أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فؤاد سلامة - بولا أخطأت، لم تخطئ؟














المزيد.....

بولا أخطأت، لم تخطئ؟


فؤاد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 6166 - 2019 / 3 / 7 - 17:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من يهمهم إثبات أن ممثلة المجتمع المدني وقوى التغيير قد أخطأت في كلامها عن "السنيورة" ليسوا بمعظمهم من حسني النوايا ومن التغييريين. أستطيع القول بكل راحة ضمير ان معظمهم من جماعة "زعيمي أحسن من زعيمك"..
طبعا هناك اليساريون الممانعون منهم والراديكاليون، لهم موقف قابل للنقاش ولا يمكن اتهامهم بسوء النية دوماً، وإن كان البعض منهم يُسلِّم ضمنيا ومن دون وجه حقٍ، بأن "حيتان المال" من جماعة ١٤ آذار أكثر فسادا من حيتان مال جماعة ٨ آذار.
في النهاية يغلب على الموقف النقدي الميل "العفوي" للعودة إلى خطوط الانقسامات الطائفية واللعب على أوتارها، بتقصّد او من دون قصد.

قد تكون بولا أخطأت بطريقة إيصال فكرتها او وقعت في فخ إعلامي، وكما علم الكثيرون هي اعترفت بعدم تمكنها من شرح فكرتها بشكل مُفصَّلٍ، ما وضعها في موقف بدا ظاهرياً وكأنه دفاع عن السنيورة. هناك بولا الإعلامية التي ارتبط صعودها الإعلامي بتيار الحريرية السياسي، وبقنوات إعلام التيار، وكصحفية قد تكون استفادت مهنيا من دعم قُدِّم لها من آل الحريري. وبولا بقيت مربوطة جزئياً حتى زمن قريب ربما، بحبل الوفاء السرّي الذي تسرع الكثير من الحريريين لاتهامها بأنها قطعته بالكامل وأكلت من الصحن وبصقت فيه. كل هذا كان إلى أن قررت بولا خوض معترك العمل السياسي من بوابة "المجتمع المدني" والمعارضة، وليس من بوابة الحريرية السياسية. كان صعباً ولا شك قطع الوشائج القديمة، والتموضع السياسي الجديد لم يحصل إلا بالتدرج وعبر صدمات.

ما يأخذه يساريون ويمينيون وجماعة ١٤ و ٨ الآذاريون وجماعة السلطة والطائفيون، على بولا، يأخذون عليها أنها تنكرت للسيستام (المنظومة) الذي اشتغلت ماضيا من داخله واستفادت مهنياً منه إلى حدٍ ما. البعض يطلب منها استمرار الوفاء لذاك السيستام، والبعض الآخر ينتقدها لعدم ر جذرية قطعها مع حبال السيستام.
أعتقد أنه ينبغي اليوم احتضان نائب المجتمع المدني والاستفادة من حصانته في خطة مُنَسَّقة لمواجهة السيستام بكل نواقصه وعيوبه وإغراءاته. هذا يُترجم عملياً ولوجستياً بتقديم النصح والدعم من خلال قنوات وآليات ووسائل عمل جماعية مدروسة، وذاك بدلا من الانضمام لجوقة المُطبِّلين والنافخين في العصبيات المذهبية والراغبين دوماً بخوض معاركهم على خطوط الانقسامات الأهلية القديمة.

ليس السنيورة رجل دولة من الطراز الذي يمكن الترفع عن انتقاده، بل هو وكل الطاقم الحريري القديم والجديد كانوا في صلب منظومة الفساد والمحاصصة، التي كان البعض يُغض الطرف ماضياً عن آثامها بسبب الحاجة لترميمٍ عاجلٍ لاقتصاد وبنية دولة ما بعد الحرب. كما غض البعض نظرهم عنها سابقاً بسبب موقف الحريري الأب من مسألة إخراج البلد من وصاية النظام الأسدي الدكتاتوري.
والجميع يعرف أن الحريري الأب وقادة ١٤ آذار دفعوا حياتهم ثمن فك أسر الوطن من الوصاية السورية، رغم أن اغتيال جميع هؤلاء لم يؤدي إلا لإحلال وصاية محل أخرى، وصاية قرر معظم اللبنانيين عدم تحدّيها اليوم مباشرة تجنباً للعودة إلى متاريس الحرب الأهلية.
النقد الموجه للسنيورة ولغيره من مسؤولي التيار الحريري لا يجب ان ينسينا توجيه نقدٍ لا يقلّ قساوة لخصومهم وحلفائهم السابقين والحاليين. فالجزء الشيعي والماروني والدرزي من تلك المنظومة لم يترفع عن الفساد والهدر ونهب المال العام بنفس الجشع والضراوة، والبعض يقول ربما فعل أكثر أو غطّى، أو أمعن بدوره في تحويل المرافئ والمطار والحدود وأملاك الدولة، إلى أبواب نهبٍ مشرّعة على رياح الفساد المتوازن "طائفياً".

وهذا يضع قوى التغيير اليوم أمام مسؤولية مزدوجة، حماية السلم الأهلي ورفض العودة إلى لغة التخوين والشحن المذهبي من جهة، وعدم التخلي او المساومة على مواجهة منظومة الفساد والمحاصصة بشكل شمولي، ومن دون انحيازات مسبقة لخطوطٍ حمراء غير خط الوطن والمواطن، من جهة أخرى.



#فؤاد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إئتلاف مدني أم تحالف يسار في لبنان؟
- في ضرورة بلورة قواسم مشتركة لقوى التغيير في لبنان
- تخبط المعارضة في لبنان وتكرار أخطاء 2015
- تقييم أولي لتحرك الأحد الماضي
- الشيوعي في مواجهة أزماته
- المعركة الثقافية السياسية
- دعوة للنقاش: السيادة أولاَ أو الإصلاح؟
- سبعة، حزب أم منصة؟
- مراجعة نقدية للتحركات الاحتجاجية في لبنان
- هل يتحكم الشيعة بالنظام اللبناني، وكيف؟
- النظام الطائفي والإصلاح المحظور
- المعارضة في لبنان إلى أين؟
- قطب معارض كبير، هل هذا ممكن؟
- المعارضة جنوبا، بين الماضي والمستقبل
- المعارضة جنوبا، وعموما، عندما تلعب لعبة السلطة
- صوت واحد للتغيير
- لبنان، صوت واحد للتغيير..
- -التجمع اللبناني-، نقد لتجربة علمانية حديثة
- جبهة موحدة ضد السلطة، في لبنان
- مواجهة الفساد والارتهان للخارج في الخطاب المعارض


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - فؤاد سلامة - بولا أخطأت، لم تخطئ؟