|
المسار- العدد (25) – كانون ثاني /يناير 2019
الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
(The Syrian Communist Party-polit Bureau)
الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 10:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العدد25- شباطفبراير2019 ------------------------------------------------------------------------- 1. الوضع السوري
(نص من البرنامج السياسي للحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسيتموز2017) كان انفجار الأزمة السورية، بدءأً من درعا 18اْذار 2011 ،تعبيراً عن انفجار البنية السياسيّة-الاقتصاديّة-الاجتماعيّة-الثقافيّة لسوريّا ما بعد 8 آذار 1963: ساهمت "رياح الربيع العربي" في إشعال عود الثقاب الّذي حصل في حوران في يوم الجمعة ذاك ،وقد كان هناك حطب سوري جاف كثير جاهزاً للاشتعال. لم يكن هناك من مؤامرة خارجية بل بنية داخليّة انفجرت ذاتياً، وعملياً كان مستغلّوا الأزمة السورية كلّهم من المتقاربين مع النظام السوري في فترة 2004-2010: تركيا 2004، قطر 2006، فرنسا 2007، السعودية 2009، الولايات المتحدة 2009. من الضروري هنا البحث عن البذور الأولى لهذه الأزمة، هل كانت في 17نيسان 1946، أم في 22شباط 1958[الوحدة السورية المصرية] ،أم في 8 آذار 1963 عندما بدأت سيطرة حزب البعث على السّلطة في سوريا، أم في 16تشرين ثاني1970؟ نحن نقول: بمصطلح الأزمة السوريَّة من خلال واقع سوري حصل منذ يوم18آذار2011 أنتج استعصاءاً توازنيّاً، لم تستطع فيه السّلطة التغلّب على المعارضة، ولا المعارضة التغلّب على السّلطة، ولم يستطيعا إنتاج تسوية ثنائية بينهما، وهذا ما ولّد أزمة سورية عامة هي الأكبر منذ يوم الجلاء الفرنسي عام 1946، وقد استغلَّ الخارج الإقليمي هذه الأزمة السورية، ثمَّ الخارج الدولي منذ عام 2012 ، لكي تتحوّل الأزمة السورية إلى أزمة دوليّة-إقليميّة-محليّة. نحن لا نقول: أنَّه كانت هناك ثورة، بل كان هناك حراكاً اجتماعياً معارضاً واسعاً، ولكنّه لم يمثّل أغلبية مجتمعيّة، وإذا أردنا الدقّة، فقد كان هناك ثلاث أثلاث متساوية في الموالاة والمعارضة والتردد، وهذا وضع مستمر حتًّى بعد أكثر من ست سنوات من الأزمة السورية، وبالتأكيد هذا التوازن الّذي أنتج ذلك الاستعصاء، هو الّذي منع أن يحصل في دمشق عام 2011 ما حصل في القاهرة مع حسني مبارك في يوم 11 فبراير من ذلك العام، ثمَّ منع التوازن الإقليمي والدولي ذلك فيما بعد. من هذا المنطلق ما كان ممكناً سقوط النّظام السوري، لا عبر آليات داخليّة ولا إقليميّة ولا دوليّة. ومن هذا المنطلق يأتي منطق التسوية الّذي ننادي به، والّذي يجب أنْ يكون بحكم طبيعة الأزمة السورية المركَّبة في طوابق ثلاث: دوليّة وإقليميّة ومحليّة، لكي تكون التسوية ذات طابع دولي - إقليمي - محلي، وإلاَّ لن يكتب لها الاستمرار، والمؤشرات كلّها تدلّ على أنَّ بيان جنيف 8 1 لعام 2012 والقرار الدولي 2254 لعام 2015 سيكونان عماد هذه التسوية. من الواضح عبر مسار الأزمة السوريّة ومآلاتها، أنَّه قد أصبح هناك هيمنة للخارج الدولي، والإقليمي على الداخل السوري، وتحكّماً بمسارات الأزمة ومفاتيح الحل، وأنَّ هناك هيمنة للخارج على الداخل السوري، وأنَّ هذا سيحدِّد الكثير من مسارات الأزمة السورية مستقبلاً، ومسار التسوية السورية والوضع السوري ما بعد التسوية. هذا يعني أنَّ التوازنات المحليّة ليست هي المقررة في التسوية السورية، وهناك مؤشّرات من أكثر من ستة سنوات من الأزمة، على أنَّ العامل الدولي، أي واشنطن وموسكو، هو الأقوى في تقرير مسارات الأزمة السوريّة من العامل الإقليمي، الّذي كانت أنقرة والرياض وطهران وإلى حد" ما" الدوحة هي عناصر الفعل فيه. يبدو في هذا الصدد أنَّ عناصر التوافق الأمريكي الروسي ليست متوافرة في جنيف 4 وأيضا لم تكن متوفّرة في جنيف 3 وأيضا في جنيف2. في جنيف3 كان الإقليمي قادراً على العرقلة، ولكنّه لا يملك من دون الدولي القدرة على تنجيح المفاوضات، ولكنه يستطيع عرقلتها. من المحتمل في ظلِّ هذه اللوحة أن يكون جنيف4 مثل جنيف3 من حيث مآلات الفشل، وخاصة من خلال تداخل الموضوع الأوكراني مع الموضوع السوري في الصفقة الأمريكية الروسية التي يبدو أنَّ عناصرها لم تكتمل بعد. على الأرجح أنَّ الأزمة السورية ستطول ولن يكون هناك حل قريب في المدى المنظور. أظهرت الأزمة السورية ظواهر عديدة :بنية سورية متماسكة اجتماعياً أكثر من دول جوار مرت بانفجارات عديدة سابقة: لبنان1975-1990،عراق2003-2016،تركية1984-2016،حيث وقعت هذه الدول في تفتُّت اجتماعي طائفي(لبنان)وطائفي – اثني(العراق بين السنة والشيعة وبين العرب والأكراد)واثني(تركية بين الترك والأكراد منذ تمرّد حزب العمال الكردستاني المسلح بيوم15آب1984)،فيما سوريا لم تظهر انقساماً اجتماعياً على أكثر من تخوم :موالاة –معارضة –تردد، وكانت هذه التخوم الثلاثة عابرة للطوائف والأديان وإنْ كان غالبية كاسحة من الطوائف الإسلامية غير السنيَّة مع السلطة وكذلك عند المسيحيين، فيما يلاحظ أنَّ هناك انقساماً واضحاً منذ بداية الأزمة وعلى أسس اقتصادية-اجتماعية-ثقافية-سياسية، بين السنَّة العرب السوريين يجعلهم يصطفون في مواقع مختلفة في (الموالاة)و(المعارضة)و(التردد). كان الأكراد السوريين في موقع وسطي بين الموالاة والمعارضة بكل أحزابهم وفي الجسم الاجتماعي، وكانوا أقرب إلى استغلال ضعف السلطة في الشمال الشرقي وفي الشمال من أجل تنفيذ مشاريع خاصة جغرافية – سياسية أخذت شكل (الإدارة الذاتية) عام2014و(الفيدرالية)عام2016.كان انقسام السنَّة العرب السوريين على أسس اقتصادية- اجتماعية- ثقافية-سياسية وانقسامهم في التخوم الثلاثة وبينها: موالاة-معارضة-تردد،وعدم تصرفهم كطائفة وهو ما تكرَّر أيضاً في أحداث1979-1982،هو الذي منع انجرار سوريا إلى الحرب الأهليَّة وإلى اقتصار الصراع السوري في حدود سلطة-معارضة، وإلى عدم انتصار المعارضة، وإلى عدم سقوط السّلطة، حيث بالتأكيد كان (تجّار دمشق وحلب)أقوى وأهم للسّلطة كسند ومعين من (الفرقة الرابعة)في أزمة وصراع2011-2017.هناك ظاهرة بانت في2011-2017وهي ضعف المعارضة السورية ليس فقط في التنظيم، وإنِّما في عدم قدرتها على القبض على الوقائع السياسية، وتحويلها إلى رؤية وبرنامج سياسيين، لتظهر المعارضة بحالة أقرب إلى حالة (الفوات السياسي) تجاه الوقائع، وهو ما يلمس كثيراً في مسار(المجلس الوطني)و(الائتلاف الوطني)،وهما خلال خمس سنوات لم تصب كراتهما أبداً ليس فقط شباك المرمى بل حتّى لم تلامس أخشاب المرمى الثلاث، إذا لم نقل بأنَّها كانت تصيب المدرّجات أو تتجه إلى خارج نطاق الملعب. كانت (هيئة التنسيق الوطنية) استثناءً ضمن ذلك. كانت المعارضة السورية مثالاً على عدم قدرة معارضة منظمة في أحزاب، ولو خارجة بحالة جرح عميق بسبب القمع والسجون، على القبض على قيادة حراك عفوي جماهيري قوي وتقديم برنامج له، وهو ما يخالف حالة مماثلة رأيناها في ثورة شباط1917الروسية التي قادت إلى إسقاط حكم القيصر. أظهر الأفراد السوريون خلال الأزمة مدى استقطاباتهم في مواقع موالاة - معارضة - تردد وعدم وجود جسور بين هذه المواقع الثلاث، وكان الحوار بينهم أقرب إلى حوار الطرشان، ولكلِّ واحد منهم "أبطاله" و "شياطينه" وقناته التلفزيونية، أو قنواته التي لا يشاهد غيرها ويمارس عبرها نزعة تصديقيّة امتثاليّة لكل ما يقدم له. لم يكن عند السوريين في أزمة2011-2017مرونة الشامي وقدرته على تدوير الزوايا والتقريب بين الآراء المتضادة، وهي أمور كانت معتادة عند السوريين بشكل عام اجتماعياً، بالقياس للعراقيين وتعود للتجارة في جذورها، وكانت تلمس أيضاً في الحياة السياسية السورية ب فترة1946-1958 فيما كشفت أزمة 2011-2017غيابها عند السوريين ضمن المجتمع وعند السياسيين. أظهرت سوريا مابعد18آذار2011مدى قوة (نزعة الاستعانة بالخارج من أجل حسم صراع داخلي) ليس فقط عند الكثير من المعارضين وقاعدتهم الاجتماعية منذ خريف2011، وهو ما يعود إلى الفشل في تكرار ما حصل ضد حسني مبارك، عندما تمَّ إسقاطه بقوّة الشارع المصري الداخلية وحياد الجيش، وإنِّما وجدت أيضاً هذه النزعة عند الموالين الذين لم يتملّكهم الوسواس من الاستعانة بإيران وحزب الله والمليشيات الشيعية العراقية- الأفغانية، ثم القوّات الروسية من أجل مجابهة المعارضة السورية المسلحة. يظهر ذلك مدى تهزهز الرابطة الوطنية الداخلية السورية حتى يتم الاستعانة بالخارج، عند طرفي صراع داخلي، من أجل حسم هذا الصراع لصالح أحدهما، كما يظهر ضعف منطق التسوية عندهما، وهو ما ظهر فعلاً خلال السنوات السابقة عندما أتت قوة دفع التسوية السورية من قبل الخارج الدولي منذ بيان جنيف في30حزيران2012،وإنْ كان هنا من الضروري تسجيل أنَّ أولَّ من طرح التسوية كان مؤتمر حلبون، الذي عقدته(هيئة التنسيق الوطنية)يوم17أيلول2011،في حالة عانت بسببها الهيئة الكثير من الهجمات السياسية والاستنكارات والاتهامات من معارضين كثيرين، كانوا يريدون إسقاط النّظام بوسيلتي(العنف المعارض)و(الاستعانة بالخارج)، وكانا مثل التوأم المولودان بوقت واحد في خريف2011.أظهر الكثير من السوريين، في الموالاة والمعارضة، ميولاً قويّة نحو العنف والمجازر، من خلال يدهم ولسانهم وقلبهم ،ولتبرير ذلك من خلال أدلجة سياسية عقائدية، ولم يكن هذا مقتصراً على الإسلاميين، بل شمل علمانيين في المعارضة وفي الموالاة، وقد كان هذا النزوع الجديد عند السوريين مفاجئاً، حيث كانت الصورة النمطيّة عن السوري مختلفة عن صورتي العراقي والجزائري. أظهرت سوريا2011-2017أنّها أرضاً رخوة ،مثل اليمن والصومال والجزائر، يمكن لتنظيمات مثل (النصرة-الفرع الشامي لتنظيم القاعدة) و (داعش) من خلالها أن تلاقي بيئة خصبة للنمو والتمدّد والانتشار، ولم يكن هذا بسبب (النص الديني)،حيث كانت (الموحسن)في محافظة دير الزور، و(سلقين)في محافظة إدلب ،تسميان في السبعينيات ب(موسكو الصغرى)بسبب انتشار الشيوعيين القوي فيهما، فيما لاقت (النصرة) و(داعش)انتشاراً قوياً فيهما، وهو ما يجب استخدام التحلّيل الماركسي، حيث تعزى وتربط الاتجاهات الأيديولوجية السياسية وتحوّلاتها وتبدّلاتها بعوامل اقتصادية-اجتماعية وليس ب(الثقافة)، وهو ما يمكن تطبيقه على حزب البعث، حيث كان أغلب نوابه في عام1954قد أتوا للمجلس النيابي من خلال أصوات محافظتي حماة وحلب، التي كانت تضم الأخيرة بضمنها محافظة إدلب بالخمسينيات، فيما كانت هذه المحافظات الثلاث في أحداث1979-1982القاعدة الاجتماعية الأساسية لـ(الإخوان المسلمين)في معارضتهم المسلّحة ضد سلطة حزب البعث. -----------------------------------------------------------------------------------------
2. غير بيدرسن والمهمّة المستحيلة في سورية ....
