أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - فنزويلا: حكاية شعب، افقره ثراء ارضه؟!. 2 تطبيقاً لشعار العولمة: -الاستسلام التام، او الموت الزؤام-.














المزيد.....

فنزويلا: حكاية شعب، افقره ثراء ارضه؟!. 2 تطبيقاً لشعار العولمة: -الاستسلام التام، او الموت الزؤام-.


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6157 - 2019 / 2 / 26 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بابسط قدر من تدقيق النظر، سوف تكتشف بسهولة ان كل الدول التى يناصبها العداء رئيس الولايات المتحدة، ترامب (التعبير الاوضح، "البجح"، عن النسخة الاحدث لاستعمار العولمة)، ستجدها تلك الدول التى مازالت تقاوم احدث شعارات العولمة "الاستسلام التام، او الموت الزؤام)، بالرغم من ان معظم هذه الدول، ان لم تكن كلها، قد مارست العولمة بهذا القدر او ذاك، الا ان ذلك لم يعد كافياً فى عالم عولمة اليوم، الذى لن يرضى بأقل من الاستسلام التام. من روسيا الى الصين، كوريا الشمالية، ايران، سوريا وقبلها العراق وليبيا، وكوبا، وفنزويلا على الابواب ..، على الجميع فتح الابواب على مصرعيها، للشركات العملاقة العابرة للقوميات، حكام اليوم، اسواقاً للاستهلاك، وملكية لكل كياناتها الاقتصادية، سواء بشكل مباشر، او عبر "متعاون محلى"، انها المرحلة الاعلى للعولمة.

"فى عام 1970 كانت فنزويلا اكبر مصدر للبترول فى العالم، وتأتى من فنزويلا نحو نصف الارباح التى تجنيها رؤوس الاموال الامريكية الشمالية من كل امريكا اللاتينية. فنزويلا واحدة من اغنى بلدان كوكب الارض، وايضاً، واحدة من افقرها واكثرها عنفاً. ويمكن لاحتياطيها من البترول والغاز الطبيعى والحديد التى تقدمها تربتها للاستغلال الفورى، ان يضاعف ثروة كل مواطن فنزويلى عشر مرات، ويمكن استيعاب كل سكان المانيا او انجلترا فى اراضيها الشاسعة البكر. وقد استخرجت الحفارات، خلال نصف قرن، ارباحاً بترولية هائلة تعادل ضعف موارد خطة مارشال لتعمير اوروبا.

كانت فنزويلا تنتج فى عام 70 كل يوم ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل من البترول من اجل ادارة الالة الصناعية للعالم الرأسمالى، لكن الفروع المتعددة للشركات العملاقة اويل، وشل، وغولف، وتكساكو لاتستغل اربعة اخماس مناطق امتيازاتها، والتى ما زالت احتياطيات لم تمس بعد (عام 70)، كما ان اكثر من نصف قيمة الصادرات لا يعود الى فنزويلا.

تشيد الكتبات الدعائية لشركة اويل الى الاعمال الخيرية للشركة فى فنزويلا، وهو ما يماثل اليوم، "المساعدات الانسانية"، "حصان طروادة"، الامريكية، التى تقف على الحدود، طلائع قوات الغزو الامريكى الشمالى -، لتنسب لنفسها الفضائل. لا يمكن ان تقارن الارباح المنتزعة من هذه البقرة الحلوب الضخمة، بالنسبة لرأس المال المستثمر، الا بالارباح التى كان يجنيها تجار العبد والقراصنة فى الماضى. فلم ينتج بلداً هذا القدر للرأسمالية العالمية، فى هذا الزمن القصير، فقد نهبت من فنزويلا ثروة تتجاوز الثروة التى اغتصبها الاسبان من بوتوسى، او التى اغتصبها الانجليز من الهند.

فنزويلا تعانى من نزف اكثر من ستمائة مليون دولار سنوياً (عام 70)، معترف بها باعتبارها "ارباحاً لرأس المال الاجنبى". ونتيجة للبطالة المتزايدة، اخذت حدة ازمة حقول البترول، تعبر عن كل رفاهية وبؤس فنزويلا وذلك منذ نصف قرن (عام 70). كانت النشوة قد ظهرت حوالى عام 1917، كان البترول يوجد فى فنزويلا مع المزارع الكبيرة التقليدية، حيث يراقب اصحاب الاراضى العمال، بجلد الاجراء ودفنهم احياء حتى الخصر. ثم تدفق بئر البترول فى لاروسا اواخر عام 1922، والذى كان يصب مائة الف برميل يومياً، لتهب رياح العاصفة البترولية.

