعات الإنسانية المختلفة أوداخل المجتمعات اليهودية المتباينة .بل سننطلق من المواقف الرئيسية للطرفين من حركة التنوير التي ظهرت في أوروبا خلال القرنين السابع والثامن عشر(والتي شكلت في تقديري مرحلة {نقطة } تحول في تاريخ البشرية ) للخروج من هذا الاستقطاب الداخلي والخارجي لكل من الرأسماليين الأوربيين واليهود ,كما تجلت أخيرا في الثورة الفرنسية عام 1789 وفي الموقف من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
فكما ظهر في المجتمعات الأوروبية (في مرحلة الانتقال إلى الرأسمالية) ظهر أيضا داخل المجتمعات اليهودية ,فلاسفة ومنظرين يدعون إلى المساواة بين البشر وإلى اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشون فيها .كذلك ظهرفي الوقت ذاته فلاسفة ومنظرين متعصبين وعنصريين ,يصرون على أنهم متفوقين على غيرهم من بني البشر خاصة على الزنوج والعرب واليهود .وبالتالي إلى رفض المساواة والتعايش معهم .وهو ماتجلى بظهور حركات فكرية وسياسية معادية للمساواة (عرفت بمعاداة السامية ) راحت تدعوا إلى نبذهم وطردهم من أوروبا .
الموقف من إعلان حقوق الإنسان :
نقطة الإفتراق تجلت في الموقفين المتناقضين لكلا الطرفين , إزاء إعلان حقوق الإنسان الذي تم إقراره من قبل الجمعية التأسيسية للثورة الفرنسية عام 1792 .والداعي إلى المساواة بين البشر بغض النظر عن دينهم ولون بشرتهم أو أصولهم .حيث انقسم كلا من الفرنسيين واليهود , حول ذلك الإعلان .فوقف قسم من الفرنسين (الرجعيين ) ضد عملية دمج اليهود وهو ماتجلى في موقف حركة "مجلس المديرين " الذي دعم نابليون بونابرت ووقف ضد الثورة والديمقراطية . وفي موقف الرجعيين اليهود (بقيادة المرابين والحاخامات ) ضد عملية دمج اليهود في المجتمعات التي باتوا يعيشون بينها . وهكذا تقبلت البرجوازية الفرنسية الصاعدة الدكتاتورية التي أوصلت نابليون بونابرت إلى حكم فرنسا عام 1795 للحيلولة دون دمج اليهود , وفي ذات العام ظهرت بين المرابين والحاخامات اليهود حركة ترفض عملية اندماج أبناء جلدتهم ودينهم في المجتمع الفرنسي كما في غيره من المجتمعات الأوربية ,وشكلت ماسمي "مجلس السنهدرين العالمي " (2) حيث توافق الطرفان على دعم حملة نابليون بونابرت على الشرق الأوسط لاستعماره وليقوم بعدها بنقل اليهود إلى فلسطين .وهذا مايجيزلنا اعتبارتلك الحملة (التي قام بها نابليون بدعم كل من الرجعية والبرجوازية الفرنسية الاستعمارية الصاعدة من جهة ,وبدعم البرجوازية اليهودية الصاعدة من جهة أخرى ) استمرارا للحملات الصليبية على المشرق . لكن هذه المرة ليس لتحرير القدس(فلسطين ) من المسلمين الكفرة بل لإستعمار الوطن العربي وبخاصة فلسطين لإعادة اليهود إليها .والأصح لطردهم من أوروبا .
لهذا يمكن اعتبار هذا العام (1795) نقطة فاصلة في تاريخ العالم ,إزاء مسألة الديمقراطية , حيث كان تشكيل كلا من الحركتين مناقضا لمسار التاريخ الإنساني , كما تجلى أخيرا في مبادئ وقيم الثورة الفرنسية وحركة التنوير في أوروبا كلها .ومن المؤسف أن نقول أن العالم كله بمافيه اليهود مازالوا ـ بسبب الموقف من المساواة بين البشر ومن عملية اندماج اليهودـ منقسمين ومختلفين و خاضعين بطرق متجددة وبأسماء مختلفة لهذا الانقسام في الموقف من حق البشر في المساواة بغض النظر عن ديانتهم ولون بشرتهم ولغتهم وأصولهم . وهو موقف عنصري رجعي استعماري استطياني يلبي طموحات القوى الرجعية والرأسمالية الصاعدة لدى الطرفين.موقف صمد ومازال يقف صامدا في مواجهة موقف إنساني وأممي وديمقراطي للتوحد ,كانت وماتزال تتوق اليه غالبية بني البشر.
ونتيجة لصعود البرجوازية برزت في اوروبا ماتسمى الحركات القومية البرجوازية والتي تشكلت على إثرها الدول القومية الأوروبية ,وميلها إلى استعمار العالم (خلال القرن التاسع عشر ) .كما برزت ـ كذلك ـ بين اليهود بعد مئة عام (عام 1897 ) ماأطلق عليها الحركة الصهيونية كحركة ممثلة لرأس المال المالي اليهودي وراحت تدعوا لأن يصبح لليهود دولة قومية كما للفرنسيين او الإنكليز أو الألمان دولة ومستعمرات .وراحت تُنظر وتعمل وتحشد وتستقطب يهود أوروبا لهذا المشروع . لذلك وقفت البرجوازيات الأوروبية المعادية للديمقراطية وللمساواة بين البشرإلى جانب هذه الحركة وراحت تساندها . حيث توافق الطرفان على رفض عملية دمج اليهود في اوربا من خلال الدعوة إلى ترحيلهم ,أوعودتهم (أوإعاتهم ) إلى فلسطين ليكون لهم دولة فيها بدلا من بقائهم في أوروبا .
الصهيونية ومعاداتها وجهان لعملة واحدة :
من هذه الزاوية يمكننا اعتبار كلا من النظرية الصيهونية (بين اليهود ) ومعاداة اليهود والسامية بما فيها النازية (بين الأوربيين ) وهم من عرفوا ب ـ "الصهاينة غير اليهود "(3).وجهان لعملة ـ ومن طبيعة ـ واحدة ,اسمها العنصرية , حيث توافق طرفاها اللذان يبدوان في الظاهر متناقضين لكنهما من حيث البنية والتركيبة والأهداف يعكسان التطلعات ذاتها .( الاستعمارية للبرجوازية الأوربية لاستعمار ونهب العالم ,والاستعمارية الاستيطانية للبرجوازية اليهودية لاستعمار فلسطين والشرق الأوسط ) ولكونهما في العمق متفقان على رفض اندماج اليهود ( طرد ـ عودة ) .
ومن المؤسف أن نقول أن كلا من الحركتين قد تكللت أهدافهما بالنجاح فالأولى استعمرت أغلب بلدان العالم والثانية تمكنت بعدخمسين عاما ( عام 1948 ) من طردالفلسطينيين من ديارهم ,وأقامت على خرابها دولة قومية للبرجوازية اليهودية كان الفقراء وقودا لها كما كان فقراء أوروبا وقودا لاستعمار العالم ونهبه .ومازال الأمرمن يومها حتى اليوم على حاله .على الرغم من ظهوردعوات فكرية (سمىيت حركات سياسية وأحزاب اشتراكية أممية أوديمقراطية ليبرالية أو إنسانية ). شكلت قوة اعتراضية لكنها عمليا ,فشلت في إيقاف هذين التيارين .مما يشير إلى أن هذا الاعتراض لن يتوقف على ماهو حاصل اليوم في العالم إزاء هذه القضية , بل قابل للتغير والصعود مجددا ,كون ذلك الصراع ( بين الخير والشر والمساواة والتفاوت بين البشر ) لن يتوقف مابعد الصهونية :
ها قد أقيمت الدولة اليهودية كما أرادت البرجوازيتان اليهودية والغربية لكن حالة العداء لليهود لم تختفي ,والاستقرار والأمان لليهود لم يتحقق , خاصة في فلسطين وما حولها , فالقلق والخوف لدى يهود إسرائيل مازال سمة مسيطرة على حياتهم , أكثر مما هو لدى يهودأوروبا ,وهو على عكس ما زعمت وأرادت الصهيونية تحقيقه .
