أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية - الاسلام - القوة الثورية في العصر الاقطاعي 1 -7















المزيد.....



من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية - الاسلام - القوة الثورية في العصر الاقطاعي 1 -7


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:03
المحور: القضية الكردية
    


ب ـ لقد تطور الإسلام متداخلاً بهويته الإيديولوجية المكثفة وكثورة عسكرية سياسية منذ البداية، وهجم على من حوله ببنيته الإيديولوجية كالأسد الجائع المتحرر من سلاسله، إن هجوم الإسلام على محيطه يشبه هجوم الغوتيين في مرحلة البربرية في أوروبا والهون" الأتراك" على مراكز الحضارة الرومانية، ففي الوقت الذي كانت تسيطر فيه الإمبراطوريات البيزنطية والساسانية والحبشية ببنيتها المتخلفة على المناطق ذات الاقتصاد المثمر المنتج، لعب التناقض والاختلاف بين الظروف الحياتية للقبائل العربية وتزايدها السكاني دوراً أساسياً في تلك الغزوات، وكانت المراكز الحضارية جذابة كخيال الجنة بالنسبة لهم، وكانت هذه القبائل تعرف نعم الحضارة من خلال تجارتها وغزواتها المستمرة منذ المراحل الأولى للسومريين والمصريين، وفي الوقت الذي كانت فيه الصحراء تذيقهم عذاب جهنم كانت حياة الحضارة مصدراً لمفهوم الجنة. لقد جعل ازدهار الإسلام خيال الخلاص من جهنم والحصول على الجنة مقنعاً، إذ أدت الروح الجديدة وخلق الخيال إلى إيمان لا مثيل له حتى تلك المرحلة، وشجاعة لا حدود لها أدت إلى تفعيل التضحية والعمليات، أي إذا استشهدوا فسيذهبون إلى الجنة التي وعد بها المؤمنون في عالم الآخرة، وإذا بقوا أحياءً سيحصلون على جنة لأرض، وهنا تكمن مهارة النبي محمد، فمن السهل القيام بالتنظيم والتخطيط بعد خلق هذا المستوى من الإيمان.
إن التواجد في مرحلة تتوفر فيها السيوف والخيول بغزارة من الناحية التقنية، وخصائص الصحراء المثالية من أجل الكر والفر على نمط حرب الكريلا، قد فتح الباب على مصراعيه أمام الفتوحات الإسلامية، وكان التوسع الهائل للجيش وانفجاره كالبركان يتطور وكأنه قدر التاريخ من خلال قوانين الفتح المقدسة في الدنيا والآخرة، ولأنها تتيح إمكانيات مادية هائلة لمن لا يمتلكون أي شيء، فمن الواضح أن التاريخ كان يتعرف على حركة ثورية منظمة، وكانت البنية الإيديولوجية والعسكرية مستعدة لفتح العالم بأسرها، وكانت الإمبراطوريات التي تواجهها تشهد مرحلة جمود هائلة لاستنادها إلى علاقات عبودية كنظام للدولة، ولم يعد لها أي دور تقدمي يمكن أن تقوم به من الناحية السياسية، فكانت هذه الإمبراطوريات قد تحولت إلى حواجز أمام شعوبها التي كانت تتطور من مجموعات أثنية نحو بنية قومية إثر مرحلة تطور طويلة، وكانت تلك الشعوب تأمل الخلاص من البنى المتعفنة التي تشكل حاجزاً أمامها، وذلك عن طريق الذهنية الجديدة التي تشكلت من خلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تجاوزت العبودية، ولم يبق ضبط الشعوب سهلاً كما كان في الماضي البعيد، وكانت حادثة ظهور المسيح المنتظر تتكرر من جديد وليس من الصعب خلق إلهام الخلاص ليس من أجل قبائل الصحراء فحسب، بل من أجل جميع شعوب الإمبراطوريات، إن القليل من العدل واحترام ثقافة الشعوب ـ عدا المتخلفة منها ـ يكفي هذه الشعوب لتتقبل الإسلام، وشخصية عمر العادلة تنبع من هذه الضرورة التاريخية، ويؤدي التفوق الإيديولوجي إلى التخلي بسهولة عن الهويات الإيديولوجية المتخلفة وربما يلعب دوراً أساسياً في نجاح حملات الفتح.
