أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبحي عبد العليم صبحي - بلاد اضيق من الحلم














المزيد.....

بلاد اضيق من الحلم


صبحي عبد العليم صبحي
باحث بالفكر الإسلامي المعاصر

(Sobhee Abdelalem)


الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 18:07
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


إن وطنا نحلم فيه بالحياة لا يمكن أن يكون إلا مقبرة ، فلا توجد ترجمة حقيقية لبلد يعاني فيها ما يعانيه المصري في ما يسمي بوطنه سوي كلمة " مقبرة " . بلد اضيق من الحلم يموت الحلم فيها سجينا يحاول عابثا أن يبحث عن هواء نظيف حتي لا يموت مختنقا ، هذه هي بلادنا ، مقبرة الاحلام ، كم من الاحلام قتلت ويصرخ الحالم جوارها يحارب مدافعا عنها ، حتي تضطره بلاده أن يعيش منتظرا لأن يعيش . أشخاص كل احلامهم كسرة خبز . اختيار انواع الطعام رفاهية لم يعرفوها اعتادوا دوما ان يأكلوا ما يقدم اليهم حامدين شاكرين ، حتي اصبح التمرد علي بعض أنواع الطعام أو اختيار لون الملابس محرما بمثابة جريمة ، يستغفرون ربهم اذا تذمروا يوما من حياة لا تشبه ابدا الحياة . لم يملكوا يوما شيئا سوي أحلامهم ، كل يوم يذهب أطفال الفقراء صباحا حفاة الي مدارسهم كي يتعلموا ، محاولين قتل الفقر ، والخروج عنه لقسوته . مجمل دخل اهالي هؤلاء الاطفال يدفعونه كي يتعلم أولادهم ، متمنين ان لا يكونوا مثلهم . أن لا يكونوا فقراء ، ولا يجدوا سوي العلم سبيلا للخروج عن هذا الفقر .
تري ما هي جريمتهم حتي يموتوا محروقين مذعورين؟؟! . اكانت جريمتهم انهم حلموا يوما بالحياة ؟؟! فلم يكن لهم عقاب اقل قسوة من أن يموتوا محروقين ، هاربين بحثا عن نجاة حدها خيالهم ، فلا نجاة الا في خيالهم ، ولكن غريزة البقاء تجعلهم دوما يفرون إلي أي طريق ظنا منهم أنه طريق النجاة .
لا يمكن ان نقول ان جريمة كهذه هي جريمة بلد باكملها ، فاليوم علي التلفاز ظهر أحد المشايخ المحبين للسلام الرائعين علي المستوي الخلقي ، يلبس زيا رخيصا لا يتعدي الثلاثة الاف جنيه ، أمام كاميرا لا نعرف سعرها بالتحديد ولكن نعرف أننا ظللنا قرابة عام ندخر ثمن التلفاز الذي نراه فيه ، جلس في المكيف الهوائي حزينا للغاية يدعي للموتي ، ويأمرنا بان نتعظ ، فالحياة قصيرة أفلم نري باعيننا اشخاص يموتون وهم ذاهبين الي حربهم اليومية علي كسرة الخبز؟! ، وشباب تخلي عن أحلامه سعيا وراء سد جوعه ، يموت حرقا ليس لشيء الا لأنه مصري ، فيجب ان نزهد في الحياة ونسعي نحو الموت ، ولكن نحن وقحين للغاية ، فنحن نريد كما قال محمود درويش ان نحيا قليلا ، لا لشيء الا لنحترم القيامة بعد الموت ، نريد أن نحيا ، حتي يمكننا ان نزعم بإمتلاك شيء نزهد فيه . لا نحلم بزي كزيك مولانا حاشا لله ، ولكنا نحلم باي زي ، لا نحلم بركوب سيارة كسيارتك ، بل نرجوك الا تدهسنا بها ، طمعا في كرمك . ونقدر كثيرا إستياء المذيعين وألمهم علي الضحايا المقتولين ، ولكنا نرجوهم طمعا في كرمهم ووطنيتهم أن يصفوا لنا الحياة ، ان يخبرونا كيف نحيا ، فقد ضاقت بنا السبل ، نخرج كل يوم جاهدين نحاول ان نبحث عن كسرة خبز زائدة عن حاجتكم ، أو قطعة لحم لا تروق الي مذاقكم ، لنقيم حفلا بها ، لننظف الطرق للقاضاة حتي يحكموا يوما علينا بمذاق الحياة . نمسح سيرات الوزراء حتي تظهر بلادنا نظيفة ، علي اكتافنا علي جثثنا ، المهم ان تكون بلادنا نظيقة !!. المهم ان تكون اجهزة الصوت جيدة للغاية حتي نتمكن من سماعكم وانتم تتألمون لنا اشد من ألمكم علي قطة ربيتموها يوما ، أو كلبا تودد الي أريكتكم . وانتم تتحدثون عن فقرنا ، عن حياتنا عن تجارتكم باحلامنا ، للحديث عن موتانا كسبق اعلامي .
نحن لا نتوقح الي ذلك الحد الذي نطلب فيه المحاسبة والمسألة ، لا نتوقح ونطلب المسواة ، ونعتذر عن اننا طلبنا يوما الحياة ، ولكنا نرجوكم ان تختاروا طريقة اكثر رأفة من أن نموت محروقين بنيران منتجات صنعنها بايدينا لتخدمكم .



#صبحي_عبد_العليم_صبحي (هاشتاغ)       Sobhee_Abdelalem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة
- الحب معني الوجود
- اللغة العربية والعلوم المعاصرة


المزيد.....




- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
- فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد ...
- السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل ...
- هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
- تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم ...
- العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
- الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم ...
- المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبحي عبد العليم صبحي - بلاد اضيق من الحلم