أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 11/18














المزيد.....


موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 11/18


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6172 - 2019 / 3 / 14 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
من النصوص التي يستشهد بها على الموقف الإيجابي للإسلام من أهل الكتاب ما جاء في سورة العنكبوت 46:
«وَلا تُجادِلوا أَهلَ الكِتابِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ، إِلَّا الَّذينَ ظَلَموا مِنهُم، وَقولوا آمَنّا بِالَّذي أُنزِلَ إِلَينا وَأُنزِلَ إِلَيكُم، وَإِلاهُنا وَإِلاهُكُم واحِدٌ، وَّنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ».
ولو اجتزئ هذا النص، دون النظر إلى كل ما ورد من نصوص أخرى، يمكن القول إنه يمثل نصا لا يخلو من إيجابية، وانفتاح، وبحث عن المشتركات، وخطاب يسعى للتقريب بين المسلمين وأتباع الديانات الكتابية، فالنص يحث على استخدام أجمل الأساليب في الحوار معهم، بل وينهى عن استخدام غير هذا الأسلوب المحبب بقول «وَلا تُجادِلوا أَهلَ الكِتابِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ». ولكنه لا يعمم استخدام هذا الأسلوب في الحوار على كل أهل الكتاب، فيستثني الظَّلَمة منهم بقول: «إِلاَّ الَّذينَ ظَلَموا مِنهُم»، وحسنا فعل القرآن هنا في هذا النص، إذ كان الاستثناء لـ«الَّذينَ ظَلَموا»، ولم يقل كما في معظم النصوص «الَّذينَ كَفَروا». ولكن يبدو أن المؤلف كان هنا في حالة نفسية من الارتياح والاسترخاء وعدم التوتر، فلامس مشاعر المؤمنين من غير المسلمين في أكثر القضايا حساسية، وأشدها تجسيدا للمشتركات، ألا هو الارتباط بالله، الذي هو نفس الإله عند الجميع، فقال: «وَإِلاهُنا وَإِلاهُكُم واحِدٌ»، ثم أتبعها بعبارة: «وَنَحنُ لَهُ مُسلِمونَ»، مبينا موقف المسلمين (بالمعنى الأخص) من هذا الإله الواحد المشترك، بأنهم «لَهُ مُسلِمونَ»، دون أن يعني نفي هذه الصفة عن المخاطَبين، ولكن لو كان المؤلف إلها كاملا في حكمته، وخاليا من أي قدر من الحساسيات النفسية تجاه الآخر المختلف، لعله كان سيقول: «وَعَسى أن نَكونَ وإيّاكُم لَهُ مِنَ المُسلِمينَ». وهذا شاهد من الشواهد الكثيرة التي تدل على أن بالإمكان الإتيان بخير من القرآن، ولو في حدود تنقيحه، واستبدال بعض العبارات، بما هو أبلغ وأقرب إلى المعنى المحبب إلى الله، بعكس ما يدعي القرآن من استحالة الإتيان بمثله، وهذا ما ناقشته في مقالة «آيات تحدي القرآن بالإتيان بمثله». وسأعرض في مقالات مقبلة إلى الكثير من هذه الشواهد بإذن الله المنزَّه عما أخطأت فيه أو أغفلت عنه أو ما ادعته الأديان. فعبارة «وَعَسى أن نَكونَ وإيّاكُم لَهُ مِنَ المُسلِمينَ» أكثر انسجاما مع أجواء الحوار، بجعل الطرفين متكافئين، فعبارة «وَعَسى» لا تتضمن معنى الادعاء التي أدانها الإسلام عندما استخدمها اليهود والنصارى في عبارة «نَحنُ أَولِياءُ اللهِ وَأحِبّاؤُهُ»، وما شابه، على أقل تقدير فيما يرويه القرآن، وذهب القرآن إلى أبعد من ذلك بقول «كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ»، بل كان سيكون فيها معنى التمني والدعاء، وللطرفين، للمحاوِر والمحاوَر على حد سواء، ثم عبارة «[نحن] وإيّاكُم»، تؤكد الشراكة والتكافؤ، ومن شأنه أن يقارب ولا يباعد، كما ورد في عبارة «وَإِلاهُنا وَإِلاهُكُم»، ثم قول «مِنَ المُسلِمينَ» فيها مجددا معنى النسبية، فنحن وإياكم أهل الكتاب عسى أن نكون من المسلمين، وعسى أن يكون غيركم وغيرنا منهم، ولسنا نحن وإياكم لوحدنا، ولا كل من انتسب إلينا، أو إليكم، فعبارة (عَسى) تجعل الأمر في دائرة التمني والاحتمال والإمكان، الذي يستوى فيه احتمال التحقق وعدمه وعبارة «مِنَ المُسلِمينَ» تنفي الحصر باستخدام (مِن) التبعيضية.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 10/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 9/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 8/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 7/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 6/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 5/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 4/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 3/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 2/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 1/18
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 4/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 3/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 2/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 1/4
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 5/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 4/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 3/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 2/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 1/5
- قراءة أخرى لنصوص من القرآن 4/4


المزيد.....




- اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع ...
- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- المسلمون متحدون أكثر مما نظن
- فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف ...
- ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر ...
- الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي ...
- اضبط الان تردد قناة طيور الجنة toyor al janah على الأقمار ال ...
- ” بإشارة قوية ” تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor Aljanah ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 11/18