أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - متى يقف بريمر الى جانب صدام في قفص الاتهام؟؟














المزيد.....

متى يقف بريمر الى جانب صدام في قفص الاتهام؟؟


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 12:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود
بعد ان دمرت عساكر بوش كل شئ حي في العراق، وقصفت الجسور، والبيوت، والمصانع والمصافي، والمعامل، والمدارس. (لم يقتل ولا قيادي واحد من ال55 المطلوبين ما عدا عدي وقصي في مواجهة مسلحة). هذا يعني ان القصف كان يستهدف مؤسسات الشعب العراقي ونتاج بناء الاجيال. كي تقوم الشركات الامريكية، والانكليزية بعد ذلك ببناء ما دمرته جيوشهم، وباسعار يقررونها هم لانعاش اقتصادهم الراكد ايام الحرب. بعد كل هذا الخراب المنظم(بعد خراب العراق) ارسل لنا الرئيس المؤمن حاكما "مدنيا" حتى اسمه مخزي "بول" بريمر. (بالمناسبة كان اسم مستشاره الانكليزي مستر هتلي). عاشت الاسامي. فاكمل حاكمنا الجديد تهديم، وتفليش، وتحطيم، وتخريب، وحرق كل ما بقي، بالصدفة، بعد القصف بالطائرات، والصواريخ، والمدافع، والدبابات، ورشاشات الكابوي الامريكي. وقد عمل على استمرار الفرهود الذي كان يشجع عليه لتبث الصورعبر الفضائيات الامريكية لتريهم أي "همج" هؤلاء العراقيين الذين هدى الله النبي بوش لانقاذهم! وواصل هذا المتخصص بمكافحة الارهاب ارهاب الشعب العراقي بجنوده، وحرسه، ودورياته، وعنترياته، واجراءاته اللا مدروسة. مارس التخريب المنظم كأي عثة لعينة. ففتح الحدود لدخول من كان ينتظر من الارهابيين، وقطاع الطرق، والقتلة، والمجرمين، والسراق الدوليين، وجواسيس الدول الاجنبية، ومهربي الاثار، وتجار السلاح، وغيرهم. وحل الجيش العراقي، واجهزة الامن، والمخابرات التابعة للنظام السابق . وترك البلاد بلا جيش، ولا شرطة، ولا نظام، ولا حتى، شرطة مرور او سواق اسعاف. تحولت ارض العراق الى غابة اسلحة يتجول فيها كل حاقد، ومجرم،وسارق، ومختطف،وسلاب، ونهاب.

كل الانقلابات في العالم، وخاصة في العراق، يتبع البيان الاول فيها نداء لقوى الجيش، والشرطة الالتحاق بمواقعهم. هذا ما فعله انقلابيو البعث في شباط عام 1963وانقلابي تشرين من نفس العام بقيادة عبد السلام عارف. ثم انقلاب 17 تموز وبعده 30 تموز عام 1968. وبعدها تم تسريح الضباط غير المرغوب فيهم، او اعتقال من هو خطر منهم. فالقانون العسكري صارم وكان اغلبهم سيلتحقون بمراكزهم التزاما بالامر العسكري، لو اراد بريمر ان يستتب الهدوء في العراق. وقد فعلت ثورة14 تموز1958 نفس الشئ. لكن بريمر اعطى رجال صدام المجال لاعادة تنظيم انفسهم سرا، والتحول الى التمرد المسلح، والتعاون مع ارهابي القاعدة، وهذا ما انذر، وهدد به اعلام النظام، قبل واثناء الحرب، وما ردده الصحاف حتى اخر لحظة. لكن بريمر، وسيده بوش لم يريدا الاستقرار، والامن، والانتقال السلس للسلطة بل ارادوها فوضى ليتمكنوا من تحويل العراق الى مصيدة للارهابيين من كل انحاء العالم، وتحويل العراق الى الجبهة الاولى في محاربة الارهاب العالمي فتحول ما يسميه البعض "تحرير" العراق من صدام الى تحرير امريكا من الهجمات الارهابية على حساب ارواح، ودماء العراقيين. أي وقع العراقيين المساكين في الفخ المشترك للارهابيين، والمحتلين. المدن الامريكية امنة، والمدن العراقية صارت ساحات حرب.