ولقد ظن الصهاينة أن الانتصار في الحرب على العرب وارغامهم على الاستسلام .سوف يحقق لهم الأمن والأمان والسلام الدائم ,لكن هذالم يحصل رغم حصول ماسميت عملية السلام في مدريد منذ مايزيد عن ربع قرن . وهذا ماجعل مجموعة من مؤرخي اليهود ,أمثال "بني موريس" الذي فند الرواية الصهيونية لما تسمى حرب الاستقلال .وفلاسفة آخرين اعتقدوا ,أن إسرائيل لتتخلص من حالة القلق الوجودي والأمني والتوتر السياسي , وحالة وضع اليد على الزناد والاستنفار الدئمين , ولتصبح دولة مستقرة وآمنة دون تسلح , يتوجب على قيادتهم أن تعمل على تخليص اليهود من مكونات الدولة كدولة يهودية ,(كما تبنتها الصهيونية )أي أن تتخلى عن كونها دولة لليهود فقط وان تتحول إلى دولة لمن يعيش فيها (اليهود الذين استقروا فيها ولمن بقي من العرب فيها فقط ) .أي أن تصبح دولة ديمقراطية لشعبين.متجاهلين أن إسرائيل ذاتها منذ الأساس هي التجسيد العملي للعنصرية اليهودية كما تجلت في الصهيونية ولاتستطيع أن تتحررمن عنصريتها إلا إذا تحررت من جذورها الصهيونية وكونها دولة لليهود فقط .
حيث رأى منظرين آخرين مثل "نيري لفنة " أن الصهيونية قد استنفذت أغراضها وأهدافها بعد أن أقامت دولة لليهود بما يتطلب منها ـ بعد أن ثبت أنها كحركة عنصرية مناقضة لمسار الحياة والتاريخ العام العالمي ـ أن تتحلل وتنتهي . وعلى إسرائيل أن تتخلى عن عنصريتها ويهوديتها وتتحول إلى دولة ديمقراطية , وذهب البروفسور "يهودا شنهاف " إلى الدعوة إلى توجيه النقد للمظالم التي أو قعتها الصهيونية بالعرب الفلسطينيين من خلال رفع الظلم والحيف الذي ألحقته بهم في عام 1948 . واختار البروفسور "زند " إسم "هاجر" على مجلته ومدرسته كمحاولة منه إيجاد قاسم مشترك يجمع مابين العرب واليهود لتخفيف حالة العداء . لذلك جن جنون الصهاينة المتشددين واعتبروا مابعد الصهيونية حركة معادية لليهود ولليهودية وللصهيونية .بينما اعتبرهم "روبنشتاين " في مقال له عام 1995 ليس مجرد يهود معادين للصهيونية بل معادين لليهود ولإسرئيل ,يجب أن يوقف نشاطهم .وهذا ما حصل حيث تم قتل "رابين " فورا عام 1996 كتجسيد لعملية صعود العنصرية بين يهود إسرائيل وبالتالي لسيطرة اليمين كما تجلى في حكم شارون ,وأخيرا في حكومة نتنياهو وليبرمان بدلا من تبني الحل الديمقراطي الذي دعت إليه مابعد الصهيونية والثورة الفرنسية . بما جعل حركة " مابعد الصهيونية " تتلاشى لتحل محلها من جديد حركة ,استطيع أن أطلق عليها مصطلح "مافوق الصهيونية " . وهي كحركة نتلمس ملامحها من خلال عدة محطات تكللت بنجاح " نتنياهو" ومن خلفه اليمين الاسرائيلي في تمرير قانون (قومية الدولة ) .أو يهودية الدولة بدلا من دمقرطتها .وهذا ماتوافق مع رؤية اليمين الأمريكي من خلال موقف الكونجرس عام 1995 وأخيرا في توقيع الرئيس الأمريكي ترامب على قرار اعتبار القدس عاصمة لدولة إسرائيل كدولة يهودية عام 2018 .وهذا ماشجع الرئيس الفرنسي ماكرون (كما فعل نابليون بونابرت ) على بعث العنصرية من جديد لدى اليهود .حيث اعتبر في خطاب له في حفل العشاء الذي أقامه المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا يوم20شباط 2019.أن معاداة الصهيونية بمثابة شكل جديد من معاداة السامية ومعاداة اليهود ومعاداة إسرائيل .يجب أن تكافح وتتخذ ضد كل من يتبنى أطروحاتها ,ذات الإجراءات التي تتخذ ضد الحركات والأفراد المعادين للسامية ولليهود .
