|
تحالف الجبهة والطيبي هو التعبير السليم والصحيح في الواقع السياسي السائد
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 6156 - 2019 / 2 / 25 - 18:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحالف الجبهة والطيبي هو التعبير السليم والصحيح في الواقع السياسي السائد بقلم: نبيل عودة * التحالف أبرز قوة سياسية وطنية علمانية * لا أكتب دعاية انتخابية، بل اشير الى قضايا جوهرية في الحراك السياسي المطلوب بكل ما يخص الواقع العربي في إسرائيل* لندعم هذا التحالف حتى لا تضيع اصواتنا وراء أوهام مل جيلنا من تكرارها وتجديدها* ******* مؤشرات الجولة الانتخابية القادمة اصبحت الآن أكثر وضوحا وأكثر تبلورا. الترابط بين القوى السياسية في الوسط اليهودي يشير الى تحرك إيجابي، قد يكون نسبيا، للتخلص من رئيس حكومة جعل مكانته وقيادته السياسية للدولة، اهم من مستقبلها، حسب تقييمات شخصيات ومفكرين يهود. ان أبرز ما يعبر عن فكر نتنياهو السياسي، هو دوره بإعادة الفاشية الكهانية للكنيست. لدرجة ان منظمة "ايباك" اليهودية في الولايات المتحدة والداعمة لكل السياسات الإسرائيلية بدون تردد، انتقدت بشدة هذا الدور، وقوى يهودية مختلفة أيضا ترى بذلك هدما لكل الأسس الديموقراطية التي تفتخر بها إسرائيل على دول الشرق الأوسط. ما يعنيني في هذه الانتخابات، كمواطن عربي، هو بروز قوة سياسية وطنية علمانية، تطرح قضايا الجماهير العربية، بدون تلعثم، وبدون تصرفات شكلها وطني لكنها شكلت وتشكل مسارا لا يخدم المطالب الحقيقية والجوهرية للجماهير العربية، بطرح خال من الشعارات التهريجية.. بل بطرح حقائق مجردة حول الواقع العربي في إسرائيل الخاضع لسياسات التمييز القومي والتفرقة العنصرية، بجميع المجالات الحيوية لأي مجتمع كان. وآخرها قانون عنصري بجدارة هو قانون القومية، الذي ينفي عمليا حق من ليس يهودي في إسرائيل بالمساواة الكاملة غير المنقوصة، رغم ان السياسيات الحكومية منذ إقامة الدولة كانت سياسات تمييزية لم تحترم، ولم تنفذ حق المساواة الذي نصت عليه مثلا وثيقة الاستقلال. مقابل الطرح العقلاني سياسيا عشنا التصرفات الصبيانية لبعض الشخصيات، التي تحولت الى تصرفات سلبية الحقت الضرر بمجمل الجماهير العربية، خاصة ما قام به عضو الكنيست السابق رائد غطاس. لو تشكلت مرة أخرى القائمة المشتركة، لوجدت نفسي خارج هذا الاجماع الذي لم يثبت نفسه سياسيا وبرلمانيا. ان خروج التجمع وتحالفه مع الحركة الإسلامية، وضعه بالمكان الصحيح، الذي يتلاءم مع المنظر الغائب في قطر. المشتركة لم تنشأ بالصدفة، انما بدعم كبير جدا، مهد الطريق لحصول التجمع على ثلاثة مقاعد. وانا شبه متأكد ان التجمع كان سيسقط ولا يصل للكنيست اطلاقا، لولا الأصابع التي مهدت للقائمة المشتركة ليس فكريا انما بوسائل ترغيب كبيرة. نحن اليوم امام فرز سياسي وتنظيمي اعتقد انه هام جدا وضروري جدا، بغض النظر عن عدد الأعضاء العرب الذين سيصلون للكنيست. العدد هنا ليس مقررا، الا بكونه أصواتا قد تساعد بإسقاط نتنياهو عن السلطة. لكن المشكلة ليست للجماهير العربية بالتحديد، انما للمجتمع اليهودي ولمستقبل إسرائيل كدولة شرق أوسطية، وليس كحارس امبريالي يحافظ على إبقاء العالم العربي في الحضيض الدولي .. ويرفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة .. والتحرر من الاحتلال الإسرائيلي، وتحرير الشعب اليهودي أيضا من الاحتلال. التحالف بين العربية للتغيير (الدكتور احمد طيبي) والجبهة القطرية للسلام والمساواة (أيمن عودة) هو التعبير السليم والصحيح في الظروف السائدة في المجتمع العربي في إسرائيل. الجانبان كانا دائما المعبر العقلاني عن المطالب الملحة للجماهير العربية، بدون مزايدات الحقت الضرر ولم تخدم أي هدف له قيمة. نحن هنا امام تحالف وطني علماني بدون مزايدات، وبدون شراء مقاعد بالترغيب!! من هنا أعلن تأييدي الكامل لهذا التحالف. لا أحد ينكر دور الجبهة القطرية، رغم ان الجبهة شهدت منذ أواخر القرن