أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امال قرامي - حقوق النساء في المركز ولكن إلى حين














المزيد.....

حقوق النساء في المركز ولكن إلى حين


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6160 - 2019 / 3 / 1 - 16:28
المحور: المجتمع المدني
    


منذ مدّة حول حقّ التونسيّة في الترشّح لمنصب الرئاسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. والجامع بين كلّ هذه المطالب التي تتبنّاها بعض مكوّنات المجتمع التونسيّ هو الرغبة في ترسيخ حزمة من الحقوق السياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة المتشابكة. بيد أنّ الجدل المحتدم في فضاءات مختلفة حول حقوق الإنسان للنساء يفضح وسيفضح حجم الصور النمطيّة المترسّخة في المتخيّل الجمعيّ وكلّ التمثلات السائدة بخصوص الأنوثة/الذكورة، وسيشير في الآن ذاته إلى الفجوات: الفجوة الجندريّة على مستوى نسبة حضور النساء في مواقع صنع القرار مقارنة بالحضور الذكوريّ.

ففي بلد يفتخر القوم بأنّه طلائعيّ على مستوى التشريعات الخاصّة بحقوق النساء والمكتسبات التي تحصّلت عليها لا يزال حضور النساء في الحكومة مخجلا، يكفي أن نشاهد المجلس الوزاري لنتبيّن الفارق بين الجهود المبذولة من أجل تشريك النساء في الشأن السياسيّ وتمثيليتهنّ المحدودة والحال أنّ سلطة القرار في لبنان كانت أكثر جرأة عندما منحت وزارة سياديّة لامرأة فكانت أوّل مرّة تتولّى فيها سيّدة رئاسة وزارة الداخليّة وهنا جاز الحديث عن الفجوة بين الإرادة السياسيّة اللبنانية وبقيّة الإرادات السياسيّة في العالم العربيّ.

وتلوح الفجوة أيضا بين التشريعات والممارسات والخطابات. فبالرغم من سنّ قانون لتجريم العنف المسلّط على الفتيات والنساء لانزال نعاين مظاهر العنف المتعدّدة داخل قبّة مجلس الشعب وخارجه وعلى صفحات الفايسبوك يكفي أن نتابع التعليقات بخصوص نشاط «عبير موسي»، بقطع النظر عن مستوى أدائها، حتّى نتبيّن بنية العنف المتأصّلة في العلاقات التفاعلية بين شرائح كبرى من التونسيين، ونتوقّع أنّ الحملات الانتخابية لمختلف المترشحات ستكون مجالا لتعداد حجم منسوب العنف تجاه النساء اللواتي يعتبرن أنّ العمل بالشأن السياسيّ لا يمكن أن يكون امتيازا ذكوريّا.

تبدو الفجوة كذلك في مستوى حضور النساء في كافة المجالات وقدرتهنّ على الفعل في الواقع وما تقدّمه أغلب وسائل الإعلام من برامج ذات توّجه ذكوريّ صرف. ففي منابر الحوار السياسيّ قلّما تشارك النساء وكأنّهنّ لا يملكنّ رأيا وتجربة، بل إنّ بعض وسائل الإعلام ترى أنّ حضور المرأة في برامج التسليّة هو المكان «الطبيعي» لممارسة الإغراء والفتنة ولبيان «الخواء» المعرفيّ...

ومادمنا نتعامل مع النساء باعتبارهنّ نصف مواطنات كتب عليهنّ الاستماع والفرجة والاستهلاك فإنّنا لانزال بصدد تكريس فكرة مفادها أنّ المرأة «دخيلة» على السياسة وغير مرحّب بها في عالم كان الرجال هم من يحدّدون المعايير والقيم والتصوّرات المتحكّمة فيه. وليست الفجوة بين الخطاب السياسيّ العامّ لبعض القيادات والسياسات المتبعة والممارسات إلاّ علامة على استشراء هذه الازدواجية وقوّة المقاومة. يكفي أن نتأمّل في طريقة التعامل مع النساء داخل الاتّحاد ، يكفي أن نتذكّر أنّ المفاوضات الأخيرة مع وزارة التربية بالرغم من تأنيث القطاع، لم تشهد حضور أيّة امرأة نقابيّة، يكفي أن نلاحظ أنّ المعبّرين عن سياسات الجبهة الشعبيّة في مختلف وسائل الإعلام هم رجال.. يكفي أن ندقّق النظر من حولنا في تركيبة لجان مناقشات الأطاريح، والمجالس العلميّة ، وفي تدبير بعض الندوات لندرك أنّ الرهان الأكبر يتجاوز تغيير التشريعات إلى إصلاح شامل لمناهج التربية والتعليم والثقافة والإعلام وغيرها..

إنّها بنية ذهنيّة متكلسة تقوم على تمثلات اجتماعيّة ودينيّة «صلبة» منها أنّ الأصل هو الذكورة وأنّ الأنوثة فرع، ومنها أنّ المرأة خلقت من ضلع أعوج، وهي «لن تفلح» في إثبات ذاتها مهما فعلت لأنّها آثمة وربيبة الشيطان ولا تتقن إلاّ الفتنة، ومنها أنّ المرأة ضعيفة لا تقوى على العمل المكثّف داخل الهياكل الحزبيّة، ومنها أنّ النساء لا يمكن أن يتآزرنّ بل هنّ تابعات للقرار الذكوريّ... لايزال أمامنا الكثير حتى نغيّر الواقع والعقليات ونرسي معاملات أكثر إنسانية وممارسة أخلاقية تتلاءم مع ثقافة المواطنة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواصفات الجديدة للمترشّحين
- في الاستقطاب الأسري: ما العمل حين يكون الأب مجنّدا للأبناء؟
- ضحايا صناعة التطرّف: ما بين «مدرسة الرقاب» وسجون بلدان النزا ...
- جيل التحوّل الديمقراطي
- التونسيّون تحت المجهر
- مدرسة العنف ...
- في الحق في عدم الصوم....«موش بالسيف» ...
- قراءة في الحملات الانتخابية البلدية
- في الأداء السياسي
- 8 مارس بطعم نضالي: بنات الحداد أم بنات بورقيبة؟
- وقفة تأمّل ...
- في محاسن التجربة السجنية وفضائلها .
- تحولات فى صلب النهضة
- تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية
- الإرهاب فى بعده المغاربى
- الجمعة الأسود
- أزمة إدارة الشأن الدينى
- فى علاقة الدين بالقانون
- احذروا غضب المواطنات
- فى الدعوة إلى المراجعات


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امال قرامي - حقوق النساء في المركز ولكن إلى حين