ضياء الشكرجي
الحوار المتمدن-العدد: 6169 - 2019 / 3 / 10 - 14:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
وهكذا هو الأمر مع كل الأديان والمذاهب التي ترى أنها وحدها تمثل الحق والهدى والإيمان، وبالتالي وحدهم أتباعها يستحقون ثواب الله، ونعيمه، وجنته، ورضاه، وقربه، وحبه. سيجيب البعض الذي يعتقد بإلهية القرآن، إن الإسلام تعامل بمنتهى التسامح مع (الكافرين)، فمنحهم حرية أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا، ولكنه لا يمكن أن يجاملهم فيما هو مصيرهم الأخروي، الذي يمثل قرار الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا عن يمينه أو شماله. هناك عدة إشكالات على هذا القول. منها غياب حرية العقيدة، وأدلة ذلك متعددة، منها حكم المرتد، وحكم الجزية على المسيحي واليهودي، وحكم تنجيس الكافر، وحكم اقتصار الاعتراف (المحدود) بأهل الكتاب دون غيرهم. ثم مجرد نعت الآخر المغاير بنعت (الكافر) وعدّه من أهل النار يؤسس لثقافة الكراهة، لأن المؤمن لا يسمح له إيمانه أن يحب من لا يحبه الله حسب فهمه أو حسب فهم الإسلام، ممن غضب عليهم وجعلهم من أهل النار. فالمؤمن الحق الذي لا يحب ولا يكره إلا في الله، عليه أن يُروّض عواطفه كيف تتخذ موقف الرفض والانفصال النفسي تجاه المغاير الديني، بل حتى تجاه المسلم غير الملتزم، والذي لا يُسمّى كافرا بل فاسقا، [ولو إن هناك نصوصا من الأحاديث تعد تارك الصلاة كافرا] في مقابل (المؤمن) كمصطلح قرآني، أو (العادل) كمصطلح فقهي، حيث يقصد بالشهود العدول الشهود المسلمون المتدينون، ويذهب المصطلح الفقهي الشيعي إلى أبعد من هذا ليعتبر الشيعي وحده (المؤمن)، و(العادل)، بينما يُعَدّ السني مسلما (مخالفا) [في مقابل المؤمن]، وغير الملتزم مسلما (فاسقا) [في مقابل العادل]، وربما مواليا فاسقا، فتكون الموالاة لأهل البيت شفيعا لفسقه. وهكذا يَعُدّ متعصبو السنة الشيعة روافض، ويذهب الوهابية إلى أبعد من ذلك بعدهم مشركين وعبدة قبور وأصحاب بدع، وبالتالي فـ«كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، وبالنتيجة إن دمهم مهدور.
#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