أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ونبؤة الرئيس














المزيد.....


لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ونبؤة الرئيس


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 18:04
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ونبؤة الرئيس
مظهر محمد صالح

تجلى الوجوم في صفحة وجه الرئيس الامريكي بنجامين فرانكلين في 1789 وهو على طاولة مكتبه عندما تناول قلمه بحركة حادة وراح يكتب على ورقة بيضاء ليفاجأ بأن قلمه ليس فيه نقطة حبر واحدة... ثم انتبه الى ان القلم لا يكتب . توقف الرئيس فرانكلين عند قلمه الساحر الذي بات لغزاً غير قابل للتفسير في تلك اللحظات ، وهو يحرك يداه حركة حائرة ليقول : إن في هذا العالم لا يوجد شيْ نعتقد انه مؤكد عدا شيئين هما : الموت والضرائب..!

انه من الصعب حقاً على رجل البلاد الاول ان يتذمر من الضرائب ، ولكن على الرغم من ذلك إستمرت الحكومات ومنذُ عهودِ بعيدة تفكر وبطريقة مبدعة في التحصيل النقدي للضرائب والرسوم . اذ يروي الكتاب المقدس انه عندما سافرت مريم العذراء (عليها السلام) مع يوسف الى بيت لحم كان هدفهما تسجيل ملكيتهما للضرورات الضريبية . ولم ينفك ملك انكلترا وليم الفاتح في مطلع العام 1086 في التحري عن التحصيل الضريبي ، عندما اجرى مسحاً ضريبياً لانكلترا في كتاب اسماه بيوم الحساب ! ذلك بغية معرفة من هم الخاضعون الى ضريبة حقاً. كما فُرضت ضريبة الدخل في مطلع القرن العاشر الميلادي على المواطنين الصينيين كافة . وظلت الضريبة وحتى اليوم المصدر الرئيس في النزاعات السياسية . فقد تعهد على سبيل المثال الرئيس جورج بوش الاب في حملته الانتخابية في العام 1988 قائلاً بالحرف الواحد : أقرأوا شفتي ..لا ضرائب جديدة !! وفجأةً انقلبت الاوضاع المالية على عكس ما تعهد به امام ناخبيه فتعاظمت الضرائب إبان حكمه مرات عديدة. وظل الناس يمتعضون ومنذ فجر التاريخ من اي استقطاع يطول تدفقاتهم النقدية او المادية عنوةً حتى وان كانت لاسباب وجيهه . ويلحظ ان محصلي الضرائب كانوا اشد قسوة مما هم عليه الان ، ما اضطر العمال والفلاحين في تلك الحقب التاريخية الى بيع زوجاتهم وبناتهم الى حواضن العبودية حينما تعذر دفع الضرائب المترتبة عليهم .

وعلى مر التاريخ ، لم يجدىِ التذمر الذي يظهره الساسة حول العبء الضريبي ، كما ان انتقادها لا يوفر حقاً ملزماً في خفض اعبائها كحق من الحقوق الانتخابية. ولكن انتقاد الضريبة على سبيل المثال كان حافزاً للناس في توقيع لائحة حقوق الانسان (المكناكارتا) في العام 1215 في انكلترا، كما شكل الانتقاد الضريبي واحدة من دوافع قيام الثورة الفرنسية وتحركات حزب الشاي في بوستن إبان الثورة الامريكية. وعلى الرغم من ذلك ، كانت الضريبة تفرض وعلى نحو قليل لا يتعدى 10% من الدخل السنوي في الغالب . كما تفرض وبشكل خاص عند اندلاع الحروب وهو امر لا يتكررسنوياً. ولكن نجد اليوم ان الضرائب تفرض سنوياً حتى وان كانت البلدان غير منغمسة بحرب. فالاتحاد السويسري ، الذي لا يعرف الحرب في تاريخه ، تصل الضرائب فيه على المشتغلين بنحو 30% من مدخولاتهم السنوية . لقد اخذ النظام الضريبي ، ومنذ منتصف القرن العشرين ، يمسك بدورين ثنائيين : اولهما ، تمويل المؤسسات التي تحمي المواطن كالجيش والشرطة والطواريْ والمحاكم وثانيهما ، إعادة توزيع الثروة من اولئك القادرين الى اولئك المحتاجين ضمن دولة الرفاهية الحديثة.

ختاماً ، عندما اقدم وليم بت الاصغر رئيس وزراء بريطانيا وللمرة الاولى في العام 1798 على اعتماد نظام لضريبة الدخل في انكلترا في خضم الحروب النابليونية ، كان قد أصر بأنه إجراءٌ وقتي لتسديد نفقات تلك الحروب مع فرنسا ، ولكن استمرت ضرائب الدخل دون توقف في انكلترا منذ ذلك العهد لكي يحقق رئيس وزراء بريطانيا نبوءة الرئيس الامريكي فرانكلين 1789 القائلة : بأنه لا يوجد شيْ مؤكد في هذا العالم عدا الضريبة او الموت!!.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحات من تاريخ العالم الاقتصادي . الجزء الاول/اوروبا والشرق
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة ! / الجزء الثاني
- حرب الخليج : اللعبة ذات المجموعة السالبة!/الجزء الاول
- الفضة..عظام الآلهة الفرعونية!
- الهيدونية والريعية الاقتصادية
- الماس بين الاطيان
- قانون باركنسون ... جد أم هزل!
- المدفع الملكي الصامت
- فيليب هوفمان....الساعة ٢٥
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم . الجزء الث ...
- السياسة النقدية الامريكية: صراع الصقور و الحمائم
- قصر النهاية
- المكارثية واليسار الأقتصادي الامريكي
- تراكم رأس المال المالي :أثرياء بلا حدود
- الشخصية الاكثر تأثيراً في التاريخ الرأسمالي الحديث..!
- دواخل سوق العمل وخوارجها..!
- دروس في الأزمة المالية الدولية:قاعدة فولكر
- فقراء اميركا على مقياس أورجنسكي
- الكفاءة والمساواة الاقتصادية..؟
- السياحة المعولمة السالبة


المزيد.....




- عائلات بلا معيل.. السوريات في مواجهة آثار الحرب
- اختلاف مسارات البنوك المركزية: الولايات المتحدة ثابتة وأوروب ...
- الجزائر وموريتانيا توقعان على مذكرة تفاهم لاستكشاف وإنتاج ال ...
- أسهم أوروبا عند ذروة قياسية بعد خفض الفائدة
- رابطة الكُتاب الأردنيين في -يوبيلها- الذهبي.. ذاكرة موشومة ب ...
- الليرة السورية تسجل 9900 أمام الدولار في السوق الموازية للمر ...
- 20 مليار دولار صادرات تركيا إلى أفريقيا العام الماضي
- سعر جرام الذهب عيار 21 سعر الذهب اليوم في محلات الصاغة
- تقارير أمريكية: الولايات المتحدة تتقهقر اقتصاديا أمام -بريكس ...
- رئيس البرازيل: سنرد بالمثل إذا فرض ترامب رسوما جمركية


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مظهر محمد صالح - لمحات من التاريخ الاقتصادي للعالم . الجزء الثاني /الضريبة ونبؤة الرئيس