افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها ( 22 )

عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6155 - 2019 / 2 / 24 - 18:27
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

و الثاني مستشرق ايطالي وهو مختص في فكر المعتزلة، قال في هذا الجانب ( بعض من المتكلمين الاولين و تحت تاثير اللاهوت المسيحي في الشرق تحدثوا عن البحث عن القدرية و حاولوا ان يفسروه بشكل ما( اي القضاء و القدر في القرآن) و الذي يمكن ان يتناسب مع حرية الانسان و خياراته، كي يمكنهم ان ياتوا بحجج للثواب والعقاب في يوم القيامة ( 33). اما الشخصية الثالثة و هو احد الباحثين الاسلاميين الشهيرين و المعروف بابي البحث الثقافي الاسلامي في الغرب، و هو يعتقد بان البنية الفوقية لظهور حركة حرية ارادة الانسان و الذي جاء من سوريا المكان الذي احتوى على الكنيسة و معبد المسيحيين، كان المسلمون متاثرين بالعلوم اللاهوتية المسيحية (علماء المسلمين القدماء شكوا من ( القدر الازلي المطلق) و هم اخذوا ذلك من علماء الكلام و اللاهوت المسيحي ) ( 34). و حول موقف المستشرقين عن المصادر الفكرية القدرية في الاسلام، يقسم ( ولفسون) بشكل عام الباحثين المستشرقين في هذا الجانب الى ثلاثة اقسام، الاكثرية يعتقد بان عقيدة حرية الانسان و قدرة اختيار الخير و الشر كان بسبب تاثير المسيحية الشرقية عليهم، و الاقلية اعتقدوا بان هذه التاثيرات اسرعت من عملية ظهور هذا الاعتقاد . و قسم اخر و اكثر اقلية، يعتقدون بان ظهور هذا الاعتقاد فكر اسلامي مجرد و ايضا لهم الراي ذاته حول علمية صفات الله ( 35).
البدوي في احد كتبه المهمة حول تعريف اهم الجماعات الاسلامية كما هو يعتقد ان ربط القدري بالشخصية المسيحية في الثقافة الاسلامية ( من ابداع مناوئي القدريين و الهدف هو الطعن القوي في اصحاب ذلك المذهب ) (36)، و بالشكل ذاته يعتقد ان ربط هذا الاعتقاد بكنيسة الشرق هو عدم رؤية المعطيات الفكرية الداخلية و اتجاهات صراعات الجماعات الاسلامية و اخيرا النمو الداخلي للفكر الاسلامي. في الوقت الذي ان لا تكون المشكلة في ان هناك قبل الاسلام لاهوت مسيحي صاحب فكرة حرية الانسان، و ليس كما يمكن ان تكون الثقافة القدرية المسيحية لها التاثير على الفكر القدري في الاسلام، و انما من الجانب الاخر وهو ان كل التوجهات كان سائرا على اهمال واقع الصراعات الاجتماعية و هوية التدين و ظهور المذاهب الدينية. تصور الفكر كمخلوق غير اجتماعي و مستقل ليس الا ان يكون من اجل ربط كل توقع و ظهور العقل الاسلامي نتيجة طاقة العقل و الفكر ا لخارجي، اكان مسيحا ام غنوصيي شرقي ايران و الهند او فلسفة يونانية. و كان هذا الفعل اللاواعي في العصر و تاريخ ظهور هذا الاعتقاد و ربطه بالواقع. لذا يمكن ان يكون اصح تفهم هو من تلك الاقلية من المستشرقين كما اشار اليهم ولفسون، هؤلاء الذين يعتقدون ان الفكر القدري المسيحي الذي يعود من الجانب التاريخي الى ما قبل ظهور الفكر القدري الاسلامي، اي انه (اسرع من عملية ظهور هذه المباديء) ليس الا. بمعنى اخر، لم يجعل المؤثرات الاجنبية و الخارجية ان يكون المسملين قدريين و انما ظلم السلطة و ربط هذا الظلم بالله وبيان الحياة كفعل جبري هو الفاعل. ان البيئة الحقيقية و الاولى لصنع هذه الفكرة الذي يقول بان الانسان حر في فعله و لم يكتب الله اي شيء على جبينه، و يمكن ان يحتاج هذا الى ان نقف هنا لفهم الكنيسة الشرقية لمسالة القضاء و القدر و حرية الانسان، و يكون هذا بالعودة الى اخر اب للكنيسة الشرقية اليونانية في الشام، و في الوقت نفسه اهم شخصية لاهوتية وهو ( يوحنا الدمشقي). يوحنا الدمشقي او ( يحيى الدمشقي اخر اب للكنيسة الشرقية و الشخصية اللاهوتية و الخبير في الفلسفة اليونانية.، و بالاخص الارسطويية، الذي ياتي اسمه في المؤلفات الاسلامية ب (منصور بن سرجون)، او ب( منصور الرومي). لكثرة خبرة هذا الرجل اللاهوتي المسيحي كُني ب( موجة الذهب) او( ابوفم الذهب). و هذا بسبب انه كان يتكلم و يخطب، فان مقولاته كانت كالذهب تخرج من فمه، او كما زعموا بانه كان منطقيا او خبيرا و حكيما.

#عماد_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات