دق ناقوس الخطر من اجل فك الحصار على الشعب الفلسطيني من خلال قصص الكاتبة الفلسطينية سما حسن والتي عنونتها بيوميات امرأة محاصرة .

حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 22:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

ما من شك في كون واقع الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني قد أثر على السارد
ضمن قصص الكاتبة الفلسطينية سما , حسن والتي عنونتها بيوميات امرأة محاصرة .
من هذا المنطلق نجد أن جميع الشخصيات الواردة ضمن كل النصوص القصصية اتحدت بخصوص رفض واقع الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني ,إذا كان الأمر كذلك بخصوص موقف الرفض هذا وكيفية تصريفه فان كيفية التعاطي مع سياسات الكيان الصهيوني أيضا تختلف من شخصية لأخرى ,ذلك أن الشخصيات تختلف في كيفية مواجهة القمع الهمجي المسلط عليها ,والحصار المفروض عليها .
ومن اجل ذلك يبرز موقف المرأة في النص القصصي الأول حيث تتوق إلى التحرر من كل القيود التي تقيد حريتها ,ذلك انه على الرغم من فرض كل القيود التي تكبل حريتها ,على الرغم من ذلك فإنها تمكنت من التسلح بوعي مكنها من معرفة واقعها معرفة دقيقة مما كان سببا في اندفاعها للنضال ضد كل الأغلال التي تمنعها من ممارسة حريتها .
من هذا المنطلق يظهر موقف الرفض لمجموعة من المواقف التي تمررها شخصيات أخرى داخل هذه النصوص ,والتي لا تخدم في نهاية المطاف إلا واقع العلاقات السائدة بفلسطين ,والتي كانت نتاج السياسات الاستعمارية ,أي نتاج استعمار فلسطين من قبل الصهيونية ,ولا تخدم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية .
إن الوعي بالعديد من التناقضات التي يفرزها الواقع اليومي الفلسطيني لكفيل بدفع المرأة الفلسطينية إلى التشبث بموقف الرفض للعلاقات السائدة التي أنتجتها وترعاها الصهيونية ,والتي يكرسها مجتمع ذكوري ,وهيمنة ذكورية .
ومن المفروض أن يتصلب هذا الموقف في إطار تتبعنا لأحداث القصص المتتالية ,غير انه مع كامل الأسف وجدنا نوعا من التذبذب فيما يتعلق بطبيعة المواقف الصادرة عن المرأة بخصوص قصص أخرى ,ذلك انه أبدت نوعا من الانبطاح والخضوع للكيان الصهيوني ,ويتجلى ذلك في عدم رفض قرارات جنود الاحتلال ببعض الممرات بمنع المرأة من المرور من منطقة إلى منطقة أخرى إلا بعد صدور قرارات تسمح لها بذلك , وما يترتب عن ذلك من احتجازها لساعات طوال بمجموعة من الحواجز .
وكما أن السارد يود انتباهنا إلى واقع المقاومة التي تتسم أحيانا بالتراجع لاعتبارات سياسية منها عدم توحيد موقفها لمواجهة الاحتلال والتصدي بكل ما يلزم من قوة للقمع الصهيوني المفروض على الشعب الفلسطيني المقاوم .
ومن ثم نستشف أن السارد ينبهنا إلى إلى هذه الخطورة التي تمكن الصهاينة من الاستمرار في ممارسة هذه السادية حيال الشعب الفلسطيني .
من هذا المنطلق يتضح النضج الذي عالج به السارد موقف عدم توحيد المقاومة الفلسطينية ,ونتائج ذلك ,هذه الاخيره التي تبدو واضحة من خلال مجموعة من الوقائع ,كما تبدو على مستوى الشارع السياسي الفلسطيني ,والتي تنعكس سلبا على مستوى السيرورة التاريخية لواقع الحريات العامة بفلسطين ,كما يتجلى ذلك على المستوى الاقتصادي ,الاجتماعي ,والثقافي للشعب الفلسطيني .
هكذا يتجلى البون الشاسع بين المواقف المتخذة من طرف مختلف الشخصيات التي مكنها السارد من التعاطي مع الواقع اليومي بأشكال مختلفة .
ومهما يكن من أمر فان السارد تمكن من خلال جملة من الأحداث من فضح واقع احتلال الشعب الفلسطيني ,وما ترتب عن ذلك من معاناة يعيشها هذا الشعب ,ويظهر ذلك بشكل مباشر أحيانا ,كما يظهر بشكل غير مباشر أحيانا أخرى مبرزا من خلال مجموعة من المواقف الحصار المضروب على الشعب الفلسطيني جراء سياسات الاحتلال التي تمارسها الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني المقاوم , كما يدعو على السنة مجموعة من الشخصيات إلى المزيد من الصمود لتحقيق المساواة في مجتمع عربي يناضل من اجل التحرر .

#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات