أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (48)














المزيد.....

افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (48)


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6170 - 2019 / 3 / 12 - 00:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التيار الاسماعيلي الباطني
انه ابرز التيارات في هذا الاطار الذي يمتلك خطابا فكريا و مخالفا مع الخطاب السائد، في الوقت نفسه كانت الشيعة و بالاخص المذهب الاسماعيلي خطرا على السلطة الاموية و العباسية، و يمكن ان يفرز هذا الاتجاه تحت اسم فكر التيار الباطني بشكل عام، لذا ان الكلمة التي استخدمت كثيرا في الثقافة الاسلامية السنية و مرادفة لكلمة الزنديق هي كلمة الباطنية، و حتى الغزالي سمّى كتابه الخاص بالاستجابة و التكفير الاسماعيلية ب( فضائح الباطنية) و المقصود منها هي الاسماعيلية، هذا التوجه الباطني الديني و هذا الشكل من المعرفة بشكل عام، كما هي الابستمولوجيا الجديدة في الحضارة الاسلامية التي مثلتها الشيعة الاسماعيلية بداية، في الوقت نفسه فهو حامل لبعض من الخطاب السياسي الذي اعلن فيما بعد، و الذي نتمكنهنا ان نقول عنه باختصار انه وهب القدسية للمعرفة و موقع شخص الامام عند الشيعة بشكل عام، و المنتمي الى سلالة النبي و اولاءك التابعين لاهل بيته.
تعود تاثيرات هذه التركيبة المعرفية الدينية على الاسلام الى الاسماعيلية في القرن الاول الهجري، و من المتوقع ان تكون هذه التاثيرات بسبب الدين الماني الذي كان اقوى دين باطني ايراني، و ابرز نتاج فكري في الثقافة الاسلامية التي وصلتنا و انعكست فيها تلك التاثيرات، تعود بداياته الى رسائل اخوان الصفا في النصف الثاني للقرن الرابع الهجري. في اطار هذه المعرفة الدينية الغنوصية التي تحدثنا عنها، النص المقدس لدى الشيعة هو ضمن المعلوم و المجهول او الظاهر و الباطن، الظاهر الذي تفهمه الناس العوام و الجميع، الباطن الخاص بالائمة و هم فقط لهم القدرة على ادراك اسراره، و لهذا السبب اشتهرت الشيعة و بالاخص التيار الاسماعيلي في التاريخ على انهم تيار باطني، اي هؤلاء الذين يؤمنون ان الحقيقة الدينية وراء الظاهر و المقولات الدينية المعلومة، و حتى الباحث الالماني المستشرق الكبير المختص بالفكر الشيعي (هاينس هالم) يعتقد ان الغنوصية الاسلامية ظاهرة شيعية (11) و من الجهة السياسية و الاجتماعية هو الفضاء التي وراء توجه الشيعة الى الخطاب الديني، وهو عبارة عن التاريخ الماسآوي الذي مروا به بعد مقتل علي و انتصار الامويين على الشيعة، و احساسهم بالقمع و الفشل، و هذا ما حدا بهم ان يلوذوا الى الميثولوجيا الدينية من اجل الراحة و ايهاب صفة الالهي الى علي و احفاده، مع عدم وجود دعم بنص مقدس واضح و صريح لتشريع خطابهم، عدم وجود السلطة الدنيوية جعلهم ان يؤمنوا بقوة بالجهة المجهولة للنص المقدس و غياب امام الزمان، وفي الوقت نفسه ادى تقوية الخطاب السياسي لهم بمعطيات دينية، و هذه جماعة متشددة من الشيعة المعروفين بالغلات اي المتطرفين و المبالغين، كما هم العلويين و الدروز و هم باقون لحد الان في سوريا و لبنان. اما الجهة السياسية لايمان الشيعة بباطنية الحقيقة الدينية، له علاقة بصمت النص المقدس و بالاخص القرآن حول لمن تكون السلطة و الخلافة لما بعد وفاة النبي، و بهذا الشكل فان القرآن لم يحدد الامام و تسلسله بشكل صريح، و يمكن ان يجدوه عن طريق الاشارة و الجانب السري للقرآن، و للسبب ذاته انفصلت الاسماعيلية عن الشيعة الاثني عشرية. تعود بداية خلافات هؤلاء مع المذهب الشيعي الاثني العشري الى العصر الجعفري صادق الامام السادس للشيعة في اواسط القرن الثاني للهجرة، و في عصر الامام السادس للشيعة، كان لجعفر بن صادق ولدان و هما اسماعيل و موسى الكاظم، اوصى الى ولده الكبير اسماعيل الذي كان اكبر من اخيه بخمس و عشرين سنة،و كان ابن لزوجته الاولى اسمها فاطمة، من سلالة الامام علي, ولكن قبل وفاة جعفر، مات ابنه اسماعيل، بعد موت جعفر الصادق في سنة (148 ه) انتقلت السلطة اي الامامة الى اخيه. الاسماعيلية هم من يؤمنون بانه لا يمكن ان تنتقل الامامة من اخ لاخيه و انما من اب لابنه, لذا قالوا، يجب ان يكون محمد ابن اسماعيل مورث لابيه، هؤلاء تبعوا محمد ذلك و اجتمعوا حوله في سوريا، الى ان احد احفاد محمد الذي كان اسمه ( عبداهلي ابن المهدي) اسس الدولة الفاطمية الشيعية الاسماعيلية في سنة( 286 ه) في شمال افريقيا. و بهذا الشكل يمكن ان نقول ان الاسماعيلية هم الذين تبعوا اسماعيل، و عددوا الكثير من الخلافات و التحليلات حول الموضوع التي ليست بضرورة ان نطرحها هنا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية بعد تجليها (47)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (46)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (45)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (44)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 43)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 42)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (41)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (40)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (39)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (38)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 37)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (36)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 35)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 34)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (33)
- افول الفلسفة قبل تجليها ( 32)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (31)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (30)
- افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 29)


المزيد.....




- مقتل يحيى السنوار.. ما عليك معرفته من التعرّف عليه عبر سجل ا ...
- قبرص: حريق في بافوس يتسبب في تدمير جزء من مبنى تاريخي يعود إ ...
- الحزن يعم بوينس آيرس: عشاق باين من فرقة -ون دايركشن- يودعون ...
- أبرز 4 أهداف في -الضوء الأحمر- ضمن قائمة الضربة الانتقامية ا ...
- الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة ضد شبكة -لتمويل- الحوثيين ...
- برلماني أوروبي: الدعم لنظام كييف قد ينخفض إذا فاز ترامب
- بعد اغتيال السنوار.. الجيش الإسرائيلي يحدد هدفه التالي
- نتفليكس تتوقع مضاعفة أرباحها بعد إضافة 5 ملايين مشترك جديد
- حقيقة فيديو حريق في ثاني أكبر مصفاة نفط إسرائيلية
- قارنت ردة فعله بصدام حسين.. إيران تعلق على مقتل يحيى السنوار ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها (48)