ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 06:53
المحور:
حقوق الانسان
في احدى مناطق بغداد الجميله ولدت الطفله عائشه التي اصبح اسمها فيما بعد عواشه لم تكن عواشه لسوء حظها طفلة سوية كباقي الاطفال بل كانت تعاني من تخلفا عقليا واضحا اضافة الى صعوبة في النطق اماعائلتها التي تتكون من عدد كبير من الاخوة والاخوات فلم تدع مجالا للام بالاهتمام بعائشه كبقية الاخوة والاخوات ولذا تراها رثة الملابس ملبدة الشعر نتنة الرائحه . كان قرار العائله هو سجن هذه المسكينة في غرفة مغلقة خالية من الاثاث خوفا من الفضيحة اولا وللتخلص من مشاكلها التي لا تنتهي ثانيا ولكنها في بعض الاحيان وعندما تفتح باب الغرفه فجاة لادخال الطعام تفر مهرولة الى خارج الدار وتستمر في الهروب الى ان تدخل احد البيوت المشرعة الابواب فتدلف الى الحديقة وتقضي حاجتها تحت اشجار البرتقال ثم ترتدي حميع الملابس المنشورة على حبل الغسيل وتكون حمالة الصدر اخر الجميع ثم تهرول راجعة الى البيت وما ان يراها الاطفال حتى يهرولون خلفها وهم يقذفونها بالحجارة والسباب وهم يصرخون عواشه الحراميه فتتسبب لها الحجارة بكدمات وجراح ولا يتركونها الا حينما تصل بيتها فتخرج لهم حينئذ امها صارخة مهدده فيفر الجميع الى غير رجعه . ابتدا جسد عواشة ينمو اما عقلها فبقي كما هو فمثلا كانت تسال جارتها المستديرة البطن ان كانت حامل وعندما تجيبها بنعم تكرر عليها نفس السؤال في اليوم التالي وعندما يكون الجواب نفسه تصرخ بها وهي تضرب على خدها ما هذا البارحة انت حامل واليوم حامل ايضا . وعندما اشتدت ازمة النفط والغاز في العراق كان جميع افراد العائله يرفضون الذهاب للوقوف في طابور الانتظار الممل فكانت هي تتبرع برحابة صدر للقيام بشراء الوقود فتقوم بدفع قنينة الغاز بقدمها وتدفع الناس بيديها وترفض الانصياع لاحد بالوقوف بالطابور اسوة بباقي الناس فيتركها الناس ليس حبا لسواد عينيها وانما لانها لا تابه لهم على الاطلاق . وفي احدى المرات كان احد الضباط وهو غريبا عن المنطقه ولم يحصل له الشرف بالتعرف على عواشه واقفا في الطابور عندما حضرت محدثة ضجيجها المعهود فصرخ بها ان تقف كما يقف الاخرون كانت صرخته قوية لدرجة افزعتها فسقطت في الوحل فاثار منظرهاهذا والوحل يغطي وجهها وشعرها موجة عارمة من الضحك للجميع فما كان منها الا ان تسب الضابط والرئيس معا استشاط الضابط غيضا واراد ان ينقض عليها ولكن الناس اخبروه بانها مجنونة وليس على المجنون من حرج ضحك الرجل واسرع الى سيارته تاركا لها حرية التصرف. .
كان اشد ما يدخل السرور الى نفسها هو دخولها الى بيوت الجيران بعد سماعها صوت الاذان فما ان يبدا رب البيت او رية البيت بالصلاة حتى تسرع الى الثلاجة وتحضر جميع قناني المياه البارده وتقوم بسكبها على رؤوس المصلين وهي ترقص وتصرخ من شدة الفرح ولا تتركهم الا بعد ان يتموا الصلاة فتفر حينها هاربه تلاحقها لعناتهم
توفيت والدتها بعد مرض لم يمهلها طويلا وتزوج والدها بطبيعة الحال من امراة اخرى قررت هذه ان تودع عواشه في مستشفى الامراض العقليه فكان لها ما ارادت
لم يزرها احد من الاهل طيلة فترة مكوثها هناك وفي احد الايام اشتكت المسكينة من الام الطمث الحاده فاخذت تتلوى بشده فقرر المجانين ان يجروا لها عمليه جراحيه عاجله فاحضروا سكينة المطبخ واوثقوا شد قدميها ويديها الى السرير ثم اجروا لها عملية الزائده الدوديه كما شخصها رئيسهم دفنت عواشه بعد العملية الفاشلةبهدوء وبلا ادنى مبالاة وعندما وصل الخبر الى ذويها وجيرانها قالوا وهم يتصنعون الحزن مسكينة انت يا عواشة ليرحمك الله
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