أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - ستون عاما على ولادة جماعة العلماء/ التحول















المزيد.....

ستون عاما على ولادة جماعة العلماء/ التحول


حسين سميسم

الحوار المتمدن-العدد: 6174 - 2019 / 3 / 16 - 02:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ستون عاما على ولادة جماعة العلماء
المقالة الثانية التحول
ولدت جماعة العلماء في فترة حرجة من تاريخ العراق الحديث ، فقد شهدت هذه الفترة قيام ثورة ١٤ تموز واستيلاء الضباط على السلطة وسقوط النظام الملكي وتهشم تحالفاته ، وبدأ النظام الجديد يخرج من سيادة النظام الاقطاعي وما ارتبط بذلك من تغيرات اجتماعية سياسية ، وادت هذه التطورات الى قفز المرجعية الى وسط ساحة الصراع ، فتطوعت في لعب دور سياسي خالص ونزعت ثوب الطائفة الفقهي المتوارث ، وطوعت الفقه ليسير خلف توجهاتها السياسية ، وركبت حصان السياسة الجامح الذي اوصلها الى نقطة اصبحت العودة منها تعد انكسارا لشوكتها ، كما ادى خروجها المتسرع وغير المدروس الى الوقوف بوجه المنجزات التي تحققت لاول مرة لطائفتها ( اعتراف الحكومة الجديدة بكلية الفقه، ومعادلة شهادتها ومساواتها بالكليات الحكومية وتعيين طلابها، وشمولها بمنحة الحكومة ، تعيين خريجي الحوزة كمعلمين في المدارس الحكومية ، احترام المرجعية الدينية وعدم التدخل بشؤونها الخاصة وكثير من المنجزات الاقتصادية والاجتماعية التي شملت كل مناطق الشيعة ) . وكانت جماعة العلماء احدى ضحايا تلك السياسة فاضمحلت بعد عمر قصير .
لقد حاول الشيخ محمد حسن الجواهري ابعاد تلك الجماعة عن السياسة وعن تأثير العلماء عليها خاصة مرجعية السيد محسن الحكيم كي تكون مستقلة بذاتها وتقف على مسافة واحدة من كل العلماء الاعلام في ذلك الوقت .( وكان رأي الشيخ محمد حسن الجواهري ان يكون الشيخ مرتضى ال ياسين رئيس هذه الجماعة ، بينما كان رأي بعض الحاضرين - الذي كان قد اعترض على دعوة السيد اسماعيل الصدر للمشاركة -ان يكون رئيسها السيد علي بحر العلوم ، ولكن الشيخ الجواهري ناقشه في ذلك باعتبار ان السيد علي قريب الى السيد محسن الحكيم فتصبح الجماعة حكيمية ، وهم يريدون لهذه الجماعة أن تبقى غير منحازة الى مرجع دون آخر ) ( محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة ص 301) .
وشدد الشيخ الجواهري على( الابتعاد بالجماعة عن الاحزاب السياسية ، وتم الاتفاق كذلك على ان الجماعة تنحل تلقائيا اذا شعروا بميل احد اعضائها نحو حزب من الاحزاب . ولهذا اشتد النزاع بين الشيخ محمد حسن الجواهري وبين احد الاعضاء الذي تحسس الشيخ الجواهري ميوله نحو عبد الناصر ) .
كانت هذه النقاشات والنزاعات داخل الجماعة تجد طريقها الى مسامع مراجع النجف ، فيقرأ المرجع توجهات تلك الجماعة من خلال قربها او بعدها عن هذا الحزب او ذاك ٠ وفي ذلك الوقت تشكلت بوادر جبهة سياسية متكونة من البعثيين والقوميين والاقطاعيين باسناد من المحيط الشاهنشاهي والناصري والخليجي وبدعم امريكي بريطاني ، وانجر بعض رجال الدين الى هذا التحالف ضد عبد الكريم قاسم وضد كل قوانينه واجراءاته وضد مؤيديه من الشيوعيين ، واتخذ كل فصيل شعاره المناسب فرفع البعثيون والقوميون شعاراتهم ضد دكتاتورية قاسم (وكأنهم لم يقيموا دكتاتورية فجة بعد مقتله ) ورفع بعض رجال الدين شعارا ظاهره ديني وخلفيتة سياسية ، وهم يعرفون ان الزعيم رجل متدين ويصلي ويزور مراقد الائمة وقتل في منتصف رمضان وهو صائم ، لكنه في نفس الوقت كان وطنيا غيورا ، ورفعوا شعار مكافحة الالحاد والشيوعية . وهو شعار تماهى معه الزعيم في بعض جوانبه وابتعد عن الشيوعيين وكان قبل ذلك قد زج بهم في السجون وابعدهم عن العلنية السياسية . ثم قالوا بانهم ضد الشيوعية الكافرة وقصدهم في ذلك انهم ضد قاسم واجراءاته التي لاينطبق ذلك الشعار عليها .
لقد واجهت الجماعة مهمة اخرى وهي ضرورة اخبار المراجع ليتم الاعتراف بهم والموافقة على نشاطاتهم المستقلة ودعمها وتسهيل اعمالها ، لكن السياسة والاحداث المتسارعة سبقتهم الى بيت المراجع ، ونظر كل مرجع الى الفائدة المتوخاة من وجود هذه الجماعة والعوائد التي يرتجى منها . ولم ترواد المرجع فكرة استقلالية الجماعة ووقوفها على مسافة واحدة من كل المراجع . ان مراجع النجف لم ينظروا حينها الى الدور غير السياسي المستقل الذي ستلعبه الجماعة ، ولم يفكروا باعطائهم اية صلاحية من صلاحياتهم ، بل لتحقيق اهداف المرجع وتبعيتهم له ، فهو الذي سيدفع في النهاية .
