أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عطا درغام - مصر في طريقها للاعتراف بإبادة الأرمن عام 1915















المزيد.....


مصر في طريقها للاعتراف بإبادة الأرمن عام 1915


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 23:20
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


السيسي والأرمن
ليس غريبا علي أرض الكنانة أن تستقبل الأرمن الفارين من المجازر- رغم الضغوط التى مارستها تركيا على مصر لمنع استقبالهم أو تيسير الإقامة لهم- وأن يذوبوا فى نسيج الشعب المصرى ويصبحوا من أبنائه
وفى مصر ، لم يشعر الأرمن يوماً بأنهم غرباء أو أجانب ؛ إذ أن أم الدنيا احتضنتهم كأبنائها الأعزاء دون تفريق أو تمييز وعاش الأرمن فى المحروسة حياةً كريمةً ، وتمتعوا بكل الحقوق المكفولة لعموم الشعب المصرى .
قد أسهمت إيجابيا وبفعالية في إنقاذ حيوات آلاف الأرمن الناجين من المذابح العثمانية عندما آوتهم بين أحضانها ،فعاشوا بها آمنين حتي زالت المخاطر وعادوا إلي أوطانهم سالمين . هكذا كانت المحروسة ، وستظل دهر الداهرين وأبد الآبدين .؟…
وينتظر الأرمن في كل مكان اعتراف مصر بالمذابح وسيثّقل من القضية الأرمنية ، ويساهم في عودة الحقوق المسلوبة منهم من قِبَل الكيان التركي، وذلك بعد كلمات الرئيس السيسي في مؤتمر ميونيخ للأمن والذي أعطي للقضية بعدًا سياسيا علي المستويين الإقليمي والعالمي.
فقد قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: إن بلاده استضافت منذ 100 سنة الأرمن، بعد المذابح التي تعرضوا لها، في وقت تتبادل فيه فرنسا وتركيا حربا كلامية بسبب ما يوصف بـ"إبادة الأرمن".
وأوضح السيسي، خلال مشاركته بالجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن، أن موقع مصر الجغرافي يجعلها دائرة اتصال بالدول العربية والأفريقية والأوروبية، وعرضة للتأثر بما تشهده كافة هذه الدول، .
وتابع "عندما سقطت بعض دول الجوار وشهدت حالة من عدم الاستقرار والحروب الإرهابية، تأثرت مصر بذلك، وخاصة فيما يتعلق باللجوء والنزوح".
وأضاف "مصر تستضيف ما يقرب من 5 ملايين لاجئ، مشيرًا إلى أن "هؤلاء اللاجئين لا يقيمون في مراكز أو معسكرات إيواء، بل يعيشون وسط المصريين ويأكلون ويشربون ويعملون مثل أي مصري".
وذكر أن مصر استضافت قبل 100 سنة الأرمن، بعد المذابح التي تعرضوا لها، "ووجدوا الأمن والسلام والاستقرار لدينا".
وجاءت تصريحات السيسي في خضم الجدل الساخن بين تركيا وفرنسا بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم 24 أبريل يوماً لإحياء ذكرى إبادة الأرمن المزعومة، وهذا ما أثار ردود فعل غاضبة من طرف المسؤولين الأتراك.
وهذه ليست المرة الأولي التي يذكر فيها الرئيس السيسي الأرمن ، فسبق أن التقي بالطوائف المسيحية في مصر ومنهم رؤساء طوائف الأرمن تأكيدًا علي النسيج المصري الواحد الذي يضم جميع الأطياف ومنهم الأرمن وقد تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي كتابًا عن الأرمن فى مصر من نائب رئيس طائفة الأرمن الأرثوذكس، الذى نوّه إلى تاريخ الأرمن وما لاقوه من معاناة إنسانية، مشيرا إلى أن حسن ضيافة واستقبال مصر لطائفة الأرمن ساهمت فى تصحيح صورة الإسلام فى العقلية الأرمينية.