رغم وجود بعض الجوانب الصحيحة لتقييم الإسلام كدين السيف لكنه من الواضح أنه لا يمكن القيام بكل شيء بالسيف دون أخذ التفوق الإيديولوجي بعين الاعتبار، فلا شك أن السيوف والخيول كانت موجودة منذ فترة طويلة لكنها لم تؤد إلى أية خطوة إلى الأمام، فكما تطورت المسيحية في بداياتها كحركة إيمان وسلام وروح اجتماعية فقد تطور الإسلام كحركة سيف وحركة سياسية على الأغلب، لقد تركز الجانب الإيديولوجي والعسكري والسياسي للإسلام بشكل متداخل، وكان يفتح ويهيمن كسلسلة عوامل ثورية تجري بسرعة بينما كانت المسيحية مسحوقة تعيش تحت سيادة الآخرين رغم تطورها في الساحة الاجتماعية.
كانت الحملات العسكرية للإسلام على شكل حرب كَريلا ضد الجيش النظامي، وكانت تنسحب في حال عدم النجاح ويعاد التنظيم من جديد، بحيث لم يكن شن هجوم جديد صعباً، إذ كان من السهل الهجوم على جيش نظامي من أربعة أطراف وتشتيته، وكان لا يتم الدخول في حرب اعتماداً على مواجهة واحدة فقط، إنما كانت هناك استراتيجية طويلة الأمد، مقابل ذلك كانت كلفة الجيوش النظامية كبيرة، وتتحرك ببطئ وخمول وتنتشر حسب نظام حرب المواجهة الواحدة ولا تستطيع لم شملها في حال تشتتها، وكانت في موقع لم يبق لها أية ميزة متفوقة أمام الفن العسكري الإسلامي، وكانت الجيوش الإسلامية تتفوق على الجيش النظامي من الناحية النفسية، وعندما نضجت ظروف القوى الجديدة والقوى التي تريد المحافظة على إرثها القديم شهدت هذه المرحلة التاريخية أمجاداً كبيرة باسم القوى الجديدة.
كان إنشاء النظام السياسي للإسلام يتم بعد تحقيق الأمجاد العسكرية، وكان يتم أحياء نظام الولايات الذي بقي من البرسيين كهوية إيديولوجية جديدة، لقد استخدم الإسلام عرب الصحراء الذين لم يشاركوا بالحضارة والشعوب الأخرى المشابهة لهم كدم طازج لحضارة قديمة، وجددها تحت هويته الإيديولوجية أكثر من أن يفتح ساحات حضارية جديدة، إن أهم خاصية لهذا التجديد هو تحويل البنى الذهنية والمؤسساتية للدولة المستندة إلى النظام العبودي وفق نظام العلاقات الإقطاعية، ويعتبر ذلك خطوة تقدمية في مرحلتها، التجديد في ربط علاقة وذهنية النظام العبودي الذي تمتد جذوره إلى آلاف السنين الماضية إلى كيان مجرد كعبادة الله فقط، أدى إلى ارتياح معنوي كبير، وقيم معنوية مناسبة عند مقارنة ذلك بأنهم كانوا عبيداً للملك الإله وأصبحوا عباد الله المحبوبين،ويملكون الثقة والمعنويات المرتفعة والشرف الكبير. إن أساس التفوق النفسي هنا يكمن في تحطيم الذهنية العبودية وبنيتها المعنوية التي تقلل من احترام وقيمة الإنسان، ووضع هوية جديدة تحقق للإنسان الشرف والاحترام والعدل كبديل لها.
في الوقت الذي قامت المسيحية فيه بنشاطات على مستوى القاعدة وحاولت فتح البنية السياسية من خلال خلق ساحات اجتماعية لها مع البقاء بعيدة عن البناء العسكري والسياسي، قام الإسلام بتطوير البنية السياسية من القمة عن طريق الفتوحات العسكرية وأعطاها شكلاً حسب هويته الإيديولوجية، أي كان أحدهما يتجه إلى الثورة الاجتماعية من خلال الثورة السياسية والعسكرية بينما يقوم الآخر بالاتجاه إلى الثورة السياسية من خلال الثورة الاجتماعية.