رحب السيد محسن الحكيم بتشكيل هذه الجماعة فقد كان يفكر بتشكيل كتلة موحدة ضد انتشار الشيوعية ، والوقوف بوجه عبد الكريم قاسم وقال (هذا نعم العمل ونعم الرأي ونعم التفكير ... نسأل الله ان يسدد خطاكم ويأخذ بساعدكم ويشد ازركم ) ( المصدر السابق ص301 ) . وبعد خروجهم من بيت السيد محسن الحكيم اقترح الشيخ الجواهري على الشيخ مرتضى آل ياسين الذهاب الى السيد حسين الحمامي لكي لايعتبر موقفهم انحيازا للسيد الحكيم . فذهبوا الى السيد الحمامي ( الذي لم يقف موقفا ايجابيا من الموضوع ، حيث كان بعض من يثق بهم ويركن الى قولهم قد صوروا له الجماعة على انها ذات هدف خاص وذات غرض خاص لايرتبط بالدين واصلاح حال المسلمين فخرجوا من عنده متأثرين )(السيرة والمسيرة ص 302). واضاف ان أشخاصا حاولوا ثني الشيخ الجواهري عن الانتساب الى جماعة العلماء التي وصفوها بجماعة العملاء .
كان الوضع السياسي حساسا وانقسم الناس مع الثورة او ضدها ، وما ان تم تداول خبر تشكيل جماعة العلماء والاخبار التي تناقلها الناس عن قربها من الخط السياسي للسيد الحكيم حتى بادر الشيخ عبد الكريم الماشطة الى تشكيل جماعة تناظرها باسم جماعة العلماء الاحرار اشارة الى وقوف الاولى خلف السيد الحكيم ضد الثورة ووقوف هذه الجماعة مع الثورة .
وكانت آخر محاولات الشيخ الجواهري لابعاد جماعة العلماء عن الحزبيين من البعثيين والقوميين هو محاولته منع توزيع الدعوات عليهم بمناسبة الاحتفال بميلاد الامام علي ع الذي جرى التحضير له في جمادي ١٣٧٨ وتم يوم 13 رجب 1378 ه الموافق 22 كانون الثاني 1959 .
اقيم الاحتفال في المسجد الهندي وكان الوائلي عريفا للحفل ( وقبل حلول يوم الذكرى واثناء العمل على توزيع البطاقات الى المدعوين في انحاء العراق عقدت جماعة العلماء اجتماعا اكد فيه الشيخ محمد حسن الجواهري على عدم دعوة اي شخص معروف بانتمائه الحزبي ، وقد تبين له اثناء الحديث ان اشخاصا قوميين تمت دعوتهم الى الاحتفال وكان موقفه ان قال لهم ( اذا اتى الى الحفل شخص حزبي يحمل بطاقة فهذا فراق بيني وبينكم ) واصر على موقفه ، وادى بالجماعة الى تمزيق سبعمائة بطاقة على مانقله للشيخ الجواهري السيد حسين بحر العلوم ، ويبدو ان الرقم قد بالغ به الاخير لترضية الشيخ الجواهري الذي قرأ كلمة في الحفل باسم جماعة العلماء كانت الاولى والاخيرة له ، وكانت خاتمة نشاطاته ، وبعدها وتوقفت الجماعة عمليا حيث ذهب اعضاؤها فرادى الى ممارسة حياتهم اليومية بعد ان اتضح لهم سيطرة مرجعية السيد محسن الحكيم عليها وتورطه بالعمل السياسي المباشر ودفعهم الى ميادين غير معروفة كانوا يرفضونها بشدة . فقد رعى السيد الحكيم مبادرة تأسيس الحزب الاسلامي الاخواني بقيادة السامرائي ، وارسل السيد طالب الرفاعي فيما بعد ممثلا عنه لدى حكومة جمال عبد الناصر في القاهرة . ورشح السيد هادي الحكيم لاذاعة برنامج اسبوعي من اذاعة بغداد ، وتسرب مقالات السيد محمد باقر الصدر الى جريدة الحرية لصاحبها البعثي قاسم حمودي اضافة الى صلة السيد محسن الحكيم القوية بشاه ايران ، فنفض البعض يده من هذه الورطة واشترك البعض الاخر بخطط السيد السياسية .

يتبع



#حسين_سميسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستون عاما على ولادة جماعة العلماء
- نحو جبهة ثقافية علمانية
- القوى المدنية وانتخاب مجالس المحافظات
- مستجدات الانتخابات العراقية
- زواج القاصرات الاصل الديني العقلي
- زواج القاصرات الاصل الديني الروائي
- زواج القاصرات الاصل الديني القراني
- زواج القاصرات الاصل السياسي
- السيد كمال الحيدري بين الربوبية واللاأدرية
- الصدام السلفي الاخواني قضية قطر
- فيلم مولانا والصمت المطبق
- أهداف ومستقبل البنوك الاسلامية
- آلية عمل البنوك الاسلامية
- بنوك الاخوان
- البنك اللاربوي في الاسلام
- مبررات الانتقال من الحرام الى الحلال
- الربا بين الحرمة والاباحة
- مشكلة الربا
- ملكة هولندا الجديدة
- النسئ


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين سميسم - ستون عاما على ولادة جماعة العلماء/ التحول