أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - العرب والارهاب وحلم استعادة الخلافة البائدة ! 3















المزيد.....

العرب والارهاب وحلم استعادة الخلافة البائدة ! 3


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 6158 - 2019 / 2 / 27 - 17:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تكلمنا فى المقالين السابقين عن كيفية تحقيق الطموح المحمدى ، فى اقامة امبراطورية قريشية ، تدين بها كل العرب لقريش ، وتؤدى لهم بها الجزية العجم ، وسلطنا الضوء على القوى التى وظفت الأيديولوجية الدينية المحمدية ، لاخضاع وتطويع الشعوب التى تم احتلالها بقوة السلاح ، وحتى بعد انهيار الامبراطورية القريشية التى وضع لبناتها الأولى مؤسس الاسلام ، رأينا كيف تم استغلال نفس الأيديولوجية بواسطة الخلافة العثمانية ، لنهب ثروات الشعوب التى كانت تحت سيطرة الخلافة القريشية قبل سقوطها على أيدى المغول ! ونواصل فى هذا المقال كشف القوى التى تستغل نفس الأيديولوجية من أجل استعادة الخلافة البائدة !
ورغم أن الأيديولوجية الدينية المحمدية ، ليس لها ، فى زمننا هذا ، دولة تتبناها قلباً وقالباً فى شرائعها وأحكامها واستراتيجيتها العسكرية فى الغزو المباشر للشعوب واخضاعها لطقوسها وتعاليمها وشرائعها وتنظيراتها وأحكامها ، الا أنها لا تزال راسخة ومتحكمة فى الوجدان والعقل الجمعى للشعوب التى تمت أدلجتها بها ، عبر عشرات القرون الماضية ، مما يغرى العديد من القوى الاقليمية والدولية على تحشيد عوام وبسطاء المسلمين ( والصحيح فى رأيى المستسلمين ) ضد بعضها البعض ، ووصل الأمر الى تجنيد بعض القوى الاقليمية والدولية للتنظيمات والمليشيات الارهابية من الأصوليين المحمديين للحرب الى جانب هذه الأنظمة أو تلك ، ضد الأنظمة الأخرى المناوئة لها . وليس أدل على ماأقول من تجنيد الدول السنية لمئات الآلاف من الشباب المحمديين للقتال الى جانب التنظيمات الارهابية الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتى السابق فى أفغانستان ، بحجة الدفاع عن الاسلام فى بلاد الأفغان ضد السوفيت الشيوعيين الكفار ، بحسب البروباجندا التى تم ترويجها آنذاك بين الشباب المتطوعين للقتال فى تلك الحرب ، وماأعقب ذلك من نتائج كارثية ، لا يزال يعانى منها الشعب الأفغانى حتى يومنا هذا !
وكذلك مانراه من تجنيد الدول السنية لمئات الآلاف من الشباب الأصوليين للانخراط فى التنظيمات الارهابية للقتال ضد الدولة السورية ، من أجل الدفاع عن أهل السُنة من السوريين ، الذين يبيدهم نظام بشار الأسد ، بحسب مزاعم الأنظمة السُنية التى تجند وتمول وتسلح تلك التنظيمات الارهابية لاسقاط الدولة السورية ، ومانجم عن ذلك من تداعيات كارثية حلت بالشعب السورى على اختلاف انتماءاته الدينية والمذهبية والسياسة ! ملايين السوريين فقدوا كل مالديهم وتشردوا فى أوربا وأمريكا وغيرهما ! كما لا يمكننى - كمواطن مصرى – أن أغفل أو أتغافل عن الدور القذر لأجهزة الاستخبارات الغربية وبصفة خاصة البريطانية والأمريكية ، والذى لعبته ولازالت تلعبه تلك الأجهزة فى دعم تنظيم الاخوان الارهابى والجماعات الموالية له ، من أجل تدمير الدولة المصرية وتشريد شعبها ، لحساب قوى اقليمية فى الشرق الأوسط ، كما فعلت فى سوريا وليبيا والعراق !
ونأتى الى الدور الذى تلعبه بعض الأنظمة العربية – وأقول العربية وليست الأنظمة المُستعربة ، الناطقة شعوبها باللغة العربية كمصر أو غيرها من الدول التى كانت يوماً ما ، مجرد ولايات تابعة للخلافة العربية القريشية ثم للخلافة العثمانية بعدها - ؛ نأتى الى الدور المشبوه ، الذى تلعبه بعض الأنظمة العربية ، وخاصة النظامين السعودى والقطرى ، فى محاولاتهما ، استغلال الأيديولوجية الدينية المحمدية فى اعادة احياء ماكان يسمى بالخلافة الاسلامية . ورغم أن هدف النظامين واحد ، الا ان الوسائل والأدوات تختلف باختلاف الظروف والتحالفات الاقليمية والدولية لكلا النظامين ! النظام السعودى ينتهج سياسة الغزو والأدلجة باستخدام القوى الناعمة فى كل الدول التى كانت ولايات تابعة للخلافة القريشية ذات يوم ، باستثناء الدول ذات الأنظمة الموالية لشيعة ايران ، فتراه يمزج بين استخدام القوى الناعمة الى جانب المليشيات والتنظيمات الارهابية المسلحة ، كما فى الحالة السورية والتدخل العسكرى السافر كما فى الحالة اليمنية . أما النظام القطرى الطامح هو أيضاً الى اعادة احياء الخلافة تحت مسمى الخلافة الاسلامية العربية القطرية - شانه شأن النظام التركى الطامح هو أيضاً الى احياء الخلافة الاسلامية العثمانية – فنرى تنظيم الحمدين يمزج بين القوى الناعمة بترويجه للأيدولوجية الدينية المحمدية عن طريق قناة الجزيرة ، وكذلك يستخدم التنظيمات الارهابية الاسلامية فى محاولات اسقاط الدول الوطنية كاستخدامه لجماعة الاخوان الارهابية ضد الدولة المصرية بجانب القنوات الفضائية لنفس الغرض ؛ فالدولة المصرية هى العقبة الرئيسية التى تقف حجر عثرة فى مواجهة المشروع القطرى أو التركى أو السعودى .