جاءت كلمات الرئيس السيسي عن الأرمن وما لاقوه علي يد السفاح العثماني تأكيدًا علي مواقف مصر المشرفة دائمًا تجاه القضايا الإنسانية ، وعبقرية مصر في أنها تتعاطف إنسانيًا مع الشعوب المقهورة والمظلومة، حيث وقفت مصر مع الأرمن والعرب وجنسيات كثيرة من المضطهدين ليس لأي أهداف سياسية لكن من منطلق إنساني بحت.
و مسألة الاعتراف الرسمي بالإبادة هي مسألة وقت وبانتظار مناخ سياسي ملائم، خاصة أن مصر لا يمكن لها أن تعترف بهذه المسألة نكاية في تركيا، أو أن تستثمر القطيعة مع تركيا لممارسة سياسات كيدية، خاصة أن السياسة الخارجية المصرية ترتكز في جوهرها على الأخلاق والمبادئ والقيم، وإذا كانت القاهرة لم تعترف بعد بالإبادة، فهي لا تنكرها، والدليل على ذلك التحركات الجادة في الفترة الأخيرة على مستويات إعلامية وبرلمانية وقضائية بشأن قضية إبادة الأرمن.
الموقف الأرمني من تصريحات السيسي
اعتبرت اللجنة الوطنية الأرمنية تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى بشأن فتح مصر أبوابها للاجئين الأرمن الفارين من مذابح العثمانيين قبل 100 عام، خلال كلمته فى مؤتمر ميونيخ للأمن، خطوة أولى نحو الاعتراف الرسمى من مصر بالإبادة الجماعية التى ارتكبها العثمانيون بحق الأرمن.
وبحسب موقع اسباريز الأمريكى، قالت اللجنة الوطنية الأرمينية فى مصر فى بيان، إنه على الرغم من أن الرئيس المصرى لم يستخدم مصطلح "إبادة جماعية"، إلا أنه اتخذ الخطوة الأولى نحو هذا الاتجاه، من خلال رؤيته الحاجة إلى ذكر ذلك فى ضوء الواقع الحالى".
وأضاف البيان "لقد تحدث (السيسى) فى البداية عن قبول مصر للاجئين الأرمن، لكنه لم يتحدث عن السبب، وتشيد اللجنة الوطنية الأرمنية فى مصر بهذه الخطوة من الرئيس المصرى، ولا تقيمها فقط كخطوة أولى نحو الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن، ولكن أيضا كرد فعل إيجابى للممثل الرئيسى للشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
وقالت اللجنة الأرمنية في البيان "نضم صوتنا إلى الرئيس السيسي، مطالبين بمحاسبة من يشجعون المنظمات الإرهابية ومن يحطمون مصائر الشعوب"، لم تعترف مصر رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن، ولكنها كانت أول دولة عربية تعترف باستقلال أرمينيا عام 1991.
وثمّن أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر ميونيخ الأمني، حيث ذكر فيه المجازر ضد الأرمن على يد العثمانيين الأتراك عام 1915.
وقال المطران كوسا مخاطبًا الرئيس السيسي، لقد "وضعتم على صدر الشعب الأرمني في مصر وفي جميع أنحاء العالم وسام الشرف والحق لشعب أغتصبت أراضيه وممتلكاته، ودُنست كنائسه وأديرته، وهُدّمت مدارسه وأنديته الثقافية والإجتماعية والرياضية، فاضطهد وذبح وشرد، ولكن بفضل إيمانه ومساعدة المصريين النبلاء عاش مرفوع الرأس كريمًا فخورًا بقوميته ومذهبه وتاريخه".