عندما أعلن المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية في سورية كوفي أنان في ٢ /اغسطس ٢٠١٢ عن فشله في وقف نزيف الدم السوري واستقالته عن مهمته قال :عنها (أنّها مهمّة مستحيلة (وقد حدّد أسباب فشله آنداك بفقدان الإرادة الدوليّة في إيجاد حل سياسي للصراع الدائر، واحلال السلام في سورية، وإلى رغبة الأطراف المتصارعة بإعطاء الأولويّة للصراع المسلّح واستمرار عسكرته ، إلاّ أنّه وخلافا لما يقال عن فشله فقد استطاع أنْ يحدّد للأزمة السورية خارطة طريق، عرفت فيما بعد ب( خطّة عنان للسلام) الّتي أُقّرت في مجلس الأمن الدّولي في آذار2012 ، ورغم أنَّ تلك الوثيقة لم يترتَّب عليها أيَّة تبعات ملزمة بسبب انها كانت بدون ( أنياب ) إلاّ أنّها كانت السبيل الوحيد للمضي قدما نحو الحل السياسي للسلام،وكانت منطلقا لجميع القرارات الدولية ذات الصِّلة بما فيه بيان جنيف ( ١ ) الصادر في 30حزيران.2012 لم يستطع، لا الابراهيمي الّذي عيّن خلفا لأنان مبعوثا مشتركا للأمم المتّحدة وجامعة الدول العربية عام ٢٠١٢ في الأزمة السورية، وهو القائل: ( إن العامل الرئيس الذي أشعل الصراع في سورية، هو الربيع العربي ووصفه ب حراك شعبي حقيقي استغلّته وسلّحته دول المنطقة ) ولا المبعوث الخاص ستيفان دي مستورا الذي خلف الابراهيمي عام ٢.١٤ أن يحقّقا أيّ اختراق في الاستعصاء القائم في الأزمة السورية، علما أنّ المبعوث الاخير لا يقلّ خبرة وحنكة من خلفه غير بيدرسن، حيث كان يوصف بالمتفائل دائما، وصاحب السلال الأربعة، والذي كرس جلَّ نشاطه في عامه الأخير، بأمل تشكيل اللجنة الدستورية كمدخل للعمليّة السياسيّة ،إلاّ أنّه لم ينجح في احداث أيّ تقدّم يذكر في أيّ من الملفات المطروحة، بسبب عدم الرغبة لدى بعض الأطراف في منحه هكذا امتياز، الأمر الذي دفعه إلى التصريح قبيل انتهاء مهمّته أواخر عام ٢٠١٨ (إذا توافرت الإرادة السياسيّة لدى الدول المتصارعة في سورية فلا يوجد سبب لعدم عقد اللجنة الدستورية في تشرين الثاني من عام ٢٠١٨ ) وصل غير بيدرسن لموقع مبعوث أممي رابع للأزمة السورية بعد مسيرة دبلوماسيّة حافلة اكتسب خلالها لقب الدبلوماسي ( المحنك او المخضرم ) حيث كان عند تعينه لتلك المهمة سفيرا للنروج في الصين، وقبلها شغل منصب مبعوثا دائما لبلاده لدى الأمم المتحدة من عام ٢٠١١- ٢٠١٧ كما عمل ممثّلا خاصا للأمم المتحدة في لبنان ٢٠٠٧- ٢٠٠٨ وممثّل النروج لدى السلطة الفلسطينية من عام ١٩٩٨ – ٢٠٠٣ كما كان مديرا عاما للشؤون الانسانية في وزارة الخارجية النروجية، وأيضا عمل عضوا بارزا في الفريق النروجي بين الفلسطينيين والإسرائيليين عام ١٩٩٣ في مفاوضات أوسلو، أدت إلى الاعتراف المتبادل بينهما ، لذلك فإنّ الشعب السوري سيسمع خلال السنوات الأربع المقبلة باسمه كثيرا، وستكون أمامه ملفات عديدة معقدة وشائكة، والعديد من التحديات في مقدمتها بتشكيل اللجنة الدستورية ، لتكون بوّابة للشروع بعمليّة سياسيّة تحت مظلة الأمم المتحدة تستند لبيان جنيف واحد لعام ٢٠١٢ ،والقرار الدولي ٢٢٥٤ لعام ٢٠١٥ ، وعلى وقف إطلاق نار شامل ودائم، ومن ثَّم إيجاد أليّة لانتقال سياسي، وتشكيل حكومة انتقاليّة غير طائفيّة وشاملة للجميع، وبكامل الصلاحيات التنفيذيّة وصياغة دستور جديد يضمن التمثيل المتساوي، ويؤمّن الاستقرار في البلاد، وإجراء انتخابات عامّة وشاملة، يشارك فيها الجميع بالداخل والخارج، وإخراج جميع القوّات والمليشيات الأجنبية من الأراضي السورية ، مرورا بالملفّات الإنسانيّة ذات الحساسيّة المميّزة ، كملف المعتقلين والمغيّبين قسريا، وعودة المهجّرين والنازحين الطوعية والأمنة إلى مناطقهم وبلداتهم ومنازلهم التّي هجّروا منها الأمر الّذي يسهّل لعملية إعادة إعمار ما دمّر خلال الحرب في جميع انحاء البلاد . إنّ الملف السوري ليس بالملف العادي المحدّد بمكان،أو بطرفيين داخليين متصارعين فقط ، بل لقد تجاوزهما وأصبح من اللحظة التي دوّل فيها خارج حدود المكان، ومنفلتا عن إرادة أطرافه الداخليّة ليكون مرتهنا للكيفيّة التي تحكم حلّ الصراعات الاقليمية والدولية، والتي هي عند الدول المتحكّمة بها أكثر أهميّة من الصّراع الداخلي السوري .. ومع هذا التعقيد في الأزمة السورية .. هل يكفي موافقة الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن على تعيين السيّد بيدرسن لهذه المهمة، لنجاحه في تنفيذ ما كلّفه به السيّد الأمين العام للأمم المتحدة عند تعيينه لهذه المهمة؟ حيث حدّدها له ب( بدعم الأطراف السورية لتسهيل إيجاد حل سياسي شامل وجدير بالثقة، يحقّق التّطلعات الديمقراطية للشعب السوري ) .. وهل يمكن التّعويل على إنجازاته العديدة الناجحة لتحقيق تقدّم على صعيد الحل السياسي .. وهل يمكن أن يفتح تاريخه الدبلوماسي بارقة أمل عند الشعب السوري ، من خلال الاعتماد على تأثير رمزيته السياسية وخبرته الطويلة في تقريب الإرادات الدوليّة والاقليميّة وتدشين مرحلة جديدة في المهمّة المستحيلة كما قال عنها كوفي أنان ، أم ستنهي الأزمة السورية حياة الدبلوماسي المخضرم بفشل كأسلافه؟… . -----------------------------------------------------------------------------------------
هذا هو المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا "غير بيدرسن" تولّى الدبلوماسي النرويجي "غير بيدرسن" Geir O. Pedersen، مطلع العام الجاري، مهماته كرابع مبعوث أممي خاص مكلّف من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوّصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر في سوريا منذ آذار/مارس ٢٠١١. ويأتي بيدرسن خلفاً للسويدي-الإيطالي ستيفان دي ميستورا، الذي أعلن التنحي عن منصبه "لأسباب عائلية" في نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠١٨، بعد أن شغله منذ حزيران/يونيو ٢٠١٤، بناءً على قرار الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون. وقبلهما كان الراحل كوفي عنان، والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي. وفاز بيدرسن بمنصب الوسيط الدولي، بعد أن كان واحداً من أربعة مرشّحين لهذا المنصب، وهم نيكولاي ملادينوف ممثل الأمم المتحدة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، ووزير الخارجية السلوفيكي السابق ومبعوث الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش، ووزير الدولة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة. لكن الاختيار وقع على بيدرسن، بعد أْنْ لاقى تقارباً في وجهات النّظر بين روسيا والغرب، حيث لاقى المرشّحون الثلاثة الآخرون، خلافاً روسياً غربياً حولهم، بسبب مواقف سابقة لهم. وتشير الوكالات الصحافية إلى أن "غير بيدرسن كان حلّاً وسطاً، والرجل الأكثر منطقية لتسلّم هذا المنصب". ويوصف غير بيدرسن في الأوساط الدبلوماسية التي عملت معه بأنّه "من أفضل الدبلوماسيين النرويجيين" وأنّه "يمكنه إيجاد حلول وتسويات لمسائل صعبة"، وأنّه "سياسي مخضرم وبراغماتي وماهر في حل النزاعات" يمكنه أن يأتي بـ "مقاربة غير تقليدية" لإنهاء الحرب السورية، وأنّه يمثل "جيلاً جديداً من الدبلوماسيين المستعدين لتوظيف طرق مبتكرة، ونهجاً أكثر شمولاً، ويمكنه العمل مع جميع المعنيين بما في ذلك الجهات الفاعلة غير الحكومية". من هو غير بيدرسن؟ وُلد الدبلوماسي النرويجي "غير بيدرسن"، في العاصمة النرويجية أوسلو عام ١٩٥٥. يحمل درجة الماجستير في تخصص الفنون والتاريخ، وهو متزوج ولديه خمسة أطفال ويتحدث اللغة العربية. وشغل غير بيدرسن العديد من المناصب الدبلوماسية، حيث كان، عام ١٩٩٣، ضمن الفريق النرويجي أثناء المفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل والتي أثمرت عن توقيع اتفاقات أوسلو. كما كان بيدرسن ممثلاً للنرويج لدى السلطة الوطنية الفلسطينية بين عامي ١٩٩٨ و ٢٠٠٣. بعدها شغل منصب مدير قسم آسيا والمحيط الهادئ في إدارة الشؤون السياسية بالأمم المتحدة، وعمل في عملية السلام في الشرق الأوسط والعراق بين عامي ٢٠٠٣ و ٢٠٠٤. عمل بعدها بيدرسن منسّقاً خاصّاً للبنان على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين عامي ٢٠٠٥ و ٢٠٠٨. تمّ تعيين بيدرسن كمندوب النرويج الدّائم لدى الأمم المتحدة بين عامي ٢٠١٢ و ٢٠١٧، ليصبح بعدها سفيراً لبلاده لدى الصين في ٩ حزيران/يونيو ٢٠١٧، قبل أن يصبح المبعوث الأممي الرابع إلى سوريا مطلع العام الجاري ٢٠١٩ https://scppb.org/
------------------------------------------------------------------
4. فرص ضائعة وسياسة انكار… “حزب الشعب الديمقراطي” نموذجاً