• استغلال العرب للقوى الناعمة :
لعل من أهم القوى الناعمة التى بدأت السعودية العربية فى بلورتها واستخدامها هى منظمة التعاون الاسلامى ، التى تضم فى عضويتها حوالى 57 سبعة وخمسين دولة ، كانت أغلبها ولايات تابعة للخلافة القريشية ، ثم للخلافة العثمانية بعد سقوط الخلافة القريشية . وقد أُنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة الأولى التي عُقدت في الرباط بالمملكة المغربية في 12 من رجب 1398 هجرية (الموافق 25 من سبتمبر 1969 ميلادية) ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس . وللمنظمة مقر مؤقت فى مدينة جدة السعودية ، لحين استعادة مدينة القدس من أيدى اسرائيل واتخاذها كمقر دائم لمنظمة المؤتمر الاسلامى ، بحسب قرار تأسيس تلك المنظمة .
ومن الأهداف المعلنة لتلك المنظمة ، طبقاً للعشرية الممتدة بين عامي 2016 و2025. :
الاهتمام بقضايا السلم والأمن، وفلسطين والقدس الشريف، والتخفيف من حدة الفقر، ومكافحة الإرهاب، والاستثمار وتمويل المشاريع، والأمن الغذائي، والعلوم والتكنولوجيا، وتغيّر المناخ، والتنمية المستدامة، والوسطية، والثقافة والتناغم بين الأديان، وتمكين المرأة، والعمل الإسلامي المشترك في المجال الإنساني، وحقوق الإنسان والحكم الرشيد وغيرها.
بالطبع رائعة تلك الأهداف المعلنة ، وتتماشى مع تطورات الحضارة الانسانية فى القرن الحادى والعشرين ، لو كانت بالفعل هى الأهداف الحقيقية لتلك المنظمة ، ولا تضمر فى ثناياها أهدافاً خفية أساسية ، لا يجرؤ مؤسسو تلك المنظمة على البوح بها علانية ، بسبب ضعف وهوان أعضاء تلك المنظمة عسكرياً وعلمياً وثقافياً واقتصادياً ، فى مواجهة القوى العالمية الكبرى المهيمنة على الكوكب الأرضى كالولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربى وروسيا الاتحادية ودولة الصين الشيوعية وغيرها .
وبالطبع سيتساءل القراء عن الأهداف الخفية أو الأهداف المحورية لمن فكروا فى انشاء تلك المنظمة أول مرة . ولكى نضع أيدينا على الأهداف الحقيقية لتلك المنظمة ، دعونا نقتبس بعض الفقرات ، عن المُنَظِّر الحقيقى لفكرة منظمة التعاون الاسلامى ، الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ، الذى حكم المملكة العربية السعودية من عام 1964 الى 1975م ، من مقال منشور فى جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 5 مايو 2008 - العدد 10751 ، لكاتب يدعى بدر الخريف بعنوان « الملك فيصل أنشأ منظمة المؤتمر الإسلامي وأقر الندوة العالمية للشباب الإسلامي لتحقيق التضامن بين أبناء الأمة » . يقول بدر الخريف فى مقاله عن الأهداف الحقيقية والجوهرية التى سعى من أجلها الملك فيصل الى انشاء منظمة التعاون الاسلامى « لقد رأى الملك فيصل أن الأمة الإسلامية لا يمكن أن تنهض وتتحقق لها العزة والكرامة، إلا من خلال عودة حقيقية الى منابع الاسلام الصافية، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والى ما تدعو اليه هذه المنابع من التزام بالإسلام وتضامن بين المسلمين وتعاون على البر والتقوى لما فيه خير الاسلام والأمة الاسلامية. » ! وقد استشهد كاتب المقال على دور فيصل بن عبدالعزيز فى انشاء منظمة التعاون الاسلامى بما جاء فى كتاب صلاح الدين المنجد « أحاديث عن فيصل والتضامن الإسلامي » : ( وفي هذا القرن بدأت معجزة جديدة تحققت على يد رجل عظيم، المعجزة هي كسر القيود التي كانت تمنع المسلمين في كل مكان في العالم، من العودة إلى ما أمرهم به الإسلام من التعارف والتآلف، والتضامن والتعاون، والسعي إلى عودتهم أمة واحدة تعود من جديد خير أمة، وأقوى أمة وأنفع أمة، أما الرجل فهو فيصل بن عبد العزيز. )! يعنى ببساطة كده اعادة استغلال الأيديولوجية الدينية المحمدية ، فى القبض على مصائر الشعوب التى كانت يوماً ما ، مجرد ولايات تابعة للخلافة القريشية العربية ، ولكن هذه المرة تحت مسمى [ منظمة التعاون الاسلامى ] ، مع فارق أنهم لا يملكون فى هذا الزمان القوة العسكرية اللازمة لاجتياح تلك البلدان كما فعل خلفاء محمد من قريش ، وكما فعل العثمانيون الأتراك بعد سقوط الخلافة القريشية ، ومن ثم يكون البديل هو القوى الناعمة التى لا تعدو فيها منظمة التعاون الاسلامى سوى حصان طروادة ، الذى يتم من خلاله اختراق خصوصيات الشعوب المنضمة لتلك المنظمة ، تمهيداً لاعادة أدلجة عقولها ووجدانها - حكاماً ومحكومين - بالأيديولوجية الدينية المحمدية !
رابط مقال بدر الخريف بجريدة الشرق الأوسط
https://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=6&cad=rja&uact=8&ved=2ahUKEwizj5bo9r7gAhVQhRoKHZFXBDoQFjAFegQICRAB&url=http%3A%2F%2Farchive.aawsat.com%2Fdetails.asp%3Fissueno%3D10626%26article%3D469514&usg=AOvVaw1V51ZtURg40Dy-PZkm79Ba
وللكلام بقية