وأضاف: "إن كلمتكم في مؤتمر ميونيخ أكدّت اهتمامكم ومحبتكم، ومحبة الشعب المصري للشعب الأرمنيّ، الذي استقبلتموه بكل حفاوة وفتحتم أمامه أبواب قُلوبكم الدافئة، قبل أن تفتحوا أبواب بيوتكم، ومنحتم لهذا الشعب كل الحقوق والواجبات بالتساوي مع المصريين"، لافتًا إلى أن الخطاب يمثّل "بداية خطوة جبارة لإعتراف مصر، ومعها دول العالم المحبة للسلام، بالإبادة الجماعية للأرمن، ولإعادة لهذا الشعب جميع حقوقه، ومطالبة تركيا بالإعتراف بجريمتها".
وأوضح المطران كوسا: "منذ القرن الثامن وحتى اليوم، نحن الأرمن متواجدون في مصر، ووقفنا جانبًا إلى جنب مع إخوتنا المصريين لندافع عن أرض مصر وحمايتها ورد العدوان والإرهاب عنها والحفاظ على كل شبرٍ من أراضيها، لتبقى إلى الأبد معززة مكرّمة ورافعة راية السلام والمحبة بين الشعوب. نشكركم سيادة الرئيس ونعدكم بأننا سنبقى أوفياء مخلصين لكم ولمصر التي أنقذتنا وحافظة على حياتِنا وإيماننا وطقوسنا ولغتنا وثقافتنا وتراثنا وعادتنا وتقاليدنا".
قالت إليني هارتونيان، إحدى أبناء الجالية الأرمينية بمصر، إن كلمة الرئيس السيسي عن مذابح الأرمن في مؤتمر مينوخ للأمن كانت شيئًا ممتازًا ومحترمًا، لافتة إلى أنها لم تصدق نفسها أن تعترف مصر بمذابح الأرمن.
وتابعت "هارتونيان"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي محمد الباز، ببرنامج "90 دقيقة"، المذاع على فضائية "المحور"، مساء الإثنين، أن حديث الرئيس السيسي عن مذابح الأرمن في مؤتمر ميونيخ كانت ضربة قاضية لأردوغان، لأن الرئيس السيسي اختار المكان والوقت الصحيح، للاعتراف بهذه المذابح.
وأضافت: "كلام السيسي عن مذابح الأرمن خطوة كبيرة جدًا، وهذا الكلام بالنسبة لي اعتراف بمذابح الأرمن، مصر أكبر دولة عربية ولو اعترفت كل الدول العربية هتعترف بالمذابح".
وقال كارنيك سركيسيان رئيس وزراء أرمينيا الغربية، أن حديث الرئيس السيسي اليوم في مؤتمر ميونخ للأمن 2019 عن مجازر الأرمن، يعتبر طبيعيًا من دولة تربطها علاقات تاريخية متينة مع الأرمن مثل مصر.
وأكد رئيس وزراء أرمينيا الغربية أن مصر لها بوجدان الأرمن وبقلوبهم مكانة خاصة وعلاقة معمقة، مشيرًا إلى أن العلاقات الأرمنية المصرية تضرب بجذورها إلى أعماق التاريخ، ولما قبل المجازر بقرون، حيث أن الأرمن كانوا جنود الوزير بدر الجمالي الأرمني الأصل الذي أنقذ مصر من الشدة المستنصرية في زمن الفاطميين، كما لعبوا دور هام أثناء فترة حكم المماليك
كما أن تركيا لا يمكن أن تكون طرف في صياغة مستقبل المنطقة، مشيرًا إلى أنه لن يحدث سلام أو أمن في الشرق الأوسط دون استقلال أرمينيا الغربية.
مواقف مشرفة لمصر تجاه الأرمن
وتاريخ الطائفة الأرمينية في مصر ضارب بجذوره في أعماق التاريخ‏,‏ حيث إن مصر من دول الشرق القديم التي أقامت علاقات نشطة مع سكان أرمينيا القدماء في عهد الدولة الفرعونية‏,‏ وفيما بعد استمرت العلاقات الأرمينية المصرية في عهد السلجوقيين والرومان‏,‏ وتعود المعلومات الموثقة عن الأرمن الأوائل علي أرض مصر إلي القرن الأول قبل الميلاد‏,‏ كما أن الهجرة سمة أصيلة عند الأرمن‏,‏ والشعب الأرميني قضي حياته في المهجر سواء في العصور القديمة أم الحديثة‏,‏ بسبب أن أرمينيا بيئة طاردة جغرافيا للسكان‏,‏ وأيضا مضطربة سياسيا فهي علي مفترق الطرق بين القوي العظمي المتصارعة‏.
