أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - القيادة النسائية التي تليق بالمجتمع















المزيد.....

القيادة النسائية التي تليق بالمجتمع


عبدالرحمن مهابادي

الحوار المتمدن-العدد: 6167 - 2019 / 3 / 8 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مطالعتنا للتاريخ نصادم كثيرا بأسماء النساء التي كانت لهن دورًا مهمًا في جميع مناحي الحياة الإنسانية ولمعت أسمائهن مثل نجم مشرق نور حياة الإنسانية. ولكن المؤلم أننا نشاهد بالموازة ذلك وقائع مرة بهذا الشأن. الحقوق المسلوبة للنساء على مدى التاريخ.
والظلم الذي فرضه على المرأة في المجتمعات الإنسانية المختلفة كان ظلمًا ذو طابع خاص ومستمرًا حتى يومنا هذا.
في حين أن المرأة هي إنسان مثل الرجل قبل كل شئ.
ولكنهن بقين محرومات من حقوقهن الإنسانية. والتاريخ الإنساني بقي مدينا للنساء بشكل حقيقي وحتى الآن لم يقطع شوطا طويلا في طريق المساواة بين الرجل والمرأة.
وعلى الرغم من إعلان اليوم العالمي للمرأة وتكريمها في كل عام هو خطوة مهمة في هذا الدرب ولكن بشكل عام فإن عقول وأفكار الناس والمجتمع لم يكن عاجزا فقط عن الامتثال لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل ولكنها كانت فاقدة لقدرة العمل في احترام القوانين الموضوعة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لأنه على الرغم من العبور في مراحل التطور الاجتماعي المختلفة مازالت النظرة للمرأة كنظرة لسلعة أو نظرة استثمارية.
لقد أثبتت التجربة ليس النساء لوحدهن قادرات على تحقيق حقوقهن الضائعة ولا الرجال لأن تخلص الإنسان يحتاج لتغيير جذري وحقيقي في هذا الصدد. وعلى الرغم من أنهن في البداية كانوا يشكلون عوائق لبعضهن البعض ولكن في الأساس لايمكن أن يكونوا في الأساس ضد بعضهم البعض. وتحرير المرأة لا يعني أسر الرجل وبالعكس.
وكل واحد منا يتأثر بسماعة الأخبار المؤلمة بشكل يومية عن وضع النساء في العالم وخاصة في البلد الذي نعيش فيه ويجرح شعوره الإنساني ولعلنا نحس أيضا أننا ليس بإمكاننا فعل شئ بسبب وجود عوائق داخلية وخارجية تمنعنا من التقدم للأمام نحو المستقبل. وهذا الشعور هو شعور واقعي. لأن النساء والرجال أيضا يجب عليهم دفعوا ثمن في هذا الدرب ويجب عليهم التغلب على العقبات. فلا النساء يصلن لحقوقهن بسهولة ولا الرجال يتركون بسهولة الثقافة الذكورية. وخلاص الإنسان يكمن في الفكر الإنساني العميق للنساء والرجال.
تاريخ الأمم مليئ بسطوع نجم وحيد من النساء والرجال. ولكنهم بمرور الوقت استطاعوا يقطعون مسافة قصيرة لأنهم كانوا نجوما وحيدة محصورين في زمان أو مكان معين.
في إيران فرضت الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة أعمال العنف والإجبار على النساء. وبالإضافة للثقافة الذكورية والقوانين الحكومية يتم انتهاك حقوق النساء في أشكال مختلفة. فهم في نظرتهم لمسئلة المرأة لديهم وجوه مشتركة عديدة. وكل شئ بني اعتمادا على الإجبار فهو في الاتجاه المعاكس وعواقبه ستكون خطيرة.
في إيران الرازحة تحت حكم الملالي تعيش النساء في الأكثر قمعا في الحياة. وفي الموت لديهن حصة الأسد بالمقارنة بالحياة. لأنهن في ثقافة الملالي لايتمتعن بهوية وشخصية مستقلة ويعتبرن ملك الرجال. وفي فهم الملالي تم إنكار مساواة المرأة والرجل ويلاحظ التمييز الشديد ضد المرأة بشكل هستيري فهم يعرفون المرأة وفقا للاختلافات الفيزيولوجية بالمقارنة بالرجال. ووفقا لهذا الأساس يدعون بأن المرأة خلقت ضعيفة وتتبع لأحاسيسها وغرائزها ولهذا السبب يجب أن تتقبل الهيمنة الأبدية للرجل.
ووفقا لهذا الفهم تم التأسيس لانتهاك حقوق النساء في المجتمع بشكل منهجي وأصبحت المرأة محكومة بالموت. وكانت هناك العديد من الأمثلة التي دافعت فيها النسوة عن شرفهن ولم يستسلمن للتعدي والإذى الذي يلحق بهن عناصر حكومية وفي النهاية تم الحكم عليهن بالإعدام. المرأة الشجاعة التي تدعى ريحانه جباري هي مثال بارز عن هذا الموضوع.
كتب خميني مؤسس نظام الملالي في كتابه المسمى "تحرير الوسيلة": "النساء مخلوقات شريرات وإذا تمنعت المرأة عن توفير محيط مناسب لأرضاء زوجها فللزوج حق في ضربها وله الحق في زيادة الضرب كل يوم حتى تستسلم له المرأة".
في إيران وضع الحجاب بالنسبة للنساء أمر إجباري. وفي الأعوام الأخيرة شهدنا ظاهرة بشعة تدعى رش الأسيد الحارق وكانت عناصر حكومية يرشون الأسيد على أجساد ووجوه النساء ليدمروا حياتهم للأبد. وفي إيران توجد قوانين تم وضعها بحيث تمكن الرجل من قتل زوجته بناءا على اتهام واحد فقط وسيكون محميا بالكامل في النهاية.