وكأن ذلك يشبه العلاقة الموجودة في التجربة البلشفية التي اتبعت أسلوب النزول من القمة إلى الأسفل، ومع النهج الديمقراطي الاجتماعي الذي ينطلق من القاعدة، ويذكرنا ذلك بالسؤال الذي يقول: أيهما افضل الوصول إلى الهدف بطريق التطور أم عن طريق الثورة ؟.
لا شك أن الإسلام هو الذي بدأ بالمهام العسكرية والسياسية المذهلة للثورة الإقطاعية، وأن دور الإسلام واضح في قيام المسيحية بفتح أوروبا، ويجب أن نؤكد على أن المسيحية هي جزء من ثقافة الشرق الأوسط، وإذا كنا نتحدث عن المساهمة، فأننا نقول إن الشرق الأوسط مازال يغذّي أوروبا حضارياً، وقد بدأت هذه التغذية منذ عشرة آلاف عام قبل الميلاد واستمرت حتى أصبحت المسيحية ثانوية أمام حركة التنوير الأوروبية، وإذا تناولنا تاريخ الحضارة نرى أن التطورات الاجتماعية ذات الجذور الشرق أوسطية تغذي أوروبا منذ 8000 سنة، بما في ذلك العصر النيوليثي الذي استمر أربعة آلاف سنة، وكانت تقدم بعض القيم الحضارية المحدودة لكنها لم تنج من التيبس حتى النخاع باستمرار، وسنحاول مقارنة حضارة الشرق والغرب بشكل شامل عندما يتطلب بحثنا ذلك.
إن نظرية السياسة في الفكر الإسلامي تقدم موضوعاً متميزاً، إذ ينشر مصطلح الله الموجود في الهوية الإسلامية كل ظله كما هو عندما طرح التمأسس السياسي، إن وصف السلاطين وأصحاب الحكم انهم ظل الله يشير إلى مصطلح آخر هام جداً، والصفات التي تم تحميلها لمصطلح الله كالقهار والحكيم والجبار والستار والعادل والقادر هي صفات ذات طبيعة سياسية ستظهر أمامنا فيما بعد كصفات لأصحاب السلطة، يجب أن لا نبسط ذلك بالقول أنها عبارة عن لعبة إيديولوجية، فهناك عدة مصطلحات تم تضمينها للاشتراكية كأيديولوجية علمية وتم عرضها كنظام سياسي فيما بعد، وتشهد جميع التمأسسات الإيديولوجية والسياسية نظام علاقات مشابهة لذلك، وهذا الوضع لا يخص الإسلام فقط، وكنا قد حاولنا شرح كيف قام الكهنة السومريين بنفس النمط من النظام سابقاً.
سيلعب إضافة صفات سياسية إلى مصطلح الله دوراً كبيراً كأساس إيديولوجي للحكم المطلق، ولذلك لابد من أن يؤدي إلى مفهوم نظام أكثر تصلباً من المسيحية، ويتميز عن النظام العبودي بفارق واحد هو طرح صيغة الرب وظله الملك بدلاً من صيغة الإله الملك، يتحول الملك إلى إله في أحد الصيغ لكنه يقترب في النظام الإسلامي إلى صلاحيات الله من خلال ظل الله، وامتلاكه جميع صفات الله بشكل مبطن ولا سيما المتعلقة بالسياسية منها. تنبع خطورة النظرية السياسية للإسلام من بنيته الإيديولوجية، وعدم القيام بالتمييز الكامل بين الفلسفة والدين هو تقصير يولد نتائج هامة، ولن تتردد السلطة بالقيام بأعمال غادرة اكثر من النظام العبودي كلما تردت أوضاعها، ولم يكن الملك والرب متطورين لأن آلهة المجتمع العبودي لم تكن متطورة، ولكن تم تطوير رب الإسلام إلى درجة كبيرة بتعدد صفاته السياسية بشكل خاص من حيث التنوع والقوة، وعندما يتقاسم أصحاب السلطة الذين هم ظلال الله صفاته عندها تحل الكارثة. لقد محا هذا الجانب عدة خصائص إيجابية في الإسلام، ولم تظهر هذه الحقيقة في البنى السياسية المفتوحة للاجتهاد في المرحلة التقدمية للإسلام حتى القرن العاشر بعد الميلاد. لكن النظام السياسي شهد صلابة جامدة بعد أن تم قطع الطريق أمام الاجتهاد والنقاش عن طريق فتاوى شيخ الإسلام بطريقة عمياء، وحسب التقاليد والإرث. وبعد دخول النظام الإسلامي مرحلة التخلف والتعصب، لم يستطع أن يكون جواباً للواقع لا من الخارج ولا من الداخل. ففي الوقت الذي غيّرت الحضارة الأوروبية جوهرها وشكلها عبر حركة التنوير منذ القرن الخامس عشر بعد الميلاد، وتصاعدت على أساس الرأسمالية، كانت المؤسسات السياسية المتسلطة للإسلام ستترك بصمتها على المرحلة الأكثر تخلفاً في تاريخ الشرق الأوسط، وكان المجتمع والتاريخ الذي تطور بشكل تصاعدي منذ 15 ألف سنة، سيتدحرج بعد الآن في مرحلة الظلمة التي لا تليق به والتي لا يستحقها، ولم يستطع العثور على طريق للخروج من هذه الظلمة حتى يومنا هذا.