• حتى منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر ، جاء الأرمن إلى مصر مهاجرين فرادى بإرادتهم .
• منذ منتصف تسعينيات القرن التاسع عشر ، جاء الأرمن إلى مصر مهجرين جماعات قسرياً نتيجة المذابح الحميدية والإبادة الاتحادية والحروب الكمالية.
• استقبلت مدينتّا الإسكندرية والقاهرة أكثر من ألفّى لاجئ أرمنى جراء مذابح 1894-1896 زمن السلطان عبدالحميد الثانى .
• استقبلت مصر بضعة مئات من أرمن أضنة فى عام 1909 نتيجة المذابح الاتحادية فى اقليم قيليقية عقب سيطرة جماعة الاتحاد والترقى على الحكم العثمانى .
• تعتبر مذابح الأرمن التي بدأت في 24 أبريل 1915 علامة فارقة في تاريخ الجالية الأرمنية في مصر التي تلقت أعدادا كبيرة من اللاجئين من المذابح العرقية التي قام بها جيش العثمانيين، فزادت أعدادهم في مصر حتى وصلت ذروتها في فيما يظهره إحصاء 1927 من أن عددهم كان 18.817 يتركز أغلبهم في القاهرة و الإسكندرية و تمكن الأرمن من التوافق مع حياتهم الجديدة في مصر إلى حد أن مصر بجاليتها الأرمنية الكبيرة كانت تقود الوجود الأرمني في العالم العربي حتى منتصف القرن العشرين.
• فى سبتمبر 1915 ، استقبلت مدينة بورسعيد 4200 لاجئ من أرمن منطقة سيڤيديا .
• فى عام 1917 ، استقبلت بورسعيد أيضاً حوالى 4000 لاجئ من أرمن قيليقية .
• فى عام 1924 ، سمحت حكومة الشعب بقيادة زعيم الأمة سعد زغلول بإقامة 500 يتيمة أرمنية بمصر .
• وحتى عام 1927 ، استقبلت مصر 806 يتيمة أرمنية و300 يتيم أرمنى .
• وهكذا ،أسهمت مصر بامتياز فى انقاذ آلاف الأرمن من الهلاك والفناء على أيدى السلطات العثمانية والاتحادية والكمالية .
• وفى 24 أبريل 1909 ، أصدر الشيخ سليم البشرى ( شيخ الجامع الأزهر) فتوى بتحريم قتل مسلمى أضنة للأرمن فى إقليم قيليقية .
• فى بداية عام 1917 ، صدر بالقاهرة أول كتاب فى العالم عن " المذابح فى أرمينيا " تأليف المحامى السورى فايز الغصين .
• فى عام 1923 ، طبعت جريدة المقطم القاهرية الترجمة العربية لمذكرات هنرى مورجنتاو السفير الأمريكى بالأستانة أثناء الإبادة الأرمنية .
• منذ عام 1929 ، حصلت أغلبية أرمن مصر على الجنسية المصرية ، وصاروا مواطنين مصريين فى الحقوق والواجبات
الأزهر يدين المذابح ضد الأرمن
كانت مواقف مصر في هذه الأحداث إيجابية جدا، ومن ضمنها فتوي شيخ الأزهر حينها سليم البشري بإدانة إرتكاب المذابح ضد الأرمن بإسم الدين.