وبنظرة على دستور نظام الملالي نرى بأن المناصب المهمة في السلطات الثلاث التنفيذية والقضائية والتشريعية هي من نصيب الرجل فقط. وبالإضافة لهذا فقد تم إعدام آلاف النساء الإيرانيات المجاهدات والمناضلات خلال فترة الأربعين عاما من حكم الملالي.
الملالي لم يكتفوا بالقتل ونهب أموال الشعب بل جروا النساء نخو الفاحشة وبيع أنفسهن وأطلقوا عصابات بيع وشراء النساء. ووفقا للقوانين الجزائية لهذه الحكومة ففي حكم الرجم بالحجارة وأثناء الموت أيضا تدفن المرأة حتى رقبتها والرجل حتى خصره في حفرة. وبهذا النحو يمكن للرجل الهرب من العقوبة وأما المرأة فلا. الملالي معادون للإنسانية والنساء بشكل هستيري ويعتبرون أن حقوق النسوة مساوية لحقوق الحيوانات.
ولكن في الجهة المقابلة من فكر ونظرة الملالي الحاكمين، فالنساء تتمتع بموقع خاص في المقاومة الإيرانية.
فلقد أثبتت النساء جدارتهن في ساحة العمل النضالي للتقدم بالمقاومة ضد الملالي وأثاروا إعجاب الكثيرين بهن. ولهذا السبب فإن المناصب الهامة في المقاومة الإيرانية الآن في يد النساء اللواتي عبرن من المراحل الخطيرة والحاسمة.. فهن يتمتعن بدعم الرجال المجاهدين والمناضلين الذين أمضوا سنوات طويلة في نضالهم ضد الملالي.
يتمتع النساء والرجال في المقاومة الإيرانية الآن بتنظيمات منسجمة ومنظمة وقادرة لك تستطع فقط إيصال المقاومة الإيرانية لنقطتها الحالية بل كفلت وضمنت إيران بعد سقوط الملالي إلى حد كبير.
رؤي السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية للنساء هي بأنهن أفضل مواجهة لوجهات النظر المتخلفة لنظام الملالي. ففي المادة ٥ من برنامج السيدة مريم رجوي المعلنة من أجل إيران بعد الملالي جاءت: "نحن نؤمن بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق السياسية والاجتماعية والمشاركة المتساوية للنساء في القيادة السياسية وسيتم إلغاء كل أنواع وأشكال التمييز ضد النساء وسيتمتعن بحرية انتخاب اللباس والزواج والطلاق والدراسة والعمل".
السيدة مريم رجوي تعتقد بأن النساء لا يستحقن فقط المساواة بل يحملن رسالة تغيير المجتمع نحو الحرية وتعتبر بأن النساء هن قوة تغييىر المجتمع اليوم.
وهي تعتبر بأن هذه الرسالة ليست فقط من أجل الآفاق البعيدة للحياة البشرية بل ضرورة مبرمة اليوم في العالم.
وارتباط المقاومة الإيرانية بحركة مساواة المرأة والرجل ومكانة المرأة في قيادة الحركة أوجد تحولا في تقدم موضوع المساواة في المجتمع الإيراني وخاصة أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية هي موجودة في محور هذه الحركة وهذه المنظمة تؤمن بالإسلام المتسامح والآن تحولت لكنز مليئ بالتجارب من أجل الشعب الإيراني وخاصة جميع النساء الحرائر في العالم.
السيدة مريم رجوي تقول في أحد كتبها باسم "النساء قوة التغيير": "النساء هن القوة الأولى في النضال ضد الاصولية وبدون مشاركة النساء لن يستطيع العالم مواجهة هذا الخطر الذي يهدد البشرية. وقلب الموضوع هو أن الأصولية تفشل فقط بقيادة النساء".
في حكومة الملالي التي استمرت لأربعين عام أظهرت النساء الإيرانيات تألقا مبرها ولافتا في مواجهتن مع الملالي. من المشاركة في المظاهرات المناهضة للحكومة حتى الثبات البطولي ضد الملالي في السجون ومن الحضور الفعال في الحرب العسكرية ضد الملالي حتى إدارة الشؤون اللوجستية والداعمة في الظروف المختلفة وأيضا المشاركة الفاعلة في توجيه الانتفاضة في داخل البلاد والتي هي على وشك الانتصار.
وبشهادة الرجال الذين ناضلوا تحت قيادة النساء ضد الملالي لسنوات طوال فلولا الدور المهم والمحدد للنساء في هذه المقاومة لما كانت المقاومة وصلت لمثل هذه النقطة الحالية.
ولهذا السبب يخشى الملالي الحاكمون في إيران من دور النساء في صفوف المقاومة وبالاخص وجود السيدة مريم رجوي في رأس هرم المقاومة. هؤلاء الرجال يقولون بأن رمز نجاح وبقاء ومستقبل المقاومة الإيرانية هو في وضع زمام القيادة في يد النساء.
وفي العالم هناك الكثيرون ممن يعلقون آمالا كبيرة على الدور الفريد الذي تلعبها السيدة رجوي ضد الأصولية الحاكمة في إيران. رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا والمستشار الحقوقي للرئيس ترامب قال بالتزامن مع عقد مؤتمر وارسو: "نحن نؤمن بأن البديل الديمقراطي لهذا النظام هي السيدة مريم رجوي".
وليس هناك شك بأن سقوط النظام الأصولي الحاكم في إيران قريب بالقيادة النسائية الجديرة والأجيال القادمة سوف تتحدث الكثير والكثير حول هذا الموضوع.
مبارك يوم الثامن من مارس على كل نساء العالم.
@m_abdorrahman



#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشتداد حرب الذئاب الحاكمة في إيران
- العصا التي يتعكز عليها نظام الملالي انكسرت!
- انتفاضتان على كلا جانبي الحدود ضد نظام الملالي
- نظرة واقعية لربيع ايران وبقية البلاد
- في إيران بعد سقوط الشاه، استمر النضال من أجل الحرية!
- في العام الحالي؛ سيتجه العالم لدعم الانتفاضة والمقاومة الإير ...
- الإجراء الذي تأخر تنفيذه حتى اليوم!
- نظرة لمؤتمر وارسو والضع الهش للنظام الإيراني
- عام ٢٠١٩ سينتفض العالم ضد نظام الملا ...
- نظرة إلى التطورات الحاصلة في المنطقة وخوف نظام الملالي
- حكومة الملالي الدكتاتورية للملالي في إيران لا تستحق البقاء!
- لماذا يجب إغلاق سفارات نظام الملالي في الدول؟
- انتفاضة الشعب الإيراني ضد حكم الملالي تصل لذروتها
- الاعتياش على دماء المعارضين من قبل نظام الملالي
- نظرة إلى موقع النظام الإيراني في ميزان القوى الحالي
- انتفاضة الشعب الإيراني مستمرة وحرب عصابات الملالي يشتد وطيسه ...
- الظروف الحساسة في المرحلة الحالية في إيران
- بسرعة سيتم فتح قضايا الإرهاب الخاصة بالنظام
- الشبان الإيرانيون هم حملة راية الانتفاضة ضد الدكتاتورية
- لماذا النظام الإيراني حامل لأعلى سجل إعدام في العالم ؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - القيادة النسائية التي تليق بالمجتمع