أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - امريكا اللاتينية... اجنحة الاقتصاد القوية














المزيد.....

امريكا اللاتينية... اجنحة الاقتصاد القوية


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6164 - 2019 / 3 / 5 - 21:41
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


امريكا اللاتينية... اجنحة الاقتصاد القوية

مظهر محمد صالح

عندما كان الوسط الاقتصادي الاكاديمي يتداول اوضاع امريكا اللاتينية الاقتصادية في العقود الاربعة الماضية،وقدرة فضائها الاقتصادي على توليد الانطلاق نحو التنمية ، فأن الشك وخيبة الامل كانت تراود جميع الاقتصاديين ، بل كان يأخذهم القلق بان تلك القارة ليس لها تاريخ حافل في بناء الاقتصاد سوى اخفاقها في اداء ديونها الخارجية وانغماسها بالمشكلات المالية الخطيرة والتدهور الاقتصادي والتضخم الجامح وتعثر برامج التنمية فيها وفشل سياساتها الاقتصادية، فضلاً عن كون بلدانها الاثنا عشر كانت ساحة استقطاب ومسرح للتوترات في زمن الحرب الباردة بين اقصى اليسار واقصى اليمين. ولكن ظل التاريخ الاقتصادي شيىْ وحقائق اليوم شيىٌ آخر. فقد تبدلت الحياة الاقتصادية والسياسية وبيئة الاعمال في هذه القارة و على نحو لا يصدق. وهو الامر الذي يذكرني بالحكمة التي كان يتداولها المخرج السينمائي الامريكي الراحل ستانلي كوبرك ، بعد ان اخرج فيلمه الناجح الشهير في العام 1955: القبلة القاتلة، قائلاً حينما اسرف ايكارس ابن ديدالس في التحليق عند هروبه من سجنه ليصبح على مقربة من الشمس ،كما تقول الاساطير اليونانية القديمة ، ذاب جناحيه الشمعيتان وسقط في البحر. وعليه يرى المخرج الراحل ستانلي كوبرك ان الخيار البديل في عالم التقدم هو بناء اجنحة قوية تجعلنا اقرب الى الشمس قبل ان نحلق في السماء ثانية!. فمنذ العام 2010 سجل النمو الاقتصادي في تلك القارة اللاتينية الجنوبية المركز العالمي الثاني من حيث سرعته ودرجة تفاعله مع بيئة الاعمال الدولية الناجحة والذي زاد على 6% وانه سيستمر حول هذا المعدل حتى العام 2015. ويعود ذلك النجاح الى التحسن الذي طرأ على العوامل او المتغيرات الاقتصادية الاساسية وبشكل خاص المعايير المتعلقة بالدين الخارجي والدين العام واحتياطي العملة الاجنبية والحساب الجاري لميزان المدفوعات ووضع الموازنة العامة. فقد امست الديون الخارجية للقارة هي الاقل على الصعيد العالمي. ولم تتعدى تلك الديون حالياً كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي للقارة المذكورة سوى 20% بعدما كانت تتعدى 70% من الناتج المحلي الاجمالي وهي النسبة التي قادتها الى فشل في خدمة ديونها سنويا ودخولها في مشكلات الاخفاق وعدم تحمل الدين. اما الدين العام او الدين الحكومي فهو الاخر انخفض الى النصف ولم يزيد المتراكم منه على 45% من الناتج المحلي الاجمالي وان معدل العجز السنوي في الموازنه هو بنحو 2 ونصف بالمئة ،الامر الذي ادى الى اعتدال الفائدة المصرفية لدى المصارف اللاتينية بعيداً عن المزاحمة الحكومية وانخفاض كلفة الاقتراض بما يخدم نشاط الاستثمار المتعاظم.كما ارتفع احتياطي القارة الرسمي من النقد الاجنبي ليبلغ قرابة واحد تريليون دولار وهو يشكل 12% من الاحتياطي العالمي ، ما جعل بلدان القارة تمتلك القابلية على امتصاص الصدمات الاقتصادية الخارجية والداخلية بيسر. اما على صعيد الحساب الجاري لميزان المدفوعات فقد انخفض العجز الى اقل من واحد ونصف بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي للقارة. ومن المعلوم فأن المشكلات الاقتصادية تظهر بقوة عندما يبلغ ذلك العجز في الحساب الجاري بنحو اكثر من 4% كنسبة من الناتج المحلي الاجمالي. اما على الصعيد الديموغرافي ، فأن سكان القارة البالغ عددهم اقل من 600 مليون نسمة حالياً وهم يمثلون حوالي 9% من سكان الارض ، فان عددهم سينمو في العام 2050 ليبلغ بنحو 820 مليون نسمة من اصل سكان العالم الذي قد يبلغ اكثرمن 9 مليار نسمة في ذلك الوقت.

ختاماً، يلحظ ان استقرار اقتصادات امريكا الجنوبية وازدهارها الاستثماري، جعل رأس المال الامريكي الشمالي (المغذى) بسيولة الاصدار النقدي الامريكي وعبر سياسات التيسير الكمي (طبع العملة) يتدفق اليها بشكل لافت مسبباً لها مشكلات ارتفاع اقيام عملاتها المحلية تجاه الدولار ، ما اخذ يؤثر سلباً على القوة التصديرية لبلدان القارة اللاتينية بسبب ارتفاع اقيام منتجاتها المصدرة ومحاولة إضعاف القدرة التنافسية التصديرية لها، وهو الامر الذي حفز وزير مالية البرازيل السابق ان يطلق على هذه التحركات الضارة لرأس المال الامريكي الشمالي المتجه نحو جنوب القارة بغزارة بحرب العملات!!!!



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسواق الناشئة..... قوة اقتصادية لا تُقهر
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الثالث/شجرة البن
- لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ون ...
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الاول/اوروبا والشرق
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة ! / الجزء الثاني
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة!/الجزء الاول
- الفضة..عظام الآلهة الفرعونية!
- الهيدونية والريعية الاقتصادية
- الماس بين الاطيان
- قانون باركنسون ... جد أم هزل!
- المدفع الملكي الصامت
- فيليب هوفمان....الساعة ٢٥
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم . الجزء الث ...
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم
- قصر النهاية
- المكارثية واليسار الأقتصادي الامريكي
- تراكم رأس المال المالي :أثرياء بلا حدود
- الشخصية الاكثر تأثيراً في التاريخ الرأسمالي الحديث..!
- دواخل سوق العمل وخوارجها..!
- دروس في الأزمة المالية الدولية:قاعدة فولكر


المزيد.....




- زيادة جديدة.. سعر الذهب منتصف تعاملات اليوم الخميس
- -الدوما- يقر ميزانية روسيا للعام 2025 .. تعرف على حجمها وتوج ...
- إسرائيل تعلن عن زيادة غير مسبوقة في تصدير الغاز إلى مصر
- عقارات بعشرات ملايين الدولارات يمتلكها نيمار لاعب الهلال الس ...
- الذهب يواصل الصعود على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.. والدول ...
- نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارته
- بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين ...
- الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك ...
- عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
- الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - امريكا اللاتينية... اجنحة الاقتصاد القوية