أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صلاح بدرالدين - في ذكرى ميلاد الخالد مصطفى بارزاني















المزيد.....


في ذكرى ميلاد الخالد مصطفى بارزاني


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 6171 - 2019 / 3 / 13 - 12:41
المحور: سيرة ذاتية
    




بعد مرور أكثر من قرن على ميلاد الزعيم الكبير الملا مصطفى بارزاني ، وأكثر من أربعة عقود على رحيله ، مازال حاضرا بيننا بنهجه ، وانجازاته ، والأحداث التاريخية في حركة التحرر القومي الكردي التي ارتبطت بشخصه ، في مراحل هامة وجوابا على من يشكك بدور هذا القائد السياسي والفكري والثقافي في حركة – الكردايتي – نرى من الواجب القاء الضوء على عدد من القضايا ، خاصة وأنني كنت من الذين عايشوا هذا الراحل الكبير في مراحل عدة ، وتابعوا بدقة مسيرته الكفاحية الطويلة ، منذ أن وعيت في بداية شبابي وحتى الآن .
و الكرد مثل غيرهم من الشعوب والأقوام لهم رموزهم وقادتهم ومفكروهم ، وبرز بينهم من قاموا بأدوار غيروا مجرى حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم ، وكان مصطفى بارزاني في مقدمتهم في العصر الحديث مع ماخاض من تجارب ، وواجه من تحديات ، فقد اختبر التجربة الاشتراكية عن كثب ابان وجوده في الاتحاد السوفيتي السابق وقبل ذلك قاد ثورات وانتفاضات منذ ربيع عمره ، كما شاهد قيام وسقوط جمهورية مهاباد الكردستانية الديمقراطية ، وتابع صراع الشرق والغرب وانعكاساته على القضية الكردية وكل الصفقات والاتفاقيات بين الكبار حول مصائر الشعوب ، من معاهدات واتفاقيات ( بوتسدام وطهران ومالطا ويالطا واتفاقية الجزائر ) .
ولاشك أن كل ذلك قد مده بالدروس والعبر ، وخلق لديه استعدادا لفهم طبيعة الحركة الكردية ، والسبيل الأفضل لانتزاع الحقوق عبر النضالين اسللمي والثوري ، كان- البارزاني- مرتبطا بتاريخ شعبه وعائلته, حيث كان جيلين من قبله منهمكون بالكردايتي منذ عهد الشيخ عبدالسلام- البارزاني- وورث عنهم ميراثا قوميا مميزا.
. ومن أولى ميزاته الخاصة ابتعاده عن التحزب الأعمى ، وتمسكه بمفاهيم قومية ووطنية واسعة ، وتعلقه بشعبه واحترام معتقداته وطموحاته المشروعة ، كما كان منفتحا على أتباع كافة الديانات ( المسلمة والمسيحية والأزيدية ) ، وكان نصيرا للفقراء ، ومتعاطفا مع محنة المرأة الكردستانية ، وداعيا الى الصداقة بين الشعبين الكردي والعربي ، وكان مع فصل الدين عن السياسة .
.
لاشك أنه تأثر بثقافة وتقاليد منطقة بارزان التاريخية حيث ترعرع فيها ، خاصة في مجال التسامح الديني والقومي والتعددية الذي شكل المصدر الاول لفكر- البارزاني- وثوريته, فبارزان منطقة الثورات والتمردات ضد الانكليز والحكومات العراقية المتعاقبة, وكذلك علاقاته بتنظيم (هيوا). ويذكر رئيس اقليم كردستان- مسعود البارزاني- في كتابه "البارزاني والحركة التحررية الكردية" انه كانت هناك صلات مع الشيخ- سعيد-. ووصلت حركة خويبون الى منطقة بارزان وانتشرت في اربيل والسليمانية وبغداد, وكانت خويبون حركة قومية شاملة للاجزاء العثمانية الثلاثة من كردستان.
المصادر الأساسية لفكر البارزاني :
١ - في 19-1- 1948 عقد كونفراس في مدينة باكو, حضره اكراد من ايران والعراق وسوريا
.