14 12019, د. حسين شاويش كلّما فكّرت باليسار السوري قفزت إلى ذهني الجملة التي قالها لي رياض الترك في برلين، لدى زيارته الأولى لأوربا(تشرين أول2003) بعد خروجه من سجنه الثاني، عندما قدّمت له ورقة بعنوان “هل بقي لليسار من دور يلعبه؟”. كانت الجملة: “لا يوجد يسار”. يومها اعتقدت أنّه حكم وجود واقعي. الآن، وبعد أن صار ما صار، أعتقد أنّه كان حكم إعدام. لخّص، بالنسبة لي، هذا التصريح من شيخ اليسار السوري آنذاك الجانب الذاتي من أزمة اليسار السوري. إنّه الفقدان المطلق للثقة بالنفس. وعندما يفقد المرء الثقة بنفسه يلتحق بأحد أولئك الشجعان الذين مازالوا يحتفظون بتلك الثقة. ويفترض المنطق أن يكون ذلك الملتَحَق به قريباً فكريّاً من المسكين الفاقد للثقة بنفسه. لكنّ حزب الشعب الديمقراطي لا علاقة له على ما يبدو بهذا المنطق، فاختار الإخوان المسلمين، أو لعلّه التحق بهم لهذا السبب إيّاه؟ وعندما يرتكب المرء هذه الحماقة فلماذا نستغرب أن ينزلق إلى ما هو أكبر منها؟ كأن يدافع جورج صبرة عن جبهة النصرة مثلاً، في كلمته التي أصبحت من الشهرة بحيث لا أحتاج هنا لذكرها. فالتّعاون مع الإخوان المسلمين يمكن تبريره بأنهم سبق أن شاركوا في انتخابات برلمانيّة ديمقراطيّة ذات يوم على الأقل، كما هو معروف، رغم كلّ ما يمكن أن يُقال عن ديمقراطيّتهم بأنّها “ديمقراطية أدواتية”، أي أنّها مجرّد أداة للوصول إلى الحكم، بدليل غيابها الكامل عن بنية الحزب وعلاقاته الداخليّة المبنيّة على مبدأ الولاء المبني على البيعة الشرعية..الخ. أمّا جبهة النصرة فقد كانت وما زالت تعتبر الديمقراطية وحكم الشعب شركاً بالله، وهو منطق السلفيّة الجهاديّة نفسه الذي أعاد صياغته سيّد قطب في كتبه الكثيرة وخاصّة “معالم في الطريق” الذي أصبح “إنجيل الثورة الإسلامية” وخاصّة في فرعها الجهادي. وهنا أذكّر باختصار شديد أنّ الكتاب المذكور كان أحد أكثر ما يقرأه الإخوان أنفسهم، إلى درجة أنّهم كانوا يختصرون العنوان بكلمة “المعالم” في أحاديثهم بسبب شهرته بينهم. خيبتي تلك مع الرفيق رياض الترك تكرّرت مضاعفةً، عندما قرأت نصّ الكلمة التي ألقاها في احتفالية الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس بتاريخ 14/12/2018 حيث يتحدّث عن “صدمات صغرى” سبّبها النظام بإطلاق مئات السلفيين من سجونه ودفعه لهم لمصادرة الثورة وأسلمتها، لكنّ صدمته الكبرى كانت عدم التدخّل الدولي. إذن فالرجل لم يتعلّم من سبع سنوات فشل لإحدى أكثر الثورات مأساوية في التاريخ الحديث أي شيء. ولكن ماذا كان يمكن لليسار أن يفعله واقعياً، حتى ولو لم يكن متأثّراً ب”مانديلا سوريا” الذي جعله السجن، على ما يبدو، يعتقد أنّ كلّ ما كان هو نفسه يدعو إليه من برنامج اجتماعي ووطني وقومي هو كلام نافل أو مؤجّل في أفضل الحالات وأنّ النّضال الوحيد الذي يستحق التضحية بكلّ شيء هو القضاء على السجّان الحالي، حتّى ولو كان السجّان المقبل هو والي اردوغان في سوريا مثلاً؟ كان يمكن له أن يتعلّم من دروس جيرانه في إيران مثلاً، فيرى كيف يمدّ الإسلاميون يدهم للجماعات اليسارية قبل الثورة فإذا استلموا السّلطة تخلّصوا منها، واحدةً بعد الأخرى. وقد كان من شأن هذا الدّرس أن يجعل الرفاق يتذكّرون قصة “التخوم” التي كان لينين يركّز عليها باعتبار تحديدها قبل أي تعاون مع الآخرين شرطاً مُسبقاً لأي تعاون من هذا النوع. حتّى هنا كان اليساريون الثوريون السوريون يفتقدون لعذر كبير تمتّع به رفاقهم الإيرانيّون وهو أن الشاه كان صنيعة للإمبرياليّة الأمريكيّة بالمعنى الملموس (دور السي آي إي في الانقلاب ضد مصدق..الخ). هذا البعد العالمي الّنضال لم يختفِ فقط من الخطاب اليساري الثوري السوري، بل ظهر عكسه بالضبط، أي الاستنجاد بالتدخّل العسكري الإمبريالي، إلى درجة أنّ عدم ذلك التدخّل شكّل “الصدمة الكبرى” للرفيق رياض الترك، كما قال هو نفسه. أيّ يساري حقيقي كان يُفتَرَض أن تكون “صدمته الكبرى” هي هذا التصريح مثلاً في العام الثاني للثورة: ففي 13 كانون أول 2012 نشرت الحياة ما يلي على لسان معاذ الخطيب : “..كون الحراك العسكري إسلامي اللون بمعظمه هو شيء إيجابي..”. بالنسبة لمعاذ الخطيب كان ذلك إيجابياً طبعاً فالرجل نفسه “إسلامي”، لكنّ التصوّر العام عن مفهوم “اليساري” يجعل أي مراقب محايد يتوقّع من يساريي الثورة السورية في ذلك الوقت أن يعيدوا حساباتهم ويواجهوا جماهيرهم بالحقيقة المرّة وطرق التعامل معها. فماذا فعل هؤلاء فعلاً؟ لقد لجأووا إلى التكتيك النفسي المعروف “الإنكار”. وهو تكتيك يصنّفه المحلّلون النفسيون في خانة “آليات الدفاع النفسي”، كما نعلم. ولكي ينجح هذا الإنكار كان يجب اللجوء إلى “لغة إنكارية” بالكامل بحيث نستبدل عبارة “المجاهدين” بعبارة “الثوار” في المرحلة الأولى ثم بعبارة “المعارضة” في المرحلة التاليّة. فكلمة معارضة تنطبق على جبهة تحرير الشام تماماً كما تنطبق على “تيّار اليسار الثوري” التروتسكي. ومن جهة أخرى نقتصر عندما نتحدّث عن أهداف الثورة على هدف إسقاط الدكتاتورية الحاكمة في دمشق، فهو أيضاً هدف الجولاني كما هو هدف رياض الترك. هل كان اليسار يستطيع أن يفعل غير ذلك؟ لا شك. وهذا الجواب القطعي سببه ظروف اندلاع الثورة السورية: ممهّداتها (ربيع دمشق ودور المثقّفين الأقرب إلى اليسار فيه)، المسار الذي بدأت به الثورة السورية (شكل الحراك السلمي وشعاراته، الغياب التنظيمي شبه الكامل للإسلاميين في كوادر الثورة في مرحلتها الأولى، حسب كافة الباحثين)، طبيعة القيادة التي قدّمت أولى المبادرات السياسية في مرحلة مشاورات الدوحة المبكّرة، وأخيراً السمعة النضاليّة الخاصّة التي كان رياض الترك يتمتّع بها بسبب تاريخه وشجاعته في مواجهة الديكتاتورية من داخل سوريا وليس من خارجها، والتي شكّلت له “رأسمالاً رمزيّاً” لدى الجماهير كان يمكنه استغلاله للمساهمة في ترجيح الكفّة في صفوف المعارضة لصالح اليسار.. فلماذا لم يفعل الحزب ذلك؟ أظنّ أنني أجبت على ذلك في بداية هذا المقال بشكل غير مباشر. فاليساري الذي يفقد الثّقة ب”الرسالة البنيوية” لليسار، سيخدم اليمين في النهاية. أمّا عن ماهية تلك “الرسالة البنيوية”. فهي يمكن استنتاجها فقط من مصدرين: الأوّل نظري يتناول تاريخ الصراع الاجتماعي ودور الذّات الثورية فيه، والثاني تطبيقي يحلّل بنية المجتمع السوري في مستوياتها الثلاثة الكبرى الاقتصادية والسياسية والايديولوجية وكيف تتطوّر هذه المستويات الثلاثة أو كيف يعرقل تخلّف أحدها تطوّر الآخر، كما حصل ويحصل فعلاً وما هو “موقع” الذات الثورية في تلك البنية وكيف تعزّز موقعها في سبيل تحقيق برنامجها، الذي هو في النهاية برنامج “القوى الاجتماعية الساعية للتطوير” التي تمثّلها. وهذا كلّه موضوع دراسة يضيق هذا المجال عنها. لكنّ حزب الشعب الديمقراطي السوري فوّت على نفسه فرصة هذه الطريقة في “البرمجة” منذ مؤتمره السادس في أواخر نيسان 2005. رغم أنّ الدافع الواضح وراء مغادرة الأدلجة الماركسية اللينينية إلى غير رجعه كان يكمن خلف كل كلمة من كلمات برنامجه السياسي الصّادر عن ذلك المؤتمر. وقد غادر الحزب تلك الأدلجة فعلاً وسار في إتجاه آخر. لكنّه كان إلى اليمين للأسف وليس إلى يسار جديد. وقد كان استمراراً لمسار بدأ في الثمانينات وسار ببطء إلى أنْ سرّعته الثورة السورية. الهدف السياسي الإجرائي المحدّد والملموس لذلك المسار كان التعاون مع الإخوان المسلمين (الحاضرين الغائبين في كل من مؤتمري حزبي البعث أواخر1979والشيوعي-المكتب السياسي في أواخر 1978 وفق تعبير ياسين الحاج صالح). وهذا الّتعاون هو المقصود بهذه الفقرة التي ننقلها هنا من البرنامج السياسي للمؤتمر السادس للحزب: ” لقد وضعنا هذا البرنامج، آخذين في الاعتبار الانفتاح على المجتمع وعلى الحركة الديمقراطية في سوريا بطيفها المتنوّع، وضرورة الوصول إلى برنامج مشترك في أيّ لقاء أو مؤتمر وطني لأطرافها”. أخيراً سأسمح لنفسي بهذه الملاحظة غير السياسية: لقد أثبتت خبرتي مع السياسيين العلمانيين العرب عموماً أنّ التصوّر الذي كان كامناً في لاشعورهم حول الإسلاميين كان دائماً يعاني من التشوّه. فهم إمّا يرونهم كمجموعة من الدراويش أو كحزب إسلامي تماماً كما أن الحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا حزب مسيحي، أو كمجموعة من الأصوليين المتخلّفين والخطرين (وهو تصوّر حديث متأثّر بسلوكيّات الجهادية السلفية). كلّ هذه التصوّرات لا تنطبق على موضوعها كما أصبح واضحاً بعد سبع سنوات من الثورة السورية، وإنْ كان ثمّة ما هو صحيح في تلك التصوّرات جميعها في الوقت نفسه. أمّا ما هو التصوّر الأقرب إلى الواقع فمعرفته تتطلّب دراسة بنية التنظيمات الإسلامية وخاصّة الجانبين التثقيفي والتنظيمي. ولكن ذلك بالذّات هو ما لم يكن من الممكن لمعظم المناضلين ذوي الماضي الشيوعي أن يعرفوه، بحكم البيئة السياسية المختلفة كلّياًّ التي ترعرعوا فيها. لكنّ الممكن فعلاً، حتّى لمناضل لم يعرف في حياته غير الأوساط الشيوعية هو دراسة تجارب الآخرين من شيوعيي هذا العالم عندما تعاونوا مع الإسلاميين، كتجربة الإيرانيين مع الخميني مثلاً. لكنّنا على ما يبدو لا نتعلّم إلاّ من كيسنا. ------------------------------------------------------------------------------------------------
1. من سلسلة ( الأمناءالعامون للأحزاب الشيوعية العربية)التي تنشر على موقع الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي:
www.scppb.org
فؤاد نصّار 1914 – 1976 أحد المؤسّسين الأوائل في الحركة الشيوعية الفلسطينية والأردنية . عمل على إنشاء مجموعات "أنصار" المسلحة عام 1936 وهي مجموعات ماركسية لينينية مسلّحة تقاتل قوّات الاستعمار البريطاني لفلسطين . انتخب أميناً عاماً ل (مؤتمر العمال العرب في فلسطين) عام 1945. أنشأ مع الخلايا الماركسيّة الأردنيّة وشخصيات شيوعية مثل يعقوب زيادين الحزب الشيوعي الأردني عام 1951 وذلك باندماج الماركسيين بشرق الأردن مع (عصبة التحرّر الوطني) في فلسطين(تأسست عام1943) . من المعروف أنّ معظم قادة (عصبة التحرر الوطني)، وبخاصّة من الصف اﻷول، أمثال إميل توما وتوفيق طوبي وإميل حبيبي، واصلوا البقاء في مناطق1948الخاضعة للكيان الصهيوني؛ وذلك في إطار السّعي للبقاء في أرض فلسطين وفي مجال التصدّي لمشروع التّطهير العرقي الصهيوني، وكان فؤاد نصار، ابن مدينة النّاصرة، أولى من البعض للبقاء هناك، لكنّه أدرك أهميّة وضرورة الوجود في بقيّة اﻷرض الفلسطينية التي وقعت تحت سيطرة النظامين اﻷردني والمصري. كان اختيار فؤاد نصّار البقاء في المنطقة التي أصبحت تدعى بالضّفة الغربيّة عاملا حاسما في استمرار الوجود والنّشاط الشيوعي في الضفة الغربية وقطاع غزة. أنتُخب فؤاد نصّار أمينا عام للحزب الشيوعي الأردني عام1951،إلاّ أنّه أعتقل في نهاية العام، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات قضاها في سجن الجفر. عمل على إنشاء (قوّات الأنصار) في نيسان 1970 ، بوصفها الجناح العسكري للحزب الشيوعي الأردني، وقد تطوّع ضمنها شيوعيون سوريون ولبنانيون وعراقيون،لمساندة قوّات الثّورة الفلسطينية المتواجدة في الأردن. تم حلّ قوّات الأنصار في تموز1971. توفي فؤاد نصّار عام1976. سلسلة الأمناء العامون للأحزاب الشيوعية العربية: https://scppb.org/ ------------------------------------------------------------------------------