جاء مجلس حكمه على اساس طائفي، وقومي، وهو الجرح، في الجسد العراقي، الذي سيظل ينزف لفترة طويلة. كل المصانع، والمعامل، والطرق، والجسور يمكن اعادة بنائها، ولكن وشائج التعايش التي مزقها بريمر بطائفيته، وعنصريته(التي صفق لها البعض) ستبقى تعرقل مسيرة الديمقراطية الحقة لحقبة طويلة من الزمن. وهذا ما نلمسه يوميا من فشل الحكومات المتعاقبة بسبب السياسة الطائفية والعنصرية، التي فرضها على العراق كما فرضتها فرنسا على لبنان. وفي الوقت الذي امضى الامريكان 11 عاما يكتبون دستورهم فرض بريمر حسب قانون ادارة الدولة المؤقت على العراقيين ان يكتبوا دستورهم خلال اشهر قليلة. فعمق ازمة العراق، وعقدها، واطال امدها، ورحل نارها الى اجيال قادمة. وان استمرت الحرب الاهلية في لبنان 16 عاما فان الحرب الاهلية، اذا اندلعت، بشكل رسمي، في العراق فربما تتجاوز امد حرب داحس، والغبراء وتمتد لتشمل المنطقة كلها، وستحرق الاخضر، واليابس. وهذا ما يسعى اليه اسياد بريمر الاسرائيليون الذين يريدون للمنطقة ان تشتعل لينعموا هم بالسلام بالضبط كما يفكر بوش. ولاعادة نفس لعبة صدام السابقة عندما حول الانظار من الخطر القادم من تل ابيب الى الخطر القادم من طهران. رغم ان الاخيره تتحمل بعض المسؤولية عندما رفعت بحماقة شعار تصدير الثورة. وهذا الشعار رفعه بالتاكيد عملاء الموساد في الثورة الاسلامية. ويبعث،للاسف، من جديد على يد الرئيس نجاد.

ماكانت الامور ستاخذ هذا المنحى لو ان الامريكان سلموا السلطة الى العراقيين مباشرة. لو انهم سلموا المدن التي "حرروها" الواحدة بعد الاخرى الى الاهالي. الى ممثلين من مؤتمر لندن. كانت هناك حكومة كاملة،كما يقال، تنتظر استلام السلطة متواجدة على الاراضي الكويتية لكن الامريكان ابوا الا ان يتركوا العراق اسير الفوضى، والاضطراب، والفرهود، والقتل العشوائي، والسلب، والنهب، والارهاب، والاحتقان الطائفي. وعاد البعثيون الهاربون المذعورون من جديد الى سيوف مشهورة فوق رقاب العراقيين من الشمال الى الجنوب. واصبحت امام العراقيين ليس فقط مهمة ازالة اثار الديكتاتورية الصدامية، بل ازالة اثار الجرائم الامريكية بقيادة، وزعامة بريمر، والتي لا زالت مستمرة بالدوس على السيادة، والكرامة الوطنية، والتدخل الفض في شؤون العراق رغم قرارات مجلس الامن الذي جعل تحرك قوات الاحتلال حسب رغبة، وموافقة الحكومات العراقية. لكن الواقع هو ان كل القوات المسلحة العراقية تسير حسب اوامر ورغبات القوات الامريكية وبما يخدم مخططها في المنطقة كلها وليس في العراق فقط. ان جرائم بريمر خلال سنة واحدة تعادل جرائم صدام خلال ال35 سنة التي حكم فيها العراق بالحديد والدم. فمتى يطالب الشرفاء من سياسي العراق بمحاكمة بريمر الذي جعل من العراق طاحونة موت دائمة الدوران؟؟



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احنه بختك يا جعفري العراق يرجع گري
- تعلموا اللقاءات الصحفية من تركي الدخيل
- تمخض مبارك فولد خرطا
- مقتدى الستياني يستعد لاحراق العراق
- لماذا لا يتبع زعماء اتباع اهل البيت سيرة اهل البيت؟؟
- جمهورية المتعة والفسنجون، وحكومة الرشوة والروزخون
- مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة
- منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!
- سلاما حزب الشهداء
- عبد ايران اللاحكيم خطر على وحدة العراق
- عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الح ...
- الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة الى حكومة ا ...
- وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين
- مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و ...
- البصرة وصورة الامس
- الزبير فردوس البصرة ونجد المفقود
- شيعة بني امية في الناصرية
- يا مسيحيوا العراق كل عام وانتم في مهجر جديد
- لماذا تناست الخيوط السياسية الحمراء الدم العراقي الاحمر؟؟!


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - متى يقف بريمر الى جانب صدام في قفص الاتهام؟؟