أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - طرفي الصراع هما طرف واحد ضد الجماهير














المزيد.....

طرفي الصراع هما طرف واحد ضد الجماهير


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 6168 - 2019 / 3 / 9 - 07:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبحث الإنسان عن أيّة قشة حين يبدأ بالغرق لكن هل ينطبق هذا على الغرق والفشل السياسي؟ تعيش الجماهير في العراق حالة لم تكن مجتمعة في بلد آخر إذ تشهد بعض الدول الجوع واُخرى تشهد غياب الخدمات والبعض الآخر تشهد غياب الامن او ماشهدت منها الفساد لكن ان يجتمع هذا كله وأكثر في بلد واحد فهو الغرق بعينه. مأساة الجماهير في العراق هي ليست في وضعها السيئ بل في تقاعسها عن التنظيم وضياع بوصلتها، بالتالي يتجه جزء منا معولاً على أمريكا ومستنداً على تغريدات ترامب الغبية حد القرف، وآخر يهلل بإخراج الامريكان بدعم الفقيه.
ان القشة التي يتعلق بها أصحاب "امريكا تكثف وجودها للقضاء على الميليشيا التابعة لإيران" هي نكته فحين أسست أمريكا القاعدة بالأموال السعودية من ضمن سلسلة جرائم وسفالات الحرب الباردة لم تكن تسعى ان يعيش الأفغان بأمان، ولم تسعى لان يعيش الأفغان بأمان حين هاجمت طالبان والقاعدة. كما لم تسعى امريكا لخدمة جماهير العراق حين أعطت الضوء الأخضر لاحتلال الكويت ولا حين تباكت على احتلال الكويت وجلبت معها 33 جيش ودولة، فكيف إذن كان يهمها دمار العراق في 2003 وتمزيق المؤسسات وتعويضها بالميليشيا؟ تشكلت تلك الميليشيا وكبرت اكثر حين تم دمجها بالجيش اذ بعكس تقوية الجيش بها تمكنت الميليشيا من استخدام إمكانيات الجيش إيرانية الولاء او عراقية الولاء لم تسمح ببناء الدولة التي مزقها الاحتلال. بدون الدخول بتفاصيل منح مقتدى عشر مقاعد و600 مليون دولار او إطلاق سراح الخزعلي ودعم انشقاقه عن جيش المهدي والبدء بقتال الأخير، ومنح قوات بدر اتفاقيات تخص آبار النفط بمعزل عن المجلس الأعلى قبل انفصالهما وغيرها علينا ان ندرك ان ذلك كله بمعرفة وموافقة قوات الاحتلال وبدعمها أيضا، فما الذي يجعل البعض من الجماهير يظن ولو لوهلة ان سياسة امريكا حنونة الان وتود دفن الماضي أو تغييره؟ قشة هرئة.
اما القشة التي يتمسك بها مؤيدي قادة الميليشيا أنفسهم وأبواقهم الذين ينادون بالسيادة الوطنية وإخراج المحتل فهي أدهى من الاولى. حين احتلت امريكا العراق أرادت تخويف دول المنطقة والعالم وتحجيم ايران ايضا لكنها انتصرت عسكريا على صدام حسين وخسرت سياسيا اذ لم تستطع شركاتها الاستفادة من اعادة الإعمار رغم انها استفادت من السرقات في العقود واكثر انها أطلقت أيدي ايران بدون قصد وحصدت ايران ايضا نتائج الوقوف بوجه أمريكا حتى من اليسار الأوربي الأحمق، نشر الفقيه أذرعه بكل مؤسسات الدولة خصوصا النفط والدفاع والداخلية وبالرغم من التهامها للعراق إلا أنها لم تأبه للحصول على الشعبية داخل العراق وبالفعل خسرتها وكل تصريح إيراني لصالح العراق يبقى مشكوكا بمصداقيته جماهيرياً. لكن تبقى بعض الأبواق التي ليس لها صدى جماهيري تمجد ضياع مجنون وجزء من الاراضي والمياه "الإقليمية" وضياع مئات الآلاف من الشباب خلف دعوات الجهاد والإصلاح وحماية المذهب وطرد المحتل.
يبقى انه من غير المناسب ان تنتفض بسبب الحقد ضد امريكا او ايران بقدر انتفاضتك لاستعادة حقك في الحياة، لجلب الأمان وترسيخه، لانتزاع طعامنا من كروشهم للظفر بسيادتنا على أنفسنا، لتأمين فرص عمل مناسبة للعاطلين، لترسيخ قانون الحد الأدنى للأجور الذي يُؤْمِن حياة كريمة، لمنح الطالب إصراراً على النجاح بالوظيفة المثلى التي تنتظره، بالحصول على كهرباء مستمرة في بلد تكلف الطاقة ربع كلفتها العالمية، لتحسين المناهج التربوية، لمنح المرأة حق التنفس، هل يصعب هذا؟ بالتأكيد صعب بل مستحيل، بدون تنظيم مستحيل، بدون رص الصفوف ودفع اوهام امريكا وإيران ومن حولهما غير ممكن، بدون وقفة وعي جادة ضد التجهيل والتحميق لن يحصل، بدون منع تشتت قادة الاحتجاجات وجمعهم في إطار مطلبين او ثلاثة رئيسية رغم الاختلافات الأيديولوجية بالتأكيد مستحيل.



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة حاسمة تتطلبها الاحتجاجات
- مؤتمرات المعارضة العراقية بدائل رجعية
- البراءة من التنظيم، مرض القرن
- الفلوجة والخضراء ليسا معاركنا
- ماذا يمكن للسيستاني ان يعطي ل بان كي مون
- كيف هي الخيانة
- إنتخابات العصر الداعشي
- لمحة عن المناظرات الدينية
- -متاسلمون- تضليل فج
- قزوينكم ام مدّنا من سيضحك أخيرا؟
- حوار ... برئ
- القبانجي ليس بثائر ...
- أبي وأمي ليسا فداءا لأحد
- إحتفال القتل البربري
- الجماهير في طريق اللاعودة
- الناتو يريدها حرباً
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه
- معضلتان في أحداث العراق
- الجبهة المدنية والتحررية الغائبة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - طرفي الصراع هما طرف واحد ضد الجماهير