في هذا المؤتمر تحدث- البارزاني- للمرة الاولى عن المسائل السياسية والفكرية ونص كلمته منشور في كتاب السيد- مسعود البارزاني- وفيها طرح استراتيجية الحركة التحررية الكردية, وميز بين اعداء واصدقاء الكرد في تلك المرحلة. اللبنة الاستراتيجية الفكرية الاساسية لفكر- البارزاني- بدأ من كونفرانس باكو, ويؤكد اغلبية المؤرخين انها كانت المرة الاولى التي يتطرق فيها- البارزاني- الى المجال الفكري, ويتحدث عن الشرق الاوسط والتحركات والصراعات الدائرة في المنطقة. وكانت برأيي محاولة لايجاد موقع للكرد في المنطقة, حيث لم يكن للكرد قبلها موقع ودور يذكر. كان- البارزاني- يحاول إفهام الاتحاد السوفياتي السابق, انه يوجد حوالي 20 مليون كردي- حينها- في الشرق الاوسط, ويمكنهم لعب دور هام في المنطقة. 2 - المرة المرة الثانية التي ظهر فيها فكر- البارزاني- كانت عبر مؤتمر- كاني سماق- في 15/4/1967 وبالصدفة كنت هناك في أول زيارة لي الى- البارزاني- والمناطق المحررة, وتابعت المؤتمر السياسي- العسكري لقادة قوات البيشمركة, واعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي, وحضور الراحل- ادريس البارزاني-. توجه الزعيم- البارزاني- إلى قادة البيشمركة وكوادر ومناضلي الحزب المؤتمرين في- كاني سماق- وقال لهم: انتم ابطال هذا الشعب وتفدونه بارواحكم, اتمنى منكم رعاية الفقراء وقبول النقد, فمن يعمل لاجل مصالحه الخاصة والشخصية, ليس له مكان بيننا ولاحاجة للكوردايتي به. عّرف- البارزاني- في هذا المؤتمر الكرد واوضح مطالبهم, وركز على اهمية العمل الجماعي, وهاجم بشدة الاغنياء الكرد الذين كانوا لا يساعدون شعبهم, وكان يقول, انني لست زعيما لأحد لكنني خادم لشعبي. كما تحدث عن معنى التقدمية بعيدا عن الشعارات البراقة, قائلا: ان التقدمي هو من لا يظلم شعبه ولا ينهبه ويحافظ ويصون كرامته. وانتقد بشدة المسألة الحزبية الضيقة وقال: "لم اخن احدا طوال عمري, ولا أقبل أن يخونني أحد. تنظيم صفوفنا ركيزة تفوقنا, ونحن نخوض صراع البقاء أو العدم. يجب عدم اهانة راعي قروي أو امرأة ." وتابع: " قلتها في 1945 وفي عام 1948 وفي 1960 وأكرر الآن وأقول, أن لاخلاف ولا صراع بيننا وبين الشعب العربي. الكرد والعرب اصدقاء واخوة لكن صراعنا مع الانظمة والحكومات, ونطالب بتشكيل حكومة ديمقراطية ولانهاجم أحدا وندافع عن انفسنا, فالحزب وسيلة وليس غاية بحد ذاتها." كان- البارزاني- صاحب فكر وتوجه واضح وباديا للعيان, وثورة ايلول والحكم الذاتي والفيدرالية شواهد حية على فكره و توجهه,