وظهرت فى لمح البصر ثلاث وسبعون شركة. وكان ملك كرنفال الامتيازات هو الدكتاتور خوان فيثينتى جوميز، وكان مربى ماشية من جبال الانتيز وشغل سنوات حكمه السبع والعشرين (1908 – 1935) فى انجاز البزنس والابناء. وبينما كانت تتدفق السيول السوداء الجارفة، كان غوميز يخرج من جيوبه الممتلئة اسهماً بترولية يكافئ بها اصدقاءه واقاربه وحاشيته، والطبيب الذى كان يعتنى له بالبروستاتا، والجنرالات الذين يعتنون بحماية ظهره، والشعراء الذين يتغنون بأمجاده، وكبير الاساقفة الذى منحه تراخيص استثنائية لكى يأكل لحم ايام الجمعة الحزينة. وكست القوى الكبرى صدر غوميز بأوسمة براقة. ولكن عندما مات غوميز، فى عام 1935، قطع العمال البترول الاسلاك الشائكة التى تحيط بحقول البترول واعلنوا الاضراب.

فى عام 1953، كان احد رجال الاعمال بالولايات المتحدة قد اعلن فى كاركاس: "تتمتع هنا بحرية ان تفعل بنقودك ما يحلو لك، وهذه الحرية تساوى بالنسبة لى، أكثر من كل الحريات السياسية والمدنية معاً". وعندما تم اسقاط الدكتاتور ماركوس بيرث عام 1958، كانت فنزويلا بئر بترول كبيرة تحيطها السجون وغرف التعذيب من كل جانب، وتستورد كل شئ من الولايات المتحدة، السيارات، الثلاجات، اللبن المركز، البيض، الخس، والقوانين والمراسيم.

اعلنت كبرى شركات روكفيللر فى عام 1957، ارباحاً كادت تبلغ نصف استثماراتها الاجمالية. وقد رفع المجلس الثورى للحكومة الضرائب من 35 الى 45 بالمائة. ليفرضل الكارتيل رداً على ذلك خفضاً فورياً لسعر البترول الفنزويلى، فجنت الدولة دخلاً يقل عن العام السابق بستين مليون دولار.

ولم تسعى الحكومات التالية لتأميم الصناعة البترولية، لكنها كذلك لم تقدم، حتى عام 1970، امتيازات جديدة للاشركات الاجنية لاستخراج البترول. ورداً على ذلك قام الكارتيل بالانتاج من حقوله فى الشرق الادنى وفى كندا، وتوقف فى فنزويلا فعلياً استكشاف آبار جديدة. وتجمد التصدير. وفقدت سياسة عدم منح امتيازات جديدة المعنى الذى وجدت من اجله، بقدر ما عجزت شركة البترول الحكومية عن تولى المسئوليات الشاغرة، واكتفت بحفر بضعة ابار قليلة هنا وهناك."*

* "الشرايين المفتوحة لامريكا اللاتينية"، ادواردو جليانو.



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنزويلا: حكاية شعب، افقره ثراء ارضه؟!.
- الدستور .. تعديل بتعديل، فل-نعدل-.
- لماذا صديقة للبيئة، وليست صديقة للانسان ؟! نحن فقراء فقط، لأ ...
- السقوط الثانى، دائماً مسخرة ! هل يشرب المصريون كأس 19 مارس، ...
- نظرية الاصطفاف -مجهول الهوية- !
- اسقاط -خطر- محتمل، لصالح -خطر- قائم ! مقال الاسوانى: -هل ينت ...
- هل يستعيد ال-فيس بوك- يناير، مرة اخرى ؟!
- النيوليبرالية - الأيديولوجية في جذور كل مشاكلنا.
- السؤال المسكوت عنه: من سيحكم مصر بعد نجاح الثورة ؟ّ!
- بانوراما الثورات: عن يناير وغيرها ! -2- خبرة يناير: بين -برا ...
- بانوراما الثورات: عن يناير وغيرها ! -1-
- عباس كامل رئيساً للجمهورية ! -2- النقود لا تتبخر، انها تصعد ...
- عباس كامل رئيساً للجمهورية !
- اعادة اعمار ام عولمة سورية؟!
- باي باى -البشير-، الشركات العملاقة تشحذ اسنانها ! الضمانة ال ...
- المثقف عندما يتقمص دور -الابله- ! نخب مصرية، نموذجاً.
- كالعادة البغيضة: بيان حزب العمال الشيوعى الفرنسى، يستثنى نفس ...
- ايام الثورة: ايام تقدم العالم. من 1917 الى 2011 وما قبلهما و ...
- السعودية تتكفل بأعادة اعمار سوريا !! مجدداً، بن سليمان فى صف ...
- فوق الحاكم: الشعب. الأعلام للدفاع عن المحكومين، وليس الحكام.


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - فنزويلا: حكاية شعب، افقره ثراء ارضه؟!. 2 تطبيقاً لشعار العولمة: -الاستسلام التام، او الموت الزؤام-.