أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صاحب الربيعي - دور المثقف في الحراك الاجتماعي














المزيد.....

دور المثقف في الحراك الاجتماعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1531 - 2006 / 4 / 25 - 11:26
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


المثقفون هم المتصدون بالكلمة والتحريض للأنظمة المستبدة ويعملون على كشف زيفها وادعاءاتها أمام المجتمع، فتتصدى لهم بالعنف والقسوة لإقصائهم عن المجتمع أو تعمد لشراء أقلامهم واستخدامهم أبواقاً للدفاع عن توجهاتها الاستبدادية.
تفعل الكلمة فعلها في التحريض عند المجتمعات الرازحة تحت براثن النظام الاستبدادي الساعي لتجهيل المجتمع بغرض إحكام السيطرة عليه، والمثقف يناهض هذا التوجه بتثقيف المجتمع وتحريضه على المطالبة بحقوقه وحثه على رفض الاستبداد والظلم.
يقول ((لاو تزو))"أن الحاكم المستبد يفرغ عقول الناس ويضعف إرادتهم....ويجاهد في أبعادهم عن المعرفة ويمنعهم من التفكير ويثبط عزائمهم للحفاظ على سلطته".
الاستبداد لوحده غير قادر على قسر المجتمعات على الانصياع والخضوع، فالمجتمعات تتحمل قدراً من المسؤولية باستجابتها له دون ردود فعل موازية تقسر السلطة على تغيير نهجها.
إن تعاطي المجتمعات بفعالية ضد الاستبداد يشجع السلطة على المزيد من الممارسات الظالمة فهناك دائماً حدود ما للقمع والرفض، فردود الفعل الكامنة لابد أن تجد مخرجاً لها للتعبير عن الحقد الكامن في وجدانها بغرض الانتقام من السلطة، لكنها بحاجة إلى التنظيم والتحريض الايجابي الذي يجيده المثقف لحث المجتمع على العصيان ورفض إجراءات القمع والعنف.
يعتقد ((بارنغتون مور))" في كل مجتمع متراص الطبقات هناك حدود ما للفعل ورد الفعل بين الفئات الحاكمة والمحكومة لتجنب العقوبة مقابل حدود معينة من الطاعة لتحاشي العصيان".
يعد العامل الأساس لتدعيم أنظمة الاستبداد هيمنتها على الموارد المالية للبلد، وتوظيفها في شراء الذمم وتقوية أجهزتها القمعية. وإفقار المجتمع لدرجة كبيرة تجعله يستجدي قوت يومه منها، وبذل المال لتجهيله لدرجة يفتقد فيها القدرة على التمييز بين الحقوق والواجبات. وقسره على تفسير ما يحدث له من إفقار وجوع وذل ومهانة وخضوع بتفسير قدري، يسهم به في الغالب وعاظ السلاطين من رجال الدين الموالين لسلطة الاستبداد.
وكلما ضعفت هيمنة السلطة على الموارد المالية للبلاد أو كانت تستمد مواردها المالية من المواطنين على شكل ضرائب، كلما قلت قبضتها على المجتمع. وضعفت أجهزتها القمعية، فالدول غير الريعية تعتمد على المجتمع في الحصول على نفقاتها الإدارية وتسعى (إلى حد ما) لإيجاد وشائج منصفة بينها وبين المجتمع لتسير شؤون سلطتها. وبالعكس فالدول الريعية المهيمنة على موارد البلاد هي التي تنفق على المجتمع وتجعل منه قطيعاً في مرعاها، فتطعم من تشاء وتجوع من تشاء لإجبارهم على الخضوع والاستكانة.
وفي كلا النظامين (الريعي وغير الريعي) يمارس المثقف مهامه في تحريض المجتمع على المطالبة بحقوقه ونشر المعرفة بين أوساطه الاجتماعية لتعرية توجهات السلطة، وبذلك يجعل من نفسه هدفاً للسلطة التي تجده محرضاً على الفتنة وفاضحاً لتوجهاتها المتعارضة مع توجهات المجتمع.
يرى ((دوركهايم))"أنه كلما حصل الحكام على موارد تعينهم على الاستغناء عن شعوبهم، شعروا بالاستقلال عنها. الأمر الذي يدفعهم للتعالي على شعوبهم وإحكام السيطرة عليهم من خلال ممارسة أبشع أنواع القهر والاستبداد".
إن احتكار السلطة (أي كان شكلها) للموارد المالية للبلد دون نظام مالي-رقابي من المجتمع، يدفعها نحو التسلط والاستبداد. وفي مراحل متقدمة من استبدادها تصبح سلطة ديكتاتورية لأنها تعتبر السلطة نظام عنفي للتحكم بموارد البلاد والعباد، فهي في منأى عن المحاسبة وقادرة على فرض العقوبات القاسية على الخارجين على توجهاتها.
يعرف ((موريس دوفرجيه)) الديكتاتورية قائلاً:" أنها مرض من أمراض السلطة وليست ظاهرة طبيعية لها".
دور المثقف في الحراك الاجتماعي دور فعال ورئيسي في التحريض وطرح الأسئلة على الواقع السائد ومعارضة توجهات السلطة القمعية وجهة رقابية عليها باعتباره يمثل السلطة الرابعة في المجتمع. فمهامه الأساس هي الدفاع عن مصالح المجتمع، فهو بطبيعته ينتمي إلى السلطة العليا في المجتمع التي تمثل الأخلاق والقيم والدين...وبالتالي فإنه يجد من مهامه التصدي لتوجهات السلطة المتعارضة مع مهامه التي هي بالمحصلة مصالح المجتمع. إنه ضد أية سلطة قائمة، وبغض النظر عن شكلها وتوجهاتها طالما تتعارض ومصالح المجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المثقف في التربية والتعليم
- فن النقد في الثقافة
- العلاقة المأزومة بين الكاتب والناقد
- مهام النقد
- النقد وسعة العلم
- ماهية النقد
- الروح والإبداع
- أقطاب المعرفة
- الاستقلال الفكري
- المثقف الدجال
- منتجو المعرفة
- المزاد الثقافي
- مثقف السلطة والحزب
- المثقف وسلطة الاستبداد
- الإبداع والحرية
- الثقافة والفكر الشمولي
- منظومات الوعي بين الماضي والحاضر
- التوظيف والاستخدام لمكونات اللغة
- اللغة والفكر
- دور اللغة في التواصل الحضاري


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - صاحب الربيعي - دور المثقف في الحراك الاجتماعي