الماضي تراجعات سلبية نتيجة تصرفات شخصانية اضرت بالجبهة وقوتها الانتخابية ومكانتها الفكرية والاجتماعية. هي ليست موضوعي هنا، انما اريد ان أومن ان المسار الجديد قادر على ان يستعيد قوته وشعبيته. وارى بكل ايجابية ان تحالف الجبهة والدكتور احمد طيبي هو القرار السليم والصحيح والضروري في ظروفنا الراهنة. انا لا كتب دعاية انتخابية، بل اشير الى قضايا جوهرية في الحراك السياسي المطلوب في وقتنا الراهن بكل ما يخص الواقع العربي في إسرائيل، وواقع السلام مع الشعب الفلسطيني وسائر دول الشرق الأوسط، بإنهاء الاحتلال وتاريخه السيئ، واحداث تحول في السياسة الإسرائيلية بكل ما يتعلق بالشرق الأوسط. لنا تجربة هامة من فترة رابين القصيرة، سياسته لإيجاد حل سلمي مع الشعب الفلسطيني، ونهجه سياسة منفتحة وإصلاح الغبن مع الأقلية العربية، رفع من مكانة إسرائيل لدى المواطنين العرب وفي الواقع الشرق أوسطي والدولي. بل ويمكن القول انه عزز أمن اسرائيل بدون المزيد من الأسلحة والصرف العسكري المدمر، وخلق بؤر توتر جديدة لإسرائيل في محيطها العربي. وبدون قانون قومية عنصري يذكر بدول عنصرية ميزت بين الأجناس البشرية وجرت الويلات على شعبها أولا وعلى مختلف الشعوب في عالمنا. من هنا يجب تشكيل خطاب سياسي وليس خطاب تهريجي مليء بالشعارات الفارغة الا من مضمون الديباجة اللغوية. يجب ان نستوعب حقائق الواقع الذي ننشط بإطاره، ورغم سلبياته التي لا تحصى، واجبنا ومسؤوليتنا ان نطرح الحقائق ونعري الواقع بكل سواده، وبنفس الوقت ان نطرح الحلول العقلانية الممكنة، حسب دراسات عينية وليس حسب مشاعر وشعارات. انا على ثقة ان التحالف بين الجبهة والعربية للتغيير جاء كدليل على تشخيص الواقع السياسي للجماهير العربية وطرح البدائل الضرورية، من هنا أرى أهمية كبيرة لدعم هذا التحالف. وعدم إضاعة اصواتنا وراء أوهام مل جيلنا من تكرارها وتجديدها. إني ادعو مرشحي قائمة الجبهة والعربية للتغيير (وكل من يهمه واقع شعبه) الى دخول الانترنت والبحث عن تقرير هام باسم "بعد الأزمة" (אחרי השבר) الذي أعده أساتذة جامعيين عربا ويهودا، يتناول بدراسات مهنية موثقة، حقائق الواقع العربي في إسرائيل، من التمييز والاضطهاد القومي الممارس رسميا (الذي سبق بمراحل قانون القومية العنصري) وما تتركه تلك السياسة من واقع مؤلم على الجماهير العربية، يجعل الوسط العربي يعيش على فوهة بركان قابل للانفجار، وما يميز ذلك التقرير انه يطرح طرق لحل إشكاليات التمييز بغياب تنفيذ حقيقي للمساواة في التطوير والرفاهية الاجتماعية لمجمل المواطنين في إسرائيل وعدم قصرها على المجتمع اليهودي فقط. تناولت مرات عديدة بعض نقاط التقرير في مقالاتي، وسأعود للتقرير مرة أخرى، ليكن هذا التقرير وثيقة لا غني عنها لنشاط نواب الكنيست العرب في الكنيست القادمة. [email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أساطير التوراة تسقط، وتسقط معها قصص الأنبياء والوعود الرباني
...
-
الطيبي بمشاركة ناصرتي امام تجربة سياسية رائدة وهامة
-
انطلاق القائمة العربية للتغيير بطريقها المستقل، خطوة تفرضها
...
-
نهج التغيير في التركيبة السياسية للكنيست بات ملحا
-
الطيبي يخطو خطوة هامة نحو التغيير
-
الديك الذي صار سياسيا
-
يوميات نصراوي: حين صنفت خطرا أمنيا!
-
يوميات نصراوي: الماركسية فلسفة ام نظرية عنف؟
-
تعقيب وانطباع شخصي على نص د. جميل الدويهي
-
ترامب في حينا
-
قصور أعضاء الكنيست العرب ينعكس سلبا على واقعنا السياسي والاج
...
-
في ذكرى وداعك: ستبقين أمي ..!!
-
من اجل فكر وخطاب سياسي وبرلماني جديد
-
القائمة المشتركة انهت دورها.. ماذا بعد؟
-
الحياة نفسها تتطلب رؤية جديدة تجسد نهج المرحلة الجديدة
-
انتصار علي سلام او فوزه وجهان لعملة واحدة
-
نحو تنظيم اجتماعي- سياسي جديد
-
نحو مستقبل ونهج جديد للواقع العربي في اسرائيل
-
أجمل اثواب الملك
-
بحث في الفكر السياسي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|