|
من منا يريد الفتن والمكائد.. نحن الكرد الذين نطالب بحق الشراكة في بلداننا أم حكوماتكم التي تقتلنا؟!
بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 6163 - 2019 / 3 / 4 - 00:31
المحور:
القضية الكردية
وزير الدفاع التركي خلوصي آكار وخلال جولة أجراها بمنطقة عسكرية في ولاية أغري شرقي تركيا، قال: إن "القوات التركية على أهبة الاستعداد، وتنتظر أوامر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان". وأضاف: "لن نسمح بتعريض أمن بلادنا للخطر بأي شكل من الأشكال ولا ينبغي أن يشك أحد في ذلك"، مؤكدا أن بلاده "لن تتخلى عن سيادتها واستقلالها بأي شكل من الأشكال". وتابع: "لن نسمح بظهور أي ممر إرهابي جنوب بلادنا في شمال سوريا... لم نسمح على الإطلاق ولن نسمح بذلك أبدا. تركيا ليس لديها مطامع بأراضي البلدان المجاورة بل تحترم وحدتها، وفي مقدمتها سوريا والعراق". كما شدّد على أن تركيا "تستهدف الإرهابيين فقط، وليس أشقاءها الأكراد الذين يحاول البعض تحريضهم من خلال إشاعة الفتن والمكائد"، وختم بالقول: "الأكراد أشقاؤنا، ونحن نعيش معهم ونتقاسم نفس المنطقة والخبز منذ آلاف السنين".
طبعاً لن نقف على إدعاءات آكار ورموز حكومة العدالة والتنمية بخصوص اتهاماتهم لحزب العمال الكردستاني حيث هي قضية تتعلق بالجانب القانوني وفي جزء من كردستان هي خارج الجزء الخاضع للنفوذ السوري وهو ما يهمنا في مسألة التهديدات التركية المستمرة ولذلك سنحاول النقاش في تلك النقاط المتعلقة بهذا الجزء الذي هو موضوع الجدال والتهديد التركي وإننا سنقف عند كل نقطة بشكل تسلسلي في مسعى منا للتوضيح والرد على تلك الإدعاءات التركية:
أولاً- بخصوص إن "القوات التركية على أهبة الاستعداد، وتنتظر أوامر رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان"، فكلنا نعلم بأن تلك القوات لا تجرؤ على التحرك ولو متراً واحداً داخل الأراضي السورية دون موافقة دولية وبالأخص الموافقة الأمريكية وبالتالي فإن كان هناك استعدادات فعلية للتحرك ستكون بموافقة وضوء أخضر أمريكي ولليوم تركيا لم تحصل وإلا كانت احتلت كل روجآفا وشمال شرق الفرات وذلك على غرار كارثة عفرين وبالتالي جعجعة آكار ليس إلا نوع من الدعاية الانتخابية لحزبه وفريقه السياسي.
ثانياً- أما قوله؛ "لن نسمح بتعريض أمن بلادنا للخطر بأي شكل من الأشكال ولا ينبغي أن يشك أحد في ذلك" فهو إدعاء باطل واقعاً وسياسةً حيث عملياً وواقعاً فإننا لم نرى تهديداً لأمن تركيا خلال كل هذه الفترة من عمر الإدارة الذاتية، بل على العكس كان وما زال التهديد دائماً من الجانب التركي على مناطق الإدارة الذاتية وحتى عفرين التي تم احتلالها من قبل تركيا مع المجاميع الإسلامية الراديكالية فهي لم تهدد يوماً الأمن التركي، بل كانت القوات الكردية من الحماية الشعبية والمرأة تحافظ على الهدوء وفي أكثر الأحيان كانت لا ترد على الانتهاكات والتجاوزات التركية المستمرة، لكن ومن خلال قوله؛ بأن بلاده "لن تتخلى عن سيادتها واستقلالها بأي شكل من الأشكال" فهو يشير إلى مشكلات داخلية تتعلق بأكبر جزء من كردستان تحتلها تركيا وبالتالي عليهم إيجاد حلول مناسبة لمشكلاتهم الداخلية وهي بالتأكيد لن تحل عن تصدير الأزمات الداخلية وذلك من خلال تفعيل حروب خارجية. وسياسياً فإن الإدارة الذاتية تطالب بقوات حماية دولية تكون بمثابة قوات مراقبة وحفظ السلام وتركيا هي التي ترفض، فمن يكون إذاً عامل تهديد للآخر ومن يطالب بالأمن والأمان والاستقرار للمنطقة إن كان آكار صادقاً؟!