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والارهاب وحلم استعادة الخلافة البائدة ! 2
- العرب والارهاب وحلم استعادة الخلافة البائدة ! 1
- خواطرى حول الاسلام وغيره 7
- المغالطة الكونية فى آيات السماء
- خواطرى حول الاسلام وغيره 6
- خواطرى حول الاسلام وغيره 5
- خواطرى حول الاسلام وغيره 4
- خطورة مايحدث فى ( المنيا ) على مصر وشعبها !
- خواطرى حول الاسلام وغيره 3
- خواطرى حول الاسلام وغيره 2
- خواطرى حول الاسلام وغيره
- حول اعادة بناء الشخصية المصرية
- ماذا لو أصبح اسم مصر الرسمى جمهورية مصر الديمقراطية !
- رداً على ماكتبه بشاراه أحمد عرمان فى مقاله [مناظرة حول -الأد ...
- حقائق صادمة يجب أن يعيها المسلمون
- ماهية العقل والاله الابراهيمى !
- من وحى أحد تعقيبات الرئيس السيسى
- لا مصلحة لى مع أبناء اسرائيل ياسيد عبدالحكيم !
- من يقتل الفلسطينيين فى تظاهرات الأرض ؟
- إسلام السيسى وإسلام مرسى !


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - العرب والارهاب وحلم استعادة الخلافة البائدة ! 3