ج ـ لقد لعبت المرحلة المزدهرة للتجارة دوراً مصيرياً في المضمون الاقتصادي والاجتماعي لانطلاقة الإسلام. إن التغير هو الذي شكل الأساس المادي للتجارة في انطلاقة الأديان ذات الجذور العبرية، والتطوير الذي جرى مع البحث عن الهوية الإيديولوجية الجديدة هو تطور مهم. ويجب أخذ هذا الإثبات بعين الاعتبار بشكل دائم ومهم من زاوية القيام بتقييمات علمية لتاريخ الأديان. فكما ترك الفلاح الحر، والقروي، والتطور الذهني والروحي المستند إليها والمرتبط بالثورة الزراعية بصمته على العصر النيوليثي، فإن ثورة المدينة والحرف شكلت أساس البنية الذهنية للمجتمع العبودي. ورغم ظهور التجارة بهاتين المرحليتين التاريخيين الهامتين، فإنها لم تستطع أن تكون قوة طبقية مستقلة، إذ كان القصر يبذل جهوداً كتابعٍ للمعبد والقرية، وكان تطور فائض الإنتاج وتغييره سيلعب دوراً في أن تكون التجارة هي العامل الأساسي في التاريخ مع مرور الزمن. في الوقت الذي أدت فيه الحياة القروية والمدينة الروتينية إلى ميثولوجيا متجمدة وبنية آلهة كسولة، كان التغير والتحول الدائم للتجارة سيساهم في تغيّر المصطلحات في المجال الذهني من حيث مضمونها وتجّردها، وكانت الاتجاهات الدينية الجديدة في مؤسسات البنية الفوقية ستظهر بالاستناد إلى ذلك، وستؤدي إلى تصور آلهة ذات صفات متطورة وأكثر تحركاً. وهناك تجرد في جوهر التجارة نابع من تغير جوهرها. تعتبر قابلية التجرد في التطور الذهني والمنطقي مرحلة مهمة وتمتلك مساهمة أساسية في غنى اللغة والفكر. بدأت مرحلة تطور مرتبطة بهذا التغير ابتداءً من الميثولوجيا المستندة إلى آلهة جامدة غير وظيفية حتى تطور الأديان ذات الإله المنطقي والفاعل على الأغلب، وكانت التجارة تحتاج إلى آلهة مرتبطة بالقوانين وعاقلة، وتبعث على الثقة، وجاهزة وموجودة في كل مكان وليست لآلهة تتحرك حسب مزاجها.