6. كارل ماركس: عشرة أشياء للقراءة إذا كنت تريد أن تفهمه
4 مايو 2018 . http://theconversation.com المؤلفون جيمس مولدون - محاضر في العلوم السياسية، جامعة إكستر روبرت جاكسون - محاضر في السياسة، مانشستر متروبوليتان أونيف ترجمة هيئة التحرير: ينعكس العالم على 200 سنة منذ ولادة كارل ماركس، ويجري أخذ عينات من كتاباته من قبل المزيد والمزيد من النّاس. إذا كنت جديدًا في عمل أحد أعظم علماء الاجتماع في كل العصور، فإليك من أين تبدأ. "كتابات ماركس الخاصّة" جيمس مولدون ، جامعة اكستر ترك التّاريخ الطويل للأنظمة "الماركسية" الوحشيةّ والشموليّة حول العالم انطباعًا لدى العديد من النّاس بأن ماركس كان مفكراً استبداديًا. لكن القرّاء الذين يغوصون في أعماله للمرة الأولى غالباً ما يفاجأون باكتشاف نزعة إنسانية وفيلسوف له اتجاه تحرري ، وهو أحد الذين تصوّروا كائنات بشرية مستديرة تعيش حياة غنيّة ومتنوّعة ومرضية في مجتمع ما بعد الرأسماليّة. لا تقتصر كتابات ماركس على اقتراح مشروع سياسي ثوري فقط. انها تقدم نقدًا أخلاقيًا لإبعاد الأفراد الذين يعيشون في المجتمعات الرأسمالية. 1. مقّدمة لمساهمة في نقد فلسفة الحق لهيغل: نشر في الأصل في عام 1844 في صحيفة باريسيّة راديكاليّة ، يجسّد هذا المقال القصير الرّائع العديد من الانتقادات المبكّرة لماركس للمجتمع الحديث ورؤيته المتطرّفة للتحرّر. كما يقدّم العديد من الموضوعات الرئيسية التي من شأنها تشكيل كتاباته في وقت لاحق. يدّعي ماركس أّن الثّورات البرجوازية في القرن الثامن عشر ربمّا تكون قد استفادت من طبقة غنيّة ومثقّفة ، ولكنّها لم تتحدّى الأشكال الخاصّة للهيمنة في المصنع والبيت والحقل. يشرح ماركس الموضوع الثوري للطبقة العاملة ، ويقترح مهمّتها التاريخية: إلغاء الملكيّةالخاّصة وتحقيق التحرّر الذّاتي. 2. المخطوطات الاقتصادية والفلسفية لعام 1844: لم تنشر هذه المذكّرات التي كتبها ماركس في حياته ، ولم تصدر إلاّ في 1932 من قبل المسؤولين في الاتّحاد السوفييتي ، وهي مصدر مهم لنظريته عن الاغتراب الرأسمالي. إنّها تكشف الخطوط العريضة الأساسيّة لماهيّة "الماركسية" ، وتوفّر الأساس الفلسفي للقراءات الإنسانية لماركس. في هذه المخطوطات ، يحلّل ماركس الآثار الضّارة لتنظيم العمل في المجتمعات الصّناعية الحديثة. ويجادل بأنّ العمّال المعاصرين أصبحوا مبعدين عن السّلع التي ينتجونها ، من نشاطهم العمّالي الخاص ، ومن زملائهم العمال. فبدلاً من تحقيق الإحساس بالرضاوتحقيق الذّات في عملهم ، يُترك العمّال مستنزفين واستنفذوا روحياً. بالنسبة لماركس ، فإنّ الترياق للإبعاد الحديث هو مفهوم إنساني للشيوعية يقوم على الإنتاج الحر والتعاوني. 3. البيان الشيوعي(1848): عند الافتتاح مع الخط الشهير ، "شبح يطارد أوروبا - شبح الشيوعية" ، أصبح البيان الشيوعي واحداً من أكثر الوثائق السياسية تأثيراً على الإطلاق. شارك في تأليفه مع فريدريك إنجلز ، كُلف هذا الكتيب من قبل رابطة الشيوعيين في لندن ونشر على أعتاب الثورات المختلفة التي هزّت أوروبا في عام 1848. يقدّم البيان المفهوم المادي لماركس للتّاريخ ونظريته عن الصّراع الطّبقي. إنّه يوضّح التوترات المتزايدة بين البرجوازية والبروليتاريا في إطار علاقات الإنتاج الرأسمالية ، ويتنبّأ بانتصار العمّال. 4. الأيديولوجية الألمانية: بالنسبة لأيّ شخص يسعى إلى فهم الأسس الفلسفية والتاريخية الأكثر عمقاً للماركسية ، يعدّ هذا أحد أهم نصوصه. كتبت في حوالي عام 1846 ، ومرّة أخرى مع إنجلز ، تقدّم الأيديولوجية الألمانية التّطوير الكامل لمنهجية الرجلين ، الماديّة التاريخيّة ، التي تسعى لفهم تاريخ البشرية على أساس تطوير أساليب الإنتاج الخاّصة بها. يجادل ماركس وإنجلز بأنّ الوعي الاجتماعي للأفراد يعتمد على الظروف المادية التي يعيشون فيها. يتتبع تطور أنماط الإنتاج التاريخية المختلفة ويجادل بأنّ الرأسماليّة الحاليّة ستحل محل الشيوعية. ينظر بعض المترجمين الفوريين إلى هذا النّص على أنّه النقطة التي بدأ فيها تفكير ماركس في الظّهور في شكله النّاضج. 5. رأس المال (المجلد 1): نشر في عام 1867 ، رأس المال هو تشخيص ماركس النّقدي للنمط الرأسمالي للإنتاج. في ذلك ، يشرح بالتفصيل المصدر النّهائي للثروة في ظل الرأسمالية: عمالة العمّال المستغلة. إنّ العماّل أحرار في بيع عملهم إلى أي رأسمالي ، ولكن بما أنّهم يجب عليهم بيععملهم من أجل البقاء ، فإنّهم يسيطرون على طبقة الرأسماليين ككل. ومن خلال عملهم ، يقوم العمال بإعادة إنتاج وتعزيز الظروف الاقتصادية لوجودهم وكذلك الهيكل الاجتماعي والأيديولوجي لمجتمعهم. في الرأسمال ، يوجز ماركس عددًا من التناقضات الداخلية للرأسمالية ، مثل انخفاض معدّل الربح وإتّجاه تشكيل احتكارات رأسمالية. على الرغم من أنّ بعض جوانب النّص قد تمّ التّشكيك فيها ، إلاّأنّ تحليل ماركس يشير إلى الجدل الاقتصادي حتى يومنا هذا. بالنسبةلأي شخص يحاول أن يفهم لماذا تستمر الرأسمالية في الوقوع في أزمة ، فإنّها لا تزال ذات أهمية كبيرة. "عن ماركس والماركسية": روبرت جاكسون ، جامعة مانشستر متروبوليتان 1. رفيق لعاصمة ماركس - ديفيد هارفي من الحركات الاجتماعية إلى مجموعات قراءة الطلاب ، من توماس بيكيتي كابيتال في القرن الحادي والعشرين إلى مقالات في الفاينانشيال تايمز ، فإنّ كتابات ماركس الاقتصادية هي محور النّقاش مرة أخرى. وأحد الأرقام الأكثر ارتباطاً بهذه المناقشات هو الجغرافي ديفيد هارفي. استنادًا إلى سلسلة محاضراته الشهيرة عبر الإنترنت ، ريدينج كابيتال مع ديفيد هارفي ، يجعل هذا الكتاب شركة ماركس كابيتال في متناول جمهور أوسع. يقود هارفي القرّاء من خلال دراسة ماركس الصّعبة (ولكنها مجزية) "لقوانين الحركة" للرأسمالية ، ويقدّم قراءة مفتوحة ونقدية. إنّه يستخلص الروابط بين هذا النّص العالمي المتغيّر ومجتمع اليوم - مجتمع لا يزال ، بعد كل شيء ، يتشكّل من الأزمة الاقتصادية لعام 2008. 2. كارل ماركس: حياة القرن التاسع عشر - جوناثان سبيربر بالنسبة لجوناثان سبيربر ، مؤرخ ألمانيا الحديثة ، ماركس " هو أكثر شخصية من الماضي من كونه نبي الحاضر". وكما يوحي عنوانها ، فإن هذه السيرة الذاتيّة تضع حياة ماركس في سياق القرن التاسع عشر. إنّها مقدّمة يمكن الوصول إليها لتاريخ فكره السياسي ، وخاصة كمنتقد لمعاصريه. يناقش سبيربر ماركس في أدواره المتعددة - وهو ابن وطالب وصحفي وناشط سياسي - ويقدّم العديد من الشخصيات المرتبطة به. على الرغم من أنّ كارل ماركس المعروف باسم: الحياة هو حساب أكثر حرية ، إلّا أنّ كتابات سبيربر تتمتّع بقراءتهاالعالية وجذورها في الدراسات التاريخية. 3. من #BlackLivesMatter to Black Liberation - Keeanga-Yamahtta Taylor كتب ماركس عن الولايات المتحدة منذ أكثر من 150 عامًا ، فلاحظ أن: "العمل عند أصحاب البشرة البيضاء لا يمكن أن يحرّر نفسه مادام قد تمّ وضع علامة عليه في الجلد الأسود". ويظهر تأثير أفكاره حول العلاقة بين العرق والطّبقة في المناقشات حتى يومنا هذا من خلال الأكاديمية والناشطة Keeanga-Yamahtta Taylor ، الذين جاءوا إلى مكانة بارزة في حركة #BlackLivesMatter الأخيرة ، هذه قراءة في الوقت المناسب لأولئك المهتمين بالطرق المختلفة التي تمّ إعادة تشغيل أفكار ماركس من أجلها في القرن الحادي والعشرين. كتاب اختراق ، ويربط أصول العنصرية بهياكل عدم المساواة الاقتصادية. مع الكثير من الأفكار الماركسية (من بين أشياء أخرى) في صندوق أدواتها ، يدرس تايلور بشكل نقدي فكرة مجتمع "أعمى الألوان" ، وقرار الولايات المتحدة لما بعد أوباما بتأثير كبير. 4. لماذا كان ماركس على حق - تيري إيغلتون دعوة لإعادة النظر في الفكرة المقبولة على نطاق واسع بأن ماركس "كلب ميت" من المنظر الأدبي الشهير تيري إيغلتون. في هذا الكتاب الاستفزازي والقابل للقراءة ، يشكّك إيغلتون في معقولية عشرة من الاعتراضات الأكثر شيوعا على فكر ماركس - من بينها ، أن أفكار ماركس عفا عليها الزمن في مجتمعات ما بعد الصّناعة ، وأنّ الماركسية دائما تقود إلى الاستبداد في الممارسة ، وأنّ نظرية ماركس حتميّة وتقوّض حريّة الإنسان. دائمًا عاطفي وعاطفي ، يقدّس إيغلتون دفاعه الحماسي (مع بعض التحفّظات) لأفكار ماركس بأفكاره الأدبية والثقافية. 5. مجلة Jacobin - تم تحريرها بواسطة Bhaskar Sunkara: في عصر حركة "Occupy" ، "أخذ الركبة" و #MeToo ، اكتسبت مناقشة أفكار ماركس وجودًا متزايدًا على الإنترنت. ومن أبرز الأمثلة على ذلك المجلة الاشتراكية والمنصة الإلكترونية Jacobin ، التي حرّرها Bhaskar Sunkara ، والتي تصل حاليا إلى حوالي 1 مليون مشاهد في الشهر. تغطّي موضوعات من السياسة الدولية والحركات البيئية إلى الإضرابات التعليمية الأخيرة في حملة أوكلاهوما وغرب فرجينيا و حملة بيرني ساندرز الرئاسية ، فهي مصدر حيوي لكل من يريد رؤية تحليل للسياسة المعاصرة التي تأثرت بفكر ماركس. -----------------------------------------------------------------------------------
