أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 10/18














المزيد.....


موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 10/18


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 13:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
من النصوص التي تنم عن مرونة وليبرالية يزاولها الإسلام، هو النص القرآني «فَمَن شاءَ فَليُؤمِن، وَمَن شاءَ فَليَكفُر» في سورة الكهف 29. ولكن هذا النص يذكر دائما مستقطعا من سياقاته، ويفترض أن يذكر النص كاملا، لتتضح الصورة الحقيقية لمأزومية الإسلام تجاه غير المصدقين به، فالنص كاملا هو:
«وَقُلِ الحقُّ مِن رَّبِّكُم، فَمَن شاءَ فَليُؤمِن، وَمَن شاءَ فَليَكفُر؛ إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها، وَإِن يَّستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ، بِئسَ الشَّرابُ، وَساءَت مُرتَفَقاً».
هنا يمثل هذا النص واحدا من نصوص إقرار الحرية الدينية دنيويا، وإن كانت هناك نصوص إما تضيّق من هذه الحرية، أو تلغيها كليا، مما أبقى الباب مفتوحا أمام شتى الاجتهادات، بحسب المناهج المختلفة في التفسير، وحسب المذاهب والمدارس والتوجهات الفقهية. ولكن حتى لو سلّمنا بالتعويل على هذا النص، واكتشفنا أن الإسلام يترك للإنسان حرية أن يؤمن أو أن يكفر، فيكفي عدّ الاعتقاد بالإسلام (إيمانا)، وعدم الاعتقاد به (كفرا)، وخاصة بعدما نعلم إن مصطلحي (الإيمان) و(الكفر) ليسا مجرد توصيفين موضوعيين خاليين من أي قيمة عليا أو سفلى، كما نقول عن شيئين أن أحدهما كبير والآخر صغير، أو أحدهما أحمر والآخر أخضر، أو غير ذلك من التوصيفات الخالية من بعد قيمي، بل إنهما مصطلحان، لكل منهما بُعد قيمي على النقيض من الثاني، فأحدهما (الإيمان) ممدوح ومحبوب، خاصة حسب معايير القرآن، والآخر (الكفر) مذموم ومكروه. نعم هذا الأخير أي الكفر مشحون بكل معاني الإدانة والرفض والكراهة والعداوة، فهو يمثل الخطأ، والضلال، والانحراف، والسوء، والخبث، والشر، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فيمثل الخزي والعذاب، كما ويمثل مقت الله، وإعراضه، وعقابه الأبدي، ولعنته، وما اللعنة إلا سلب الرحمة كليا، إضافة إلى كونه لونا من ألوان الشتم والقذف (المقدسين). ثم لنسلم افتراضا أن الإيمان والكفر لا يختزنان بعدا قيميا، بل هما توصيفان، كما نقول: هذا سياسي، وذاك فنان، أو أي شيء من هذا القبيل، ففي الوقت الذي تترك للإنسان حرية أن يكون سياسيا أو فنانا، وبالتالي مؤمنا أو كافرا، نجد سرعان ما يُكال لصاحب الخيار الثاني شتى الشتائم، فبعد أن تقرر الآية: «فَمَن شاءَ فَليُؤمِن، وَمَن شاءَ فَليَكفُر»، سرعان ما يتدارك النص فيلحق العبارة آنفا بقول «إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ ناراً أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها، وَإِن يَّستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ، بِئسَ الشَّرابُ، وَساءَت مُرتَفَقاً»، كما قدم لـ «مَن شاءَ فَليُؤمِن، وَمَن شاءَ فَليَكفُر» بقول «وَقُلِ الحقُّ مِن رَّبِّكُم»، والحق كما يثبت القرآن هو الإسلام، وغيره الباطل. لكن يمكن أن أرد على قولي هذا بأن الوعيد هنا متوجه للظالمين، فهناك كافر ظالم يستحق العذاب، كما هناك مؤمن ظالم يستحق نفس العذاب، بينما يكون العادل، أو غير الظالم، كذلك، سواء آمن أو كفر في مأمن من العذاب. يبقى الأمر متعدد الفهم والتأويل، لكننا لو أهملنا هذه الآية وتناولنا سائر النصوص القرآنية التي تحدد موقف الإسلام من الذين لم يؤمنوا بالإسلام، لتأكد لنا ما أذهب إليه.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 9/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 8/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 7/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 6/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 5/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 4/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 3/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 2/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 1/18
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 4/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 3/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 2/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 1/4
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 5/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 4/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 3/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 2/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 1/5
- قراءة أخرى لنصوص من القرآن 4/4
- قراءة أخرى لنصوص من القرآن 3/4


المزيد.....




- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
- مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا ...
- غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...
- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 10/18