وعند القيام بتحليل مصطلح الله عند النبي محمد، فإن بناء العلاقة مع التجار الذين تحولوا إلى طبقة لا يمكن الاستغناء عنها وإرسائها لجذورها في المجتمع يحظى بأهمية بالغة. إن النبي محمد هو نتاج الوحدة بين حياة مضت في الطرق التجارية مع امرأة تاجرة. حيث كان الأمن مشكلة أساسية للتجارة في تلك المرحلة، وكان إيقاف قطّاع الطرق من قبائل الصحراء مشكلة منذ آلاف السنين. وكان إبراهيم أيضاً رئيساً لقبيلة تجار، وكان أمن الطرق الذي بدأ ظهوره في عام 1700 ق.م تقريباً يتطلب قوة. ويظهر الكيان الاجتماعي في شبه الجزيرة العربية تطوراً يرتبط بشدة مع التطور الحضاري في الأناضول وميزوبوتاميا في الشمال ومصر والحبشة في الغرب وإيران في الشرق وقد ارتبطوا بالمجتمعات الزراعية الموجودة في هذه الساحات سابقاً، وكان دورهم القيام بالتجارة والمواصلات بين هذه المراكز، وكان القطاع الأرستقراطي لقبائل الصحراء هو الذي يدير تغيير جميع القيم المادية والمعنوية والتجارة التي أظهرتها المراكز الحضارية الأولى. وكان الجمل هو الوسيلة الأساسية للمواصلات كسفينة صحراء، وإن وجود أكثر من مائة اسم للجمل يعود إلى عدم إمكانية التخلي عنه كوسيلة نقل.
لم تكن التجارة تعتمد على السلع وحسب، بل أن الميثولوجيا والأديان والمسائل الفكرية الأخرى أيضاً كانت من مواضيعها، وهناك عدة دلائل على بيع هياكل الآلهة في الأسواق مثلما تباع سلعة. وطورت الحضارة الإغريقية ذلك في ظروف البحر، لأنها شغلت مكان الصحراء، وأخذت السفن الشراعية مكان الجمل، وكان يتم الإبحار بالآلهة والأديان مع تجارة السلع عبر الصحراء والبحر، وكان سبب تحول مهنة بناء الهياكل إلى مهنة مهمة يرجع إلى الحاجة للمنتجات الإلهية وقيمتها العالية. لقد تطور الفكر الفلسفي بواسطة الطرق التجارية بمقدار ما حصل تغيير في الدين، وتحققت مرحلة النهضة البابلية والآشورية وبناء إمبراطوريتهما بفضل تطور أهمية التجارة وكيانها، إن التجار السومريين والبابليين والآشوريين هم أول من أضاء شرارات بدء الحضارة في الهند والصين وآسيا الوسطى وإيران، وان عمليات القرصنة على الطرق تطلبت إنشاء مخافر قوية للدولة، ومن المعروف أنه تم إنشاء مستوطنات تجارية حول المخافر ومن ثم مراكز حضارية وعدة دول مستندة إلى ذلك.
ومن المعروف أيضاً أن مكة هي إحدى أهم الحلقات لهذه المرحلة التاريخية، وكما كانت سومر ومصر هي نتاج للفرات ودجلة والنيل فأن مكة وأطرافها هي نتاج للتجارة، ومن الواضح أنه لا يمكن بناء خيمة واحدة في مكان مكة لولا وجود التجارة، كما كانت الكعبة سوق أصنام والنبي محمد أكد ذلك في أحاديثه وهي موثقة أيضاً في الآيات القرآنية.
إن هذا التقييم القصير يظهر علاقة الإسلام بمفهوم التجارة من ناحية الهوية الإيديولوجية والتمأسس العسكري والسياسي أيضاً، فظهور الإسلام وصعوده يمثل قوة وهيبة التاجر وذكاءه والتزامه بالقواعد وتعتبر أول عملية للأسرة التجارية تخلق قوة ضاربة كبيرة ودولة وحضارة جديدة بهوية إيديولوجية مستقلة، وهي انفجار كالبركان لتراكم تجاري تحقق عبر آلاف السنين في شبه الجزيرة العربية وأدى إلى التأثير على جميع أنحاء العالم بعد التجربة الملكية للقبائل العبرية في القدس، وذلك يمثل حملة دينية وعسكرية وسياسية واقتصادية كبيرة مستندة إلى تجارة القبائل العربية لتحولها إلى دولة أساسية وقوة حضارية، وتظهر سنة محمد وعدة آيات قرآنية المديح للتجارة وتقدسها كقيمة إلهية، بينما نرى أن الغذاء النباتي والفواكه والحيوانات الأليفة كانت مقدسة في العصر النيوليثي وفي المجتمع السومري الذي كان يعتمد على الزراعة، والمصري الذي كان يعتمد على العبودية، إن كلمة مقدس "كاووتا" بالسومرية تعني الغذاء، وإن طبقة التجار هي القوة الاجتماعية الكبيرة الثانية التي اعتمدت عليها الحضارة بعد الطبقة الزراعية القروية، وانتشرت العبودية بين تلك الطبقتين، ويأتي الحرفيون المرتبطون بالتجارة بعد التجار على الأغلب، ويطلق على هذه الطبقة اسم طبقة التجار المرابين في الشرق الأوسط، وهؤلاء رواد تطور الفائدة والربا كمؤسسة تتصدر التجارة الدور الأول في تطور النقد والعمليات الحسابية والرياضيات، ويظهر التفكير المجرد وحمل الكلمات لمعاني مختلفة تطوراً يعبر عن انعكاس لتغيير الحياة الاقتصادية والتجارة.