7. أوكسفام: ثروة ٢٦ شخصاً تعادل ما يملكه نصف سكان الأرض:
أظهر تقرير جديد لمنظمة "أوكسفام" الخيرية الدولية، أنّ أغنى ٢٦ شخصاً في العالم يملكون ما يعادل ثروة نصف سكّان العالم، وأن ثروات أصحاب المليارات زادت بمعدل ٢,٥ مليار دولار، يومياً، عام ٢٠١٨، فيما تراجعت ثروة الناس الأكثر فقراً بنسبة ١١٪. وقالت أوكسفام أن ثروة أغنى رجل في العالم، وهو الرئيس التنفيذي لشركة أمازون "جيف بيزوس"، ارتفعت إلى ١١٢ مليار دولار العام الماضي، مشيرة إلى أنّ ١٪ فقط من ثروته يعادل الميزانية المخصّصة لقطّاع الصّحة في إثيوبيا، التي يبلغ عدد سكانها ١٠٥ مليون نسمة. وأشار الّتقرير إلى أنّ عدد أصحاب المليارات تضاعف منذ حدوث الأزمة المالية العالمية فقد شهدت هذه الفترة ولادة ملياردير جديد كل يومين، في الوقت الذي يدفع فيه الأفراد الأثرياء والشركات معدّلات ضرائب أدنى ممّا كانت عليه في العقود الماضية. وقال تقرير أوكسفام أنّه تمّ تخفيض معدّلات الضّريبة على الأفراد الأثرياء والشركات بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، انخفضت نسبة الضّريبة المفروضة على الشريحة الأعلى للدخل الفردي في الدّول الغنية من ٦٢٪ في عام ١٩٧٠، إلى ٣٨٪ فقط في عام ٢٠١٣. ولا يبلغ المعدّل المتوسّط لهذه الضّريبة في الدول الفقيرة سوى ٢٨٪ فقط. وأشارت المنظّمة إلى أنّ مطالبة الأغنياء بدفع ٠,٥٪ فقط كضرائب إضافية على ثرواتهم "يمكن أن يجمع أموالاً تفوق الأموال المطلوبة لتعليم ٢٦٢ مليون طفل خارج المدارس، وتوفير الرعاية الصحيّة التي يمكن أن تنقذ ٣,٣ مليون شخص من الموت". وبحسب التقرير فإن ٤ سنتات فقط من أصل كل دولار من إيرادات الضّرائب التي تُحصل حول العالم، قد أتت من الّضرائب على الثروات كالميراث أو الملكية في عام ٢٠١٥، لكن هذا النوع من الضّرائب تمّ خفضه أو إلغاؤه في كثير من الدول الغنية، وقلّما طبّق في الدول النامية. الخفض الضريبي على الثروة يفيد، غالباً، الرجال إذ يملكون ثروات تفوق بنسبة ٥٠٪ ثروات النساء في العالم، ويسيطرون على ٨٦٪ من الشركات، مما يؤكّد أنّ النّساء والفتيات هن الأكثر تضرّراً اقتصادياً من تزايد انعدام المساواة. وأضاف التّقرير أنّه في كل يوم يموت نحو ١٠ آلاف شخص بسبب عدم حصولهم على رعاية صحية بتكلفة معقولة. ويأتي التقرير قبيل انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس حيث يلتقي زعماء المال والسياسية لتحديد مصير مليارات الشعوب ،في وقت تزيد به الفجوة بين الفقراء والأغنياء. وحثت منظمة أوكسفام الحكومات على زيادة الضرائب على الأثرياء لمكافحة عدم المساواة. وأضافت أنّ الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء تقوّض محاربة الفقر وتضرّ بالاقتصاديات وتغذّي الشعور العام بالغضب. ----------------------------------------------------------------------------------------------
8. مقارنة بين مواقع وصفحات بعض الأحزاب الشيوعية العربية
نادر عازر: مع ازدياد أهميّة شبكة الإنترنت ووسائل التّواصل الاجتماعي في حياتنا اليومية، واستمرار تشعبها والحاجة لها في الوصول إلى المعلومات، وآخر الأخبار والتواصل مع الآخرين، تبرز أهمية حضور الأحزاب اليسارية في هذا العالم الضخم، للوصول إلى أكبر عدد من الناس والتفاعل معهم. وبنظرة سريعة إلى بعض الأحزاب الشيوعية العربية نرى أنّ الحزب الشيوعي العراقي يمتلك أفضل تصنيف لموقعه الإلكتروني عالمياً، وأكثر عدد معجبين على موقع التواصل الاجتماعي الأكبر "فيسبوك"، رغم حداثة عمر الصفحة الحاليّة، ويليه موقع الحزب الشيوعي السوداني. وتشمل الأرقام المقارنة، أيضاً، مواقع الأحزاب على أكبر موقع يساري عربي "الحوار المتمدن". أدناه جدول مقارنة بين بعض الأحزاب الشيوعية العربية، ويأتي ترتيبها بحسب تصنيف مواقعها الرسمية عالمياً على الإنترنت( تم تدوين الأرقام في 22 كانون الثاني/يناير 2019):
الحزب الشيوعي العراقي الحزب الشيوعي السوداني حزب الإرادة الشعبية (قاسيون) الحزب الشيوعي اللبناني الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي الحزب الشيوعي السوري (الموحّد) الموقع الإلكتروني iraqicp.com sudancp.com kassioun.org lcparty.org scppb.org syrcomparty.com تصنيف الموقع عالمياً بحسب SimilarWeb 1,103,018 1,362,873 1,483,966 2,055,542 11,666,832 16,464,976 تصنيف الموقع في البلد الأم 5,064 2,615 (مسجل في تركيا) 65,979 9,313 لا يوجد (مسجل في تركيا) 658,861 صفحة الفيسبوك رابط الصفحة رابط الصفحة رابط الصفحة رابط الصفحة رابط الصفحة رابط الصفحة
تاريخ إنشاء صفحة الفيسبوك 26/3/2017 19/12/2016 29/9/2011 17/7/2016 9/9/2014 19/7/2018 عدد معجبي صفحة الفيسبوك 87,386 19,535 47,942 45,542 2,705 1,029 الموقع الفرعي على الحوار المتمدن رابط الموقع رابط الموقع رابط الموقع رابط الموقع رابط الموقع لا يوجد عدد متابعي الموقع الفرعي على الحوار المتمدن 1,247,838 921,340 1,384,944 582,740 74,342 لا يوجد تاريخ التأسيس على الحوار المتمدن 30/7/2003 30/7/2003 16/12/2003 30/7/2003 24/2/2017 لا يوجد عدد المواد على الحوار المتمدن 458 148 521 135 32 2
9. نص اتفاقيّة أضنة (الموقع بتاريخ 20 /10 /1998) في ضوء الرسائل المنقولة باسم سوريا من خلال رئيس جمهورية مصر العربية ، صاحب الفخامة الرئيس حسني مبارك، ومن خلال وزير خارجية إيران سعادة وزير الخارجية كمال خرازي ، ممّثل الرئيس الإيراني ، صاحب الفخامة محمد سيد خاتمي، وعبر السيد عمرو موسى ، التقى المبعوثان التركي والسوري ، المذكور أسماهما في القائمة المرفقة ( الملحق رقم 1) ، في أضنة بتاريخ 19 و 20 تشرين الأول / أكتوبر من العام 1998 لمناقشة مسألة التّعاون في مكافحة الإرهاب. خلال اللقاء ، كرّر الجانب التركي المطالب التركية التي كانت عرضت على الرئيس المصري (الملحق رقم 2) ، لإنهاء التوتر الحالي في العلاقة بين الطرفين. وعلاوة على ذلك، نبّه الجانب التركي الجانب السوري إلى الرّد الذي ورد من سوريا عبر جمهورية مصر العربية، والذي ينطوي على الالتزامات التالية: 1ـاعتبارا من الآن، [ عبد الله ] أوجلان لن يكون في سوريا وبالتأكيد لن يسمح له بدخول سوريا. 2ـ لن يسمح لعناصر حزب العمال الكردستاني في الخارج بدخول سوريا. 3ـ اعتبارا من الآن، معسكرات حزب العمال الكردستاني لن تعمل [على الأراضي السورية] وبالتأكيد لن يسمح لها بأن تصبح نشطة. 4ـ العديد من أعضاء حزب العمال الكردستاني جرى اعتقالهم وإحالتهم إلى المحكمة. وقد تمّ إعداد اللوائح المتعلقة بأسمائهم. وقدّمت سوريا هذه اللوائح إلى الجانب التركي. أكدّ الجانب السوري النقاط المذكورة أعلاه. وعلاوة على ذلك، إتفق الطرفان على النقاط التالية: 1ـ إن ،سوريا، وعلى أساس مبدأ المعاملة بالمثل، لن تسمح بأيّ نشاط ينطلق من أراضيها بهدف الإضرار بأمن واستقرار تركيا. كما ولن تسمح سوريا بتوريد الأسلحة والمواد اللوجستية والدعم المالي والترويجي لأنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها. 2ـ لقد صنّفت سوريا حزب العمال الكردستاني على أنّه منظمة إرهابية. كما وحظّرت أنشطة الحزب والمنظمات التابعة له على أراضيها، إلى جانب منظمات إرهابية أخرى. 3ـ لن تسمح سوريا لحزب العمال الكردستاني بإنشاء مخيمات أو مرافق أخرى لغايات التدريب والمأوى أو ممارسة أنشطة تجارية على أراضيها. 4ـ لن تسمح سوريا لأعضاء حزب العمال الكردستاني باستخدام أراضيها للعبور إلى دول ثالثة. 5 ـ ستتخذ سوريا الإجراءات اللازمة كافة لمنع قادة حزب العمال الكردستاني الإرهابي من دخول الأراضي السورية ، وستوجه سلطاتها على النقاط الحدودية بتنفيذ هذه الإجراءات. اتفق الجانبان على وضع آليات معينة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها أعلاه بفاعلية وشفافية. وفي هذا السياق: أ) ـ سيتم إقامة وتشغيل خط اتّصال هاتفي مباشر فوراً بين الّسلطات الأمنية العليا لدى البلدين. ب) ـ سيقوم الطرفان بتعيين ممثلين خاصين [أمنيين]في بعثتيهما الديبلوماسيتين[ في أنقرة ودمشق]، وسيتم تقديم هذين الممثلين إلى سلطات البلد المضيف من قبل رؤوساء البعثة. ج) ـ في سياق مكافحة الإرهاب، اقترح الجانب التركي على الجانب السوري إنشاء نظام من شأنه تمكين المراقبة الامنية من تحسين إجراءاتها وفاعليتها. وذكّر الجانب السوري بأنّه سيقدّم الإقتراح إلى سلطاته للحصول على موافقة ، وسيقوم بالرد في اقرب وقت ممكن. د) ـ اتفق الجانبان ،التركي والسوري، ويتوقّف ذلك على الحصول على موافقة لبنان، على توليّ قضية مكافحة حزب العمال الكردستاني الإرهابي في إطار ثلاثي[أخذا بعين الاعتبار أن ّالجيش السوري كان لم يزل في لبنان ، وكان حزب العمال يقيم معسكرات له في منطقة البقاع اللبناني الخاضعة لنفوذ الجيش السوري]. هـ)ـ يلزم الجانب السوري نفسه بإتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ النقاط المذكورة في "محضر الإجتماع" هذا وتحقيق نتائج ملموسة.
أضنة، 20 أكتوبر، 1998 الملحق رقم 1: عن الوفد التركي السفير أوعور زيال عن الوفد السوري: اللواء عدنان بدر الحسن وزارة الشؤون الخارجية رئيس شعبة الأمن السياسي نائب وكيل الوزارة.
