أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - قبطى ... لامؤاخذه!














المزيد.....


قبطى ... لامؤاخذه!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 11:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عناوين الصحف الصادرة وقت كتابة هذه السطور تقول ان الهدوء عاد إلى الإسكندرية بعد عاصفة الجمعة الحزينة الماضية .
وبطبيعة الحال فأننا سعداء بعودة الهدوء الى الثغر الذى كان فيما مضى منارة للتسامح.
لكننا نحذر من ان تعود ريما الى عادتها القديمة. فننسى دروس ما حدث، ولا نتذكرها إلا عندما " نفاجأ" بأحداث مؤسفة أخرى تعكر صفو الوحدة الوطنية لا قدر الله.
ولا يهمنى الآن اللت والعجن فى حكاية الشخص المضطرب نفسيا، وما إذا كان حادثاً فردياً.. فهذه قصة أصبحت ممجوجة وسخيفة.. ومن قبيل الضحك على الذقون ان نأخذها مأخذ الجد.
المهم الآن حقاً هو ان"نعترف" بان هناك مشاكل فعلية . وان التلكؤ فى حل هذه المشاكل حلاً جذرياً وعاقلاً وعادلاً هو السبب الرئيسى لوقوع هذه الحوادث بين الحين والآخر بشكل يهدد السلم الاهلى والأمن القومى، ويفتح باب جهنم أمام تنطع الأمريكان، وغير الأمريكان، على شئوننا الداخلية.
نعم .. يجب أن نعترف بان هناك مناخاً من التعصب والتطرف هو الذى يتيح تحويل "الحبة" إلى "قبة"، وتفريخ الأزمات والصدامات الطائفية بلا توقف .
يجب أن نعترف ان منابع هذا التعصب وذاك التطرف عميقة الجذور، ومتشعبة الروافد، تتغلغل فى التعليم والإعلام والثقافة والمؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية .
يجب أن نعترف أن تجفيف هذه المنابع يتطلب "أعمالاً" لا " أقوالاً" . وان الأعمال قليلة جداً بينما الأقوال اكثر من الهم على القلب .
يجب أن نعترف أن هناك – إلى جانب مناخ التعصب والتطرف- مشكلة قبطية . وهذه المشكلة ليست بنت اليوم وانما هى نتيجة تراكمات تاريخية قديمة تعود إلى أيام الاحتلال العثمانى وفرماناته العنصرية التى تضع قيوداً سخيفة على بناء دور العبادة للأقباط، كما تخلق أوضاعاً تمييزية ضدهم.
ولا يوجد مبرر لاستمرار هذا التراث التركى، أو أن تتحمل الأجيال الحالية وزره بعد دخولنا القرن الحادى والعشرين .
ولا يكفى الاعتراف بذلك.. بل يجب اتخاذ إجراءات عملية سريعة وحاسمة للتخلص من هذا الإرث العنصرى والطائفى.
وهذه الإجراءات العملية تبدأ بنسف الخط الهمايونى الذى مازال يحكم عملية بناء الكنائس واستبداله بقانون ديموقراطى موحد لبناء دور العبادة يظم ممارسة هذا الحق ولا يعرقله او يضع العقبات أمامه.
وتشمل العمل على الاحتكام إلى مبدأ "المواطنة"، فى تولى المناصب العامة بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس، و "تجريم" اى مخالفة بهذا الشان ، فالمواطنة ليست شعارات وانما ممارسة ، وتقنين هذه الممارسة هو الذى سيجرم اى افتئات عليها لاى سبب من الأسباب.
بيد ان هذه الممارسة أوسع من القوانين وتتطلب إعادة نظر حقيقية فى مناهج التعليم والأنشطة الدينية والفتاوى ، بما يضمن تعزيز الفهم المشترك لابناء الوطن الواحد، ويستأصل اى صورة من صور بث الكراهية او الاغتيال المعنوى لبعضهم البعض بسبب الاختلاف فى العقيدة.
وعلى وسائل الإعلام مسئولية كبيرة فى ذلك، وأمامها جدول أعمال كبير – لم تنجز عشر معشاره بعد – وليس من المبالغة فى شئ ان نقول ان " ثورة" بهذا الصدد فى الإعلام يجب إطلاق شرارتها اليوم قبل الغد. وهى ثورة لا يجب تشويهها مسبقاً بحصرها فى دائرة الشعارات والأغاني والاهازيج العاطفية السطحية وتعتبر اكبر إنجازاتها نشر صورة الهلال مع الصليب.
ومن المثير للاشمئزاز والاستياء ان نستعيد سخافات كثيرة حدثت فى الإعلام من قبل، منها على سبيل المثال ان يظهر على الشاشة شخص يتحدث ببلاهة قائلا: قبطى .. لا مؤاخذه!
هذه الغثاثة لا تقل خطراً عن صور مقابلة للتعصب القبطى، وصلت إلى حد رفع قلة من المتطرفين الأقباط علماً مختلفا عن العلم المصرى، أو رفع شعارات مهووسة تستجير بالأمريكان .
وليس المهم التوقف أمام ظاهر هذه السلبيات ..
الأهم هو تجفيف المستنقعات التى أفرزتها وجعلتها تظهر فى مدينة كانت منارة للتسامح ، وفى بلد كان مهداً للحضارة .
وبمناسبة منارة الإسكندرية .. نعترف للمحافظ المحبوب محمد عبد السلام المحجوب بإنجازات كثيرة وبصمات عديدة تنطق بها معالم الثغر .
لكن هذه الإنجازات التى نطق بها "الحجر" ، لم تصل على ما يبدو إلى "البشر".
بدليل افتقار المواطن السكندري الى الأمان وهو يؤدى شعائره الدينية، وأيضاً بدليل ان المدينة التى توجد بها مكتبة الإسكندرية – بجلال قدرها - هى نفسها التى شهدت صعوداً للحركات الأصولية فى السنوات الأخيرة وما رافقها من صدامات طائفية .
وهذه شهادة ليست فى صالح المحافظ المحبوب ، كما انها تطرح تساؤلات حول منهج "الإصلاح" الشامل الذى لا يمكن أن ينحصر فى تجميل الواجهات وترميم المبانى وتزويق الشوارع والميادين .



