يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 23:06
المحور:
ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين
لا زالت الحظيرة الرجولية تأوي المرأة ، و القفص الزوجي يسلب حريتها ، و النظام الأبوي يستعبدها .
منظومةٌ ذكوريةٌ أرهقت كاهل المرأة ، و كبلتها بباقةٍ من التقاليد البالية التي لا يزال صداها يدوي .
لا تختار من يناسبها زوجاً ، و لا ترفض من تراه غير كفءٍ لها برغبتها .
تسلطٌ يمنعها من الخروج بذريعة الحفاظ على عفتها .
عنفٌ ينسف أرقى مشاعرها حينما يضع حبها على لوائح العار ، و ينسف عشقها بالرذيلة و الخطيئة .
هي كقطعة أثاث تعود ملكيتها لرجال العائلة . حسب قانونٍ يخاصمها ... يخالف رغباتها .. يعاديها ... فلا يحميها .. و لا يصونها .
و القضاء يبغضها ، حين يتركها سبة عارٍ على رأس كل لسانٍ بعد تخفيف الحكم عن قاتلها ، ثم الإفراج عنه معتزاً متباهياً بغسله عارٍ ألحقته المرأة بعائلته .
يتذكرون مآسيها يوماً واحداً ، فيطلبون لها الحرية ، و يضعون الحبل حول عنقها طيلة أيام السنة ، ثم تختفي بين طيات النسيان .
حتى الذين يؤمنون بحريتها تدخلهم هشٌ و خائرٌ بلا جديةٍ و لا فعالٍ .
حسب المنطق لا يكون حراً من يسلب حرية غيره ، و لا تصدقوا أنه يملك مفاتيح عتق المرأة .
فما بالك إذا كان ربيب مجتمعٍ ثقافته لاهوتيةٌ خالصةٌ ، تفضل الرجل على المرأة في شريعته الإلهية ؟!!!
و ما ذنب المراة إزاء هذه الآية : ( الرجال قوامون على النساء ) سورة النساء / 34 / ؟!!
و في الآية ذاتها تأكيدٌ على إنتهاك كرامتها ، و جواز إهانتها بالضرب من قبل الزوج ، بترخيصٍ إلهيٍّ صرفٍ : ( و اللائي تخافون نشوزهنَّ ، فعظوهنَّ ، و اهجروهنَّ في المضاجع ، و اضربوهنَّ ) .
و لانتقاص قدراتها العقلية و القيادية و التوجيهية ، ذكر أبو بكرة عن الرسول أنه قال : ( لن يفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأةً )
رواه البخاري . و النسائي في سننه
أي حظٍ للمرأة في أنها باتت للرجل كوعاءٍ لتفريغ شهوته فيها لا أكثر ؟!! .
و ناهيك عمن يعجز عن تحرير رقبته من نير الاستبداد و سطوة الطغيان .
التحرر الاقتصاديُّ أول الغيث . و يشغل حيزاً كبيراً من تحررها بالكامل .
لذا فعدم السماح لها بالعمل خارج المنزل هو منعٌ لتحررها اقتصادياً . و إذا كانت المرأة ضحية سطوة الرجل و قوانينه الباغية ، فبصمتها و رضوخها تتحمل القسط الأكبر ، و قبولها بكارثية النتائج !!!!!
كما بوقوقفها بجانب الرجل في الكثير من المجالات ، و دعمه ضد بنات جنسها بلا تحالفٍ معهن .
و بدلاً من مناصرتهن ، تعيق تقدمهن ، و تعمل جاهدةً لإجهاض مسيرتهن لصالح الرجل !!!!!
و هل كثيرٌ عليهنَّ إذا اجتمعن بقبضة يدٍ واحدةٍ صادقةٍ قادرةٍ على انتزاع حقوقهنَّ ، رغماً عن أنف الرجل ، و قوانيه الوضعية الباطلة ؟!!! .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