لقد كان المرجع الإسلامى الأكبر فى العالم وهو الأزهر الشريف سباقا إلى إدانة تلك المذبحة غير الإنسانية فى حينها، حيث أصدر إمام الأزهر الأسبق الشيخ سليم البشرى بيانا قاطعا فى هذا الشأن حين شهدت مدينة أضنة المذبحة التى راح ضحيتها ٣٠ ألفا من الأرمن، والتى كانت مقدمة للمذبحة الكبرى بعد ذلك بست سنوات.
وقد توعد شيخ الأزهر من يقومون بهذه المذابح، ويعتدون على نساء وممتلكات الأرمن فقال" فيا أيها المسلمون فى تلكم البقاع وغيرها، احذروا ما نهى الله عنه فى شريعته الغراء وأحقنوا الدماء التى حرم الله إزهاقها ولا تعتدوا على أحد من الناس، فإن الله لا يحب المعتدين " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " يأيها المسلمون الله الله فى دينكم وإياكم وما حظر عليكم ربكم فى كتابه وسنة رسوله والفسوق عن أمره والنزول على ما فيه من غضبه وسخطه ." إن للذين عاهدوكم والمستأمنين لكم والذين جاوروكم من أهل الذمة بينكم حقا من الله تعالى فى رقابكم أن تستقيموا لهم ما استقاموا لكم وأن تمنعوهم مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم وأن تجعلوا لهم من بأسكم قوة لهم ومن قوتكم عزا ورخاء، وأن تكفوا عن أديارهم وكنائسهم وبيعهم ما تكفون عن مساجدكم ومعابدكم.
"ولا والله ما داس امرؤ حريمهم ووضع السيف فيهم وبغى عليهم إلا كان ناقصا لما أخذ الله على المسلمين من عهد وأوجب عليهم من أمر".
"فيا أيها المسلمون لا تجعلوا للعصبيات الجنسية سلطانا عليكم، ولا للتشيع للعناصر سبيلا إلى نفوسكم، فإن هذا حمية الجاهلية التى ردها الإسلام ونعى على أهلها . ولقد كان لكم فى رسول اللله أسوة حسنة وفى أصحابه العارفين خير قدوة . ولو أنكم لم تسمعوا مقالة جاهل ولم تقدعوا سلطان الهوى لملكت عليهم سماحة الإسلام مشاعركم ولجعلتم للسلم مفيضا ولوجدتم عن سفك الدماء منصرفا ".
وأعلموا أن كان ما بلغ الناس عنكم حقا فقد أغضبتم ربكم ، وما أرضيتم نبيكم وشريعتكم وأحفظتم إخوانكم المسلمين عليكم غيرة على دينهم التى تنكرت بهذا العمل الشنيع (إن صح) معالمه وانتهكت محارمه وأطلقتم ألسنة الجاهلين بدينكم بنكر القول فى المسلمين أجمعين.
ألا فاسمعوا ما قال نبيكم فى مثل ما أنتم فيه اليوم .قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما .وقال عليه الصلاة والسلام (من قذف ذميا حد له يوم القيامة بسياط من نار).
(فرحم الله امرءا سمع فوعي، وبلغ ودعا، وفق الله المسلمين أجمعين إلى العمل بدينهم القويم وهداهم إلى صراطه المستقيم ولاحول ولاقوة إلا بالله العظيم).
دعوة قضائية بإلزام اعتراف مصر بالابادة
على مستوى القضاء، شهدت مصر، لأول مرة، رفع دعوى قضائية ضد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، للمطالبة باعتراف الحكومة المصرية بمذابح الإبادة الجماعية التي أدارتها دولة الخلافة العثمانية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، وفق الدعوى.حرك محامو الإسكندرية الدعوى قضائية ضد الرئيس ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، للمطالبة باعتراف الحكومة المصرية بمذابح الإبادة الجماعية التى أدارتها دولة الخلافة العثمانية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى.