كانت التجارة محدودة التطور والتجار طبقة غير مستقلة في الاقتصاد الزراعي في المرحلة النيوليثية وفي العصر العبودي، لكن ظهر وضع مختلف في عصر الإقطاع، فقد قامت المدن كمراكز تجارية مستقلة وحققت تبعية الزراعة لها، والدولة الإسلامية في مكة والمدينة هي من الأمثلة الأولى لهذا التحول التاريخي.
كانت البنية الاجتماعية للحضارة تشهد تغييراً هاماً، وهذا كان يتطلب تنظيم الاقتصاد مجدداً حول التجارة، وازداد الاهتمام بالمنتجات التجارية أكثر من غيرها، ودخل النقد قيد الاستخدام كوحدة تبادل اقتصادي، وكأن الإسلام قد ظهر كقوة تجار للعالم الحضاري، وذلك شبيه بالعولمة في يومنا هذا، فكما تلعب قوة أمريكا دوراً بارزاً في تخلص السوق الحر من جميع الحواجز، لعبت الدولة الإسلامية أيضاً كقوة في تلك المرحلة دوراً مشابهاً في تطور التجارة بطريقة حرة وآمنة، لقد تركزت الدولة ذات الثقة بين مراكز الإنتاج الكبيرة ووصلت إلى موقع لا يمكنها التخلي عنه في التطور الحضاري ابتداءً من المحيط الأطلسي وحتى المحيط الهادي مروراً بالمحيط الهندي حتى سيبيريا.
د ـ إن تقييم تأثير الإسلام على الحركة الإنسانية والفرد مسألة مهمة، ومن المؤكد أن المسيحية قد تجاوزت التعصب القومي والطبقي، وهي أهم خطوة في خلق دين إنساني "حركة إنسانية" من جميع الشعوب والشرائح الاجتماعية، وهكذا تجد الإنسانية معنى لها كمصطلح لأول مرة، وإذا كنا من قبائل وأثنيات وطبقات اجتماعية مختلفة فإن ذلك لا يشكل عائقاً أمام الأخوة، ويمكننا رؤية بدء الإسلام كحركة كونية عند مقارنته مع المجتمع والدين اليهودي، ومازالت المسيحية تواصل الموقع الريادي لها حتى يومنا هذا، كدين متقدم على هذا الصعيد، لكن اليهودية هي عكس ذلك وهي تأتي على رأس الأديان التي تحافظ على خصائصها القومية المتطرفة منذ ظهورها وحتى الآن، كما بقيت عدة ظواهر دينية في إطار الحدود القومية والإقليمية، ويقف الإسلام ما بين هذا وذاك على هذا الصعيد، ويجب أن نؤكد على أن الإسلام لم يتجاوز الصفة القومية كثيراً حتى قال النبي محمد " لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى".
لقد جعلت شخصية الطبقة الفوقية لليهود من القومية العرقية المتطرفة أمراً ضرورياً، وإن مواصلتها لموقعها المميز مرتبط بمحافظتها على خاصيتها هذه، كما جعلت اليهودية من القومية شيئاً ضرورياً لأجل أن تكون طبقة فوقية ويبقى الشعب المختار في السلطة، إن قول الرب يهوا: "أنت قومي المميز، لقد زوجتك مع نفسي" يظهر الصفة الشوفينية للغيرة، إن لعب اليهود دوراً هاماً عبر التاريخ وتعرضهم لمآسي أليمة لا تحصى له علاقة وثيقة بالتزمت الإيديولوجي، فمفهوم شعب الله المختار يرغمهم على التفكير بأمور كبيرة، والقيام بأهم الأعمال من خلال عدم المساواة والحسد والحقد والعدوانية التي يبثونها في الجوار، إن الفاشية الهتلرية هي آخر حلقة في سلسلة هذا المسار، وتأخذ المأساة الفلسطينية الإسرائيلية جذورها من هذه المخلفات التاريخية.