. وفي أحد الأيام كاشفني أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني, بأنه اطلع على بحثي في مؤتمر الذكرى التسعين لميلاد- البارزاني- الذي عقد في صلاح الدين بكردستان العراق, وأنه متضايق من عبارة- البارزانيزم- ولا يحبذها فكان جوابي: هل تعترف بوجود نهج فكري وسياسي متميز- للبارزاني- فأجاب بنعم, فقلت بالكردية أو العربية نردد كلمتي نهج- البارزاني- وبالكردية (ريبازا بارزاني) فكل ما عملته هو تحويل الكلمتين الى واحدة والى مصطلح واحد- بارزانيزم- وبالكردية اللاتينية-barzanîzim - فهل هناك مايدعو للخجل أو الامتعاض؟ فقلت لصاحبي كل ما أخشاه, أنك لا تحبذ نهج صاحب المصطلح وليس العبارة بحد ذاتها, وبهذا الخصوص يردد البعض أحيانا بأنني كشخص, وكما كنت أمثل من حزب وتيار سياسي ذي وزن في جزءنا الكردستاني, وقفنا ضد- البارزاني- في مراحل معينة أو كتبنا في حقه اتهامات وما شابه, ثم عدنا وغيرنا الموقف بحثا عن مصالح. أقول لهؤلاء بصدق وصراحة: أتحداكم أن تبرزوا مثالا واحدا, وكل أرشيفنا متوفر لدى العامة, كما أقول نعم, اختلفنا معه حول بعض المسائل المتعلقة بقضايانا السورية, وكان واسع الصدر يتقبل الاعتراض منا, واختلفنا أيضا مع قيادات حزبه مرارا وتكرارا حول العديد من المسائل, وتصرف بعضهم معنا بعيدا عن تعامل الأشقاء, كما سنأتي على ذكر بعضها لاحقا. ولكن ظلت الاختلافات في حدود البيت الواحد, وقد وقفنا دائما وفي كل المراحل في وجه القيادات التي انقلبت على- البارزاني- ونشرت بحقه الافتراءات, خاصة في عام 1966 وبعد نكسة 1975 في كتب وكراريس وبيانات وصحف, كما فعل السادة- جلال الطالباني- ود. محمود عثمان- وسامي عبد الرحمن- هؤلاء الذين مالبثوا أن تراجعوا وعادوا الى بيت الطاعة بعد فشل مشاريعهم البديلة.
وأن تراثه التاريخي يشكل مصدر الهام يمكن الاستفادة منه وأخذ العبر والدروس حتى في عصرنا الراهن, خاصة في مجال حرية التمتع بحق تقرير المصير, وأشكال النضال والتعايش بين الأقوام والأديان والمذاهب, والتسامح وقبول الآخر والصداقة الكردية العربية والعيش المشترك والحوار السلمي, وهي بغالبيتها مازالت قضايا مطروحة للحل والتفاهم حولها ولم تنجز بعد .

من دواعي اعتزازي, أنني من أوائل الذين اكتشفوا نهج- البارزاني- من الناحية النظرية, وعملت منذ لقائي به على مرحلتين خلال الثورة (1967) وبعد السلام (1970) على التحقيق في الأمر, وجمع المعلومات والوثائق والاطلاع على الوقائع والأحداث من معاصريه, وخاصة من لقاءاتي بالراحل- كاك ادريس- ومن كتب الرئيس- مسعود- وجلسات اللقاء به, هذا الكنز الدفين المليء بالمعلومات. حيث كنت أدون الملاحظات الرئيسية الجوهرية, بعد كل جلسة مع- كاك مسعود- ومن دون أن أشعره بذلك. اضافة الى كتب الرحالة والمؤرخين الأجانب والكرد والعرب والايرانيين, ومواكبة التطورات في عقود كاملة, الى أن توصلت الى صياغة ذلك النهج وتحديد أسسه النظرية, ومصادره وتحولاته ومؤثراته ودعائمه التاريخية, وتجلياته السياسية والثقافية والاجتماعية ونتائجه الميدانية. ولاشك أنني أعتبر ذلك جزءا هاما من رصيدي الفكري والثقافي القومي والوطني.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع صلاح بدرالدين حول القضيتين الكردية والسورية
- جولة - فيسبوكية - في دائرة الحدث
- وفاء لذكرى القائد الراحل ادريس بارزاني
- هل الحراك السوداني شكل متطور لثورات الربيع ؟
- قراءة في محنة عفرين بعد عام من الاحتلال
- تغريدات في خدمة - الفوضى الخلاقة -
- في سيولة المبادرات - المتأخرة -
- على عتبة العام الجديد
- كرد سوريا بين الانسحاب الأمريكي والتهديد التركي
- الأشقاء وماعليهم في محنة الكرد السوريين
- سيبقى صلاح الدين شامخا مثل جبال – دوين -
- بحثا عن - المشروع القومي - لكرد سوريا
- في مناقشة قضايا اعادة البناء
- عودة الى موضوع استفتاء تقرير المصير
- السبيل لاعادة بناء حركتنا الكردية السورية
- في مخاطر تبديل قواعد الصراع بسوريا
- عودة الى القضية الكردية السورية
- - الصداقة !- على الطريقة الأمريكية
- مستلزمات اعادة البناء وطنيا وقوميا
- ( أحزابنا ) الكردية السورية أخفقت فلنبحث عن بديل


المزيد.....




- ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا ...
- أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية ...
- مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا ...
- مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف ...
- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صلاح بدرالدين - في ذكرى ميلاد الخالد مصطفى بارزاني