|
هل يتحقق الانجازالعلمى فى مجتمع تحكمه الخرافة؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 6162 - 2019 / 3 / 3 - 13:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل يتحقق الإنجازالعلمى فى مجتمع تحكمه الخرافة؟ طلعت رضوان لايتوقف علماء الطبيعة وتطبيقاتها التكنولوحية عن أبحاثهم لصالح البشر..مع ملاحظة أنهم يستهدفون الإنسان (فى أى مكان..ولايـُـفكــرون فى جنسيته أوديانته) وهذا هوما جرى عليه تاريخ الاكتشافات العلمية، فالعلماء الذين توصلوا إلى أمصال شلل الأطفال، أوالجدرى..إلخ..والتوصل إلى البنسلين..والتطورفى علاج السرطان وأمراض القلب..إلخ، لم يـطرحوا على أنفسهم سؤال: من سيستفيد من هذه الأبحاث؟ ومن بين الإنجازات الأخيرة التى سيستفيد منها فاقدى البصرالتجارب، التى أجراها علماء صينيون وأمريكيون، بجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية..ونجحتْ فى امكان الرؤية فى الظلام, بعد عشرة أسابيع من حقن فئران التجارب، بمجسمات (نانو) متناهية الصغرفى عيونها، لتعمل كمستقبلات للضوء للأشعة تحت الحمراء. وعندما يصل الضوء لشبكة العين، فإنها تلتقط أطول موجات الأشعة..وتنبعث أقصر موجات ضمن النطاق المرئى..وتمتص القرنية أقصرالموجات..وتــُـرسل إشارة إلى الدماغ..وقال (د. تيان شيو) العالم الصينى أنّ هذه التجربة ستشمل التطبيقات العسكرية..وتشمل الذين يعانون من (عمى الألوان) والذين لايستطيعون تمييزاللون الأحمر..وسوف تــُـمكن البشرمن تخطى قدرات الإبصارالطبيعية (موقع سكاى نيوز1مارس 2019ومواقع أخرى) هذا الإنجازالعلمى فى مجال الطب واحد من عشرات الإنجازات السابقة..وأعتقد أنها ستستمرفى المستقبل..كما أخبرتنا تجارب الماضى. وعلى سبيل المثال ذكرد.فؤاد زكريا فى كتابه (التفكيرالعلمى) الصادرعن سلسلة عالم المعرفة الكويتية..الذى نفدتْ طبعته الأولى والثانية فصدرتْ طبعة ثالثة عام 88. فى هذا الكتاب ذكرأنّ التراكمية التى يتسم بها العلم هى التى تــُـقـدّم لنا مفتاحًا للرد على انتقاد العلم..وهوانتقاد يستغل تطورالعلم فيُـتهم العلم بالنقصان. فمن الشائع أنْ يحمل أصحاب العقلية الرجعية على العلم لأنه مُـتغير..وأنّ حقائقه محدودة، فإذا قلتَ أنّ العلم مُـتغير، فهذه حقيقة..وإذا اعتبرتَ هذا التغيرعلامة نقص فإنك تـُخطىء، إذْ تفترض أنّ العلم لابد أنْ يكون ثابتــًـا..مع أنّ ثبات العلم لايعنى إلاّنهايته..ومن ثـمّ فإنّ الثبات فى هذا المجال هوالذى ينبغى أنْ يُعد علامة نقص..وفى تأكيده على دورالعقل، طلب من أعداء العلم النظرفى المعرفة البشرية منذ 500 سنة بما هى عليه الآن، حيث أجرى بعض العلماء مقارنة بين الفترات الزمنية التى كان يستغرقها الوصول من الكشف العلمى النظرى إلى التطبيق، فتبيـّـن مايلى: احتاج الإنسان إلى 112سنة لتطبيق المبدأ النظرى للتصويرالفوتوغرافى. و56 سنة لاختراع التليفون و35سنة للإتصال اللاسلكى و15سنة للرادارو12سنة للتليفزيون و5 سنوات للترانزستوروسنتيْن للدوائرالمتكاملة.. وترتب على ذلك أنْ اخترع الإنسان العقل الاكترونى الذى يعود فيساعد العقل البشرى لإحرازالمزيد من التقدم..وهذا التقدم الجديد يؤدى لتطويرالعقول الالكترونية..وهكذا تستمرمسيرة التقدم..وردّ على الذين زعموا أنّ العرب فى العصورالوسطى سبقوا أينشتين فى نظرية النسبية. فأكدّ أنه زعم واضح البطلان ((لأنّ ظهورنظرية كهذه يحتاج إلى تطورمعين فى العلم..ولايمكن تفسيره إلاّفى ضوء عصرمعين فى حين كان العصرالذى ظهرفيه العلم العربى مختلفـًا كل الاختلاف)) 000 والسؤال الذى يفرض نفسه هو: هل يتحقق أى إنجازعلمى فى مجتمع تسود فيه الخرافة؟ كان من رأى د.فؤاد زكريا إنّ انتشارالخرافة بين العرب والمسلمين، تعبيرعن جمود المجتمع وتوقفه عند أوضاع قديمة..ومقاومته للتطورالسريع المحيط به من كل جانب..والفرق واضح بين هذا الأسلوب فى الفكرالخرافى..وبين أسلوب المجتمعات الأوروبية التى مرّتْ بتجربة التفكيرالعقلى حتى أعلى مراتبها. أى أنّ الفرق واضح بين الفكرالخرافى حين يكون تعبيرًا عن جمود متأصل..وتحجرعلى أوضاع ظلتْ سائدة طوال آلاف السنين، دون التوقف عن ممارستها أوحتى مراجعتها..كما أشارد.