الملحق رقم 2 : مطالب تركيا المحدّدة من سوريا من أجل تطبيع علاقاتنا، نتوقّع من سوريا الإلتزام بالقواعد والمبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. وفي هذا الصدد، ينبغي تحقيق المطالب المحدّدة التالية: 1ـ نظرا لحقيقة أنّ العلاقات التركية السورية كانت قد تضرّرت بشكل جدي بسبب الدّعم السوري للإرهاب، نريد من سوريا القبول رسميا بالتزاماتها والتخلي عن موقفها السّابق بشأن هذه المسألة. ويجب أن تشمل هذه الالتزامات تعهداً رسمياً بعدم منح الإرهابيين الدعم، أو الملاذ أوالمساعدة المالية. وينبغي أيضا على سوريا محاكمة مجرمي حزب العمال الكردستاني وتسليمهم إلى تركيا، بما في ذلك زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان ومعاونوه [ كانت سوريا أبعدت أوجلان قبل توجه عدنان بدر حسن إلى تركيا ، وقد تلقت السلطات التركية إشعارا من موسكو بوصوله فعلا إلى أراضيها]. 2ـ في هذا الإطار، يجب على سوريا : ـ أن لا تسمح لمخيمات تدريب الإرهابيين بالعمل على الأراضي الواقعة تحت سيطرتها؛ ـ أن لا تزود حزب العمال الكردستاني بالأسلحة والمواد اللوجستية؛ ـ أن لا تزود أعضاء حزب العمال الكردستاني بوثائق هوية مزورة؛ ـ أن لا تساعد الإرهابيين على الدخول القانوني والتسلّل إلى تركيا؛ ـ أن لا ترخّص الأنشطة الترويجية [ الدعائية] للمنظمة الإرهابية [ المذكورة]؛ ـ أن لا تسمح لأعضاء حزب العمال الكردستاني بإنشاء وتشغيل مقرّات على أراضيها؛ ـ أن لا تسهّل عبور الإرهابيين من دول ثالثة (أوروبا، اليونان، قبرص الجنوبية، إيران، ليبيا، أرمينيا) إلى شمال العراق وتركيا. 3ـ التعاون في جميع الأنشطة الرامية إلى مكافحة الإرهاب. 4ـ الامتناع عن تحريض البلدان الأخرى الأعضاء في جامعة الدول العربية ضد تركيا. 5ـ في ضوء ما سبق، وما لم توقف سوريا هذه الأعمال فوراً، مع كل العواقب، تحتفظ تركيا بحّقها في ممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، وتحت كل الظروف للمطالبة بتعويض عادل عن الخسائر في الأرواح والممتلكات. في الواقع، نقلت هذه الآراء إلى سوريا من خلال القنوات الدبلوماسية في 23 كانون الثاني / يناير 1996. ومع ذلك، فقد قوبلت تحذيراتنا بآذان صماء. الملحق رقم 3 اعتبارا من الآن ، يعتبر الطرفان أنّ الخلافات الحدودية بينهما منتهية ، وأنّ أيا منهما ليس له أيّة مطالب أو حقوق مستحقة في أراضي الطرف الآخر. الملحق رقم 4 يفهم الجانب السوري أنّ إخفاقه في اتخاذ التدابير والواجبات الأمنية ، المنصوص عليها في هذا الاتفاق ، يعطي تركيا الحق في اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية اللازمة داخل الأراضي السورية حتى عمق 5 كم. (انتهى). ------------------------------------
10. المسألة الكردية : الإستخدام والخذلان - مجلة الآداب- بيروت- عدد كانون ثاني2019
- محمد سيد رصاص -
1 - ظهرت الملامح الأولى للمسألة الكردية مع بدء نشوء الدولة الحديثة في الدول الأربع ( تركية- ايران- العراق- سوريا)التي وجد بها الأكراد بدءاً من عشرينيات القرن العشرين:كان اندلاعها أواشتعالها أولاً في تركية (1925،1930،1937،1984)ثم ايران(1946،1979،2004)،والعراق(1961،1974،1991،2003)وأخيراً سوريا(2004،2012)،تعبيراً زمنياً يعكس قوّة المسألة الكردية في تركية حيث الوجود الكردي الأكبر رغم انقطاع نصف قرن بين سحق مصطفى كمال أتاتورك لتمرد (ديرسيم)عام1937وبداية تمرّد حزب العمال الكردستاني عام1984،وقد كان التدّرج الزماني لظهور المسألة الكردية يعكس نسب قوتها في البقع الجغرافية الأربع،حيث كانت ايران الثانية عام1946بعد تركية مع تأسيس جمهورية مهاباد الكردية بدعم سوفياتي ثم كان تمرّد الشيخ عزالدين حسيني في آذار1979على الخميني هو أقوى تمّرد داخلي شهدته حتى الآن ايران مابعد11شباط1979.في العراق ظهرت المسألة الكردية مع تمرّد الملاّ مصطفى البرزاني عام1961.في سوريا أعلنت المسألة الكردية عن نفسها في آذار 2004مع أحداث مدينة القامشلي. يمكن للديموغرافيا (التركيب السكّاني)أن تتكلّم هنا:(تركية:الأكراد20%،ايران:7%،العراق:15%،سوريا:7%) ،ولوأن المسألة الكردية الايرانية ،وعلى الأرجح، تأتي قوتها من واقع أنّها هي مركّبة حيث يعاني الأكراد من اضطهاد على شقّين :قومي(فارسي- كردي)ومذهبي(شيعي- سني)،فيما تعطي الجغرافية لهم قوة من حيث تركزّهم في منطقة واحدة،وهذا مايضعف الأكراد السوريين حيث هم في حالة توزّع جغرافي ولايشكلون حتّى أغلبية محافظة واحدة من المحافظات السورية،بمافيها محافظة الحسكة، حتّى مع حساب المحرومين من الجنسية السورية وذريتهم في احصاء عام1962. المفارقة هنا أنّ ظهور المسألة الكردية قد كان مع تمرّد الشيخ سعيد بيران في تركية في آذار1925الذي كان تمرّده تحت شعار إعادة نظام(الخلافة الاسلامية)الذي كان قد ألغاه مصطفى كمال أتاتورك قبل سنة من تمرّد الشيخ سعيد.كانت القاعدة الاجتماعية للتمرّد الذي حصل في منطقة ديار بكر كردية الطابع ضد مؤسس القومية التركية الحديثة التي ارتبطت مع أتاتورك بنزعة التغريب . في تمرّدات محافظة آغري عام1930وفي منطقة ديرسيم(لاحقاً محافظة تونجلي)عام1937كانت القومية الكردية بمواجهة صريحة مع أتاتورك، بينما في تمرّد15آب1984خلط عبد الله أوجلان القومية الكردية مع الماركسية ثم عاد مع سجنه عام1999لكي يقدّم كرديته من خلال سيلوفان نظرية(الأمة الديمقراطية).في العراق كان الحزب الشيوعي العراقي أقوى في الوسط الكردي من الحزب الديمقراطي الكردستاني حتى بداية تمرّد زعيم هذا الحزب ،أي الملاّ البرزاني، في أيلول1961. في سوريا كان الحزب الشيوعي السوري أقوى تنظيم سياسي في الوسط الكردي السوري حتى ثمانينيات القرن العشرين،ثمّ جاءت الأحزاب الكردية القومية المحليّة لكي تحلّ محلّه هناك. - 2 - ظهور المسألة الكردية في البلدان الأربعة يعبّر عن مشكلة حقيقية موجودة في هذه البلدان:شعور أبناء قومية (أوإثنية)،هي في حالة أقليّة عددياً،بأنّهم في حالة نقص بالحقوق السياسية- الثقافية بالقياس للمواطنين الآخرين من أبناء الأكثرية القومية،بحيث يشعرون باللامساواة. شعر الأكراد في البلدان الأربعة بأنّ الهويّة القومية للبلدان الأربعة لاتعبّر عنهم بل تعبّر فقط عن الأكثرية القومية.عندما قدّم الخميني (الاسلام) بعد وصوله للسلطة في 11شباط1979كهوية جامعة للشعوب الايرانية ،بخلاق القومية الشوفينية الفارسية عند الشاه،كان التمرّد الكردي هو أولّ جواب ضده ومن قبل شيخ كردي سني معمّم، وقد كانت هذه طلقة مزدوجة:كردية- سنية ، موجّهة ضد رجل دين شيعي من أصل فارسي، من قبل ذلك الشيخ الكردي- السني الذي كان حتى يوم11شباط1979مشاركاً بفعاليّة مع الخميني في جهد الإطاحة بنظام الشاه وفي حالة تحالف أوتلاقي معه في ذلك. بعض الأكراد يطرح أمام حالة (اللامساواة)طرقاً لحل هذه المسألة:(الإنفصال وتشكيل دولة كردية في البلدان الأربعة أوفي احداها،الحكم الذاتي،الإدارة الذاتية،الفيدرالية،الأمة الديمقراطية التي تكون بها الديمقراطية هي الرابط بين قوميات البلد الذي تؤّلف الديمقراطية أمته وليس الهوية القومية في اتّحاد طوعي عابر للقوميات والإثنيات). عند الأكثريات القومية في البلدان الأربعة مازال في وضع الأقلية من يقبل بتلك الطروحات الكردية بتنوعها،على مستوى القوى السياسية وعلى مستوى المجتمع،وقد لوحظ في سوريا أنّه عند طرح مشروع (الفيدرالية) في آذار2016كان هناك اجتماع ضد هذا المشروع من قبل السلطة السورية ومن قبل فصيلي المعارضة السورية الرئيسيين: (الائتلاف)و(هيئة التنسيق)،ولم تكن هناك أيّ قوة سياسية سورية معتبرة في وضعية التأييد لهذا المشروع باستثناء القوى والشخصيات التي جمعها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني،أي حزب الاتحاد الديمقراطي،حوله في (مجلس سوريا الديمقراطية) المؤسس بيوم10كانون أول2015في مدينة المالكية كرد على استثناء هذا الحزب - بتوافق أميركي تركي- من الدعوة لمؤتمر الرياض لقوى المعارضة السورية 8-10كانون أول2015( يجب التسجيل، هنا ، بأن هيثم مناع قد استقال من رئاسة المجلس احتجاجاً على اعلان مشروع الفيدرالية). على الصعيدين الدولي والاقليمي كان التعامل مع (المسألة الكردية)لايتجاوز حدود استخدام هذه المسألة للضغط على احدى العواصم الأربعة من أجل قضايا تتجاوزالأكراد:استخدام تمرّد الملاّ البرزاني في أيلول1961للضغط نحو اسقاط حكم عبدالكريم قاسم بعد أن لامس المحرمات الموضوعة أمام حاكم العراق،أي الكويت وشركة نفط العراق- استخدام الملاّ البرزاني في تمرّد1974-1975من أجل اجبار العراق على التوقيع على اتفاقية تقاسم مياه شط العرب مقابل تخلّي شاه ايران عن دعم الأكراد- استخدام السلطة السورية لتمّرد عبدالله أوجلان للضغط على تركية في مسألة مياه الفرات بالفترة الواقعة بين عامي1984و1998- استخدام واشنطن لحزبي مسعود البرزاني وجلال الطالباني للضغط باتجاه تمهيد الطريق نحو اسقاط حكم صدام حسين في فترة مابعد حرب1991- استخدام واشنطن لحزب الاتحاد الديمقراطي بدءاً من أيلول2014وحتى كانون أول2018أولاً من أجل محاربة داعش، ثمّ من أجل أن يكون غطاءاً محلياً لقواعد أميركية عسكرية في سوريا ومن أجل هدف ثالث هو الضغط الأميركي على تركية التي دخلت بتوتر مع واشنطن منذ تخلي الأخيرة عن زواجها القصير الأجل مع (الاخوان المسلمون)بدءاً من انقلاب عبد الفتاح السيسي على محمد مرسي بيوم3يوليو2013.هناك حالتين خاصتين:الأولى حالة ستالين عام1946عندما دعم قيام جمهورية انفصالية كردية بايران مستغلاًّ وجود الجيش الأحمر هناك وفقاً لاتفاق عقد أثناء الحرب بين ستالين وتشرشل،ثم سحب الدعم السوفياتي عنها عندما قايض ستالين سكوت الغرب عن السيطرة السوفياتية على بولندة مقابل انسحاب القوات السوفياتية من ايران.الحالة الثانية هي الحالة الاسرائيلية في دعم الملا مصطفى البرزاني بفترة تمرّده 1961 -1970 حيث بدأ التواصل بينه وبين تل أبيب منذ شهر تشرين ثاني1963عبر السفارة الاسرائيلية بباريس ثم تطوّر هذا الدعم عبر رئيس الموساد مائير عميت (1963-1968) ، وعلى الأرجح أن هذا الدعم الاسرائيلي يتجاوز بأهدافه اضعاف بغداد نحو هدف عاصمة الدولة العبرية باتجاه تغيير خرائط دول المنطقة. هنا،لم يكن هناك أي وسواس عند القيادات الكردية المختلفة،من الملّا البرزاني وصولاً حتى "يساريي" أعضاء حزب عبدالله أوجلان وفروعه في سوريا أوايران(حزب PJAK:حزب الحياة الحرة لكردستان،وهناك أدلّة كثيرة منذ بدء نشاطه العسكري عام2004ضد طهران على تعاون من قبل هذا الحزب مع واشنطن وتل أبيب)،تجاه التعامل مع أي طرف مهما كان ،مادام هو في ظنهم يمكن أن يساعد في تحقيق الهدف.في المحصلة الأخيرة كان هناك استخدام للأكراد وليس العكس،بدءاً من مهاباد1946وصولاً للملاّ البرزاني بتمرّدي1961-1970و1974-1975وانتهاءاً ب "طعنة الخنجر"التي وصفت بها (قوات سوريا الديمقراطية) قرار دونالد ترامب المتخذ يوم19كانون أول2018 بالانسحاب العسكري الأميركي من سورية . - 3 - منذ فشل استفتاء25أيلول2017الذي دعا إليه مسعود البرزاني من أجل"تقرير مصير"شمال العراق،وماتبعه بالشهر التالي من فقدان الأكراد للسيطرة على مدينة كركوك التي أسماها مسعود البرزاني ب"قدس الأكراد"على خطى "قدس اليهود"عند أصدقاء والده،هناك بدء انحسار للمد الكردي الذي عمُ البلدان الأربعة . كان بدء المد الكردي في عموم البلدان الأربعة قد أتى بقوة دفع غزو خارجي هو الغزو الأميركي للعراق عام2003.أول ماترجم هذا المد في إربيل والسليمانية،ثم في قامشلي12آذار2004،ثم في بدء العمل العسكري لحزب pjak في ايران عام2004،وأخيراً في عودة قوة حزب العمال الكردستاني منذ عام2005في تركية بعد ست سنوات من اعتقال أوجلان.في سوريا2011-2018استطاع أتباع عبدالله أوجلان السوريون تحصيل قوة في مسار الأزمة السورية،عبر استغلال الدعم الأميركي،فاقت الحجم الديموغرافي للأكراد السوريين،بحيث امتلك هؤلاء فائض قوة تفوق حجمهم وبحيث تعذّر استثمارها لأن الحامل أضعف من المحمول،وهو أمر ملموس الآن بعد قرار ترامب بالانسحاب،حيث من الواضح الآن أنذ هؤلاء الذين أدخلوا سوريا والسوريين في صراع تركي- تركي قد أصبحوا ضحيّة للعبة قوى دولية واقليمية لايستطيعون فيها جعل رأسهم فوق الماء. - 4 - ربما تكون عملية بدء انحسار المد الكردي منصّة ملائمة من أجل حل (المسألة الكردية) ،إن لم يكن في البلدان الأربعة،فعلى الأقل في العراق وسوريا،حيث من الواضح أنّ القوى الكردية الرئيسية بالبلدين العربيين قد ارتطمت بالحائط. بالتأكيد أنّ (علي الكيماوي) ليس مطروحاً عند العرب،ولكن بالمقابل أنّ مد اليد لخارج نوافذ البيت،استعانة بالغريب على أهل الدار،لم يعد ممكناً التسامح تجاهه .من الواضح أنّ (لاخرائط جديدة) في الشرق الأوسط من اسطنبول إلى عدن ومن بيروت حتى اسلام آباد،ولوكان هناك خرائط جديدة عند أصحاب القرار الدولي، كماكان الأمر في فترة1916-1918،لكان نجح استفتاء 25أيلول2017وكان تحوّل إلى أمر واقع بنتائجه،بدلاً من ترك الغربيين، الأميركان والأوروبيون، مسعود البرزاني يتجرّع كأس الخذلان مثلما حصل لوالده يوم6آذار1975عند توقيع شاه ايران وصدام حسين (اتفاقية الجزائر).
