عبله عبدالرحمن
كاتبة
(Abla Abed Alrahman)
الحوار المتمدن-العدد: 6153 - 2019 / 2 / 22 - 21:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان هناك دائما مصدرا للضوء يأخذنا الى ما نريد، ولكن، اين هو الان؟ وحقيقة المثل الاعلى غدت اكذوبة في زمن تبرأ من كل ما هو مثالي وايجابي في واقع لم يعد متاحا فيه اكتمال الحكاية بخاتمة سعيدة او قبول كل شيء عميانيا او تمثل الكذب على انه صدق!.
ماذا اصبح بهذا النور؟ اختفى. ان حركة الزمان تُغير كل شيء. وما نقوم به هو البحث في معجم اللغة العربية عن مفردات نبرر فيها فعل القدر الذي اصابنا بالعجز والتسليم ببشاعة الواقع والتحذير من المستقبل. ندور في فلك صفقة القرن، قمة وارسو وتصفية القضية الفلسطينية، فتح وحماس والخلاف المستمر بينهما واخيرا الدكتور نشأت الاقطش عميد كلية الاعلام في جامعة بيرزيت والذي خانه تفسير مفهوم التطبيع حين التقى مع اعلامي صهيوني وشكك بدور منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني من خلال برنامج تلفزيوني استطاع فيه التنكر لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى واهات الامهات والكيان الفلسطيني برمته. يسعدني ان اذكره بكلمات قالها البطل والاسير الفلسطيني سمير السرساوي والذي اعطى من عمره ثلاثين عاما في سجون الاحتلال وقد قال حين تنفس الحرية: ان السجن ليس سهلا ولكنه من ناحية اخرى فأنه كذلك اذا كان لدى الانسان ايمان بعدالة القضية وبما قام به لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. اريد ان اقول لحضرة المحاضر الاقطش ان الباب الموصد في الطريق الى فلسطين يسكن خياله وفلسطين كانت فلسطين وستبقى فلسطين ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.
الاحساس بالاتجاه نحو فلسطين ليس حالة غريبة تصيبنا وان الهبة التي قامت للدفاع عن المنظمة ليست مجرد ضوضاء تتوعد لنا وانما هو الوعد والعهد بأن لا نركع او نستسلم لاننا اصحاب الوطن وهم المارقون.
اذا اصبحت الحلول المطروحة على الساحة الفلسطينية محل شك والاطراف جميعها سائبة ويصعب ربطها على الوجه الصحيح فأن هذا لا يعني ان الثوابت ليست واحدة وان الامال رغم كل الاحباطات باقية، حتى لو كنا نأكل ونشرب ونغتاب بعضنا وكأننا جميعا في سن التقاعد فأن هذا الانشغال لن يبعدنا عن حلمنا ودماء الشهداء وكل التضحيات تؤكد على اننا ما زلنا نتنفس فلسطين والهوية الجغرافية والتاريخية لن تمس رغم الحاقدين والمستعمرين.
#عبله_عبدالرحمن (هاشتاغ)
Abla_Abed_Alrahman#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