أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز الحاج - وفاء سلطان وقائمة الإرهاب الإسلامي!














المزيد.....

وفاء سلطان وقائمة الإرهاب الإسلامي!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1529 - 2006 / 4 / 23 - 12:08
المحور: الصحافة والاعلام
    


لم تكن القائمة الإرهابية ضد عشرات من المثقفات والمثقفين العرب بالغريبة عن فكر ومنهج وسلوك المتشددين الإسلاميين وفروعهم الدموية. إن ورود أسماء كبيرة في تلك القائمة من أمثال العفيف وشاكر النابلسي والكاتبة التنويرية وفاء سلطان وغيرهم هو بحد ذاته شهادة لهم وإدانة للإسلاميين، الذين يعادون ويحاربون كل ما هو ليس في صف أفكارهم العفنة وشهواتهم الدموية، التي رأينا ونرى أنهار الدم السائلة بسببها في كل أنحاء العالم، قتلا، وتفجيرا، وقطعا للرؤوس، وذبحا للمعلم أمام تلاميذه الصغار، وإبادة للمدنيين بالجملة.
في فتوى أسامة بن لادن الصادرة في فبراير 1998 بعد تفجيرات السفارات الأمريكية في إفريقيا، يرد أن تلكم حرب دينية فرضتها السياسة الأمريكية "التي أعلنت الحرب على الله ورسوله"!! وقبله، كان السيد خميني قد قال إن الحياة ليست غير الدين [ أي الإسلام] والحرب. ونعرف كيف يستعمل الإرهاب الإسلامي راية الجهاد لمحاربة كل فكرة وكل شخص وكل حضارة غير الإسلام كما يريدونه. وقبل الاثنين كان سيد قطب يردد أن التناقضات الجوهرية في العالم ليست عرقية ولا سياسية ولا اقتصادية، بل هي تناقضات دينية، وأن القتال من أجل الإسلام وسفك الدم مبرران.
إن من الطبيعي أن يكون عداء الإسلاميين الأشد هو للمفكرات والمفكرين التنويريين، خصوصا لو كانوا من الدول العربية والإسلامية. إن وجود مفكر عربي تنويري هو مدان في نظرهم مرتين، أولا بسبب فكره وثانيا لكونه من بلدان يسودها المسلمون. نعرف ما حل بفرج فودة، ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، وعشرات الفتاوى ضد العفيف الأخضر وغيره، وتحريم الكتب، ومحاربة الفن والأفلام السينمائية التي لا تروق لفكر الإسلاميين الغيبي والغبي!
إن الفتاوى التي تحرض ضد المثقفات والمثقفين الذين لا تعجب آراؤهم دعاة التشدد الإسلامي وأئمة الجوامع، والتي بعضها يدعو جهارا للقتل باسم الردة، جريمة يجب أن تلقى أقسى العقوبات القانونية، لأن دعاة العنف والتكفير والتحريم هم مسؤولون أوائل عن جرائم المنفذين من عناصر [ جنود ] المجموعات الإرهابية.
إن غضب هذه المخلوقات التي هي شاذة بالنسبة للقرن الواحد والعشرين وغريبة كليا عن التحضر يكون غضبا مركزا عندما يكون الشخص امرأة تكتب بحرية معبرة عن آراء تنويرية ترفض التشدد وتدين نظريات احتقار المرأة وكل ما يعتبر "دليلا" دينيا على كونها أدنى من الرجل ويجب أن تخضع له وتسير بأوامره ونواهيه. ومن هنا يمكن أن نفهم أن ترد في قائمة الفضيحة الدموية أسماء مثقفات جريئات في التعبير عن الفكر المتقدم ونقد دعوات ومفاهيم التخلف التي يروج لها الإسلاميون. وإذا كانت حملة التحريض والتشهير ضد أحرار الفكر مدانة عندما تصدر عن دعاة دين إسلاميين هي حملة مدانة، فإن ضلوع صحفيين ووسائل إعلام في الحملة يجب أن يدان أضعافا. ومن هنا لابد من التضامن التام مع مفكرة بوزن الدكتورة وفاء سلطان عندما تتعرض لحملات قناة عربية تضليلية، معروفة الهوية والاتجاه، في نفس الوقت الذي يهيج ضدها أصحاب القائمة السافلة.
لقد ردت السيدة وفاء على حملة السيد فيصل القاسم من قناة الجزيرة، في مقال هو من أروع ما قرأته في حياتي الطويلة. إنها تكتب " كل بنوك العالم ليست قادرة أن تدفع لي ثمنا لكتاباتي فهي تفوق بقيمتها كل ثمن." وهذا أيضا لسان حال أمثال العفيف الأخضر وزملائه الأحرار. وتقول الدكتورة وفاء إنها لا تشتم الإسلام لأنها لم تتعلم السب في حياتها بل تعلمت الحب، ولكنها إنما تفضح " التركيبة العقائدية " التي تظلم المرأة العربية وتجردها من حقوقها وتسئ إلى إنسانيتها؛ تلك التركيبة التي تعتبر صلاة الرجل المسلم تفسد لو مر أمامه "كلب أو حمار أو امرأة"!!
انظروا مثلا ما حل بالمرأة العراقية تحت حكم الإسلام السياسي، من فرض الحجاب في مؤسسات الدولة، ومطاردة المسيحيات، والدعوات المتصاعدة لفصل الجنسين في الجامعات وغير ذلك من انتهاكات ما عرفت المرأة العراقية مثلها منذ أواخر الثلاثينات. والفضيحة الجديدة الكبرى في العراق عقد مؤتمر شعري في المربد بلا وجود امرأة واحدة، مع دعوة المئات من الرجال، وكأنما ليس في العراق والبلدان العربية عشرات من الشاعرات المبرزات!
إن الإسلاميين يرفضون بعنف وغضب أن تكون المرأة مساوية للرجل مع أن بينهن في العالم مئات العالمات والشاعرات والفنانات، ومن أعلام السياسة؛ بل ومنهن رئيسات للجمهورية في العديد من دول العالم.
يظهر أن الحملة التي تعرضت لها وفاء سلطان أدت لعكس ما أرادوه، فقد ازدادت شهرتها، واتسعت دائرة المعجبين بكتاباتها، من عرب وغربيين.
إنها تقف بجرأة ضد حملة التشهير والتحريض البذيئة. فلها ألف تحية.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكوميديا التراجيدية العراقية!
- التطرف الإسلامي والعدوان على الآخرين..
- في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..
- اليسار الفرنسي والعنف..
- العراق وإيران: من مفتاح من ؟!
- 31 آذار: ذكرى ميلاد حزب ديمقراطي علماني..
- تركات وأخطاء تهدد باغتيال 9 نيسان!
- فرنسا بين 1968 و2006، وهيمنة نزعات المحافظة..
- تحية للشعب الكردي في عيد الربيع والكفاح..
- في فرنسا: الشارع في مواجهة الإصلاح والبرلمان!
- العاشقان الراحلان: العراقي والبغدادي!
- المأزق الخطير والتقارير المرعبة!
- إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..
- لو كانوا حكماء، لتشكلت حكومة طوارئ مستقلة..
- الوضع العراقي من خارج العراق..
- أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!
- آراء في صحف غربية عن الإسلام السياسي في الغرب..
- مواقف ووجهات نظر فرنسية.[2-2
- الحرب -الصليبية الجديدة!
- الغرب أمام التطرف والإرهاب الإسلاميين..


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز الحاج - وفاء سلطان وقائمة الإرهاب الإسلامي!