أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد المجبري‎ - اقتحام و اصطدام و انهزام














المزيد.....

اقتحام و اصطدام و انهزام


سعيد المجبري‎
(Saeed Almajpari)


الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 05:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الميدان العام الذي يقع في وسط حارتنا في مدينتنا اجدابيا و المجاور لأحد المساجد
نجتمع يوميا نحن الشباب للعب الكرة و ممارسة التمارين الرياضية في انسجام و مودة و بهجة و سرور .. قبل شهرين أو أكثر بينما كنا نلعب جاء إلينا إمام المسجد المجاور لملعبنا بلحيته المقززة الكثيفة و جلبابه القصير الملفت للنظر و الذي يكشف عن ساقيه المكتنزتان شحما و لحما و اللتان تشبهان ساقي عارضة الأزياء البدينة ليزي ميلر ههههه و اقتحم الميدان و أمسك بالكرة و قال لنا من اليوم و غادي لا لعب لكم في هذا الميدان فاجتمعنا حوله فكرر علينا نفس الكلام و قال لا أريد أن أرى أحد منكم يلعب في هذا الميدان مرة أخرى !! .. استغربنا من كلامه و قلنا له بصوت واحد لماذا !!؟ .. قال لأنكم تزعجون المصلين و أنتم لا تصلون .. كل الشباب سكتوا إلا أنا تصديت له و قلت نحن نلعب في هذا الميدان في وقت ليس فيه صلاة و عند مغيب الشمس نتفرق إلى منازلنا ... فسكت ولم يجبني ... فقلت له أنت لا تستطيع منعنا اللعب في هذا الميدان لأن هذا ميدان عام يخص كل سكان الحارة و ليس ملكا لك اعطنا الكرة و اخرج من الميدان لنواصل لعبنا و إذا أردت أن تلعب معنا فتفضل يا حاج ههههههه ... قال لي تكلم بأدب يا ولد ولا حا اكلم عليك والدك !! ... قلت له أنا مؤدب و إذا أردت أن تكلم والدي فأنت حر و لكنك ستسمع منه كلاما لن يرضيك لأنك تعديت علينا في ميدان عام ... سكت ولم يجبني ... بعدها قلت له هيا يا حاج أطلق الكرة من يدك ... قال لن أطلقها ... فصاح الشباب الذين من خلفه و لما التفت نحوهم قمت أنا بسرعة فائقة بالتقاط الكرة من يده و رميتها إلى أحد الشباب بعيدا ههههههه ... و فجأة تغير كلامه و بدأ يتكلم معنا بهدوء و بدون تكشيرة فقال لنا يا أولادي أنا و الله مش قصدي أمنعكم من اللعب !! .. فقلنا له بصوت واحد و ماهو قصدك إذن ؟ ... قال أنا أريد أن تواظبوا على الصلاة معنا في المسجد !! .. فقلت له و ليش اللف و الدوران يا حاج مفروض قلتها من الاول بدون أخذ الكرة و محاولة منعنا عن الميدان ... و قلت له من قال لك أننا لا نصلي ؟ .. قال لم أركم تدخلون المسجد و خاصة إنت ... قلت له أطمئن يا حاج أنا أصلي الصلاة الحقيقية و ليس كصلاتكم ... فضحك كثيرا حتى ضحكنا نحن من ضحكه و قال لي أنت لا تعرف حتى عدد الصلوات ولا عدد ركعاتها و سجودها و تشهدها و قال هازئا أخبرني عن صلاتك الحقيقية !! ... قلت له يا حاج عدد الصلوات صلاتين فقط لا أكثر ولا أقل هما صلاة الفجر و صلاة العشاء لم يرد ذكر غيرهما في القرآن .. فقال لي أنت ضال مضل وكيف تصلي الفجر ... قلت له أول شئ أؤدي فريضة الغسل للصلاة أغسل وجهي و يداي إلى المرفقين و أمسح برأسي و أغسل رجلاي إلى الكعبين .. قال لي هذا إسمه وضوء و ليس غسل ... قلت له سمه أنت ما تسمي و لكن الله في القرآن سماه غسل وليس وضوء .... قال أنت ضال مضل و كم ركعة تركع و ماذا تقرأ و كيف تتشهد و ماذا تقول في السجود .... قلت له يا حاج ليس هناك ما يسمى ركوع كإنحناء أو سجود كتطبيز على الأرض .... قال لي أنت ضال مضل و ماذا يعني الركوع و السجود؟ ... قلت له الركوع هو الإعتراف بأحكام الله و فرائضه و السجود هو الالتزام بتطبيق هذه الأحكام و الفرائض مع مراعاة متطلبات و ظروف الزمان و المكان ... قال أنت ضال مضل و كيف تتشهد؟ ... قلت له ليس هناك شئ إسمه تشهد في الصلاة ولا حتى في دين الإسلام بل إن هناك شهادة واحدة شهدها الله لنفسه في القرآن و نحن مطلوب منا أن نعلم أنه لا إله إلا الله و ليس مطلوب منا أن نشهد أو نتشهد ... قال أنت كافر ضال مضل يجب إقامة الحد عليك دوختني معك أخبرني باختصار كيف تصلي الفجر ؟... قلت له يا حاج كما قلت لك عند دخول الفجر أؤدي فريضة الغسل للصلاة و هي غسل وجهي و يداي إلى المرفقين و أمسح برأسي و أغسل رجلاي إلى الكعبين ثم أمسك المصحف و أبدأ قراءة آيات و أتدبرها جيدا و أستعين باللابتوب لمعرفة بعض كلمات القرآن من معاجم و قواميس اللسان العربي و بعدها أذكر الله بأسمائه و أتدبر معاني أسماء الله و بعدها أطلب من ربي أن يسامحني و يغفر لي غلطاتي و بعدها أطلب من ربي أن يحفظني و يحفظ والدتي و والدي و أخواني و أختي و يحفظ جدي و حني "جدتي" من كل سوء . و أطلب منه أن يوفقني في دراستي و أكمل الثانوي بنجاح و أدخل الجامعة و أكملها بنجاح و أتخرج بدرجة ممتاز و أن أحصل على وظيفة مرموقة و أتزوج من شابة متعلمة متحضرة وليست رجعية متخلفة.... وعند طلوع الشمس تنتهي صلاة الفجر ..... قال لي أنت من أكبر الضالين المضلين و كيف تصلي العشاء؟ ..... قلت له لقد شرحت لك يا حاج أصلي العشاء كما أصلي الصبح بالضبط ..... قال لي أنت ضال مضل منكر لصلاة الظهر و العصر و المغرب و مبتدع و مخالف سنة الرسول و سأكلم والدك و سأكلم عليك الشرطة و سأكلم عليك كتيبة السلف الصالح ههههههه خخخخخ ... فقلت له عدي "أمشي" كلمهم ههههههه ... و فجأة سمع صوت ما يسمى الآذان فتركنا و ذهب إلى مسجده لصلاة ما يسمى صلاة المغرب أما نحن فتفرقنا إلى منازلنا ... ولم يتعرض إلينا مرة أخرى



#سعيد_المجبري‎ (هاشتاغ)       Saeed_Almajpari#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستشار الشرير و تخويف القوارير و الهروب المثير !!
- الشعب بين مطرقة المستبد و سندان الهوس الديني!!
- الطاغوت و الكهنوت و الفزاعة الوهمية !!
- القتل لغسل العار و الرجم بالأحجار


المزيد.....




- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟
- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد المجبري‎ - اقتحام و اصطدام و انهزام