أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد شفيق توفيق - العقل والهوى مؤثرات واقعية















المزيد.....

العقل والهوى مؤثرات واقعية


رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 22:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المعروف ان من يقود الانسان في مختلف مجالات حياته عاملان رئيسان هما العامل العقلي المتمثل بالوعي والادراك ومعرفة حقائق الاشياء والعامل الثاني هو العامل العاطفي الذي يتمثل في مشاعر الحزن والخوف والتعظيم والتمجيد , وقسَّمَ علماء النفس العاطفة الي ثلاثة اقسام العاطفة الدافعة ( الحزن ) والعاطفة الرادعة ( الخوف ) والعاطفة الممجدة ( التعظيم والانبهار ) هذان العاملان (العقلي والعاطفي) الذان يقودان الانسان في سلوكياته ؛ والعامل العقلي هو الاضعف ذلك ان وظيفته تتمثل في الكشف عن الحقائق والاشارة اليها كما المصباح الذي ينير الطريق في العتمة ويكشف عن خبايا ما موجود اي انه يقوم بالكشف والاشارة الى الحق اين يكمن والباطل اين هو ، لكنه لا يدفع اليها اما العاطفة فهي العامل الاقوى الذي يمثل المحرك لانها تمثل الحب والكراهية والتعظيم والتبجيل وغيرها من المشاعر التي تحرك الانسان فالفعل الذي يقوم به الانسان هو نتيجة تفاعل هذان العاملان فينقاد الانسان بالحب اوالكراهية وهي حقيقة معروفة لكنها خافية على الكثيرين ، فاذا نطرت الى السوق من مكان مرتفع سترى ان الناس يتزاحمون ذهابا وايابا في كل الاتجاهات ولمختلف الحاجات وستجد ان ما يحركهم في الغالب العاطفة كقوة كبيرة والعقل ايضا لكن كقوة اضعف واذا ما اتفق العقل والعاطفة فلا مشكلة ولكن اذا ما تخالفا فالغلبة للعاطفة لذلك فان المجتمعات تنبهت الى هذه الحالة فكانت تاخذ ناشئتها ( الجيل الصاعد ) بالتربية ذلك ان مهمة التربية هي اخضاع العاطفة الى سلطان العقل ، وبرغم التطور في اساسيات التربية وطرائقها الا ان هدفها دائما هو اخضاع العاطفة للعقل ، فاذا ما حصل العكس هلك المجتمع ؛ لذلك كان لابد للمجتمع الاخذ بالتربية كمبدأ وقانون لتحقيق النجاح واستمرارية الحياة بشكل صحيح باخضاع العاطفة برغم قوتها الى العقل لكي لا تختل موازين الحياة وهذا دليل على ان العاطفة اقوى من العقل ؛ وخلاصة القول ان لكل منا شهوات ورغبات وهذه الصفة مشتركة بين البشر والحيوانات والطامة الكبرى اذا ما سيطرت هذه الصفة على عاطفة الحب والكراهية والتعظيم فتصبح جندا بيد الشهوات والاهواء فاذا ما حصل ذلك فانه سيكون داء عضال يهلك المجتمع برغم حضور العقل الذي يكون حينها مشلولا لانه لا يستطيع ان يحرك شيئا اذ ان العاطفة هي من تحرك كل شيء والمتحكم الرئيسي في ذلك كله الشهوات والغرائز ودليل ذلك انك اذا تحدثت الى من تسيطر عليه شهواته وتوضح له انه يتصرف بشكل خاطئ سيقول لك انك على حق وانه يعرف ذلك لكنه لا يستطيع التغيير وان حديث العقل مع هذا الانسان لا يخلف عنده الا الالم لانه عاجز عن التغيير لسيطرةالشهوات والغرائز على العاطفة عنده فصار الحب والكراهية والتعظيم جند بيدها ؛ اما علاج ذلك فيكون من خلال محورين هما العلم والعمل ، اما العلم فيجب التعامل معه من خلال معرفة العقل به لتحقيق سيطرة العقل على العاطفة اما كيف يتم ذلك فيتم عن طريق الربط بين العقل والعاطفة وتربية النفس لممانعة الشهوات واخضاعها لسلطان العقل لان الشهوات تندفع الى الادنى والعقل يسمو بالانسان ويرتقي به ؛ هذا الداء الذي يصيب الانسان لا يخرجه الا العاطفة بحب يرتقى به الى اعلى درجات الانسانية .
وهكذا فان العلم لا يواجه الا بالعلم فالانسان الذي تقوده شهواته واهواءه الى اوهام علمية واسفاف منطقية ومعارف زائفة فالعلاج يكون بالعلم الحقيقي لازالة تلك الاوهام من العلوم الزائفة فالعلم يواجه بالعلم والمنطق يواجه بالمنطق هذا في حالة مواجهة العلوم الزائفة اما اذا كانت المشكلة غريزة اوشهوة متحكمة في النفس او رغبة نفسية تغلبت وتتحكم بالانسان وتحركه فان العلم الحقيقي والادلة المنطقية والعقلية لا فائدة منها في هذه الحالة لان ما يزيل تاثير الشهوات والغرائز هو استثارة حب الحق مع الخوف منه عند ذلك يمكن مكافحة الشهوات والغرائز التي تسيطر على الانسان ؛ فالانسان لا يضحي بشهواته وغرائزه ورغباته من اجل قناعة عقلية مطلقا وهذا لم ولن يحصل فاذا آمن الانسان عقليا بمسألة رياضية منطقية وعلمية صحيصة فهل يضحي بغرائزه من اجلها ؟ قطعا لا ؛ فسلطان الغرائز التي تسيطر علي الانسان لا يتاثر بذلك لكنه شديد التاثر بالحب الذي يطغى على تاثيرها ويزيلها وهكذا فانه يمكن السيطرة على الغرائز بسلطان حب عاطفي اخر .
قال جان جاك روسو احد رواد الثورة الفرنسية عن هذا الموضوع : الفضيلة امر محبوب لا شك وينبغي ان نحبب الجيل بالفضيلة لكن ما هو الطريق الى ذلك ؟ هل يمكن عن طريق القضايا العلمية والفلسفية غرز حب الفضيلة في الجيل الصاعد ؟ طبعا لا يمكن انما يمكن فعل ذلك بواسطة عاطفية بان نهييج بين جوانحه نوعا من الحب استعين به لجعله يحب الفضيلة اما الفلسفة والمنطق فلا يمكن ان تكون سبيلا لفرض حب الفضيلة في النفوس .
وقال روسو مستهزءً بالقول عن (( الرغبة في اقامة الفضيلة على العقل وحده )) : ياله من اساس متين !! اي اساس هذا ؟ ان الفضيلة كما يقولون هي النظام ولكن هل يستطيع الايمان العقلي بالنظام ان يتغلب علي مسرتي ( شهوتي ) الخاصة فليقدمو الي سببا كافيا واضحا لتفضيل هذا النظام على متعتي ؛ ان هذا المبدأ المزعوم ليس الا لعبا بالالفاظ بمعنى ان الانسان الذي استعبدته شهواته ورغباته واهوائه عندما نريد اقناعه بالادلة العقلية انه على خطأ بعشقه لغرائزه وانحرافاته العاطفية الشهوانية لا نستطيع ذلك مطلقا لانه ياتيك بدليل عقلي يبرر به انصياعه لشهواته وغرائزه بالقول : انا ادرى بمصلحتي الشخصية وهي عندي مقدمة علي المصلحة العامة ؛ اذاً العقل والمنطق كما يقول روسو ليسا كافيين لتحبيب الفضيلة للانسان ، فالذي يجعلك تحب الفضيلة هي العاطفة ؛ فما هي هذه العاطفة التي تجعل الجيل يتحرر من الشهوات والاهواء ؟ ، انها الحب والخوف حب الحق والخوف من ضياعه ، بهذا يستطيع الانسان ان يتحرر من غرائزه وعصبيته للذات والشهوات ؛ وقد يعترض البعض بالقول ان الحب والخوف يتقاطعان فمثلا لو احببت شخصا ما فاني لا اخافه وان كنت اخافه فلا يمكن ان احبه ، فكيف يلتقي الحب والخوف ؟ وهنا نقول ان العلاقة بين الناس تقوم على هذا التناقض فمن احب شخصا لا يخاف منه والعكس صحيح هذا على المستوي الشخصي والعلاقات الشخصية ؛ اما في الحق فان الحب والخوف يلتقيان ويتعانقان ولا اشكال في ذلك لان حب الحق يعزز الخوف من ضياعه لا الخوف منه ؛ فبه تستنهض النفوس ؛ لاداء الحقوق التي عليها لتصل الى ما هو حق لها ، ولان طاقة الانسان محدودة فيتقوى بحب الحق على ضعفه كانسان من هنا ياتى الخوف من ضياع الحق الذي ينتج عنه ضياع النفوس فهو خوف جاء نتيجة حب ولو امعنا النظر لرأي كل منا نفسه امام هذه الحقيقة لاننا حين نريد ان نبرهن عن عمق حبنا للحق لا نستطيع ذلك لاننا ضعفاء فنصطدم بواقع حقوق الاخرين واهمية احترامها وادائها كاملة وهنا ينبع الخوف لا من العقوبة المترتبة على عدم اداء الحقوق ولكن من عدم الاستطاعة على اداء الحقوق كما يجب وحب الحق كما ينبغي ؛ وهنا نسأل هل يمكن للانسان ان يكون صادقا في حبه للحق ومع ذلك يكون مقصرا ومخلا في اداء الحقوق ؟ نعم ممكن هذا اذ ان للانسان قدرة محدودة وبه ضعف فيقصر ويسيء ويخطىء من حين لاخر وهذا لا يعني انحراف نحو الشهوات لانه ناتج عن الضعف الذي هو صفة انسانية .. هذا هو واقع ما نعيشه اليوم فالذي يتحكم في النفوس في الاغلب الاعم هو الهوى والغرائز والشهوات في مجمل مناحي الحياة وبخاصة في العالم العربي والاسلامي الذي يجتاحه سعي رجال الدين بفتاواهم التي تلبي رغباتهم بتوظيف الدين في اثارة الغرائز انطلاقا من تحكمها بهم ليصنعو عالما وفقا لمقاساتهم هذه احدى اهم اسباب سيطرة الشهوات على العاطفة في مجتمعاتنا باثارة الشهوات لدى البسطاء والسيطرة عليهم بدوافع الدين العاطفية وصولا الى تحقيق المعممين اهدافهم ورغباتهم من خلال هؤلاء لا للوصول الى السلطة فحسب وانما البقاء فيها لسيطرة شهواتهم عليهم الامر الذي اثار الفوضى في هذه البلدان التي يسيطرون على مقدراتها وساد الهرج والمرج حتى وصل الامر ان من يتصدى لهؤلاء المعممين من العقلاء ليحاورهم بالعقل يقضى عليه لانه يمثل خطرا عليهم وعلى مصالحهم التي تحضهم عليها شهواتهم لانه بذلك يعمل على الغاء سيطرة الشهوات على العاطفة لهؤلاء ومن ثم الغاء السيطرة عاطفيا على البسطاء وهم الغالبية العظمي ..



#رائد_شفيق_توفيق (هاشتاغ)       Raid_Shafeeq_Tawfeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية لك في عيدك ايتها الماجدة
- لقد ذبحوك ياعراق من الوريد إلى الوريد
- 16 عاما العراق يدار بعقليات متخلفة تتحكم بمصير شعب باكمله .. ...
- في عراق الكهنة مزادات بيع وشراء الدرجات العلمية …….. لتقاطعه ...
- بغداد تفقدازقتها ونواديها
- اقل من لحظة كونية ..
- الى من يدعي بان في العراق حريات مطلقة ..اسرائيل تفضح عمائمكم ...
- لا يوجد شيء اسمه القرار العراقي فالعراق بقايا دولة بيد اشباه ...
- ان تكون حليفا لأمريكا أكثر خطورة من أن تكون عدوا لها ....... ...
- بعد مائة عام
- من سفك دماء ألعراقيين وسلب اموالهم ؟! ....... الحرب متلازمة ...
- النفاق وتاجر الدين .. افيون وخرافات ومليارات
- كذبة العداء الامريكي الايراني ....... الادارة الامريكية وبدي ...
- همسات على عتبات 2019
- في شعاب الارض واوردتها
- الخروف والديك حصة من؟..... الاحزاب دول دكتاتورية داخل الدولة ...
- وداعا 2018 سؤالنا هو ... ايهما اشرف كفار قريش ام عمائمكم ؟
- اصبحنا شعب بلا هوية يبحث عن الحقيقية بين أرواح شريرة تستعبده ...
- حمار … في حديقة الحيوانات
- الانتفاضة مستمرة ..... ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رائد شفيق توفيق - العقل والهوى مؤثرات واقعية