وطالبت الدعوى التى حملت رقم 73301 لسنة 67 قضائية، وأقامها طارق محمود، المحامى، باتخاذ كافة الأشكال والقرارات اللازمة للاعتراف بالمذبحة التى قام بها الأتراك فى حق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، وجاء فى صحيفة الدعوى: «فى تاريخ 1915 وخلال الحرب العالمية الأولى ارتكبت الإمبراطورية العثمانية عمليات مجازر وإبادة جماعية وعمليات ترحيل قسرى للأرمن، وهو ما أطلق عليه آنذاك المحرقة الأرمينية، وكانت عبارة عن عمليات قتل جماعية ممنهجة ارتكبتها هذه الدولة ضد العزل من الأرمن بهدف القضاء عليهم، وقد وصفت تلك المجازر بأنها من أكبر عمليات الإبادة الجماعية فى التاريخ بعد مذابح الهولوكوست». وذكرت الدعوى أن رجب طيب أردوغان، مدعٍ للديمقراطية والشفافية، وأنه ينكر وبشتى الطرق والوسائل المذبحة التى ارتكبها أجداده من الأتراك فى عام 1915 ضد الأرمن والتى نتج عنها قتل أكثر من مليون ونصف المليون شخص وتشريد الملايين واضطهادهم لفترة طويلة، لذا فإن من حق الأرمن أن تعترف بهم الدولة المصرية وبالمذبحة التى وقعت فى حقهم، حسب الدعوى.
وطالبت الدعوى الحكومة المصرية باتخاذ جميع الإجراءات والقرارات اللازمة للاعتراف بتلك المذبحة فى حق الأرمن من قبل الأتراك، لا سيما أن كل الدول والمنظمات الدولية اعترفت بجرائم الإبادة فى حق الشعب الأرمينى، وأكدت الدعوى أنه من الواجب على مصر الاعتراف بتلك الجرائم نظراً للعلاقة التاريخية والقومية بين الشعب الأرمينى والشعب المصرى.
وأوضح خير الله "أن تلك الدعوى جاءت بناءً على توكيل من اثنين من الأرمن المصريين المقيمين بالإسكندرية وهما "فارت فاهرام" وشقيقته "سيران فاهرام" مشيرًا إلى "وفاة أحد موكلي الدعوى وهوفارت فاهرام إلا ان الدعوى مازالت قائمة ومتداولة في المحكمة من قبل شقيقته".
"الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر تعلن اعترافها بـ"الإبادة" على ورقة بردي بثلاث لغات
وفي عام 2015 أعلنت "الجبهة الشعبية لمناهضة أخونة مصر" اعترافها بوقوع الإبادة الأرمينية عام 1915، والتي نفَّذتها تركيا العثمانية، وذلك بعد أن سلَّم محمد خير الله، مؤسس الجبهة، أنه أعلن في أحد البرامج على التليفزيون الرسمي الأرميني تسليمه الاعتراف مكتوبًا على ورقة بردي بثلاث لغات.
وجديرب الذكر أن "مناهضة أخونة مصر" أول كيان مصري يهتم بأمر الإبادة الأرمينية، إلى أنهم حصلوا على توكيلات وتم رفع دعوى قضائية في مجلس الدولة لمطالبة الحكومة بالاعتراف المصري لهذه المذابح.
وقد نظمت الجبهة العديد من الندوات والفعاليات من أجل الضغط الشعبي على الحكومة للاعتراف بتلك المذابح التي أودت بحياة ما يقرب من مليون ونصف أرمني.
وتم التصويت بالإجماع على الاعتراف بالإبادة، وتم اختيار ورقة البردي تعبيرًا عن مصر الفرعونية مكتوب عليها بالثلاث لغات، الإنجليزية والعربية والأرمينية.