---------------------------------------------------------------------------------------------------- 11. مأمون خليفة: من الفيسبوك شهادة ملك تلخص كل الحكاية
“ بن رودس”، الذي خدم باراك أوباما مستشارا لشؤون الأمن القومي الأميركي، وكاتبا للخطابات الرئاسية من البداية إلى النهاية، أصدر مؤخرا كتابا جديدا، يظهر الرئيس الذي خدمه ، ذكيًا ، ودودًا ، جذابًا، ومبدئيًا. الكتاب الذي أتى تحت عنوان : ”العالم كما هو”، يأتي أقرب الى قصة كلاسيكية قادمة عبر الزمن، حوّل الرّحلة من المثالية إلى الواقعية، مع الصراحة والوضوح. إنّه باختصار ليس كتاب سياسات ثقيل. في ”العالم كما هو”، هناك الكثير من الحكايات، لكنها تضيء بدلا من أن تثير الفضائح. إنه قصّة عن كيفية تقدّم الكاتب (رودس) من عالم المثالية، إلى رؤية أكثر دقّة. يلفت الكاتب في مذكراته ، الى أنّ العقيدة الأساسية التي اتّبعها (أوباما) للسياسة الخارجية الأمريكية وكان يرى بأنّها المناسبة في العصر الحديث ، هي قاعدة الفيلسوف (أبقراط ) : أولاً ، لا تضر ، بحيث اعتمد أوباما للوصول الى هذه النتيجة الواضحة والعامية ، إعادة صياغة مفهوم :”لا تفعل أشياء غبية “. ووفق “رودس” ، فقد كان سلفه (أوباما) ، جورج دبليو بوش ، قد ارتكب واحدة من أسوأ الأخطاء في تاريخ الولايات المتحدة ، حين ذهب إلى الحرب في العراق ، بينما كانت مهمّة أوباما ، التي قادت إلى منصبه ،هي تصحيح العلاقات مع الحلفاء الذين لم يوافقوا على الحرب ، وأيضاً مع العالم الإسلامي ، الذي اعتبر الحرب على العراق آخر عمل للإمبريالية الغربية. يذكر رودس في كتابه أنّ الرئيس باراك أوباما يكره العرب بشكل غريب، وكان دائماً يردّد أمام مستشاريه أنّ العرب ليس عندهم مبدأ أو حضارة، وأنّهم متخلفون وبدو. وفي المقابل كان يتحدث عن إيران بود ظاهر وبإعجاب شديد بحضارتها. يؤكد "بن رودس" أنّ الرئيس أوباما بدأ يتواصل مع إيران منذ 2010 للتوصّل إلى اتفاق بشأن طموحاتها النووية. فعرضت إيران على إدارة أوباما التوقّف عن الأنشطة النووية لمدة عشرة سنوات، مقابل رفع العقوبات عنها وإطلاق يدها في الشرق العربي كلّه... و هذا ما حصل في النهاية. ويؤكد "بن رودس"أنّ إيران، ومنذ رفع العقوبات عنها، حصلت على مداخيل تزيد عن اربعمائة مليار دولار، ذهب منها ما يزيد على مائة مليار دولار لدعم تمدّدها في سوريا والعراق واليمن و لبنان وأفريقيا ودول المغرب. ومن اللافت جداً الفقرة التي تناول فيها "بن رودس" في هذا الكتاب انتخابات سنة 2010 في العراق. يشير رودس إلى أنّ أياد علاوي فاز في تلك الانتخابات. وهذا ما أزعج الإيرانيين كثيراً، لذلك هدّد الإيرانيون بوقف المفاوضات السرية، إذا ما صار علاوي رئيساً للوزراء في العراق، وطلبوا من أوباما بكل صراحة ووضوح أن يسهل ويدعم وصول المالكي إلى الحكم... وهذا ما كان. يقول "بن رودس": إنّ المالكي هو من أعطى الأمر بفتح السجون لكي يهرب عملاء ايران من تنظيم "القاعدة"، الذين أسندت لهم مهمة تأسيس "داعش". وأنّ المالكي هو من أمر الجيش بالهروب من الموصل عمداً وترك العتاد العسكري، الذي تزيد قيمته على عشرين مليار دولار. ويضيف في كتابه، أنّ المالكي الذي تقصّد إبقاء مبلغ ستمائة مليون دولار في فرع البنك المركزي في الموصل، وبهذا ساهم في إدخال ستمائة عنصر من داعش الى الموصل في عام 2014، وزوّدهم بما يلزمهم من أموال وعتاد، لكي يبدأ مسلسل داعش وإيران، وتتحرّك الأمور وفق ما يشتهيه حكّام طهران . يؤكد "بن رودس" أن أوباما كان على علم بأن إيران هي من يحرك "داعش"، وكان يغض الطرف عن ذلك، لأنّه كان يريد أن يختم عهده باتفاق يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. وفي سبيل هذا الهدف كان على استعداد لدفع أي ثمن... وهذا ما حصل في عام 2015. ويتحدث "بن رودس" في كتابه عن الضربة الكيماوية للغوطة في 2013 ، مشيرا إلى أّنّ أوباما استعمل "الخط الأحمر" ليس لكي يحمي السوريين من بطش النظام وحلفائه بل لكي تكون ورقة ضغط على إيران، يستخدمها عندما تهدد إيران بوقف المفاوضات السرية. وعندما حصل الهجوم الكيماوي على الغوطة في آب 2013، وهدد أوباما بضرب قوّات النظام، أرسلت له إيران على الفور رسالة تهدد فيها بالانسحاب من المفاوضات. يؤكد "بن رودس" أنّه بعد توقيع الاتفاق النووي مع إيران في 14تموز2015، أوعز أوباما لمساعديه بأنّ لا يذكروا أمامه أي شيء عن الملف السوري، وقال بالحرف الواحد : "تم إنجاز المهمة".
____________________________
12. من النظم والمذاهب الاقتصادية الليبرالية
منذ القدم وحتى يومنا الحاضر، عمل الإنسان على مواجهة المشكلة الاقتصادية بشكل يتماشى مع تطور البيئية المعيشية ومتطلباتها، التي هي أساسا دفعت بالاقتصاد كواقع مادي وعلم مجرّد على الظهور. وكلّما انتقل الإنسان من مرحلة تاريخية إلى أخرى، تتطوّر معه طبيعة حاجياته وطرق تلبيتها وتبعا لذلك أنتجت لنا كل مرحلة تاريخية نظاما اقتصاديا معينا يختلف عن النظام الاقتصادي الذي يليه. والنظام الاقتصادي ،هو مجموعة من العلاقات الاقتصادية والقانونية والاجتماعية التي تحكم سير الحياة الاقتصادية في مجتمع ما في زمان بعينه، ويركّز النظام الاقتصادي على مجموعة العلاقات والقواعد والأسس التي تحكم التفاعل البشري. ومن تلك النظم.... الرأسمالية: إنّ الرأسمالية مرحلة تلت النظام الحرفي ابتداءً من القرن السادس عشر، وقد كانت في مرحلتها الأولى "رأسمالية تجارية" نظراً لسيطرة رأس المال التجاري على مجمل النشاط الاقتصادي، ثمّ حدث بعد ذلك تطوّرات هامّة أدّت إلى سيطرة الصناعة ورأس المال الصناعي على النشاط الاقتصادي فتحولت إلى رأس مالية صناعية، وفي مرحلة ثالثة يؤّرخ لها بالربع الأخير من القرن التاسع عشر تحوذلت الرأسمالية إلى رأسمالية "مالية" حينما أصبح رأس المال المالي يتداخل مع رأس المال الصناعي ومع رأس المال المصرفي الذي أصبح رأس المال المسيطر.