ولهذا نعتقد أننا كبشر بتنا اليوم (في العالم ) من جهة نواجه خطرا جديدا ـ حيث يتصاعد في أوروبا , تياراليمين المتطرف بتوافق من جهة أخرى مع تيار يتصاعد فيه اليمين الصهيوني المتطرف داخل كلا من إسرائيل والمجتمعات اليهودية الأوروبية .وهو تيار يدعوا إلى توسيع الاستيطان وجلب مزيد من اليهود , مما يستلزم طرد العرب الفلسطينيين من كل أرض ما تسمى إسرائيل , لإقامة مستوطنات جديدة عليها ,وإذا اقتضى الأمر حرقهم ( كما جرى مع عائلة الدوابشة وحرق زرعهم وطردهم من بيوتهم وأراضيهم , وقتل أطفالهم كما يجري يوميا تحت سمع وبصر العالم ). بمعنى أننا نحن والعالم كله أصبحنا نتأقلم مع مرحلة جديدة نستطيع أن نطلق عليها مرحلة الهمجية استنادا لرؤية " روزا لوكسمبورغ " حيث رأت أن انه ليس أمام البشرية بعد الأمبريالية كأعلى مرحلة من مراحل الرأسمالية كما رأى لينين إلا أن تنتقل إلى الاشتراكية أوتعيش في الهمجية .في حين أطلق كاوتسكي(زعيم الأممية الثانية ) على تلك المرحلة التي ستتجاوز بها الأمبريالية سلبياتها مرحلة "مافوق الأمبريالية" وهي التي ستمكنها من تجاوزالاشتراكية التي توقعها ونَظًر لها لينين وتروتسكي.( وهي المرحلة التي نعيشها حاليا ) واستنادا لتلك الرؤية نستطيع أن نطلق على المرحلة الجديدة التي تمربها الصهيونية مصطلح "مافوق الصهيونية " وهي مرحلة كما يتضح : تسعى فيها الصيهونية واليمين العالمي إلى تجاوز سلبيات الصهيونية وما بعدها ,من خلال إدامتها وإدانة أي نقد لها من خلال التهرب من الحل القديم والصحيح للمسألة اليهودية وأقصد الحل الديمقراطي الذي قدمته الثورة الفرنسية .
ونستطيع تلمس معالم هذه المرحلة من خلال متابعتنا لتنظيرات كل شارون ونتنياهو وليبرمان وماكرون ,ولقاءات جمعت كلا من "نتنياهو" مع "بوتين " و"ترامب " ,حيث عمل الجميع على تحريك الزعماء العرب ودفعهم أمامهم ( من خلال كوتشنر ) وجر الأوربيين من خلفهم .لعقد المؤتمرات (آخرها مؤتمر شرم الشيخ الذي رعاه السيسي في اواخر شهر شباط 2019 )الداعية إلى تحقيق الأمن والأمان والتعايش مع ماتسمى دولة إسرائيل كدولة لليهود فقط من ناحية ( وهومالم يجرؤ لاهرتزل ولا بن غوريون على طرحه ) . وبما يمكن أن يحقق من ناحية ثانية (ما نعتبرها " طرفة " ) عملية فرض السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم .
فتحي رشيد
15/3 / 2019
(*)يأتي هذا البحث استكمالا لما تم بحثه في مقالين سابقين تحت عنوان "دحض نظريات التفوق العرقي والعنصري والسلالي "و" دحض النظرية السامية ومعاداتها "
(1) الأممية من وجهة نظري هي الدعود المعبرة عن ميل البشر إلى العيش المشترك والتعاون ,بغض النظر إلى الأصل أو اللون أوالعقيدة أو اللغة .وهومن الناحية التاريخية تجسد في الميل الطبيعي للبشر للتعاون وكمفهوم أصبح معروفا في عهد الإغريق وأصبح متداولا في فلسطين منذ ألفي عام حيث أطلق على الجليل في الأناجيل الأربعة , تعبير " جليل الأمم " حيث كانت تتعايش في الجليل أمم شتى .كما أشير إليه في القرآن الكريم بالآية التي نصها " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " .ثم أعطي من قبل ماركس وانجلز, معنى أضيق ,في الأممية الأولى تحت شعار" ياعمال العالم اتحدوا" لمواجهة الرأسمالية . وفي عهد لينين وستالين صارت الأممية تعني توحيد الشعوب والطبقات المُستغلة ,تحت قيادة الاتحاد السوفيتي لمواجهة الأمبرياليةالعالمية .وهي مهمة ماتزال قائمة بقوة ومطروحة على الرغم من سقوط الأممية الرابعة .وذلك للقضاء على التفاوت والعنصرية والاستغلال والاستبداد .بما يمهد الطريق لتعايش وتعاون جميع الأمم بسلام ومساواة على هذه الأرض .
(2) أو مايمكن أن يسمى "مجلس حكماء بني صهيون " من السبعين قاضيا زائد واحد (الزعيم ) . وهو المجلس الذي يزعم اليهود أنه تشكل في عهد القضاة السبعين ,ثم انعقد ثانية تحت رئاسة الكاهن " قيافا " وأصدر قرارا يقضي باعدام المسيح {كما تذكر الأناجيل الأربعة كونه حاربهم }. ثم تشتتوا بعد أن دمر الرومان هيكل النبي سليمان عام 70 م .,وظلوا من يومها وحتى اليوم يدعون إلى إعادة بناءالهيكل وعودة اليهود إلى جبل صهيون جنوب القدس ,مع أن الجبل معروفا بهذا الإسم منذ عهد "اليبوسيين " وقبل أن يظهر اليهود في التاريخ .مع الإشارة إلى أن النبي ,أو الملك "سليمان " لايمت لليهود بأية صلة لامن الناحية الأصل ولا من الناحية الدينية.
(3), وهو ماعالجته الدكتورة "ريجينا الشريف " في كتاب حمل عنوان "الصهيونية غير اليهودية " إصدار عالم المعرفة.الكويت عام 1996 .



#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا وراء جولة لافروف لدول الخليج العربي
- محاسبة ومعاقبة المجرمين وأعوانهم وأدواتهم
- الموقف من اللاجئين ومواقف المدعو - جبران باسيل -
- وصاية أم استعمار أم انتداب روسي على سوريا
- تباين المواقف بين كل من الخاشقجي وعلاء مشذوب و حسين نعمة
- إفلاس قيادات ونخب الأحزاب والحركات العربية الراهنة
- مقاربة نظرية بين العدوين الخارجي والداخلي
- تداخل مهام التحرر الوطني والقومي مع الاجتماعي
- محنه الامه العربية
- في البحث عن الخلاص -في انتظار المخلص -
- بوصلة العرب الضائعة
- تقديس الزعامات عند العرب المعاصرين .حالة مرضية أم عرضية ؟
- المتاجرة بالقضية الفلسطينية
- قراءة في حل المسألة الكردية
- انتصارات محور المقاومة بين الوقائع والأوهام
- قراءة في الموقف الأمريكي مما يجري في سورية
- مايدور حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا
- تجدد عوامل نشوب الحرب العالمية الأولى
- تساؤلات حول حلف الشرق الأوسط والعداءلإيران أخطر تحدي يواجه ا ...
- قراءة في تفاعلات جريمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي علي رشيد - قراءة جديدة في القضية الفلسطينية (22) مرحلة -مافوق الصهيونية - (*)