ثالثاً- وبصدد مقولته؛ "لن نسمح بظهور أي ممر إرهابي جنوب بلادنا في شمال سوريا... لم نسمح على الإطلاق ولن نسمح بذلك أبدا" نرد ونقول بأن إدعائكم بخصوص الممر الإرهابي والذي تقصدون به سلطة الإدارة الذاتية هو إدعاء كاذب أساساً، كون القوات والإدارة التي تدير المنطقة ليست على لائحة الإرهاب كما تتحججون بتلك اللائحة في قضية حزب العمال الكردستاني، ثم إنكم أكثر دولة قدمت الدعم وما زالت للمنظمات الجهادية التكفيرية السلفية وهكذا يمكن القول وبالحجة الدامغة؛ إنكم من ترعون الإرهاب وكأمثلة نقدم لكم جماعتكم التي تعمل في عفرين وإدلب حيث ترتكب أفظع الجرائم والأعمال الإرهابية، بل تكفلتم من هم على لائحة الإرهاب؛ أي جماعة النصرة.. لا بل كنتم على جوار دولة داعش المزعومة كأي دولتان جارتان بينهما علاقات طيبة ولم تقوموا بتهديدها يوماً، فعن أي ممر أمني تتحدثون. كذلك وبخصوص قوله؛ أن "تركيا ليس لديها مطامع بأراضي البلدان المجاورة بل تحترم وحدتها، وفي مقدمتها سوريا والعراق" فهو كذب فاضح، كون أغلب القيادات التركية ومنها رئيس الجمهورية وفي أكثر من مناسبة أدعى؛ بأن من حق تركيا إعادة تفعيل "الميثاق الملي" والذي يطالب بولايتي حلب والموصل.
رابعاً وأخيراً- هو ما يتعلق بالجانب الأهم والجوهري في موضوعنا والذي يشكل لب كل هذه المسائل والقضايا التي وقفنا عليها مع خطاب "آكار" ليأتي أخيراً ويقف عليها بنفسه وهو يقول: أن تركيا "تستهدف الإرهابيين فقط، وليس أشقاءها الأكراد الذين يحاول البعض تحريضهم من خلال إشاعة الفتن والمكائد"، ويختم بالقول: "الأكراد أشقاؤنا، ونحن نعيش معهم ونتقاسم نفس المنطقة والخبز منذ آلاف السنين". طبعاً لا يخفى على كل متابع للملف الكردي عموماً وتحديداً واقع شمال كردستان، زيف ونفاق الوزير التركي حيث شعبنا وخلال كل مراحل التاريخ لم يكن شقيقاً البتة للشعب التركي على مستوى سياسات الحكومات المتعاقبة، بل كان دائماً التعامل معه بأحد وجهي سياسات الإقصاء والإلغاء؛ إما إنكاراً لوجوده ولوجود كردستان حيث ومنذ يومين قال رئيس الجمهورية -أي رئيسه- بأن "لا كردستان بتركيا ومن يريد كردستان فليذهب إلى العراق حيث هناك كردستان" فكيف كانوا ويكون لشعب ووطن تنكرون وجوده ب"أشقاء" لكم، أما الجانب الآخر من سياساتكم تجاه هؤلاء "الأشقاء" فكانت لغة النار والبارود في الغالب حيث تاريخ الدولة التركية وبالأخص الحديثة "الكمالية الطورانية" هو تاريخ دموي، تاريخ المجازر والحروب على شعوب المنطقة وبالأخص الكرد والأرمن، فعن أي "أشقاء .. وتقاسم نفس المنطقة والخبز" تتحدث أيها الوزير الحربي وبالتالي فمن منا هو الذي يريد تحريض الآخر و"إشاعة الفتن والمكائد"، طلبنا نحن الكرد بأن نكون شركاء في هذه الأوطان، أم سياسات حكوماتكم التي تقتلنا وتنفي وجودنا؟!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هورباك في بلاد الأتراك
-
سوريا القادمة والحلول والسيناريوهات المطروحة
-
تركيا وخيبة -المنطقة الأمنية-.
-
الكرد والمجازر الأرمنية الآشورية
-
تركيا.. إلى أين؟!
-
الولد المجنون قراءة في تصريح أردوغان!
-
ندائي الأخير لكل من المجلس الوطني والإدارة الذاتية
-
عفرين مجتمعاً وجغرافيا بين العمق التاريخي والصراع السياسي
-
نفاق وتباكي البعض على دماء أبناء شعبنا من قوات الحماية.
-
الأمازيغي بو يحيى يرد على كرم أحزابنا ب-عظمة-!!
-
إسرائيل والمصلحة الكردية في معاداتها!!
-
حزب العمال الكردستاني والتخلي عن كردستان والقضية الكردية!!
-
ملاحظات أولية للإدارة الذاتية مع العام الجديد
-
الوطن .. هل هو للهڤال أم المواطن؟!
-
النظام السوري حليف للمعارضة أم للإدارة الذاتية؟!
-
تركيا .. ومكتسباتها من احتلال عفرين.
-
سؤال وحوار بشأن أحزابنا وأدوارهم!!
-
لما الخطاب الإنهزامي مرفوض؟
-
اللوبي الكردستاني ضروراته وإمكانية تحقيقه واقعياً
-
كرد روجآفا بارزانيين أكثر من البارزاني!!
المزيد.....
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
-
مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري
...
-
مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال
...
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|