أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - وجوه من الحياة...سي علي الاوجلي ...الشنه














المزيد.....

وجوه من الحياة...سي علي الاوجلي ...الشنه


عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6158 - 2019 / 2 / 27 - 20:19
المحور: سيرة ذاتية
    


وجوه من الحياة...سي علي الاوجلي ...الشنه



بقلم/ عبد السلام الزغيبي

هناك تفاصيل وأماكن ودلالات في كل زقاق وشارع وحي ومنطقة ومدينة، تبقى لها ذكريات وأثراً ووقعاً خاصاً على أهاليها وساكنيها تربطهم بذكريات وأحقاب زمنية تجعل هناك لغة تخاطب وود حينما أضحت تلك الأماكن جزء من مراحل حياتهم.
حكايتنا هذه المرة عن أحد الوجوه المعروفة في وسط لبلاد ، قدم من واحة جالو الى بنغازي رباية الذائح..التي احتضنته كما احتضنت كل من قدم اليها من شرق البلاد وغربها وجنوبها، وعاش في محيط كانت تسوده المحبة والطيبة والقناعة والجيرة الطيبة.
عمل في البداية في كوشة اعبيد الشاعري بشارع العقيب، حيث كان يوزع الخبز الطازج على البشكليطة المحملة بالخبز الموضوعة بقفة كبيرة جدا، لدكاكين شوارع لبلاد ويصل حتى منطقة جليانا، مارا بكوبري اللوح، متحملا مشقة الطريق مستمرا في توزيع الخبز، حتى انتهاء العجنة ( الرمية) الثالثة في ظهر كل يوم.دون كلل أو ملل..
ثم فتح محل بقالة بشارع طرابلس، كان يبيع فيها كل شئ، وعنم اممت التجارة وقفلت الدكاكين والحوانيت ، لم يفكر مثل غيره من اصحاب الدكاكين في المكوث في البيت مثل اصحاب المعاشات بل وجد له عملا يقتات منه في احدى الجمعيات التعاونية بشارع طرابلس التي انتشرت في مدينة بنغازي بعد تأميم التجارة في البلاد.. وفي مكان عمله الجديد، عمل باخلاص وتفان وساعد نفسه وساعد الاخرين... ثم عمل في مصرف الوحدة فرع الميدان حتى خرج عالمعاش..وتوفي قبل سنوات.
من اليبرة للصاروخ كان هو حال محل بقالة علي يوسف الاوجلي المشهور بـ" علي الشنة" لانه كان دائما يغطي رأسه بشنة حمراء ... تطلب أي تجده عنده...بقوليات في شوالات، بهارات، معلبات، عصائر، خبزة، يباري خياطة، خلالات، امشاط، شماعي، مساسيك دبش وشعر، مواد تنظيف، رز وزيت وسكر ودقيق، وسحلب، زيتون يوناني، جبنة حمرا، دحي، تن وسردين، مصاصات وحلوة شكار، شوكلاطة خمس قروش، ماستكة السبع، قازوزة بيبسي وميرندا، الى جانب اشهر ماركات الدخان( السجائر الاجنبية)، واتذكر جيدا عندما كان اخي سعد يرسلني لشراء علبة سجائر" فايسروي" وافشل في كرة مرة في نطق الاسم الصحيح للدخان، ويضحك عليا سي علي الاوجلي..
في دكان سي علي المولود في عام 1931، والمتوفي في عام 2012 تجد كذلك ، حليب الحكاكي وحليب طازج، صابون سوسي وصابون لوكس وتايد وبرسيل،اقلام وبرايات ومساحات..وغيرها مما يحتاجه البيت الليبي.
كل هذا الشئ وكل هذه البضاعة وزحمة الزبائن ويجد الوقت الكافي لعمل طاسة شاهي حمرا مربربة على كانون فحم كان موجودا في مخزن المحل المقابل تحت عمارة الشكماك، والذي يعتبر ملتقى اجتماعي يضم اهل المنطقة ومنهم، سالم اشطيب، يونس العبار، الصالحين بسيكري، هاشم العبار، حسني..وغيرهم من سكان الحي. يرتدون الملابس العربية، ويجلسون على قابيات صناديق خشب" لوح." .. يتبادلون الحكاوي والنكات فيما بينهم، ويطالعون وجوه المارة..
كان سي علي ، يهدرز مع الجميع ويبيع وويضحك ويطلق السخرية والنكتة ويتحرك كشاب في العشرين، وحافظ مكان كل شئ في المحل... حسابات المحل والتعامل بدقة وسرعة مع الزبون يحسده عليها اي طالب خريج اقتصاد وتجارة، رغم انه لم يدخل مدارس مثل غيره من أطفال ذاك الزمان الذين لم تتح له الفرصة أو الوقت أو الامكانيات لدخول مدرسة نظامية بل انخرطوا سريعا في سوق العمل، طلبا لتوفير لقمة عيش شريفة بعرق الجبين.
كان محل بقالة سي علي ( دكانه) في عمارة مصطفى التركي، يفتح على بابين، باب على شارع طرابلس، حيث توجد بقالة محمود الاوجلي، وبقالة سي محمد التركي، وسقارية" ورشة نجارة" ابراهيم، ومكوى" سي علي التركي" وباب اخر على شارع محمد موسى،حيث كوشة الصالحين، ودكان بيع الفحم والقاز" بوك علي"..
دكان..بضاعتة تحتل الأرفف والخزانات، بضاعة من الماضي تشكل علاماتها التجارية المميزة الاصلية، ذكريات تحمل عبق الطفولة والزمان القديم. ايام عشناها اعطتنا معنى وقيمة لوجودنا.



#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى فبراير.. الواقع المؤلم
- في مديح بنغازي..
- إكسارخيا معقل الفوضويين اللاسلطويين
- يا قايد عطينا إشارة....
- الغيطة...فن ليبي اصله افريقي
- تاريخ أسطوانات الأغاني الليبية
- سيدي حسين .. حي شعبي عريق في بنغازي
- أين تذهب هذا المساء ....سينما الحرية
- وجوه من الحياة...
- الغناي : عائلة العلم والأدب والرياضة...
- على هامش ذكرى 17 فبراير... بيت على الرمال...
- شعراء وزراء في العهد الملكي في ليبيا
- عسكر سوسة..بين الامس واليوم
- زردة في البكور...
- ضريح عمر المختار...متى يعود الى مكانه الاصلي؟؟
- عراسة في سيدي حسين..
- الزمار الاعمى الذي رأى كل شيء
- ليبيا بين العسكر والساسة
- المطبخ في بيوت بنغازي
- دف الطواجين...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد السلام الزغيبي - وجوه من الحياة...سي علي الاوجلي ...الشنه