لقد ساهم طرح المسيحية لمفاهيم معاكسة، مساهمة مهمة في أخوة البشر والسلام. ويعتبر تناولها لجميع الجذور العرقية والقومية والأفكار المختلفة بمساواة وسلام، وعيشها لأولى الممارسات الجديدة للاشتراكية البدائية، خطوة كبيرة في الوعي الإنساني لدى البشرية، وعدم تفريقها بين الجنسين جعل قيمتها تسمو أكثر. ومن الصواب أن نقول أنها أول حركة كونية كبيرة للاشتراكية البدائية. إن تردي المسيحية الذي جاء فيما بعد لا يمثل تطورها الجوهري الذي حدث في المراحل الأولى. ومن المؤكد أن المسيحية تحتاج إلى تجدد على أساس العودة إلى الجوهر.
يقف الإسلام في الوسط بهذا الصدد، ويعود ذلك إلى شخصيته الطبقية، فهو لم يكن قومياً بمقدار اليهودية، ولم يكن اممياً بمقدار المسيحية لأن طبقة التجار تشكل القوة الاجتماعية الأساسية للبناء الاجتماعي السياسي لهويته الإيديولوجية، ولا شك انه لعب دوراً كبيراً في تطوير القومية العربية بسبب اضطراره لتوحيد قبائل الصحراء.
لم يقم الإسلام بعمل قومي عن معرفة، فالله هو إله جميع البشر، يتصرف بمساواة أكثر مع جميع القوميات والجذور العرقية بالمقارنة مع الإله ياهوفا، لم يقم بالتفرقة العرقية، وبالتأكيد لم يكن اشتراكياً أيضاً، ولكننا نرى في القرآن والسنة أنه يقوم بالتفرقة الطبقية والجنسية بشكل مرن في البداية، ونرى أن رب الإسلام مرن إلى درجة كبيرة مقارنة بالبراهما"brahma" الهندي، وتم الوصول إلى المفهوم الإنساني للبشرية. كما أن الإسلام يرى الأديان التوحيدية الأخرى مشروعة، ويمكن لأي شخص منهم أن يأخذ مكانه ضمن النظام بعد أن يدفع الجزية، ويتم الإعلان عن أن الذين يعتدون على الإسلام هم كفرة، وإن محاربتهم حتى النهاية عبادة كبيرة، ويوضع ذلك أمام الأمة كمهمة جهادية، إن الأمة هي الأمة الإسلامية بالذات. وتقابل في يومنا هذا موقع الطبقة الليبرالية. وبذلك تكون اليهودية دين الطبقة العليا والمسيحية دين الطبقة الدنيا والإسلام دين الطبقة الوسطى، ومحافظة الأديان الثلاثة على كيانها حتى يومنا هذا له علاقة بمواقعها الاجتماعية والإنسانية.
يكون دور الإسلام إيجابياً في التحول القومي للعصور الوسطى إلى حين توحيده للقبائل، لقد لعب الإسلام دوراً هاماً في تكوين الأمة والقوم مثلما أدت الرأسمالية إلى تشكل القومية والأمة. لقد لعب الأشخاص الموجودين في السلطة والذين كانوا من أقوام مختلفة دوراً ناجحاً في تطوير أقوامهم. وإن أكثر الذين بقوا في السلطة هم من القومية العربية والفارسية والتركية، ولهذا حصة كبيرة في أن يكون العرب والفرس والأتراك هم القوميات الإسلامية البارزة في يومنا هذا، حتى لو لم يتم ذلك عن معرفة، ومن الواضح أن مصيرها كان سيصبح مختلفاً لولا وجود الإسلام. ومن المفيد تحليل العلاقة الموجودة بين الوطنية والطبقية بعمق، إذا لم يجر التركيز على هذه المسألة كما يجب. إن الوصول إلى الأممية والإسلامية المنفتحة على الأخوة والسلام وتجاوز الشوفينية القومية والدينية بهذا الصدد، سيلعب دوراً بناءً في تجاوز كثير من القضايا. إن في جوهر الإسلام كما المسيحية مفاهيماً إنسانية تتيح إمكانية كبيرة للعدالة والسلام ، وهناك وظائف هامة يجب أن يقوم بها كالتوجه للأممية.