وللنظام الرأسمالي خصائص وطرق تتجلّى بعدة أمور أساسية مثل "الإيديولوجية (الليبرالية والفردية)" و الإيديولوجية تعبّر عن الأساس الفكري للنظام الاقتصادي، وتفسّر الكثير من وظائفه وخصائصه وطريقة أدائه و الإيديولوجية هنا متعددة ومستمدة من مصادر متنوعة، والمصدر الأوّل يتمثّل في الطبيعة أو القانون الطبيعي كما عبّر عنه مونتسيكو الذي يتفوّق على أيّة قانون وضعي، وهو أيضا ما عبّر عنه آدم سميث بعد فترة زمنية بالأيدي الخفيّة التي تنظّم الحياة الاقتصادية كما تنظّم الحياة السياسية أو الاجتماعية وبطريقة تلقائية، فالإنسان يعتمد على العقل والتفكير المنطقي والذي يقود سلوكه في تصرفاته فلا بد أن يكون هذا الإنسان حرّاً وبذلك تكون الليبرالية هي المصدر الثالث للإيديولوجية الرأس مالية والنتيجة الطبيعية للفلسفة الليبرالية هي الفرد، والتي تعتبر المصدر الرابع للإيديولوجية الرأسمالية فيجب أن يُنظر إلى المصلحة الشخصية بوصفها العنصر الأساسي في التقدّم وهي الفكرة التي طورها آدم سميث بقوله "إن من يعمل للمصلحة الشخصية في نفس الوقت يعمل لمصلحة المجتمع" وترتبط بالفردية النفعية باعتبارها المصدر الخامس للإيديولوجية الرأسمالية، التي أثّرت كثيراً في النظرة والقيم الشخصية التي تقود السلوك الإنساني في المرحلة المتقدّمة من في النظام الرأسمالي _المدرسة الحديثة ومدرسة المنفعة_ فكل فرد يعمل لمصلحته الخاصة ويسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المنفعة أو المكسب فالمنفعة هنا شخصيّة وتعبّر عن علاقة بين الفرد والنشاط الاقتصادي وترتبط بالتقدير الشخصي. ويذكر أيضاً من الخصائص الأساسية في الرأسمالية: الهدف(الربح) إن علم الاقتصاد من وجهة النظر البنائية ترتبط قوانينه بمعان وضعيّة تتمثل في قوى وعلاقات الإنتاج بالإضافة إلى معان غائية تتمثل في الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها عناصر الإنتاج والفئات ذات المصلحة في توزيع الناتج الاجتماعي وبالنسبة للنظام الرأسمالي فإنّ الغايّة منه تتبع من العقلية الفردية وتقرن بالنواحي السيكولوجية لذاتية الفرد من حيث الرغبة والسعي نحو تحقيق الحدّ الأقصى من الأرباح ففي مرحلة الإنتاج يعمل المشروع الاقتصادي في إطار المعادلة البسيطة نقود_بضاعة_نقود حيث تجمع وتستخدم الأموال في سبيل إنتاج السلع في السّوق والفرق بين التكلفة والإيراد يمثّل الرّبح النقدي فالربح النقدي هو المعيار الذي نحكم به على كفاءة المشروع الرأس مالي وحسن أدائه وعلى إمكانياته المستقبلية لزيادة الإنتاج وتوسيعه. ولأجل المحافظة على الأرباح وزيادتها تمّت تغيرات بنائية ضخمة في هياكل المشروعات أدّى إلى تحويل هيكل المشروعات من المشروعات المتنافسة إلى المشروعات الاحتكارية لأنّ تعظيم الربح يستدعي أن يتمتّع المشروع بمزايا احتكارية تمكّنه من التحكّم في الإنتاج والأسعار والأسواق وفي مرحلة الاستهلاك يختار الفرد السلعة ويحدّد كميتها بطريقة تحقّق من وجهة نظر أكبر قدر ممكن من الإشباع وهو يقارن هذا الكسب النفسي بالتضحية التي يقدّمها في مقابلها من خلال النقود التي يدفعها ثمناً للسلعة. و من الخصائص أيضاً الوسيلة التي هي (الملكية الخاصّة لوسائل الإنتاج): إن ملكية وسائل الإنتاج تنتمي إلى هؤلاء القادرين على حيازتها ،وبمعنى أكثر اتّساعاً تكون قوى الإنتاج المادية مملوكة للأفراد، فرأس المال للرأسماليين والمنظمين، والمواد الأوليّة ومواد الطبيعة لأصحابها، والأرض للفلاحين وقوى العمل للعمال، وكلّ منهم يقدّم ما يملكه للآخر لإتمام عملية الإنتاج مقابل ثمن معين، والعنصر الأساسي في عملية الإنتاج هي وسائل الإنتاج المادية (الأجهزة والآلات والمصانع) ،وهؤلاء هم الذين يقومون بتنظيم وتجميع الجهود لإنجاز الإنتاج ،متعاونين مع قوى العمل، مقابل ثمن، ومن ثمّ تنشأ بجانب علاقاتي الإنتاج الفنية علاقات إنتاج قانونية واجتماعية، فالأساس القانوني للنظام الرأسمالي يتمثّل في حق الملكية ويترتّب على ذلك تفرقة اجتماعية ضخمة، فعلاقة العمال بالمشروع هي علاقة تعاقدية هامشية ليس فيها مفهوم الانتماء، أمّا علاقة الرأس مالي أو المنظم بالمشروع فهي علاقة انتماء حقيقي أساسها الملكية ،ويترتّب على ذلك بروز طبقتين اجتماعيتين على مستوى الجماعة الكلية _طبقة العمال والأجراء_ ويقدمون قوة عملهم مقابل أجر يحصلون عليه من طبقة الرأس ماليون، والذين يجمعون عناصر الإنتاج ويسيطرون ويحصلون على نتيجة النشاط الاقتصادي (الأرباح) فرأس المال هو علاقة اجتماعية ،مؤداها تمكين طبقة في المجتمع تختص بالفائض الاقتصادي، و استبعاد غير المالكين وتحويلهم إلى إجراء ، فالعمل يصبح سلعة تبادل لها ثمن، والدولة في إطار هذا التعاقد يقتصر دورها على تحقيق التوازن بين الطبقتين، ولا تتدّخل في الحياة الاقتصادية، ولكنها ملزمة في تأمين الحماية لحق الملكية بالنسبة للرأسمالي،وحماية التعاقد بالنسبة للعامل ، ولمواجهة تطور الحياة الاقتصادية، والاجتماعية وتجنب الأزمات والبطالة في النظام الرأسمالي، تدخلت الدولة في مجال الملكية الخاصّة لوسائل الإنتاج ،فأصبحت تشارك في ملكية وسائل الإنتاج (الاقتصاد المختلط)، أو تأميم المشروعات وإقامة المشروعات العامة التي تكون ملك للدولة، ولكن هذه المشروعات في النظام الرأس مالي لا تعبّر إلاّ عن تغيير في شكل الملكية دون أي تغيير يذكر في علاقة الإنتاج. و من الخصائص الأساسية في الرأسمالية أيضاً الميكانيزم أو الأداء (اقتصاد السوق أو الأداء التلقائي للنظام الرأسمالي): عملية الإنتاج والتوزيع في النظام الرأسمالي تتم بطريقة طبيعية وتلقائية من خلال جهاز الثمن عن طريق قوى السوق، والفكرتان مكتملتان فالثمن هو الذي يغلّب الدور الرئيسي في عملية تخصيص وتوزيع المواد (بشرية ومادية) بين الاستخدامات المختلفة، ولكن هذا الثمن إنما يتكون ويقوم بوظائف من خلال السوق فالمشكلة الاقتصادية وكذلك الحلول الخاصّة لها سواء بالنسبة للفرد المستهلك أو المشروع المنتج تنحصر في موضوعي الندرة والمنفعة، ويقصد بالندرة الموازنة بين الحاجات المتعددة والموارد المحدودة أمّا المنفعة تتمثّل في صياغة القواعد التي تحقّق للمشروع أو الفرد للحصول على المستوى الأمثل أي قيام حساب بين الفرص المتاحة، فالاقتصاد الحر يؤسس على عناصر فردية وسيكولوجية ولكن هذا الأساس والذي يمثل مجرد رغبة فيجب أن يتحوّل إلى فعل لكي تتم عملية الإنتاج والتوزيع، أي يتحدّد من خلال عنصر موضوعي ،يتمثّل في وصف وتفسير الاختيار الذي يسبق توزيع الوقت والقوى والمواد التي يحوزها الإنسان، لكي يحقق أهدافه من حيث تحقيق أهدافه ومن حيث تحقيق الاختيار الأمثل. فالنظام الاقتصادي الرأس مالي يعمل من خلال جهاز هو (ميكانزم الأثمان) وهو يقوم بعملية تلاقي وتنظيم تصرفات الوحدات الجزئية ويستخدم قيم لتخصيص المبادلة لأجل إنجاز عمليات الإنتاج والتوزيع في المجتمع فالمنتج يحصل على عناصر الإنتاج مقابل ثمن وهو يبيع أيضاً منتجاته في الأسواق مقابل ثمن معين. والمستهلك يقدّم قوّة عمله من أجل الحصول على دخل أو ثمن هو الأجر، وهو يحصل على احتياجاته من الأسواق من السلع الاستهلاكية لغرض إشباع احتياجاته مقابل ثمن، وهذه القيم أو الأثمان تتمثّل في الأثمان النسبية ،أو الحقيقية المطلقة، أو النقدية ،والأخيرة تعبّر عن علاقة السلعة بوحدات النقد أما الأولى (الأسعار النسبية) تتعلّق بقيمة مبادلة كل سلعة بالسلع الأخرى وهي التي ترتبط أساساً بفكرة الاختيار، ويترتب عليها توزيع الموارد الاقتصادية بين مختلف فروع النشاط الاقتصادي من جهة،وتوزيع الدخول بين العناصر المشتركة في الإنتاج من جهة أخرى، وإذا كان النظام الاقتصادي الرأسمالي يعمل من خلال ميكانزم الأثمان وعلى أساس استخدام قانون القيمة ،فإن الثمن يتكون ويقوم بوظائف في السوق، فالسوق هو مركز تلاقي وتوافق قوى العرض والطلب، وهو المكان والزمان لوقوع الحدث وهو الذي تقدّم أو تشتري في نطاقه عناصر الإنتاج وتحدّد فيه الأثمان كمقياس لقيم المبادلة فالمشروع يعمل لأجل السوق ويشتري عناصر الإنتاج وفيه يبيع منتجاته ويحصل المستهلك على السلع التي يحتاجها لإشباعه من السوق.
إنّ النظام الرأسمالي نظام طبيعي ،يعمل وفقاً للغريزة ،ودون أي تدخل ويتجاوز الإرادات الفردية،كما يروه منظرو الرأسمالي، أي يعمل بطريقة تلقائية على تنظيم علاقات الإنتاج والتوزيع وتداول الإنتاج عن طريق نظام الأثمان، ومن خلال الأسواق وتعد تلك هي الطريقة لأداء النظام الرأسمالي. ----------------------------------------------------------------------------------------------
13. ترتيب الدول بحسب الناتج المحلي الإجمالي وفقاً لصندوق النقد الدولي تصنيف شهر تشرين الأول/اكتوبر ٢٠١٨:
الناتج المحلي الإجمالي (مليون دولار) الدولة الترتيب ٢٠,٥١٣,٠٠٠(20تريليون دولار و513مليار) الولايات المتحدة الأمريكية ١ ١٣,٤٥٧,٢٦٧ الصين ٢ ٥,٠٧٠,٦٢٦ اليابان ٣ ٤,٠٢٩,١٤٠ ألمانيا ٤ ٢,٨٠٨,٨٩٩ بريطانيا ٥ ٢,٧٩٤,٦٩٦ فرنسا ٦ ٢,٦٨٩,٩٩٢ الهند ٧ ٢,٠٨٦,٩١١ إيطاليا ٨ ١,٩٠٩,٣٨٦ البرازيل ٩ ١,٧٣٣,٧٠٦ كندا ١٠ ١,٦٥٥,٦٠٨ كوريا الجنوبية ١١ ١,٥٧٦,٤٨٨ روسيا ١٢ ١,٤٣٧,٠٤٧ اسبانيا ١٣ ١,٤٢٧,٧٦٧ استراليا ١٤ ١,١٩٩,٢٦٤ المكسيك ١٥ ١,٠٠٥,٢٦٨ اندونيسيا ١٦ ٩٠٩,٨٨٧(909مليار و877مليون دولار) هولندا ١٧ ٧٦٩,٨٧٨ السعودية ١٨ ٧١٣,٥١٣ تركيا ١٩ ٧٠٩,١١٨ سويسرا ٢٠
___________________
زوروا صفحتنا على الفايسبوك للاطلاع و الاقتراحات على الرابط التالي http://www.facebook.com/1509678585952833- /الحزب-الشيوعي-السوري-المكتب-السياسي موقع الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي على الإنترنت: www.scppb.org
موقع الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي على (الحوار المتمدن): www.ahewar.org/m.asp?i=9135
#الحزب_الشيوعي_السوري_-_المكتب_السياسي (هاشتاغ)
The_Syrian_Communist_Party-polit_Bureau#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسار- العدد (24) – كانون ثاني /يناير 2019
-
رسالة تضامن مع انتفاضة الشعب السوداني والحزب الشيوعي السودان
...
-
المسار- العدد 23
-
الرؤية سياسية المعتمدة من اللجنة التحضيرية لتشكيل الجبهة الو
...
-
بيان إشهار (الجبهة الوطنية الديمقراطية /القطب الديمقراطي)
-
المسار- العدد 22
-
المسار- العدد (21)
-
سلامة كيلة.. وداعاً
-
المسار - العدد 20
-
المسار - العدد 19
-
المسار - العدد 18
-
المسار - العدد 17
-
المسار - العدد 16
-
المسار - العدد 15
-
17 نيسان تجدد معركة الاستقلال
-
المسار - العدد 14
-
المسار - العدد 13
-
المسار - العدد 12
-
استبيان حول جريدة المسار
-
المسار - العدد 11
المزيد.....
-
بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من
...
-
عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش
...
-
فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ
...
-
واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا
...
-
إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
-
هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
-
هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
-
-مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال
...
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|