أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 6/18














المزيد.....

موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 6/18


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 13:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشرت كمقالة باسمي المستعار (تنزيه العقيلي).
وفي سورة البقرة نقرأ في الآيتين 256-257:
«لا إِكراهَ فِي الدّينِ، قَد تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى، لَا انفِصامَ لَها، وَاللهُ سَميعٌ عَليمٌ. اللهُ وَلِي الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِّنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ، وَالَّذينَ كَفَروا أَولياؤُهُمُ الطّاغوتُ، يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ، أُولائِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ».
كثيرا ما يورد المسلمون، أو حتى غير المسلمين من مستشرقين أو عارفين بالإسلام، في الحوارات عبارة «لا إِكراهَ في الدّينِ»، ليستدلوا على عدم تبني الإسلام الإجبار على العقيدة، أو على الالتزام. وفي نفس الوقت هناك فريق من المفسرين وما يسمَّون بعلماء الإسلام المختصين بعلوم القرآن، كالتفسير، وأسباب التنزيل، والناسخ والمنسوخ، وغيرها، أو المختصين بالحديث، والفقه وغيرهما، يقولون بأن آيات التسامح قد نُسِخَت بآيات السيف، ولكن هناك رؤية أخرى تعتبر أن آيات التسامح والسلام والعدل والعقلانية هي التي تمثل جوهر القرآن الثابت، والأخرى تمثل الطارئ المتغير بتغير الظرف الزماني والمكاني. والمشكلة إن مؤلف القرآن ترك المسلمين يتخبطون ذات أقصى اليمين وذات أقصى اليسار، أو أقصى الاعتدال وأقصى التطرف، ولا أحد يستطيع حسم الخيارات المتباينة والمتناقضة أحيانا، إلا بإهمال كل النصوص الدينية، واعتماد العقل الإنساني، والضمير الإنساني، والتجربة الإنسانية، لا غير.
هذا كله إذا اقتصرنا على نص «لا إِكراهَ في الدّينِ»، وكذلك لا مشكلة لدينا فيما بعد هذا النص، فيما جاء في الآية 256 «قَد تَّبَيَّنَ الرُّشدُ مِنَ الغَيِّ، فَمَن يَّكفُر بِالطّاغوتِ وَيُؤمِن بِاللهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقى، لَا انفِصامَ لَها»، مع اعتماد الفهم الأقرب إلى الصواب لكل من مفردات (الرشد) و(الغي) و(الإيمان). وهذا يتطلب التعاطي مع نسبية المفاهيم، بينما نجد أن المعتمدين لمبدأ النسبية من عموم الدينيين، ومن خصوص المسلمين، هم القلة النادرة جدا جدا.
ولكننا عندما نواصل قراءة الآية 257 التالية لها ونقرأ «اللهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِّنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ، وَالَّذينَ كَفَروا أَولياؤُهُمُ الطّاغوتُ، يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ، أُولائِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ»، تتغير الصورة، ويظهر بكل وضوح الموقف المتشنج تجاه غير المسلم ثانية. هذا يتبين لنا بشكل خاص، إذا ما علمنا أن المقصود بالمصطلح القرآني «الذين آمنوا» هم (المسلمون)، وبمصطلح «الذين كفروا» هم (غير المسلمين) [وهذا ما أثبته في بحث (مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن)]، فيمكننا عندئذ قراءة النص على النحو الآتي: «اللهُ وَلِي (المُسلِمينَ) يُخرِجُهُم مِّنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ، وَ(غَيرُ المُسلِمينَ) أَولياؤُهُمُ الطّاغوتُ، يُخرِجونَهُم مِّنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ، أُولائِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ». لماذا يجب أن يحشر غير المسلمين، أو حتى المسلمون غير الملتزمين، أو المنتمون إلى غير الفرقة الناجية، أو غير المذهب الحق، أو ما شابه، أو غير القائلين بوجوب تحكيم الشريعة الإسلامية، لماذا يجب أن يُحشَر كل هؤلاء في نار جهنم خالدين فيها، فلا هم ميتون ومستريحون بالموت من العذاب، ولا هم مخفف عنهم العذاب؛ كل ذلك لا لشيء، إلا لأنهم لم تقتنع عقولهم بما أوجب الإسلام عليهم الاعتقاد به، وكأن الاقتناع وعدم الاقتناع أمر اختياري؟



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 5/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 4/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 3/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 2/18
- موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 1/18
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 4/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 3/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 2/4
- مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآن 1/4
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 5/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 4/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 3/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 2/5
- المحكمات والمتشابهات في القرآن 1/5
- قراءة أخرى لنصوص من القرآن 4/4
- قراءة أخرى لنصوص من القرآن 3/4
- قراءة أخرى لنصوص من القرآن 2/4
- قراءة أخرى لنصوص من القرآن 1/4
- آيات تحدي القرآن بالإتيان بمثله 4/4
- آيات تحدي القرآن بالإتيان بمثله 3/4


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - موقف القرآن ممن لم يؤمن بالإسلام 6/18