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هؤلاء يجب إقالتهم .. والمحافظ المحبوب اولهم
- الطموح الإيراني والغيبوبة العربية
- أحزاب -تجارية- !
- تريدون القضاء علي بعوض الكراهية.. جففوا مستنقعات التطرف الدي ...
- رسالة من رئيس وزراء فرنسا .. إلى الدكتور نظيف
- عندما تساوي حياة المواطن.. ثمن وجبة كفتة!
- تقرير مهم لمجلس غير مشكوك في مصاهرته للحكومة
- حوار ساخن مع الجنرال جون أبى زيد
- معاقبة السعودية بسبب إسرائيل.. ومصر بسبب نور.. والسودان بسبب ...
- فضيحة خطيرة
- الوزراء .. مطالبون بصوم ربيع الأول والآخر!
- من الذى أضرم النار فى معقل الليبرالية المصرية ؟
- المهندسون يرفعون شعار: الضغوط الأجنبية هى الحل!
- تونس الخضراء .. ثنائية السياسة والاقتصاد
- نصف قمة
- عفواً يا فضيلة المفتي: أرفض تطليق ابنتي
- »عمر أفندي« يستنشق أولي نسائم الشفافية
- استقلال تونس .. بدون عدسات الحكومة اللاصقة .. والملونة
- ! أرباب الصناعة.. وأرباب السوابق
- يا عم حمزة .. رجعوا الأساتذة .. للجد تانى


المزيد.....




- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...
- تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال ...
- مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
- تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
- بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعد هجرس - قبطى ... لامؤاخذه!