يرى الإسلام أن الإنسان بمفهومه الفردي أشرف المخلوقات. ولا يمكننا إنكار وجود مفهوم إنساني في عمق ذلك، ويمكننا أن نقول أن الإسلام قد سما بهذا المصطلح ضد العبودية. ويريد الإسلام أن يسمو بالإنسان الذي حطت العبودية من شأنه إلى الشرف. ومن المؤكد أنه يمتلك مفهوماً فردياً تقدمياً. يجب أن نرى سمو الإنسان الذي بقي في قيد العبودية منذ آلاف السنين في الشرق الأوسط كأكبر تطور للعصر. وربما يتم الاقتراب إلى حرية فردية متقدمة أكثر من مستوى حرية المجتمع. يجب أن نفهم تحطيم البنية الذهنية والروحية للعبودية، والإعلان بأنه لا يمكن للإنسان أن يكون عبداً إلا لرب مجرد كثورة لحرية الفرد التي لم تدرك قيمتها حتى الآن. إن عودة الإنسان الذي أصبح غريباً عن جوهره عن طريق البنى الذهنية والروحية وعبر علاقات العبودية الصارمة في الشرق الأوسط والتي بقيت من السومريين والمصريين إلى جوهره، حتى لو كان ذلك بشكل محدود هو من أهم مكاسب الإسلام، وسنكون واقعيين إذا وجدنا هنا أحد الأسباب الرئيسية لتأثيره.
لقد فهمت إنسانية المرحلة هذا الجانب من الإسلام بعمق، وأظهرت التزامها به دون تردد، وذلك يظهر قابلية الإدراك الصحيح لخطوات التاريخ. هذه أكبر نتيجة لثورة الإسلام على مستوى الفرد، إنه لم يقض على العبودية بشكل كامل، ولم يحقق الجو المناسب للحرية الفردية التي حققتها الرأسمالية، لكن الإسلام لعب دوراً هاماً ومصيرياً في إلغاء العبودية تماماً، وفي المساهمة التي قامت بها الرأسمالية على مستوى الحرية الفردية. وإننا لن نكون موضوعيين إذا فكرنا بإلغاء العبودية بعيداً عن الإسلام. لقد استطاع الإسلام تجاوز العبودية بخطوات راديكالية أكثر من المسيحية، ونقل عمليته الراديكالية إلى جميع ساحات الحضارة بسرعة، ونقل عدة قبائل وبنى عرقية إلى مواقع متقدمة عن طريق قفزها طبقياً دون الوقوع في العبودية. وإن القول أن الإسلام بجانبه هذا هو النظام الحضاري الذي أعد العالم أكثر من غيره للأممية الرأسمالية سيكون تقييماً أكثر موضوعية.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الخضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة اليمقراطية الفصل الاول ا ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...


المزيد.....




- عضو بالكنيست الإسرائيلي: مذكرات الاعتقال ضد نتنياهو وجالانت ...
- إسرائيل تدرس الاستئناف على قرار المحكمة الجنائية الدولية الص ...
- وزير الخارجية الأردني: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت رسالة لو ...
- هيومن رايتس ووتش: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية تفند التصو ...
- الاتحاد الأوروبي والأردن يُعلنان موقفهما من مذكرتي الاعتقال ...
- العفو الدولية:لا احد فوق القانون الدولي سواء كان مسؤولا منتخ ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: نحترم استقلالية المحكمة الجن ...
- المفوضية الاممية لحقوق الانسان: ندعم عمل الجنائية الدولية من ...
- مفوضية حقوق الانسان: على الدول الاعضاء ان تحترم وتنفذ قرارات ...
- أول تعليق من -إدارة ترامب- على مذكرة اعتقال نتانياهو


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الثاني عصر الحضارة الاقطاعية - الاسلام - القوة الثورية في العصر الاقطاعي 1 -7