زكريا إلى أنّ الكــُـتاب العرب والمصريين لازالوا يـُـردّدون نفس الحـُـجج التى يقول بها أنصارالتفكيراللاعلمى فى الغرب، فى محاولة من هؤلاء الكتاب (العرب والمصريين) لكى تظل عقول العرب والمسلمين مُـغلقة..وبالتالى لايرون التطورالمذهل لذى أحدثه العلم فى العصرالحديث. وقد حاولتْ الكنائس الأوروبية فى العصورالوسطى أنْ تسلك الطريق المحفوف بالخطر(أى معاداة العلم ومعاداة العقل والترويج للخرافة) ولكن بعد نضال العلماء والمفكرين عبـْـرأربعة قرون على الأقل، انتصرالعلم وانتصرالعقل..والدليل هوانصراف جماهيرالشعوب الأوروبية عن العقائد الدينية..وبأعداد كبيرة..مع مراعاة الصراع المريرالذى داربين العلماء والمفكرين، وبين الكنائس فى العصورالوسطى..حيث ارتكبتْ الكنائس العديد من الأخطاء وهى تــُـهاجم العلم والعلماء، بحجة أنّ العلم يتعارض مع النصوص الدينية..كما حدث فى قضية (دوران الأرض) و(ارتفاع السماوات) ووصل اضطهاد العلماء لدرجة الايذاء المعنوى والمادى حيث وقائع النفى أوالحبس أوالتعذيب أوالحرق..كما حدث مع حالة العالم والمفكرالكبير(جوردانو برونو) الذى أحرقه القساوسة (الأتقياء) مع مطلع عام 1600فى روما لأنه كان يؤكد صحة نظرية كوبرنيكوس وجاليلوعن دوران الأرض حول الشمس..ودفاعه عن الحضارة المصرية، وأنّ سلام البشرية من الممكن أنْ يسود لوعمـّـتْ الديانة المصرية القديمة جميع أرجاء العالم، حيث أنها تأسّـستْ على (التعددية) ونبذتْ (الأحادية) ولكن بعد هذا الصراع والنضال الذى خاضه العلماء والفلاسفة الأوروبيون..خضعتْ الكنائس فى نهاية الأمرللتطورالطبيعى، سواء فى العلوم الطبيعية أوفى حياة البشر..وسلوكهم اليومى فى حياتهم الشخصية. فاضطرتْ الكنائس إلى التراجع عن مواقعها واحدًا تلوالآخر، حتى أصبحتْ اليوم تدافع عن كثيرمن الأمورالتى كان القول بها فيما مضى كافيـًـا لاضطهاد صاحبها على يد الكنيسة ذاتها..ولكن اليوم– بعد تراجعها فى الكثيرمن الأمور- خسرتْ الكنائس الكثيرمن مواقعها وأخذ تأثيرها على الأجيال الجديدة يتضاءل باستمرار. الكارثة أنه بينما تخلــّـصتْ أوروبا من الميتافيزيقا وما تــُـحدثه من أثرفى انتاج الخرافات، فإنّ العرب والمسلمين ما زالتْ عقولهم مُـتوقفة عند العصورالوسطى، ولاترغب فى الانتقال إلى العصرالحديث..وكأنّ ما رسخ فى عقولهم مثل الاسمنت الذى يدخل بين قوالب الطوب، ولذلك يبدوأنّ الأمل فى نهضة علمية وفكرية، أشبه بالسراب أونوع من خداع النفس كما يحلو للكثيرين فى الثقافة السائدة (العربية والمصرية) بالترويج لهذا الخداع. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العداء العربى/ العربى ومرض (وهم العروبة)
-
الفلسفة والعداء للمعرفة
-
رامى مالك والأوسكار وتزويرالانتماء الوطنى
-
الوباء المُهدد لتقدم الشعوب
-
الشعب الجزائرى ينتفض ضد تأبيد الحكم
-
الصراع بين اللغات القومية واللغة العربية
-
الحضارة المصرية مازالت تبهرالمتحضرين
-
الصحافة الإسرائيلية : هل تتمتع بالحرية
-
أيهما يحقق العدالة الاجتماعية: النظام البرلمانى أم الرئاسى؟
-
حماية الدستور بين الشعب والجيش
-
تحذيرالمثقفين المصريين من الخطرالصهيونى
-
دلالة الاعتداء على رئيس مجلس الدولة
-
ماكرون يذكرأردوغان بالمذابح ضد الأرمن
-
قراءة فى بعض كتب العقاد
-
آثارالتعصب الدينى والمذهبى
-
إلى متى يستمرمخطط القضاء على الشعغب اليمنى؟
-
أليس سيد درويش الامتداد الطبيعى لثورة برمهات/مارس1919؟
-
دار الإفتاء ومياه المجارى
-
هل سيقضى الفلسطينيون على قضيتهم؟
-
الجامعة العربية بين الواقع والوهم
المزيد.....
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
-
قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى
...
-
المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو
...
-
استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
-
مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة
-
مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا
...
-
غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
-
أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين
...
-
أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|