أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين - شوقية عروق منصور - المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار














المزيد.....

المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 20:07
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين
    


المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار
شوقية عروق منصور
لا نملك أمام أشهر السنة إلا التفتيش في ثناياها ، في أيامها ، حيث تصبح الأيام جزءاً من ذاكرة وتاريخ ومشاعر ووفاء ونكران وتعاسة والم وفرح وانتصار وانكسار ..الخ لكن في شهر آذار تتكوم الأقفال الكثيرة امامنا تنتظر المفاتيح ،الأقفال السياسية والاجتماعية ، أول المفاتيح المعلقة على مسمار الذاكرة ، معركة الكرامة - قرية الكرامة في غور الأردن – وقد وقعت المعركة في 21/3/ 68 بين الجيش الإسرائيلي والمقاتلين الفلسطينيين ومشاركة الجيش الأردني ، واسفرت المعركة عن صد الهجوم الإسرائيلي وايقاع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي .
في 8 آذار يوم المرأة العالمي ، تتحرك الصور النسائية ، تحصي ابتلاع سكاكين المجتمع وسيوف الرجال ، وتغرق الصفحات والشاشات بدموع المظلومات ، ويبتل تراب التمرد ، حيث تكون الانتفاضة ضد القهر والظلم والعنف .
بعض وسائل الاعلام تقوم سراً بزيارة الجروح والتشوهات الانثوية ، ثم تبدأ بتصديرها الى الفضاء ، حيث تُكشف الاسرار ، وتنهار اساطير الجمال والدلال امام الوجع الناري وازدحام القوائم التي تحمل النسب المئوية للعنف والقتل النسوي.
في 8 آذار تتسلل من بين ابجدية الوجوه النسوية ، وجه المرأة العربية الذي أصيب بالتشويه الجنوني لدرجة عجزت المرايا عن حمل انعكاساته .
ماذا بقي للمرأة العربية في وطنها غير الهموم والهرب واللجوء والتحرش والاغتصاب والنفي خارج المجتمع والحياة تحت إيقاع الفتاوى والهجوم الشرس على حياتها وانجازاتها وعملها ، انهم يضربونها يومياً مستغلين عجزها وضعفها وانهيار الأوطان ، مستغلين حالات الجوع والقهر والدمار ، فعليها تقع المسؤوليات كأم وزوجة مسؤولة في الزمن الوحشي ، عليها أن تحضن الأبناء وتوفر الأمن الذي يكاد أن يكون مفقوداً ، عدا عن الركض وراء الرغيف .
الذي يحاول تزوير صورة المرأة العربية في الثامن من آذار ، كمن يطلب من النملة أن تطير وتنافس العصفور . ورغم الصورة القاتمة للمرأة العربية تبقى المرأة الفلسطينية لها الصورة الخاصة جداً في الثامن من آذار وفي 21 آذار عيد الأم ، حيث تنفرد الفلسطينية بوجعها الخاص ، المميز عن باقي نساء الأرض ، ليس فقط لأنها تعيش في ظروف صعبة وقاسية نتيجة البطالة والفقر والاحتلال وقسوة الانقسام والحصار والحواجز وأنياب الاستيطان ومصادرة الأرض ووقاحة المستوطنين ، ولكن كأم وزوجة وأخت وابنة وقريبة شهيد ينتظرن دفنه ، ينتظرن بلهفة كي يفرجوا عن جثمانه ، فالمرأة الفلسطينية تنفرد بوجع انتظار الانتظار ، حين تقلق وتسهر الليالي وتقضم أظافرها في عتمة الدموع ، وهي تعرف أن أبنها أو زوجها أو شقيقها في الثلاجة ، ينتظر الأفراج حسب مزاج المسؤول الإسرائيلي وعقد الصفقات السياسية كي يضمه تراب أرضه وتنتهي رحلته – عدا عن مقابر الأرقام التي تحتفظ برفات مئات من الفلسطينيين واللبنانيين - .
المرأة الفلسطينية تنفرد وحدها بزيارة السجون التي تحوي الأسرى ، حتى أصبحت الزيارات طقساً من طقوس وجودها الحي – هذا اذا لم تُحرم لأسباب واهية - السجون لا تعرف كيف تعد سنواتها ، حيث تكون حياة الكثير من الأسرى سلسلة سنوات متواصلة الى أجل غير مسمى ، يعدون يومياً القضبان ويحفظون عن ظهر قلب ملامح التجاهل واستعراضات الشعارات والكلمات الرنانة .
المرأة الفلسطينية لا تعرف الثامن من آذار و اذا اجبروها على الاحتفال لتبدو الصورة جميلة في زمن القبح ، تحاول الفرح ، لكن فرحها يوقظ الانتحاب في داخلها .
المرأة الفلسطينية كرست نفسها لملحمة طويلة ، لبطولات صامتة ، لا تحلم بالبريق الإعلامي ، ولا تريد خدش صور القادة والمسؤولين الذين يتجاهلونها ، فهم يتنفسون اوكسجين الرجولة في قراراتهم واجتماعاتهم كأن الوطن يملك الشوارب والعضلات ، المرأة الفلسطينية تتستر على حزنها ووجعها برسم الابتسامات رغم انها تعيش على صفيح ساخن . كل عام وانتن بخير .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلعوا برة .. وجاء أبو عواد وقال : آه يا ديسكي
- يهودية وسعودية وبينهما طفلة يمنية
- الرقص في وارسو بعيدا عن طريق سموني
- مقتل الخاشقجي ودموع فرح
- هل ستقوم مصر بتصدير الكلاب
- أنا في دار الصياد
- عندما يموت البحر من الجوع
- حرب الدم في داخل حبة بندورة
- الزائر الفلسطيني دفنه الحنين والزائر الاسرائيلي شبع من الترح ...
- قانون القومية يرقص رقصة الكيكي في ذكرى المجزرة
- ما زلت انتظر عودة ساعة جدي
- ريفلين وليبرمان لن يجدوا أنفاق الاصرار
- بدنا نلعن أبوه
- قتله لكن فقراء
- الشهيد نجمة في السماء والاسم المجهول لى الارض
- قانون العنزة السوداء في حذاء نتنياهو
- عذراً من أقدام الشهداء
- الكاتوشوك لنا والمرايا لنا وليس لهم الا الصمت
- الشجاعة تؤدي الى المرحاض الذهبي
- ماذا سنقدم لمرغريت وفيكتور وفانيسيا


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- مئة عام من مركزية الجسد في الحراك النسوي المصري: تطور سؤال - ... / نظرة للدراسات النسوية
- لماذا أصبحنا نسويات؟ حكايات وتجارب النسويات، من الحيز الشخصي ... / نظرة للدراسات النسوية
- في مناسبة الثامن من آذار .. يوم المرأة الفلسطينية / غازي الصوراني
- الجمعية النسوية السرية للإطاحة بالنظام الذكوري المستبد / سلمى بالحاج مبروك
- المرأة والاشتراكية / نوال السعداوي
- حركة التحرر النسوي: تاريخها ومآلاتها / هبة الصغير
- ملاحظات أولية حول الحركة النسائية المغربية على ضوء موقفها من ... / زكية محمود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2019 - دور وتأثير المنظمات والاتحادات النسوية في إصلاح وتحسين أوضاع المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين - شوقية عروق منصور - المرأة الفلسطينية وتوهج الثامن من آذار