وقدمت ورقة الاعتراف لمدير متحف الإبادة، ولرئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الأرميني، " وتعهدت المنظمة بدعم نضال الشعب الأرمني حتى يتحصل على حقوقه المشروعة أو على الأقل باعتراف مصري بهذه المذابح والأهوال التي تثبت من آن إلى آخر أن هناك خللًا في الجينات التركية، وكل ما يمت للإمبراطورية العثمانية
مصطفي بكري يتقدم بمشروع لمجلس النواب المصري للاعتراف بمذابح الأرمن
وفي 2018 بعد هجوم القائم بأعمال السفارة التركية بالقاهرة”علي رضا جوناي” على مصر ووصف موقفها تجاه الانقلاب الفاشل مؤخراً في تركيا بأنه “مخيب للآمال” الذي نشب بسببه مشادات بين القائم بالأعمال والصحفيين المصريين.تقدم النائب البرلماني مصطفى بكري بمشروع قرار للاعتراف بمذابح الأرمن ، بعد أن وقع عليه النواب من بينهم السيد الشريف، وسليمان وهدان، وكيلا البرلمان المصري ،وعدد من رؤساء ووكلاء اللجان الفرعية بالمجلس من بينهم أحمد حلمي الشريف، وكيل اللجنة التشريعية والدستورية وعدد من شباب البرلمانيين والمرأة والأقباط من أعضاء المجلس.
وقال الطلب المقدم والمرفق بمشروع القرار وجاء فيه" السيد الأستاذ الدكتور رئيس مجلس النواب..تحية طيبة وبعد..أتقدم إلى سيادتكم بمشروع قرار موقع مني ومن 336 نائباً يدين المذابح العثمانية التي وقعت ضد الأرمن في الفترة من 1915 حتى 1922 والتي راح ضحيتها مليونا ونصف أرمني من الأبرياء المدنيين”.
و جاء في الطلب “ونظراً لأن هذه الجريمة تمثل إبادة جماعية لشعب أعزل، لذا أرجو طرح مشروع القرار على البرلمان للاعتراف رسمياً بجريمة الإبادة الجماعية التي وقعت ضد الأرمن من قبل الامبراطورية العثمانية مناشدة الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى باتخاذ الاجراءات القانونية الكفيلة باعتراف المجتمع الدولي بهذه الجريمة وما يترتب عليها من آثار”.
تقدم النائب مصطفى بكرى بمشروع قرار موقع منه و336 نائبا آخر، بشأن مشروع قراريطرح على البرلمان الاعتراف رسميا بجريمة الإبادة الجماعية، التى وقعت ضد الأرمن، من قبل الإمبراطورية العثمانية، ومناشدة الأمم المتحدة والجهات الدولية الأخرى، باتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة، باعتراف المجتمع الدولى بهذه الجريمة، وما ترتب عليها من آثار. وأضاف "بكرى" فى طلبه، بضرورة إدانة المذابح العثمانية التى وقعت ضد الأرمن فى الفترة من عام 1915- 1922، والتى راح ضحيتها مليون ونصف من الأبرياء المدنيين، نظرا لأن هذه الجريمة تمثل إبادة جماعية لشعب أعزل.
ولا زال المشروع حبيس أدراج مجلس النواب منذ ثلاث سنوات ، وكم نتمني أن يتم تحريك القضية علي المستوي السياسي وتعترف مصر بإبادة الأرمن



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد الذي كرمته السماء والأرض.....في ذكراه الأولي
- مفردات البيئة في الريف المصري
- مقاومة دودة القطن في القرية زمان
- شارل أزنافور..... قيثارة الغناء الفرنسي
- لغز الطعايمة
- حكاية الطليعة الوفدية
- تراث القاهرة العلمي والفني في العصر الإسلامي
- حقائق وأساطير تروي عن الطعايمة
- أحن إلي خبز أمي
- الإيرانيون في مصر
- الصحافة الإليكترونية
- المدنية
- حقائق وأساطير تُروي عن الطعايمة
- أمريكا والصهيونية
- حكاية الخبز في مصر الحديثة
- الأعمدة السبعة للشخصية المصرية
- حكاية محمود سامي البارودي
- إيران: الحرب والنساء
- سفر التقتيل : المذابح الصهيونية ضد العرب(1920-2006)
- عادات الزواج في بلاد النوبة


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عطا درغام - مصر في طريقها للاعتراف بإبادة الأرمن عام 1915